الخرطوم ضارة بالصحة!

وزارة الصحة أصدرت تقريراً للأشهر الستة الماضية عن الأمراض غير السارية، وضحت النتيجة المؤلمة التي حصدها المواطن فعلياً من الوضع الذي يعيشه السودان عموماً وما الخرطوم إلاّ مثال حي لبقية المدن، فقد أصبحت مدينة ضارة بالصحة، قال التقرير إنّ جملة الإصابات بالأمراض غير السارية بالولاية خلال الأشهر الستة الماضية بلغت 413 ألفاً و166 إصابة، وتصدرت الإصابة بمرض ضغط الدم قائمة الأمراض، حيث بلغت الإصابات 163 ألفاً و215 إصابة، والسكري 158 ألفاً و550 إصابة، والربو 61 ألفاً و550 إصابة، فيما بلغت أمراض القلب 8 آلاف و105 إصابات، وبلغت إصابات الحوادث والإصابات 8 آلاف و593، والأمراض النفسية 3 آلاف و47 إصابة، فيما بلغت إصابات السرطانات ألفاً و989 حالة.
ويقول التقرير: تصدّرت النساء قائمة الإصابة بأمراض السكري والضغط والقلب والربو والأمراض النفسية والسرطانات، حيث بلغ عدد الإصابات وسط النساء في مرض السكري 85 ألفاً و550 حالة، فيما بلغت إصابات السكري للرجال 73 ألفاً إصابة، كما بلغت إصابات النساء في أمراض الضغط 89 ألفاً و656 حالة، والذكور 73 ألفاً و559 إصابة، بينما بلغت إصابات النساء بالأمراض النفسية ألفاً و558 حالة، وأشار التقرير إلى أنّ جُملة الوفيات خلال النصف الأول للعام 2017م للأمراض غير السارية بلغ ألفاً و440 حالة وفاة، وسجلت وفيات السرطانات أعلى الوفيات بـ 459 حالة وأمراض القلب 281 حالة وفاة، فيما بلغت وفيات أمراض الفشل الكلوي 344 حالة وفاة، وبلغت وفيات أمراض الضغط 108 حالات وفاة، واثنين للأمراض النفسية والربو 29 حالة وفاة.
إذا كانت هذه هي إحصائية ستة أشهر في الخرطوم فقط، فكم تبلغ في كل السُّودان؟ وبما أنّ الظروف التي تَسَبّبت في انتشار هذه الأمراض مازالت مُستمرة وسَتظل فهذا يعني أنّها لن تنخفض بل ستكون إحصائية الأشهر الستة القادمة أعلى، فالكل لديه الاستعداد للإصابة بواحدٍ من هذه الأمراض، كما أن هناك نسبة أخرى من المُصابين ما زالت خارج الإحصائية لأنّها لم تصل المُستشفيات وقد يصل العدد الكلي إلى مليون، هذا في الخرطوم فقط.
المُؤلم حقاً والمقلق جداً هو أنّ النساء تصدرن القائمة بفارق كبير عن الرجال مما يعكس أن النساء هن الأكثر تعرُّضاً للضغوط والظروف المؤدية للإصابة بهذه الأمراض، وهذا يجعلنا نقف ألف مرة أمام هذه المشكلة، فهذا أمرٌ خطيرٌ وينذر بأنّ المُجتمع بدأ يفقد أهم عُنصر تماسك فيه وهُن النساء، فقد تحمّلن قهر الظُّروف الاقتصادية والسِّياسيَّة خلال السنوات الماضية في صمتٍ وجَسارة فحافظن على السودان من الانهيار، ولكن يبدو أن (حدهن التحق) فالحقوهن.
جملة الوفيات من هذه الأمراض كما قال التقرير بلغ 1440 في ستة أشهر، وبما أنّ عدد الإصابة عند النساء أعلى فبديهي نسبة موتهن أعلى.
عُموماً الأمراض غير السارية والسارية تنتشر في الخرطوم وغيرها من المُدن بطريقة مُخيفة حتى جعلت السودان كله دولة لا تصلح للحياة، وهو ما يعكس بوضوحٍ أداء الحكومة في جميع، فكل هذه الأمراض تحدث نتيجة لغياب البيئة النظيفة والحياة الكريمة التي تُوفّر للمُواطن أبسط مقومات الحياة التي تجعله يعيش راضياً وهادئ البال.
الخرطوم تمّ تصنيفها عالمياً واحدة من أكثر العواصم التي لا تصلح للحياة، وهذا لَم يأتِ من فَراغٍ، فهذه نتيجة تتناسب تماماً مع أداء حكومتها التي تثبت لنا كل يوم بالدليل القاطع أن الخرطوم أصبحت فعلاً مدينة ضارة بالصحة..!
التيار
ودع قوم خلي الخرطوم قوم بارحها!!!
ولكن إلى أين فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت.
اللهم إليك المشتكى.
ودع قوم خلي الخرطوم قوم بارحها!!!
ولكن إلى أين فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت.
اللهم إليك المشتكى.