كيفية القضاء على الحرب والمليشيا

يوسف السندي
إن كانت هناك فائدة واحدة ترجي من الحرب الحالية، فهي انها أعطت الجميع دليلا دامغا على ما يمكن ان تفعله الانظمة العسكرية بالبلاد.
فحقيقة هذه الحرب تكمن في اسبابها، وليس في نتيجتها، والاسباب التي قادت الى هذه الحرب تتلخص في الاسباب التي قادت الى ظهور الدعم السريع.
اخماد هذه الحرب عبر قتال المليشيا او الدمج والتسريح بدون معالجة الاسباب التي ادت الى ظهور الدعم السريع يعني فتح الباب في المستقبل لظهور مليشيات جديدة وحروب اخرى مشابهة.
ويجب الاشارة الى ان ظهور الدعم السريع كمليشيا مسلحة، لا ينفصل عن ظهور مليشيات مسلحة متعددة في الواقع السياسي في الفترة الماضية، من بينها الدفاع الشعبي، الامن الشعبي، كتائب الجهاد الكيزانية.
اهم اسباب ظهور الدعم السريع هو وجود نظام الحكم العسكري الشمولي الذي أصدر قرار تكوين مليشيا الدعم السريع.
أصدر الطاغية عمر البشير في عام ٢٠٠٣ قرار تكوين مليشيا الجنجويد، ثم طور النظام العسكري من وجود هذه المليشيا حين صادق المجلس الوطني للكيزان على قانون الدعم السريع رسميا في ٢٠١٧، وهكذا أصبح الدعم السريع بنص القانون جيشا اخرا للدولة.
من اسباب ظهور الدعم السريع ايضا اندلاع الحرب في دارفور ضد نظام البشير، وعجز الجيش عن حسم الحركات المسلحة الدارفورية، مما قاد الطاغية البشير لاصدار قرار تكوين هذه المليشيا.
يتضح مما سبق ان العوامل الأساسية في ظهور الدعم السريع ثلاثة هي : النظام العسكري الشمولي، الحرب، وضعف الجيش.
ولكن هناك سببان من بين هذه الاسباب الثلاثة يعود وجودهما الى السبب الثالث، الحرب اندلعت رفضا لسياسات النظام العسكري الشمولي، وضعف الجيش نتج عن سياسات الادلجة التي اتخذها ذات النظام الشمولي، عليه يتضح ان السبب الرئيسي والوحيد الذي قاد الي ظهور الدعم السريع، هو ذاته السبب الذي أدى لاندلاع وتفاقم حرب دارفور، وهو ذاته السبب في ضعف الجيش، وهو سيطرة الحكم العسكري الشمولي على البلاد.
الحديث عن القضاء على الدعم السريع والمليشيات بدون القضاء على كل فرص اقامة الانظمة العسكرية هو محض هراء.
القضاء على المليشيات وايقاف الحروب وصناعة جيش قوي، يتمثل في شيء واحد فقط هو: القضاء على الانظمة الشمولية وإقامة الدولة المدنية. وهذا ما بالضبط ما استهدفته ثورة ديسمبر، وهو الهدف الذي يريد الكثيرون دفنه وغبره في غبار الحرب الحالية، ولكن هيهات.
كلامك صحيح سبب البلاوي كلها الحكم الشمولي كان عسكريا او مدنيا.. الذي يحيرني اننا نتفق جميعا على الثورة ضد النظام الشمولي ونتناسي خلافاتنا لكن بعد نجاح الثورة تظهر لنا فصائل تدعي ملكيتها للثورة وتاتي بشعارات لم ينادي بها الشعب وترفض انها ثورة شارك فيها الجميع فبالله ديل مش احسن منهم العسكر..لعنة الله على سارقي الثورات.
بس الجنجويد في الاصل انشأه سيدك الصادق – قبل حكم الكيزان عبر قوات المراحيل!!!!
ولا الموضوع دا نسيتوه خلاص!
انتم بداتم المشروع للاسف!!