
شيخنا اسماعيل صاحب الربابة، انداح عشقاً في عديد النساء، لم تمنعه المشيخة وﻻ وراثته لعرش مملكة تقلي من أن يناغيهن خارج مؤسسة الزواج.
في النص التالي يبوح صاحب الربابة بإسم معشوقة أخرى هي (مُهرة الضُّنقلاوي) بنسبها الجهوي ليعطي اشارة إلى أن تلك الأخرى كانت ضمن قافلة شايعها بعواطفه التي لم تكن تستقر عند باب واحد..
كما أن النُسبة لدنقلا في ذاك العهد، لا تشي بمعنى الاتصال الشرعي، فهي لم تكن زوجة بأي حال، وإلا لسَقط القناع، وعبّر الشيخ عن تلك العلاقة بترتيبات أُخرى،، فالعاشق قد يسهو بالمكتنز، وإن كان هو نفسه صاحب الكنز، فإنّه ــ لا محالة ــ يترفّع عن البوح!
قال الشيخ اسماعيل:
نشِدْ نحتفل فوق أثرها
نشِق أُم رَتْرَتْ اليّهْتِفْ مَطَرْها
مُهرة الضُّنقُلاوي المَكْنوز ضَهرها
يَعاف المُورُود الدّاخل كَجرْها..
هذه عشيقة، إلى جانب تهجة وهيبة، ودونها أخريات ربما لم يعلن صاحب الطبقات عن حضورهن.. هذه المرأة يُشبّهها الشيخ بمُهْرة دنقلا (الضوّاية) كما هو وارد عند مغنواتية عصرنا الحالي… ودنقلا من عهدا قديم تشتهر بجمال خيلها، ونسائها أيضاً، فإلى تلك النواحي تُنسب الملكة السمراء نفرتيتي – زوجة اخناتون – فرعون الأسرة الثامنة عشرة.
ولإسم نفرتيتي دلالة في الرطانة، في معنى: السّمحة جَات، أو جاءت الجميلة، بالعربي الفصيح.
من أجل هذه المُهرة، يخوض صاحب الربابة (أم رَتْرَت) حيث تنهال السهام والحراب كالمطر، كونها أنثى تشفي العليل من أسقامه حين يلج إلى خِبائِها .. وبالطبع فإن ذاك الولوج لم يكن دخولاً موثقاً، ولا هو خلوة شرعية بأشراط النص الفقهي، ولو كان كذلك لما تحسس الشيخ سيفه أصلاً، لأن قرينة الحرب، تدل على أن الشيخ كان على استعداد لأن يدفع ثمن عشقه من دمه، وأن ذاك العشق كان مغامرة، وأنه في تلك المغالبة يُبدي اصراراً لا حدود له في تعقُّب تلك الأنثى، فهو القائل: نشِدْ، نحتفِل فوق أثرها،،، أي أنه يسرج خيله – يشِق التيه – في سبيلها.
أي إمرأة هذه، التي تكلِّف العابد دمه، وتدك سياج الوقار الذي تصنعه حوله هالة القداسة والسلطة؟
لا شك أنها كانت أنثى طاغية، لكنّها ــ على التحقيق ــ لم تكن الوحيدة!
كما أن الشيخ في ابتلاءاته، لم يكن مُقيّداً بكوابح النص التي لم تكن عميقة الجذور في مجتمع الفونج كما يتوهم البعض، ناهيك عن أن يكون مُطبقاً كقانون تحت حراسة (دولة دينية)!
كم كان حريّاً بدعاة الاسلمة تفكيك عوالم صاحب الربابة الذي لم يدخل الخِباء عليلاً ،، فهذا المُدنف – كما ترون – قد أتى بما هو أكثر من (الشروع في الزنا)!
من المستحيل إذن، القول بأن سلطنة سنار كانت (إسلامية) بل كانت تستمد هُداها من مجالس الفقرا والأعراف القبلية، ومن مستويات فهم نخبتها الصوفية لنصوص شحيحة نثرتها البداوة فوق المراعي.
نقلاً عن المواكب
ياخي امشي وين انا انا ما مصري لكن مصر فعليا في السودان مثل السعودية في البحرين. افهموا والمصريين جبارين واقليميا لهم القدح المعلا فالأفضل مهادنتهم لان الرجال ماتوا في كرري وحيموتوا تاني وتالت ورابع وما حتوصلوا للصولجان