أخبار السودان

في ذكرى رحيله الثامنة: من صفي الدكتور خليل ابراهيم؟!!

بكري الصائغ
١-  بهدوء شديد، مرت ذكري ثمانية اعوام علي اغتيال الدكتور خليل ابراهيم، مؤسس حركة !العدل والمساواة”، الذي قتل في منطقة “ود بندة” بولاية شمال كردفان في يوم ٢٤/ ديسمبر عام ٢٠١١، بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية.
  ٢- مباشرة بعد مصرع خليل تضاربت الاخبار حول حقيقة مصرعه، فبعد ساعات من اعلان القوات المسلحة مقتل خليل، اكدت حركة “العدل والمساواة” مقتل خليل ولكنها افادت انه قتل في غارة قصفت موكبه بصاروخ اطلق من مجهولة، نافية وقوع اي اشتباك مع القوات الحكومية، وجاء خبر اخر (غير مؤكد) وافاد ان طائرة حربية فرنسية انطلقت من قاعدة حربية فرنسية موجودة علي الحدود التشادية- السودانية هي التي قامت باطلاق صاروخ اصاب بدقة شديدة العربة التي كان يستقلها خليل واخرين مسلحين معه، ودمر الصاروخ العربة بشكل كامل وتفحمت الجثث.
 ٣-  من هو الدكتور خليل ابراهيم؟!!
 (أ)- ولد خليل ابراهيم في عام ١٩٥٨، في قرية “الطينة” شمالي دارفور على الحدود السودانية التشادية  لأسرة تنتمي إلى قبيلة الزغاوة، تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في قرية الطينة، والثانوي في مدرسة الفاشر الثانوية في دارفور، وتخرج من كلية الطب بجامعة الجزيرة عام ١٩٨٤، ويقال ان لديه صلة قرابة دم مع الرئيس التشادي ادريس ديبي ولذلك يتم اتهامه بانه يلقى الدعم المالي والعسكري من حكومة ديبي وهو ما ظل ينفيه.
 (ب)- عمل وزيرا للتربية والتعليم في ظل حكومة الإنقاذ في ولاية شمال دارفور ومستشارا لحكومة بحر الجبل، حتى قدّم استقالته عام١٩٩٠ كما عمل وزيرا للصحة في شمال دارفور ووزيرا للشؤون الهندسية في ولاية النيل الأزرق.
 (ج)-  انضم خليل إلى الحركة الإسلامية منذ أن كان في المرحلة الثانوية من دراسته ثم أصبح أحد قياداتها في دارفور، وبين عامي ١٩٨٩-١٩٩٩، كان قائدا بارزا في قوات “الدفاع الشعبي” و”كتائب المجاهدين” التي قاتلت في جنوب البلاد، وهو كادر إسلامي دارفوري انشق عن الحركة الإسلامية عام ١٩٩٣  وانضم إلى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق.
 (د)- وحين حدث الانشقاق في صفوف الحركة الإسلامية السودانية عام ١٩٩٩بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي، كان خليل أحد ثمانية من قادة الحركة الذين انحازوا إلى الترابي.
 (هـ)- في عام ٢٠٠٣، أعلن خليل التمرد وأسس حركة العدل والمساواة، واستهل تمرده بمهاجمة مطار مدينة الفاشر، فدمر كثيرا من الطائرات والمنشآت، وقتل عددا من رجال الشرطة والجيش والمدنيين،  ورفض التوقيع على اتفاق السلام (المشهور باتفاقية أبوجا) الذي وقعته الخرطوم مطلع مايو ٢٠٠٤،  مع بعض أطراف أزمة دارفور، وهاجمت قواته مدينة أم درمان إحدى أضلاع العاصمة المثلثة في مايو ٢٠٠٨.
 (و)-  بعد تجميده لمشاركة الحركة في مفاوضات السلام بشأن إقليم دارفور التي ترعاها قطر، ومحاولته الالتفاف على الاتفاقيات التي سبق توقيعها هناك والسعي لإيجاد منبر بديل للتفاوض، قامت السلطات التشادية بطرد خليل من أراضيها في منتصف مايو ٢٠١٠،  فلجأ إلى ليبيا.
  (ز)-  طلبت السلطات السودانية من الشرطة الدولية (الإنتربول) القبض عليه وتسليمه إليها، لكن بعد اندلاع ثورة ١٧/ فبرايرفي ليبيا ضد حكم القذافي، اضطر خليل إبراهيم للرجوع إلى السودان، وبعد عدة أشهر من رجوعه من ليبيا لقي مصرعه في شمال كردفان.
 ٤-  تباين حزبي بشأن مقتل خليل إبراهيم:
 (أ)- لم يجد المؤتمر الوطني غيرالاحتفاء والابتهاج بمصرع خليل، وان القوات المسلحة حققت إنجاز كبير يستحق الوقوف عنده، عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم ربيع عبد العاطي قال إن خليل كان يبحث عن موطئ قدم في دارفور أو شمال كردفان بعد “حسم القوات المسلحة لمنسوبي حركته في كل المواقع الرئيسية بدارفور”، مشيرا إلى أن ترنحه -أي خليل- بين البحث عن مكان آمن وإيجاد منفذ لدولة الجنوب “قاده لهذا المصير”.
 (ب)- اكتفت قوى سياسية بعدم التعليق حول الأمر سلبا أو إيجابا، بينما قللت قوى أخرى من نتائجها السلبية على المتمردين بدارفور.
 (ج)-  أكدت بعض الأحزاب الأخرى أن مقتل قائد أو فرد لا يعني نهاية فكرة يؤمن بها كثير من أتباعه.
 (د)- أما حزب المؤتمر الشعبي المعارض ورغم إشارته إلى تأثر الحركة بمقتل زعيمها، إلا أنه رأى أن للحركة برنامجا سياسيا متقدما وهيكلا تنظيميا متطورا، مشيرا إلي أن فقد خليل إبراهيم “ربما أثر نفسيا عليها -العدل- لبعض الوقت”، وقال عبر أمينه السياسي كمال عمر عبد السلام إن مقتله “ربما أعطى مناصريه دفعة معنوية لقيادة حرب كبيرة ضد الحكومة”، وتوقع أن يعمل ذهاب خليل إلى تعقيد أكبر لمشكلة دارفور، واعتبر أن مقتل زعيم العدل والمساواة “ليس انتصارا للحكومة بل خصما على الحل السلمي الذي ينشده الشعب السوداني في دارفور وفي كل المناطق المتأثرة بالحرب”، مشيرا إلى أن العدل والمساواة كانت قد جربت غيابه دون أن يكون له الأثر الكبير عليها.
 (هـ)- اعتبر حزب الأمة القومي المعارض أن الوقت ما زال مبكرا لتوقع ما يمكن أن يحدث في المستقبل، مشيرا عبر عضو مكتبه السياسي فضل الله برمة ناصر للجزيرة نت إلى ضرورة الانتظار لوقت لاحق.
 (و)-  اما الحزب الشيوعي السوداني فقد اعتبر أن مقتل الفرد لا يمكن أن يؤثر على حركة منظمة ذات برنامج مطروح للتغيير، مشيرا إلى إمكانية إحداثه لبعض الضعف الوقتي في صفوفها، وقال الناطق الرسمي باسمه يوسف حسين للجزيرة نت إن ارتباط اسم حركة العدل والمساواة باسم خليل لن يكون سببا لموتها، مشيرا إلى أن الأمر سابق لأوانه “للحديث عن نهاية حركة تقاتل لأكثر من عشر سنوات في وجود خليل وفي غيابه”.
 ٥- حقائق جديدة عن مقتل د. خليل إبراهيم !
(موقع “النيلين”-2013/09/09:- على الرغم من مضي أكثر من عام ونيف حتى الآن على رحيل زعيم حركة العدل والمساواة الدارفورية الدكتور خليل إبراهيم، حيث لقي مصرعه فى الثالث والعشرين من ديسمبر 2011 بمنطقة ود بندة، شمال كردفان إلا أن تداعيات وتفاعلات الحدث الذي هز الحركة هزة لم تشهدها من قبل، بل ربما تسبب فى رحيلها هي الأخرى وغيابها عن المشهد الدارفوري إلا من هجوم عابر هنا، وهزيمة نكراء هناك. الجديد الآن بشأن مقتل د. خليل أن هنالك تسريبات بدأت تأخذ حيزاً داخل أروقة الحركة، وتجد شواهداً وأدله لها، فهنالك إشارة الى قيام دولة أروبية كبرى بتنفيذ العملية بالتعاون مع دولة افريقية مجاورة وهذه التسريبات راجت كثيراً، ولكن الأكثر خطورة فى هذا الصدد -وهو ما نحن بصدده- أن التسريبات أكدت ضلوع خلية داخلية -من داخل الحركة نفسها- بقيادة شخصية نافدة للغاية داخل الحركة يدعى (س.ص) ويتمتع بمكانه خاصة لدى د. خليل فى العملية.).
 تابع المزيد من هذا الموضوع عن
مقتل د. خليل إبراهيم في الرابط ادناه:
 ٦- تفاصيل مقتل خليل ابراهيم بلسان قائد التدريب بالحركة (ود الامين)

 ٧-  مرت ذكرى مصرع الدكتور خليل مرور الكرام ولم يتذكرها احد، وتجاهلتها الصحف، بل والاسوأ من كل هذا، ان ذكرى خليل لم تجد حتى مجرد تحية من أهل القضية في حركة “العدل والمساواة”!!
 بكري الصائغ

‫2 تعليقات

  1. شتات ذكريات قديمة
    في رحيل دكتور خليل
    ١- ما ان تأكد موت خليل، حتى هرعت أسرته التى تقطن جنوب الخرطوم فى ضاحية مايو، الى نصب السرادق لتلقي العزاء فى الفقيد. إلاّ ان مراسم العزاء لم تكتمل ولم يتلقى ذووه العزاء من الجيران والاصدقاء والمعارف كما جرت العادة، إذ أن قوات الشرطة التى اقتحمت المكان رفعت السرادق الذى نصب للتوّ وأمرت المعزين بمغادرة بيت العزاء فوراً وأتبعت الأوامر بقذف المعزين بعبوات الغاز المسيلة للدموع. الا ان هذه الاجراءات الأمنية لم تمنع القادة السياسيين، خصوصاً من القوى المعارضة، من التوافد الى بيت خليل وتقديم واجب العزاء لاسرة الفقيد. كان الترابى أول زعيم سياسى يصل الى البيت ويلقى بكلمة موجزة عن الراحل، مؤكدا فيها ميزات شخصية خليل وقوة شكيمته، فى الدفاع عن قضيته لدرجة تقديم روحه فداء للقضية، بحسب عبارات الترابى.
    ٢- خليل ابراهيم يقض مضاجع
    الحكومة السودانية حتى بعد مقتله
    ( تؤكد القوات المسلحة والحكومة السودانية وقادة الحزب الحاكم ان خليل قُتل أثناء المعركة فى نواحى شمال كردفان. الا ان كثير من المراقبين يرون ان إغتيال خليل بالصورة التى تم بها سوف يساهم فى تعقيد قضية دارفور اكثر مما هى معقدة، وسوف يعمق الهوَّة بين الفرقاء المتحاربين باعتبار ان الحكومة القائمة ادخلت ثقافة التصفية الجسدية واغتيال الخصوم، الأمر الذى سيكون له تبعات وعواقب وخيمة على استقرار البلاد. وفى هذا السياق يرى جبريل إبراهيم، أحد أبرز القيادات غير الميدانية بحركة العدل والمساواة، وشقيق خليل إبراهيم، ان الحكومة بإغتيال خليل تكون قد أوصدت باب الحوار نهائياً مع الحركات المسلحة فى دارفور. ويأسف إبراهيم لفتح الحكومة لباب الإغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية، الأمر الذى من شأنه، حسب إبراهيم، ان يسهم فى مفاقمة الأزمة السياسية فى السودان ككل وفى دارفور على وجه الخصوص.).
    ٣- حقائق تنشر لأول مرة … كيف قتل خليل ابراهيم
    الرابط:
    http://www.alsudaniya-sd.com/new/s/325
    ٤- حركة العدل والمساواة السودانية تتهم الرئيس التشادي بضلوعه في مقتل زعيمها قبل عامين
    الرابط:
    http://www.sudanile.com/53860
    ٥-خليل إبراهيم قتل على نمط عمليات حلف الناتو في ليبيا – الترابي: (رجح الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان حسن الترابي تورط جهات دولية فى اغتيال زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم ونبه الى ان الطريقة التى دمرت بها سيارته كانت على شاكلة عمليات حلف الشمال الأطلسي “الناتو” التي نفذتها في ليبيا. وقال الترابي في تصريحات أدلى بها أمس الاثنين بعد تأكيد الحركة مقتل خليل إبراهيم في غرب السودان، ان الهجمة استهدفت سيارته فقط وقضت عليه وحارسه الذى كان معه وقتها دون ان تمس بقية أعضاء جماعته من المرافقين. وأشار إلى ان الرجل كان موضوع منذ وقت طويل على القائمة السوداء ومنع من دخول الاراضى الامريكية.).

  2. ماذا قالوا، وكتبوا، عن مقتل د/خليل ابراهيم؟!!
    ١-(اعتبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن مقتل زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور خليل إبراهيم «قصاص رباني»، ونهاية لفصل من الأحقاد والخصومات غير المبررة..وقال البشير في كلمة ألقاها خلال احتفال لقادة وأركان الجيش السوداني: إن مصرع إبراهيم هو «قصاص رباني» لما ارتكبه من جرائم، ولاختياره طريق الحرب وترويع الآمنين والأبرياء ورفضه خيار السلام. ورأى في مقتل إبراهيم «رسالة لأطراف تغذيهم أطماع خارجية لم تميز بين حق الوطن وحدود المعارضة ولم تفهم التغيرات على الساحة الإقليمية ومن بينها تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد وسقوط نظام القذافي وتوقيع اتفاق الدوحة لسلام دارفور وجنوح الإقليم للسلم».).
    ٢- عبدالرحيم حسين وزير الدفاع في جلسة سرية للبرلمان إن “محادثة هاتفية”هي التي مكنت من رصد زعيم حركة العدل والمساواة . وهو الامر الذي أكده الناطق الرسمي للقوات المسلحة الصواردي سعد في اشارة لرصد ومتابعة المواطنين لتحركات د. خليل رصدا ادي في النهاية للايقاع به في الفديو التالي.
    ٣- معسكرات النازحين واللاجئين تعزي
    وتختم القرءآن وتستنكر فرحة حزب البشير بمقتل خليل ابراهيم
    https://www.sudaress.com/alrakoba/39508
    ٤- معسكرات النازحين واللاجئين تعلن الحداد
    على الشهيد الدكتور خليل ابراهيم وتختم القران لروحه: (أعرب النازحون واللاجئون عن بليغ حزنهم عن فقدهم الجلل للشهيد البطل الدكتور خليل ابراهيم محمد واكدوا انهم انزلوا القرءآن الكريم تلاوة على روح الشهيد.وإستنكروا في برنامج إذاعي براديو دبنقا ابتهاج أعضاء المؤتمر الوطني باغتياله وإعتبروا ذلك سلوكاً دخيلاً على الشعب السوداني. وقالوا ان الشهيد خليل لم يتضرر منه احد في دارفور او كردفان او في السودان وكان يضبط جيشه ويلزمه بقانون الحركة الذي يحمي المدنيين ويرفض نهب ممتلكات المدنيين وقاتل من اجلهم وأغتيل من اجلهم، وقالوا انهم اعلنوا الحداد على إغتيال شهيد الحرية ولم تفتح الاسواق ولم يذهب الطلاب إلى المدارس.).
    ٥- الناشط الاعلامى المعارض، علاء الدين محمود، ان السلطة ورغم سعادتها بمقتل خليل، الا انها لن تكسب كثيراً، خاصة وانها قد اسست لثقافة الاغتيالات السياسية مما يؤسس في الوقت ذاته لثقافة الانتقام والقتل المضاد.
    ٥- قال جبريل آدم بلال المتحدث باسم الحركة في لقاء مع بي بي سي “”حدث هجوم من طائرة صوبت صاروخا محكما، وهذا يؤكد أن هناك مؤامرة من المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في السودان) مع دول من المحيط الإقليمي، دارت معركة يوم الخميس في منطقة ام قوزين (في ولاية شمال كردفان)، وتمكنت القوات المسلحة من تدمير هذه المجموعة، وكان من ضمن الذين اصيبوا خليل ابراهيم، لكنه لم يمت وانسحبوا به جنوبا الي منطقة ام جرهمان (في ولاية شمال دارفور) حيث توفى في هذه المنطقة امس السبت ودفن فيها”.
    ٦- قال محامي الدفاع في قضايا حركة العدل والمساواة آدم بكر المحامي في تصريح لـ(السوداني) من داخل منزل خليل إبراهيم بمنطقة عد حسين جنوب الخرطوم إن قوات الشرطة ظلت محاصرة المنزل منذ الصباح الباكر وقامت بمصادرة صيوان العزاء ومنعت أسرته من تلقي العزاء، مشيراً إلى أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في أوساط المعزين الذين أجبروا على التفرق. في السياق شهدت “السوداني” تواجد عدد من ذوي القتيل من ضمنهم نجلي القتيل “محمد وإبراهيم “، فيما كان د. حسن عبدالله الترابي أبرز المعزين بمنزل القتيل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..