للأميرات في يوم “الأميرات”..

لم أجد مشقة مثل التي وجدتها اليوم (يوم الأم) من أجل أن أكتب لوالدتي أميرة الحُُسن / أميرة خليل إحيمر..
إعتصرني مخاض (الكتابة) و إندلقت دمعة (الشوق) طوعاً و إختياراً و بيدي يراعي يتضاءل جازماً بعجزه عن أن يسكُب مداداً أحدث به الناس عن أعظم (الأميرات) في حياتي..
كيف لا و أنا (البعيد) مكاناً و هي القريبة للنفس (الطالع ..نازل) مع الروح حتى الحشرجة و مع بر الوالدين ما بقي الدهر.. لأجد حالي كحال عُصفور (حِنين).. مرة تلقاهو يغني.. و مرة يقاسي الرياح.. مرة في وادي (المحنة).. عُمرو ما ملّ الرواح..!
يا ليتني أقرض الشعر لأسرح و أمرح، و أبدي و أشكي و أبث سلواي و نجواي ..و أبوح و أبوح و أبوح للأميرة..
لا ينفصل الحديث عن (أميرتي) عن الحديث عن (أميرة الأخرى) إن جاز لي التعبير و هي والدتي و عمتي الراحلة الحاجة / أسماء عبد القادر خرومي.. (أسماء بكش) ، كما يُعرفَها أخرون نسبة لزوجها الوالد و العم مصطفى بكش ، أمد الله في أيامه..
كلما سمعت مقولة (راحوا الطيبين) ، تجدد إعتقادي الجازم بأن هذه المقولة قيلت لتوصف رحيل مثيلاتها و أمثالها.
أحبها الناس و وجدت عندهم قبولاً بين كل من يعرفونها و تميزت بهذا عن غيرها و عاشت فريدة زمانها و (زينة) قريناتها و سيدة للأخلاق.
كاذب من يقول أنها أن الراحلة قد أسمعته ما لا يرضيه أو أنها فعلت ضده ما لا يريد.
تركت برحيلها شرخاً كبيراً في حياة زوجها الوالد مصطفى بكش و أبنائها و بناتها و جميع معارفها وأحسب أن أقرب الناس إليها لا يصدقون بعد أنها رحلت عن هذه الفانية على الرغم من يقينهم أنها توسدت التراب.
الموت سنة الله في الأولين و الأخرين و لن تجد لسُنة الله تبديلا و لن تجد لسُنة الله تحويلا.
اللهم ألبس والدتي ثوب الصحة و العافية دوماً و أحفظها لنا و أحفظنا لها و ألطف بلطفك على أمهاتنا الأحياء جميعا و ارحم الأموات منهن برحمتك يا أجود الأجودين و أكرم الأكرمين و أرحم الراحمين.
رحماك ربي فألطف بهم..
في جنة رباه تجمعنا بهم
في جنات خلد مع نور اليقين.
الرشيد حبيب الله التوم نمر
[email][email protected][/email]