أخبار مختارة

هل نجحت محاولات سرقة ثورة ديسمبر؟

صلاح شعيب

منذ نجاحها في إسقاط نظام الحركة الإسلامية تكثفت المحاولات المستميتة لسرقة الثورة. بدأت المحاولات باستلام أبنعوف السلطة ليوم ونصف، وتلته محاولات حميدتي للاستعانة بالإدارات الأهلية، ولقاء البرهان بجيوب حزبية انتهازية ساهمت في تمديد سلطة البشير. وجاء فض الاعتصام، وإيقاف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، ليكون ضربة قاصمة للثورة، والثوار. ومع كل هذه المحاولات نجحت سيرورة الثورة في تكذيب الطامعين في سرقتها.

وفي العامين الماضيين كانت هناك مؤشرات قوية للاحتيال السياسي من خلاله تُقوض أهداف الثورة، ومن ثم نُحمل على التطبع مع ما يجري الآن في المشهد السياسي.

فحتى هذه اللحظة لم يتغير أي شئ جوهري يشيء بأننا وضعنا اللبنات الصحيحة لبناء الدولة الوطنية، ومفارقة النهج السياسي الذي أولد الحروب، والمجاعات، والهجرات المليونية للخارج، وإهدار الموارد، إلخ. فالسياسيون لا يزالون يكررون ذات الخطأ التي بدأ منذ فجر الاستقلال: الإعلاء من قيمة المصلحة الحزبية على حساب مصلحة الوطن.

ما دون ذلك من تحركات لغالب تياراتنا السياسية، والعسكرية، يندرج تحت إطار البحث عن الانفراد بالرأي الأحادي دون التوصل إلى تنازلات عن الاعتداد بالموقف الحزبي. فأحزابنا عند مقاومة النظم الديكتاتورية تتفق على برنامج الحد الأدنى للمقاومة، ولكن يظل التوافق السياسي عند وصولها إلى الحكم معضلة كئيبة.

الآن، ما يزال الغش السياسي، ونقض العهود، مطروحين بشدة لدى الممسكين بطرف من السلطة، مدنيين، وعسكريين. فالوثيقة الدستورية – كما جاء هذا الأسبوع على لسان اثنين من القادة الذين شاركوا في صياغتها – انتهكت، ولا نجد من يحاسب المنتهكين عبر محكمة دستورية. وبخلاف شهادة هذين القائدين السياسيين، وتقديم أحدهما الاعتذار للشعب السوداني، فإن مبادرة حمدوك تقف دليلا على اللولوة السياسية، وخيبة حكومته إزاء إنجاز أهم شعارات الثورة: السلام، والعدل. وضف لهذا تصريح أحد قادة قحت قبل يومين بأن البرهان، وحمدوك، لا يرغبان في تشكيل المجلس التشريعي.

إن فترة عامين كانت كافية لتسريع التفاوض مع عبد الواحد، والحلو، وحسم موضوع المحكمة الجنائية الدولية، والوصول للجناة الذين فضوا الاعتصام. ولكن يبدو أن أطرافا داخل السلطة تسهم في تأخير حسم هذه الملفات المهمة لأجل عرقلة مسار الثورة. أما الملفات الأخرى المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي، وتأهيل الجيش، ودمجه مع الدعم السريع، وإصلاح الخدمة المدنية، وإزالة التمكين بأشكاله كافة فما تزال إمكانية حسمها متعثرة لشيء في نفس يعقوب.

لا المجلس التشريعي، ولا تكوين المفوضيات، ولا المؤتمر الدستوري، ولا قانون الانتخابات، يمثلون أولوية الآن، ولذلك يريدنا اللواء السابق فضل الله برمة ناصر الكنكشة في مبادرة حمدوك، وكأنها طوق النجاة. فقد طالب رئيس الآلية، وفقا لموقع الراكوبة، “بتخطي الجراحات والنظرة الانتقامية، في وقت جزم فيه بأن لجنة التحقيق المستقلة في فض الاعتصام برئاسة المحامي، نبيل أديب، لن تستطيع أن تفصح عن المجرم، داعياً للتنازل من أجل الوطن..”

إذن فلتذهب العدالة إلى النسيان ويكون شعار الثورة التي مهر فيها الشباب روحه، ودمه، وهما راديكالياً.. هكذا فقط يمكن تفسير رأي برمة، وبالتالي لا مناص لأسر الشهداء من البحث عن القصاص عبر جهات خارج البلاد كالمحكمة الجنائية الدولية، وغيرها. أما ما نستشفه من رئيس آلية مبادرة حمدوك الذي يطالبنا بتجاوز المرارات فهو بعض من مناظر المبادرة التي لم تكشف عن هدفها الموحد بعد. فالأستاذ ياسر عرمان يقول إنها لتوحيد القوى الثورية، وكذا يواليه مقررها الأستاذ طه عثمان. أما رئيسها فيقول إنها لتوحيد “كل السودانيين”، ويرفق تصريحه مطالبا الثائرين تحديدا بتجاوز النظرة الانتقامية، وتخطي الجراحات. والسؤال هو من الذي انتقم حتى الآن ضد الإسلاميين لو كان برمة يستبطنهم في قوله؟

إن هذا الغش السياسي ستبور تجارته لا بد. وقد قلنا من قبل إن في حل القضايا الجوهرية يكمن استقرار البلاد. ومهما حاول السياسيون، والعسكريون، تجيير الثورة لمصالحهم الآنية، والمستقبلية، فإنهم لن يبلغوا المرام، ولعلهم بحاجة لتذكر سقوط كل الاستراتيجيات السياسية التي تسير عكس مصالح الشعب، وآخرها مشروع الحركة الإسلامية.

ثورة ديسمبر التي جاءت كمرحلة قصوى لكل النضالات الثورية التي سبقتها اختصرت مطالبها عبر شعار “حرية، سلام، وعدالة”، ومتى عجز السياسيون الذين يسيطرون على مراكز السلطة المتعددة عن تنفيذ هذه المطالب الضرورية فإن الحاجة لاستئناف حركة التظاهر ضدهم ستجعل الشباب يغطون يوما الشوارع في ظل حالة الإحباط التي تحيط بالناس مما يجري في المشهد السياسي. ولذلك ستظل الثورة في سيرورتها حتى تنجز أهدافها، ولا يستطيع أحد أن ينحرف بها عن مسارها، حتى ولو استطال غشه لعامين، أو ثلاثة.

سيكون من الخطل الكبير لو ظن المسؤولون عن الانتقال أن جذوة الثورة وصلت سدرتها، وأنهم تمكنوا بالانحراف عن أهدافها. فمطالب الشعب الأساسية ستظل مرفوعة حتى تتحقق عاجلا، أم آجلا.

[email protected]

‫14 تعليقات

  1. كالعادة يهرف هذا الكويتب بما لايعرف وينظر للاشياء بمقدار قطع الطريق امام الانتهازيين واصحاب الاجندة الخبيثة من تصدر الموقف دون سند شعبي او تفويض شعبي
    علي الجميع التوافق لعودة الحق الي اهله فالفترة الانتقالية مؤقتة وتعمل وفق اجندة محددة للعبور للحكم المدني الكامل وفق التفويض الشعبي
    فلاوصايا علي الشعب السوداني الدي قدم الغالي والرخيص من اجل حريته اما تحريف كلام اللواء برمة ناصر لانه قطع الطريق علي المزايدات الرخيصة باسم الشهداء وقد ركز في حديثة المبذول في الاسافير علي تصفية نظام الانقاذ الكريه ومحاسبة المفسديين وتحدث عن اهمية العدالة الانتقالية التي تجبر الضرر وتقتص من المجرمين وتفتح صفحة للتعافي الوطني علي قرار جنوب افريقيا ولكن حسب الفهم الضيق للكاتب اليساري ممن قطع عليم الطريق يريد ان يزايد ولايعلم ان الكثير من السودانين فقدوا ارواحهم دفاعا عن حرية الشعب وتساموا فوق جراحاتهم من اجل الوطن والمثل السوداني موت ولد ولا خراب بلد يضع القاعدة الاساسية للتعافي الوطني هذا لايعني باي حال من الاحوال افلات المجرمين من العقاب الرادع والعادل ولكنا نحتاج لاكثر من القصاص في طريق التعافي الوطني وجبر الضرر ولكن العقل اليساري الانتهازي الانتقامي يريد تصفية حساباته عبر المزايدات الرخيصة باسم الشهداء الابرار
    الثورة محمية ولاخوف عليها من الفلول والكيزان ولا من الانتهازيين اليساريين وستمضي لغاياتها في ارساء قواعد متينة لحكم مدني ديمقراطي مستقر ومستدام ولاعزاء لانصاف الصحفيين وجماعة انا ماكوز وانا ماشيوعي

    1. كلامك دا فى جوهرو هو نفس كلام الكاتب الصحفى المحترم صلاح شعيب ، ما عارف ليه الاساءات ولا نحنا بقينا شعب همجى لا نعرف لغة المنطق والتهذيب والنقد البناء بدون تجريح.

  2. انا لا أنتقص من رأيك و لكن الثنائي المُشاكس لا يريدان شئ إسمه سلام و الا بربك ما يطالب به الحلو من عِلمانية أشبه بمن يحمل سلم بالعرض و يريد به دخول الغرفة، نفس الامر عبد الواحد المعارض و الذي أخاف عليه من ان يندمج في الدور فيُعارض نفسه من اجل المُعارضة!!!!
    لقد ابتلاك الله يا المنكوس السودان بي أبنائيك

  3. # وما زالت جذوة الثورة مستمرة…مهما حاول العسكر وعصابات الحركات..ومعهم حزب البوخة والمرقة سرقتها!!! لان خلفها شباب راكب رأس!!! بل وشعب شرس المراس!!!
    # ومهما كثرة غيوم الظلام…وازدادت قوة الظالمين…فالحق منتصر باذن الله…ولو بعد حين!!!
    # فلقد اتضحت خيوط المؤامرة!!! بل وظهرت شخوص أفرادها!!! وهذا هو تميز الصفوف!!!
    # فالآن عرف الشعب من هم أعداءه الحقيقيون!!!
    # اصحي يا ترس!!! لم تسقط بعد!!!

    1. اقتباس:
      # فلقد اتضحت خيوط المؤامرة!!! بل وظهرت شخوص أفرادها!!! وهذا هو تميز الصفوف!!!
      # فالآن عرف الشعب من هم أعداءه الحقيقيون!!!
      تعليق:
      اوجزت وابنت ..لا فض فوك
      اصحي يا ترس

    2. الثوره خذلها ابناها اولا بالتعاون والتماهي مع اعدائها…
      والان ضعفت المقاومه وتشتت الجهود وياس الناس…

  4. ن نجحت السرقة والان السارقون ينعمون بما سرقوا فلندع الصراخ وتمتين ورص الصوفوف لاقتلاع الحقوق ويجب ان تعي الجماهير هذا الدرس القاصي الذي مازال يتكرر منذ اكتوبر 64

  5. يااستاذي الجليل الثورة تقوم به الشجعان وتسرقة الجبان والانتهازيين وفاقدي الضمير والانسانية

  6. سيكون من الخطأ الكبير لو ظن المسؤولون عن الانتقال أن جذوة الثورة وصلت سدرتها، وأنهم تمكنوا بالانحراف عن أهدافها. فمطالب الشعب الأساسية ستظل مرفوعة حتى تتحقق عاجلا، أم آجلا.( خلاصة القول ).
    والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار.

  7. “كالعادة يهرف هذا الكويتب بما لايعرف….”……… أبشر يا صلاح شعيب فقد أتتك مذمتك من هذا (الهِّر) وهي الشهادة لك بانك كاتب اريب!

  8. شوف يأخي خطابكم الجاهل هذا هو سبب التشتت والتشرذم والانهيار الكلي الذي نعيشه..
    والنتائج التي حصلنا عليها في هاتين السنيتن تعتبر مقدمة لما سيأتي اذا ظللنا نردد نفس الكلام الاهوج الارعن ونردد لغة الكراهية. وبالمناسبة الجماهير التي صنعت الثورة لو خرجت المرة القادمة فستخرج ضد اليسار الذي اختطف الثورة وسادت لغته دون أن يحقق أي خطوة الى الامام سوى الرجوع المتسارع للوراء بشكل مخيف. نعم الثورة اختطفت لأنه لو جاءت انتخابات سندرك كم يبلغ عدد الشيوعيين والبعثيين والناصريين الذين يحكمون البلاد الان بمنهج صبياني.
    حديث اللواء برمة هو الصواب شئنا ام ابينا فلا توجد بلد تتقدم وهي في حالة نزاع وشقاق..
    من سرق أو قتل أو افسد يقدم للمحاكم ويشنق في ميادين عامة.. وتكون محاكم قائمة على القانون الطبيعي المعروف في العالم.
    غير كدا مافي شخص له في البلد أكثر من الاخر، بل يجب على الجميع ان يتوافقوا على تنمية الوطن ويتفقوا على أن تقدم السودان من مصلحتهم جميعا..
    صدقني يأخي لو استمر الحال على ما هو عليه من فهم ضيق ونظرة قاصرة سوف لن تتوقف مسيرة التدهور حتى يخرج الجياع ليطاردوا اخر يساري في الطرقات مثلما طاردوا اخر كوز وقد كان يظن انها دائمة والدوام لله.
    هذه هي منهجية بناء الدول، الدول تبنى بالاستراتيجيات المدروسة والعميقة -حالة رواندا كمثال- وليس بمنطق اركان النقاش في المدراس والجامعات التي يتفنن فيها مراهقو السياسة من الصبيان الذين للاسف حين يكبرون يكبرون بجهلهم، وللاسف منهجية اركان النقاش هذه بدعة يسارية ويمينية كلا الطرفين فيها لا يمثلان الشعب السوداني الوسطي ،وجمهورهما جمهور هلال مريخ أو هكذا يفهم خريجو اركان النقاش ممن شابوا بجهلهم السياسة وطرق ادارة الدولة

    1. براڤو عباس
      اتيت بالزبدة
      الكتاب اليساريون واصحاب الاجندة الخفية يذكون ريح الانتقام ويريدون استمرار الصراع العبثي الكيرانوشيوعي فهو المناخ الامثل للصراع بين الكيزان والشيوعيين
      تابع كتابات هذا الشعيب ستري العبث والخبال والنعرة الطفولية في التحريض والتخويين
      لن نسمح بهذا العبث الطفولي بين اليمين واليسار وسنكنسهم عبر صندوق الانتخابات ان شاء الله

  9. الثورة تراكم جمعي تقوم بها اغلبية الشعب ضد الطغيان و القهر و الفساد ليس لها مكان معين أو زمان فهي فعل أنساني قيم يحمل قيم الحرية و العدل و السلام.
    كل الثورات في السودان نجحت اكتوبر و ابريل و ديسمبر ازالة الطاغيه الذي يمثل القهر و الظلم و الفساد و لكن الثلاثي الفاسد المتعفنة متأمر علي الشعب السوداني ١-كبار رتب الجيش ٢-نخبة مثقفين مرتزقة متعفنة عبدة السلطة و المال ٣-اعلام السلطة و الدكتاتورية و اعداء الشعب و الانتخابات و يفسدون الفترة الانتقالية و بداية اي الديمقراطية حتي يقضون علئ حكومة الشعب و الوعي يدخلون الشعب الي السجن الكبير مرة رابعة بعد فترة وجيزة من التنفيس.
    لا بد من جبهة عريضة من السودانيين الشرفاء لهزيمة هذا العدو التأريخي الذي يستعمل الجهل النشط في ان الحكومة الذي يأتي بها الشعب من الطائفية و القبلية و الجهوية ليس تمثل الشعب السوداني انما الذي يمثل الشعب السوداني منذ خروج المستعمر هو هذا الثلاثي المتعفن الانقلابي الفساد الذي يسيطر علي السلطة بالانقلاب و السرقة و توزيع المغانم القتلة و المرتزقة و العملاء.

  10. اللحظة التي قتلوا فيها ابناءنا الشهداء في القيادة علمت ان الثورة لم تسرق اطلاقا بل قتلت قتلا باصرار وترصد وتخطيط واعان القتلة دولة مصر شعبا وحكومة. فكيف يسمحون لهؤلاء العبيد ان ان ينهضوا ويستغلوا ثرواتهم؟ راجع حزب الوفد المصري العنصري سنة ١٩٤٧ وهو يرفض استقلال السودان وهم يرددون العبيد عبيدنا وسيظلون كذلك. ثورة فقط عندما يقبض علي كل مصري مستولد في السودان يعمل لمصر ويحمي مصالحها وبقاءها وان قتلونا جميعا. اذن ما سبب تدهور الدولة والنظام والقانون والاقتصاد الي الصفر من قتل ابناءنا هو من فعل ذلك مستعينا بالمصريين. اسألوا نبيل أديب أين سودانيتك ولا ازيد حتي لا يتطاول المرجفون أين العدالة أم هي العدالة المصرية؟ اين الثورة أين دماء الشهداء؟ اين التحسن الاقتصادي؟ فإن قلنا ان حمدوك رجل مخلص وأمين فكيف يعمل ويحقق نتائج والخونة والعملاء يضربون باليمين والشمال كل مقصد ونوايا مخلصة؟ تريدون ثورة اجتثوا العملاء البوابين من جذورهم وبالشلوت وطردهم الي بلادهم إذا لم تقتصوا منهم بسب غدرهم وخيانتهم. وعزة في هواك نحن الجبال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..