مقالات سياسية

الجيش..أعيدوه سيرته الأولى

بشفافية

حيدر المكاشفي

التأمت أمس الأحد، ورشة الإصلاح الأمني والعسكري كآخر ورش ومؤتمرات القضايا الخمس العالقة في الاتفاق الإطاري، وتستمر الورشة لمدة أربعة أيام وتختتم يوم الأربعاء القادم، وتهدف الورشة في المحصلة لاجراء اصلاحات مطلوبة لبناء جيش قومي وطني مهني غير مسيس أو مؤدلج وبعقيدة واحدة، واصلاحات مماثلة في القوى الأمنية الأخرى، وغني عن القول ان هذه الاصلاحات الضرورية والمطلوبة بقوة والحاح، فرضتها عملية التخريب الممنهج والمخطط له بعناية من اسلامويوي النظام البائد، الذين عمدوا لأدلجة الجيش والقوى الأمنية لخدمة تنظيمهم وايدولوجيتهم، وقد تسببت هذه العملية التخريبية في افراغ الجيش والقوى الامنية الاخرى (شرطة وأمن) من الكفاءات المهنية المقتدرة أبناء المهنة الحقيقيون ، واحلال كوادرهم مكانها،

وحول ذلك يروى شاهد منهم انتابته صحوة ضمير، أنهم كانوا يخيرون كوادرهم المتخرجة في الجامعات، ما بين الانضمام كضباط في الجيش أو الأمن أو ديبلوماسيين بوزارة الخارجية، وهكذا امتلأت هذه المؤسسات بكوادرهم، لا لشئ سوى أنهم (أبناء التنظيم) أو (أولاد المصارين البيض) كما سماهم المخلوع ذات مرة، فتفككت تبعا لذلك عرى الجيش وتعرى من عراقته المشهودة عبر التاريخ، وبكلمة واحدة لم يعد هو جيش السودان، كما هتف الثوار (الجيش ما جيش الكيزان الجيش جيش السودان)، وتلك حقيقة فقد صار كثير منهم بعد عملية التفكيك المنهجية واعادة صياغة العقيدة القتالية لتصبح جهادية اسلاموية ، صار كثيرون منهم فرقاء وجنرالات ولواءات في القوات النظامية دون استحقاق، حيث عبروا الى هذه المقامات والرتب والنياشين دون المرور بالكليات التي تعد الضباط..

وعطفا على كل هذا التخريب والتجريف والتفكيك للتوطيد ل(التمكين)، صارت الحاجة ضرورية جدا لعملية الاصلاح، حتى يعود الجيش والقوى الأمنية الأخرى سيرتها الأولى، قومية ومهنية وبعقيدة وطنية، وتتمتع بمستوى عال من الانضباط والتنظيم والتفوق الاستراتيجي، ولها عقيدة قتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية، ونظام انضباط عسكري صارم، وتقوم ببعض المهام المدنية المتمثلة في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة، كما يجب ان تعود الي سابق عهدها مؤسسات قومية ووطنية ، ويعود الجيش الى ما اشتهر به عبر الأزمان من بسالة ومهابة شهدت بها الكثير من الجولات والصولات والبطولات، والمشاركات في العديد من الجبهات الخارجية، مثل حرب المكسيك وشرق افريقيا ومعركة العلمين ومعارك شمال افريقيا، حتى قيل عنه يومها (ان افريقيا اصبحت مدينة بحصولها على حريتها للجيش السوداني)،

وقائمة البطولات والبسالات تطول، حسبنا منها في هذه العجالة حرب اكتوبر بقيادة الصاغ زاهر سرور الساداتي، الذي أجبر الاسرائيليين على تقديره واحترامه حتى وهو أسير لديهم، لأنفته وكبريائه وعدم انكساره وهو أسير، فتبارت القيادات الاسرائيلية وكبار الضباط في كيل عبارات الاعجاب به وبجنوده، فقالوا على سبيل المثال (انه ضابط عظيم، لم يتخل عن كبريائه وواجباته تجاه جنوده حتى وهو في الأسر، عكس الاخرين من الضباط العرب)، ومن سلالة زاهر سرور الساداتي، لابد ان نذكر الرائد محمد المدني، والنقيب محمد سليمان، والنقيب حامد الذي لقبه الثوار ب(حامد الجامد)، والملازم محمد صديق صاحب مقولة (الرهيفة التنقد)، هؤلاء الابطال الذين وقفوا الى جانب الثوار في الاعتصام، وقالوا عبارتهم الشهيرة (مخالف سعادتك) وتصدوا ببسالة لغدر فلول النظام البائد..لقد كان لنا جيش مشهود له بالضبط والربط والانضباط، وكان ضباطه ينتدبون لتأسيس جيوش بعض الدول العربية والافريقية..وبات واجبا لكل هذا ان يعود الجيش سيرته الأولى..

الجريدة

حرية، سلام، وعدالة

 

‫7 تعليقات

  1. بطولة زاهر السادات كانت في حرب عام ١٩٤٨ وليس حرب اكتوبر ١٩٧٣ وحينها اصبح البطل شيخاً كبيراً او لعله لم وكن علي قيد الحياة !!

  2. ١. أول من دق مسماراً في نعش الجيش واستهان به هو سيئ الذكر جعفر نميري الذي اغتال خيرة ضباطه خلال فترة حكمه المشؤوم ومن آيات استهانة نميري بالجيش إحالة الضابط بشير محمد علي إلى المعاش في خريف عام ١٩٧٨م وهو عائد من مأمورية رسمية حيث كان يشارك في إنقاذ الجزيرة من السيول، أما الحالة الثانية وليست الأخيرة فإحالته لعدد ٢٢ ضابطاً إلى المعاش على رأسهم عبد الماجد حامد خليل في يناير ١٩٨٢م عندما ناصحوه وعكسوا له سوء الأوضاع في البلد ومن بينها استشراء الفساد. وهذان مثالان فقط عن سلوك أكبر دكتاتور مر على السودان.
    ٢. الجنود السودانيون الذين شاركوا في حرب المكسيك عام ١٨٦٣م بطلب من إمبراطور فرنسا نابليون الثالث وبأمر من الخديوي إسماعيل، وكذلك الجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية في الجبهتين الغربية والشرقية تحت قيادة الإنجليز لن نحسبهم موضع فخر لأنهم كانوا مروضين لحساب إمبراطوريتين غازيتين.
    ٣. بدأت أنانية ضباط الجيش الخارجين من رحم الإدارة البريطانية بعد سودنة الجيش إذ رفضوا أن يكون على قيادتهم الأميرالاي فضل المولى التوم رغم أقدميته وعلو كعبه عليهم وذلك بدافع عنصري فاشتكوا إلى القائد البريطاني مستر إسكونز Scoons الذي تجاوب معهم وعيّن الضابط أحمد محمد حاج حمد قائداً للجيش المُسَوْدَن.
    ٤. تجد في كتاب الراحل منصور خالد [لا خير فينا إن لم نقلها] فصلاً كاملاً مفيداً عن الجيش صدّره بمقولة رائعة عن الجيش مأخوذة عن كتاب [العهود اليونانية] لأحمد بن الداية.

  3. انا من مواليد العام ١٩٥٦ لم اشاهد او اقرأ او اسمع بأن الجيش السوداني خاض حربا لحماية الوطن لكني اعرف واعي تمامًا انه يحارب في الجنوب ويقتل في السكان اصحاب الارض وسماهم المتمردين وفرط في حلفا وحلايب والفشقة وكان يستغل طائرات الجيش لنقل الاخشاب العالية الجودة ودمر الحياة البرية وبنوا المعسكرات فوق رؤوس الجبال كما في القيادة الشرقية ثم جاء الكيزان وكملوا الباقي
    يا مكاشفي رجاء لا تزور التاريخ ولا تشهد الا بما علمت هل توظفت في التوجية المعنوي سعادتك كلم سيادتو قول لجنابو مرحب حبابو
    غني لنا مع عائشة الفلاتية يجو عايدين الليلة عايدين يا الله

  4. استاذ حيدر لم تصب هذه المرة بالرغم من جمال جملة اعادة الجيش السوداني الي سيرته الأولي، الجيش السوداني للأسف متخصص فقط في قتل أبناء جلدته، من الجنوب الي الشرق، الجزيرة ابا ،الجنوب ،وآخرها قتلوا واغتصبوا الرجال والنساء أمام بوابته في نهار رمضان في العاصمة، جيش هم كبار ضباته التجارة والحكم، للأسف الجنرالات اضاعو علي السودان ٦٠ عاما، بالإضافة الي اضاعة هيبة الجيش في الارتزاق، للخلجيين، الحل تأسيس جيش غير مسيس، يقوم بالمهام التي يقوم بها كل جيش في العالم، والا السودان لن تنهض ابدا

  5. معليش معليش ما عندنا جيش ..
    كبار الضباط مسيطرين علي ٨٢% من اقتصاد البلد
    فالحين في قتل المواطنين ٢٢ عام حرب الجنوب اكتر من ٢ مليون ضحية اما دار فور ٣٥٠ الف ضحية جبال النوبه والنيل الأزرق ووو ووو
    ………
    معليش معليش ما عندنا جيش.

  6. انه اكبر جيش عاطل ومستودع للعطالة المقنعة لا ساحة حرب خاض غمارها ولا كارثة خفف المعاناة على أهلها والمضحك النياشين التي تزين الصدور والالقاب تذكرني بمونتغمري
    حلفا دغيم حلايب شلاتين مازالت تحت سيطرة الأعداء
    فض الاعتصام امام البوابة الرئيسية للقوات المسلحة ثلاثون عاما والجيش يحركه المجلس الاربعيني للإخوان الهالكين الله يرحم الشهداء من ابناء الشعب ويضرب الظالمين بالظالمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..