مقالات سياسية

هل يتحقق الحلم الكبير؟

محمد حسن شوربجي

⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕
في خضم حياتنا المعقدة و القاسية جدا وحال بلادي افتقدنا كل الجمال.
افتقدنا الابداع.
افتقدنا التميز.
افتقدنا الحكمة.
افتقدنا المحبة.
افتقدنا وحدة الصف.
افتقدنا  الكثير.
وهذا مؤشر خطير  يطرح علينا  علامة استفهام حول آفة سقوط المعاني و ماهيات  الجمال في غياهب النسيان.
فانتشار الرداءة في كل مناحي الحياة اصابت نفوسنا بالكآبة.
فاصبحنا شعب يبحث عن لقمة  عيش دون سواها.
وقد صدق من قال ان الجوع كافر.
وحقا فلا يستطيع المرء أن يفكر  أو يخلد للنوم ما لم يكم مرتاح البال (شبعان ورويان) .
ولا  يستطيع شعب جائع أن يستمع إلى العقل أو يكترث للعدل أو يتعلق بالمبادئ ما لم يكن مرتاح البال.
فما يحدث  في السودان ومنذ الاستقلال يدعو للحزن.
فلقد خرج  المستعمر وترك لنا بلادا جميلة تغسل شوارعها  بالماء والصابون.
ترك لنا بنية تحتية من مشروع جزيرة  وخطوط سكة حديد لا مثيل لها في كل القارة.
فلماذا انقلب حال الوطن  بؤسا بعد بؤس ؟
لقد ظننا ان ابناء الوطن سينهضون به.
فانطلقنا  نزغرد ونصفق ويقبل بعضنا بعضا.
وفرحنا وضحكنا ضحك طفلين معاً ..
وعدوّنا فسبقنا ظلنا..
وغنينا انا سوداني انا
والسودان غني بالموارد.
والسودان سلة غذاء العالم.
وعندنا الاراضي.
وعندنا المياه.
وعندنا المعادن.
وعندنا الذهب.
ومرت السنون
وتوالت الحكومات .
وانقلاب يليه  انقلاب.
وفشل تلاه فشل.
وتدهور الحال.
و انتبهنا بعد ما زال الرحيق ..
فلقد خاب ظننا .
وقد  تنادوا  مصبحين.
فهذا بياننا رقم 1  و قد صدر تحت توقيعنا بقصر الشعب.
فلقد جئنا لننقذكم.
فما كان الامر انقاذا.
وما كان الامر دينا.

وقد ازدادت  اسوار السجون قضبانا وبيوت أشباح ومواقف شندي تعذيبا وتقتيلا .
واتوا بدوشكاتهم وتاتشراتهم.
فكانت الابادات في دارفور.
وكان فض الاعتصام ورمي الشعب في النيل.
ولم تبقي لنا  مآلات نلوذ اليها من عذابات بنوا جلدتنا.
فاكتست وجوهنا حزنا والما.
وهامت جموعنا  في ارض الله هجرات و بشتي الاساليب.
فلقد فشلنا  في حكم انفسنا ومنذ الاستقلال.
فشل العساكر.
وفشل اليمين.
وفشل اليسار.
وفشل الوسط.
وفشل الجميع.

وهبت ثورة الشعب الفتية في ديسمبر.
ليعود الامل من جديد.
سودان جديد خالي من تجارب الماضي وعوالم الفشل التي كانت.
سودان جديد خالي من كل امراض التاريخ  وتلك النخب الفاشلة التي ظلت تتداول حكم الوطن فيما بينها.
سودان خالي من اللصوص وتجار الدين.
سودان خالي من القتل والتنكيل والسرقات.
فهل يتحقق الحلم الكبير ؟
⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..