مقالات سياسية

من الارشيف: العقيد ابوصالح يحكي قصة انقلاب الانقاذ بالتفاصيل الكاملة

بكري الصائغ

مقـدمة:

من هو العقيد اركانـحرب فيصل ابوصالح؟

***- كان عضوآ ب(المجلس العسكري العالي لثورة الأنقاذ) ،وواحدآ من الضباط الكبار الذين شاركوا مشاركة كبيرة وفعالة في انجاح الانقلاب،

***- ومباشرة بعد استلام الضباط السلطة، شغل العقيد اركانـحرب فيصل ابوصالح منصب وزير الداخلية.

***- بعد ان استلم العقيد اركانحرب فيصل مهام وزارة الداخلية تعرض لمضايقات كثيرة وتدخلات من بعض زملاءه اعضاء(المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) في شؤون وزارته وبصور سافرة لم تخفي عن العيان، وكانوا يتخذون القرارات الكبيرة التي تمس صلاحياته الوزارية ولا يستأذنون منه في اتخاذها!!

***- قمة المشاكل وقعت بينه والرائد ابراهيم شـمس الدين بصورة خاصة.

***- اولي الشـكاوي الرسـمية التي قدمت للعميد عمر البشير رئيس (المجلس العسكري العالي) ، جاءت وزارة الداخلية ضـد تصرفات وسلوكيات الـرائـد ابراهيم شـمس الدين ،الـمفتون بحـرسـه الخاص والعربات المدرعة التي تحـت سـيطرته يجـوب بهـا شـوارع الـعاصمة الـمثلثة كإستعراض قوة وإرهاب.

***- ضباط الشرطة كانوا يجأرون بالشكاوي المريرة ويقولون:
( من الأمور الغريبة والشاذة، ان سـريان حـظر التجـوال الذي يبدأ عادة كل يوم في تمام الساعة السـادسة مسـاءً حيـث تؤول الـحراسـات في الـمدن للقـوات المـسلحة، قد شملهم هم ضباط وعساكر الشرطة تمامآ ومثل المدنيين!!…ومنـعهم الرائد شـمس الدين من الخـروج ليلآ والاتعـرضـوا لاطلاق الرصاص عليـهم!!!… تسلم البشيـر شكوي من كبار ضـباط الشرطـة بواسطة وزير ال داخلية،…ولكنه وكالعادة في ذلك الوقت وعندما تصله الشكاوي لـم يبت فيـها!!!)،

***- ولما تكاثرت اخطاء الرائد شـمس الدين الذي فرض نفسه وزيرآ للداخلية ومتجاهلآ وجود وزير داخلية معين من قبل (المجلس العسكري العالي)، قام العقيد اركانـحرب فيصل ابوصالح بتقديم استقالته للعميد عمر البشير.

***- الا ان البشير رفض قبول الاستقالة وارجاءها فترة من الزمن ، ثم اصدر بعدها قرارآ بعزله.

***- وكان هدف البشير ان تاتي الاقالة من عنده لا استقالة من العقيد فيصل، وهو نفس الاسلوب الذي كان يتبعه دائمآ الرئيس الراحل نميري الذي كان يقول :
(انا ماعندي زول بقدم استقالة…انا بطرد وبس)!!

***- ***- بعد ان خرج العقيد فيصل من (المجلس العسكري العالي) ، وايضآ من وزارة الداخلية واصبح مواطنآ عاديآ، فكر في كتابة مقالة طويلة يشرح فيها بالتفاصيل الدقيقة خفايا واسرار انقلاب يونيو 1989 منذ لحظة ان كانت مجرد فكرة ،الي التنسيق والتدبير مع الضباط الاخرين ،الي التجهيزات والاستعدادات، ثم القيام بالانقلاب واستلام السلطات الكاملة، وانتهاءآ باذاعة (البيان العسكري رقم واحد)…ومن هم الذين قاموا بها?…وماوماهوياتهم?…وكيف التقوا واتفقوا? … وكيف اتفقوا علي ان يكون عمر البشير رئيسآ لهم?!!

الـمدخل الأول:

***- بعد ان قام العقيد فيصل بكتابة موضوعه وانتهي من اخر اوراقه، واجهته مشكلة اين ينشره وباي صحيفة او مجلة خارج البلاد?!!. بل وكانت قمة المشكلة عنده كيف اصلآ يخرج هذه الأوراق الخطيرة في ظل الأمن القوي الذي بث عيونه في كل مكان?!!…

***- قام باخراجها سرآ من السودان (ولانعرف كيف اخرج الاوراق الخطيرة) لتصل الي جريـدة (العالم اليوم) المصرية، التي قامت بنشر الموضوع (بتاريخ السبت 25 محرم 1413 هجرية- الموافق يوم 25 يوليو 1992- العدد رقم 312).

***- وتقول الجريدة في بداية نشرها للموضـوع، ان العقيد اركانحرب فيصل ابوصالح قد بذل جهدآ لاخراج هذه الاوراق من السودان، واعلن انه يتحمل كافة تبعات كل ماجاء فيها من معلومات، ولم ينس ان يوجه شكره لكل من ساعده في اخراجها، اما هو فقد فضل البقاء داخل السودان ليواجه الظلم.

***- وجاء بالجريدة تنويهآ للقراء يقول:
( ونظرآ لأهمية المعلومات التي تتمنها هذه الأوراق ننشر نص اعترافات العقيد اركانحرب فيصل علي ابوصالح).

الـمدخل الثـاني:

عناوين الصفحة الخاصة بنشر اعترافات العقيد فيصل كانت علي النحو التالي:
***- اعترافات وزير الداخلية السابق: هذه هـي القصـة الحقيقية لانقلاب البشيـر…
***- اختلفت مع مجلس قيادة الثورة…وتلك هي الاسباب…
***- خطة بديلة للاستيلاء علي السلطة بقيادة سوار الدهـب…

1-
يقول العقيد فيصل:
—————–
***- كنا الضباط المنضوين تحت (لواء التنظيم الاسلامي) اربعة فقط في الاستوائية وهم: كمال علي مختار،وانا،وعبدالقيوم محمد احمد الحاج، ويونس محمود. وكان هناك عدد اخر من الضباط القربين من التنظيم ممن نطلق عليهم ( المؤلفة قلوبهم)، وهم: التيجاني ادم الطاهر، وفيصل مدني، وصلاح عبدالله عظيمة.

2-
***- وبناء على توجيه منا زار علي عثمان المنطقة العسكرية الاستوائية بصفته زعيم المعارضة بالجمعية، وكانت هذه الزيارة اولي خطوط الاعداد، وانفرد بنا “علي عثمان” وابلغنا بضرورة وجودنا بالخرطوم وان التنظيم سيرتب ذلك، وبالفعل في اقل من شهر نقلت انا اللواء (20) مشاة، ونقل “عبدالقيوم” بالكلية الحربية، و”يونس” للتوجية المعنوي بالخرطوم، وبقي كما محسوب وكان على اتصال بنا مستخدمآ جهاز لاسلكي شركة نقل جوي ملكها احد الاسلاميين وهو نفس الجهاز الذي استغل اكثر من مرة لمحادثة “عمر البشير” في ملكال وميوم.

3-
***- وصلت مساء 2 /1 /1988 الى مقر اللواء العشرين بمنطقة اركويت جنوبي الخرطوم ،وعلمت من احد مصادرنا في شئون الضباط بالقيادة العامة، ان هناك كشف احالة للمعاش تجري هيئة القيادة اعداده الأن ومن ضمن الاسماء المرشحة العميد “عمر البشير”، ويبدو ان الظهور الاعلامي لعمر البشير في التلفزيون عقب عملية معسكر ميوم لم يجد القبول الحسن لدي هيئة القيادة، وربما شكت هيئة القيادة ان وراءه حزباً سياسياً معين لذا قررت احالته للمعاش، ويبدو ان هذا الاستنتاج كان صحيحاً، وطلبت من احد الضباط ابلاغ “عمر البشير “حتى لايتفاجأ بذلك، فقال ان اول مايفكر فيه الان هو حذف اسم “عمر” من ذلك الكشف، واضاف “علي” كلا ان “عمر” سيكون في الخرطوم الاسبوع القادم يوم الثلاثاء على الاكثر في مهمة روتينية.

4-
***- ***- وبالفعل وصل عمر البشير في اليوم المحدد ،وكنت اخر مرة التقيت به في الخرطوم عام 1984 خلال احدي الدورات بالمركز الافريقي الاسلامي، ولكن كانت اخبارنا متواصلة لكلانا، وبعد التحايا وجدت انه يعلم بالامر وقال ان لديه محاولة اخيرة اذا لم تنجح فإنه سيفوض امره لله وهو يثق في بقية الاخوان سيقومون باللازم. وبالفعل نجحت مساعيه اذ اجري ترتيبآ خاصآ مستغلآ علاقته باللواء “عبدالرحمن سعد” شقيق الوزير بالقصر “احمد سعد عمر”، فأجرى هذا الاخير اتصالات كللت بالنجاح ولم يحل “عمر” بالمعاش.

5-
***- كان الجو العام داخل الجيش ينذر بشيئ ما خصوصآ ، وان كل اخبار مناطق العمليات محبطة، فمدينة واو تحت الحصار التام، وقوات البشاري اخلت مدينة كيسويتا واستولي المتمدون على توريت، وهناك مناوشات على الكرمك وقيسان والقيادة السياسية بقيت عاجزة تمامآ وهيئة القيادة العامة تتخبط يمينآ وشمالآ والروح المعنوية تحت الصفر.

6-
***- وكان لابد من عمل شيئ، كان هذا هو الشعور العام لدي ضباط التنظيم حتى تلقينا الضوء الاخضر من مجلس الشورى، بعد سقوط مشروع القانون الجنائي، وبدأ الاعداد الحقيقي للتغيير، ومن ثم اخطار كافة الضباط من رتبة مقدم فما فوق للتحرك في الوقت المناسب، ولم يكن “عمر البشير” وقتها في الخرطوم فقد عاد الى ملكال وتم استعراض عدد من الاسماء لقيادة التحرك، وتم استبعاد هذه الاسماء بسبب الحساسيات، ولم يبق من العمداء غير “عمر البشير”، وكان لابد من حضوره للخرطوم اولاً لأن افراد سلاح الطيران يعرفونه تماماً، وثانياً انه يمكن ان ينسق بيننا وبين بعض الافرع التي لا وجود لنا بينها او وجودنا قليل وغير مؤثر.

الـمدخل الـثالت:

***- اكتملت عناصر الخطة عدا وصول عمر البشير فلم نترك شيئآ للظروف فقد اقنعنا العميد محمد عثمان محمد سعيد انه في حالة عدم وصول العميد عمر عليه ان يأخذ القيادة فوافق علي مضـض.

الـمدخل الـرابع:

– كانت الخطة بسيطة جـدآ:
1-
***- هي تحرك من المدرعات يقوده الرائد ابراهيم شمس الدين وله علاقة مع مدرعات مطار الخرطوم حيث يقودها احد الضباط من دفعته يدعي جعفر ابوالقاسم…

***- تؤمن القيادة العامة بواسطة ضابط عظيم هو محمد الامين خليفة…

***- ويؤمن مبني جهاز الأمن بضابط عظيم هو عبدالعظيم محمد بكري…

***- والتحرك الاساسي من سلاح المظلات يقوده اما عمر البشير او محمد عثمان…

***- وكان علي (العقيد اركانحرب فيصل) تامين الخرطوم من الجنوب اليمنطقة سوبا،

***- ومنطقةامدرمان والوادي تحت اشراف عبدالرحيم محمد حسين وعبدالقيوم محمد احمد،

***- ضباط السلاح الشعبي دورهم اعتقالات السياسيين وشاغلي الوظائف.

الـمدخل الـخامـس:

***- وكانت هناك خطة اخري اسميناها الخطة ( ب ) وتنفذ في الثالثة مساءآ من نفس اليوم المحدد عندما يتم التاكد ان الحركت فشلت، وسيقوم بتنفيذ هذه الخطة جماعة (النافع) وتتضمن تصفية بعض السياسيين وخلق جو من الفوضي يعقبه تدخل من شخصيات عسكرية بارزة مثل المشير سوار الدهب، تاج الدين عبدالله فضلآ للاستيلاء علي السلطة.

الـمدخل السـادس:

***- ***- وصل عمر البشير الخرطوم في السابع والعشرين من يونيو 1989 بعد ان دبرت له قيادة التنظيم بعثة دراسية للقاهرة وكانت هي القطار الذي وصل به الي الخرطوم، وتحدد يوم 30 يونيو الساعة 1،30 صباحآ ساعة الصفر……وبقيةالقصة معروفة، ولم يشارك كمال علي مختار في التحرك الاخير.

الـمدخل الاخيـر:

***- انتهت الجزء الاول من اعترافات العقيد اركانحرب فيصل علي ابوصالح، والتي نشرت بجريدة (العالم اليوم) المصرية، (بتاريخ السبت 25 محرم 1413 هجرية- الموافق يوم 25 يوليو 1992- العدد رقم 3129).

***-
***-
ونواصـل معه سرد الجزء الثاني والاخير من اعترافاته وقصـة خلافاته مع (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)…..

يقول فيصل في كلامه:

**- بـداية الخلافات: تمثلت خلافاتي مع المجلس مع المجلس في الأتي:
——————————————————-
1-
***- كنت ضد الاجراءات التي قام بها المقدم الطيب ابراهيم وزير شئون الرئاسة والخاصة بما يسمي بتطهير الخدمة المدنية والتي اعتمدت بالاساس علي تقارير شخصية غير مبرأة من النزعة الذاتية،والتي في اعتقادي ادت الي استعداء قطاع مهم في التركيبة السودانية،

2-
***- يقسم المجلس الي شقين، الاول متعصب يري ان القوة وحدها كافية لتحقيق الاهداف المرجوة، ولايهم حتي ولو ادي الي موت نصف الشعب لسوداني، وكنا نري ان منطق القوة وحده لايجر سوي الويلات علي الوطن، وكان لهذا التباين الاثر الواضح في شق الصف السوداني،

3-
***- تكشف لي من خلال موقعي ان التخبط الأمني ثغرة كبيرة داخل جسم الثورة، فعدد الاجهزة الامنية كبير ولاسلطة لااحد علي بعضها، وكل يفعل مايحلو له،

4-
انقسم المجلس كما انقسم التنظيم نفسه حول العلاقات الخارجية، اذ رأي فريق ان انتصار الحركة الاسلامية في السودان لابد وان يقدم كل الدعم لكل التيار الاسلامي في المنطقة بغض النظر عن النتائج المترتبة علي ذلك، وكنا نري ان “السودان اولآ” “والسودان اخيرآ”،

5-
***- كان الفريق المتشدد ايضآ غير واقعي في تحليلاته للاحداث حيث كان يري ان ان اي اخفاق علي انه امتحان رباني بما في ذلك التخبط الاقتصادي والعسكري،وكنا نري انه يجب تحليل كل الاحداث تحليلآ واقعيآ علي ان يحاسب كل من اخطأ مهما كان موقعه،

6-
***- ايضآ كانت هناك اياد خفية داخل المجلس تقرر وتتخذ دون علم الاخرين، فكثيرآ ماكانت تنفذ اوامر بامضاء اشخاص لايدرون عنها شيئآ، وانعدمت الثقة تمامآ بيننا،

7-
***- كان غض الطرف عن بعض ممارسات الفساد الحكومي وغير الحكومي محل تساؤلات منا،

8-
***- كان لي ايضآ رأي في تغيير البنية الاساسية للقوات المسلحة، اذ ان السياسة التي اتبعتها الثورة في محاولة الاستفادة من التجربة الايرانية التي نجحت في تهميش الجيش واستعاضت نيابة عنه بالحرس الثوري وهي الية لاتنفع في واقع التركيبة السودانية، اذ ان قومية القوات المسلحة مثالآ لما يجب ان يكون عليه المجتمع السودني،

9-
اختل نظام الاقدمية داخل جسم المجلس بصورة كبيرة، حيث انتهت قواعد الضبط والربط بين الرتب العسكرية، واصبح بعض الاعضاء رغم الرتب رؤساء ولهم المكانة ماليس لغيرهم من من هم اعلي رتبة،

10-
***- كانت غالبية اجتماعات المجلس محسومة النتائج حتي وقبل انعقاد الجلسات، والمثير للضحك ان بعض القرارات تلقي كانت طريقها الي الاعلام قبل انعقاد المجلس نفسه.

**** انتهـى***
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. تلقاهم كتلوه خوفا من شهادتو تكشف كذبة البشير القال كل العسكريين المتهمين العسكريين الفي قاعة المحكمة ما اشتركوا معاهو ولم يكن فيه المرحوم وبكري أما الحاضرين المشاركين فعلا فلم ينكروا أمثال عثمان احمد حمد الذي اختلف معهم مثل المرحوم واستقال

    1. الأخ/ جُط:
      تحية طيبة.
      لو قمت بمراجعة وفيات اعضاء “المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ”، تجدهم توفوا في ظروف اليمة، وما مصرع اللواء/ الزبير محمد صالح، واللواء/ ابراهيم شمس الدين، والعقيد/ بيويو كوان بعيدة عن الاذهان .

  2. اضافة جانبية للموضوع ..

    استاذنا الموثق وشيخ الثقاة بكري الصايغ ورد فى الاخبار :

    “توفي فى مساء يوم السبت 5 فبراير 2023 اللواء معاش فيصل أبو صالح فى مستشفي علياء بعد تكاثرت عليه العلل .. ”

    واخذ بقية تفاصيل شهادته الي قبره !!؟؟

    1. الأخ/ تيراب دفع الله العركي.
      تحية طيبة.
      والشيء بالشيء يذكر:
      ضابط سوداني يكشف معلومات مثيرة عن حقيقة (إغتيال الزبير محمد صالح)
      https://www.alrakoba.net/31786406/%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82/

  3. في نسبية الخير و الشر في الدنيا : {اليوم أقتنعت للمرة الأولى في حياتي بأن الخير و الشر في الدنيا يخضعان لمنطق النسبية ؛ فلا يوجد خير مطلق أو شر مطلق في الدنيا؛ بمعنى آخر : يوجد في ثنايا الخير بذور للشر , كما يوجد في ثنايا الشر بذور للخير , و ذلك ليستمر الصراع الأزلي بينهما . فالخير الخالص في الجنة و الشر الخالص في النار .. الكاتب} .. من المستحيل أن تخلو مؤسسة عريقة مثل الجيش السوداني من أولاد الحلال الحادبين على أمن و سلامة و رفاه الشعب السوداني .. لقد قام بواجبه الوطني خير قيام عندما بادر بإستقالته من النظام , و زاد عليه عندما خاطر بنشر أسباب الخلاف بينه و بين النظام لكي يعرف الغافل و المغرور من الشعب بعض أوجه و سمات نظام الإنقاذ الجاسم على صدره , و زاد عليه بأن يواجه هذا الظلم من الداخل , و يتحمل تبعات ذلك من صنوف التضييق المختلفة , لقد كان المرحوم واحد من بذور الخير في شر نظام الإنقاذ النسبي الذي لا يعلم مداه إلإ الله سبحانه و تعالى ..شكرا أستاذ : بكري الصائغ لأهتمامك بتوثيق وقائع التأريخ السوداني الحديث .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..