تصبحون على وطن

نواصل ما انقطع حول الهجرة القسرية التى اضطرتنا اليها الانقاذ وما انفكت تدفع الشباب دفعا الى البينية وكل مراكز استخراج الجوازات الالكترونية وليست (الخضراء) على ايامنا تلك ولا ادري سر شغف الانقاذ بالالكترون وهي اقرب الى الهنود الحمر وكل ما يوحي بالبداوة، بيد انهم لم يصلوا نقطة البداية بعد إلا انهم يدعون الالكترونية في كل تصريحاتهم والتي على شاكلة(الحكومة الالكترونية,البوابة الالكترونية،القرية الذكية..وهلماجرا)، بينما الشباب الطموح فاقد الثقة تماماً في تصريحات ونوايا الانقاذ ولا تنطلي عليهم مثل هذه التخديرات لانهم شباب الانترنت والتقانة الحقيقة لذلك ميممون وجوههم شطر العالم الفسيح بعيداً عن قبضة اعداء النجاح والحب والخير والجمال، وقد لمست ذلك عبرالحوارات التي اديرها مع الشباب بمختلف توجهاتهم وعبر تعليقاتهم على ماتفضلت الراكوبة من نشره لمقالي السابق واكثر ما آلمني تعليق احدهم بالخارج “تهمي سطوره دمعاً مدراراً” وهو يغالب حنين جارف الى الاوطان، بينما تعترض اوبته صورة وطن يختلف على رسم ملامحه حكومة كذوب ومعارضة لا تحسن استخدام الالوان وبذلك خرج الوطن بوجه شائه اقرب الى بيت من الشعر جادت به القريحة ذات سودان انقاذي (المرايا لا تدلنا علينا…فلماذا لاتدلنا هذه اللافتات على وطن/ تثرثر الان الجرائد عن بلاد لا نراها ولا ترانا..وليس يسكنها سوانا/وعلى الرصيف وطن ينادم حزنه والصبر نادله العجوز/ وفي الصباح مجدداً كان اندلاع الشارع المحموم في الهذيان/بائعات الشاي ..باعة النيل المعبأ في الفخار/ والنازحين من اقصى الموات الى الموات/ والفاخرات من النساء يمشين الهوينى/قل كيف اسسن الترهل وعلى الجدار يلعق النمل الطلاء/هكذا المضمار تركض الافواه صوب اللا مناص من الجحيم/ كيف المدينة تغوطت على سروالها الشعار/ وطن كانثى الحلم مسكنها القصيدة /صاغها الشعراء وهما/ والطلول لم تكن أصلاً سوى هذا الخراب/ والغراب هو الغراب..الى اخر النص.. قلنا بان الشباب عازمون على الرحيل المر (مشيئة الانقاذ التى فتحت نزيف الهجرة غير اسفة على هجرة الاطباء والعقول) وهي تعلن :(ما بفرش بيت بكاء على الاطباء الهاجروا) او كما قال نطاس الانقاذ البارع المبدع (مامون حميدة)؛ وهو جالس على انقاض الصحة وركام المستشفيات المرجعية التي عشعش فيها البوم، والشاب الذي يغالب حنينه هناك من منفاه الاجباري الى بلاده يعود بذاكرتي الى الراحل البياتي وهو في جلسته الاثيرية تلك لا يبدل مقعده ولا ينتقل الى طاولة اخرى مساءاً بالكافتيريا الملحقة بمقر الصحيفة، وكنت احرص على مجالسته ايامها بشارع (القاردنز) حيث مقر صحيفة (الفينيق) الادبية بالرغم من انني لم اكن متفرغاً للصحافة وقتها بل كنت ملتزم بكتابة مقالات ادبية جلها حول الحركة الثقافية بالسودان ، البياتي الذي لاذ بعمان من بطش صدام بعد ان هده الترحال المستمر ما بين روسيا وامريكا اللاتينية وبعض عواصم الغرب والمنطقة العربية، اختار عمان سدرة منتهى لعصا ترحاله ، واذكر انه كان كثير السؤال عن محي الدين فارس والفيتوري والنيل ,ونحمد الله على كرم الانقاذ وهي تجود علينا ببعض معالم وشخوص تدل على السودان لم تبطش بها او تعبث كما هوا ماثل بالصحة وكل حيوات اهلنا الطيبين من ازمات تنفيها الانقاذ دوماً عبر الاعلام، ثمة قاسم مشترك ما بين البياتي والفيتوري فكلاهما شرس في الدفاع عن مبادئه، بينما كلاهما تفضحه الدموع شوقاً وحنيناً الى الاوطان ورفقاء الكلمة الحرة ومثلهما لايحتاج الى جواز سفر ولا تحدهما حدود جغرافية لان الشعر طائر طليق ,اما الفيتوري الذي التقيته عبر حوار نشر فيما بعد بـ(الراى الاخر) رد الله غربتها..اغرورقت عيناه بالدموع وهو يسرد لى عذاباته عبر المهاجر وما كابد من لوعة مستفحلة وحنين الى الوطن بمفهومه الانساني لا السياسي .. وحين نقلت له سؤال البياتي الملحاح عن شخصه همت دموعه فقلت في سري ليتني امسكت عن ذلك، واراه قد عبر تماماً عن حالته بقوله (لا تحفروا لى قبرا)..الى اخر النص… وما لا تعيه الانقاذ ما هو آتٍ لامحالة وما بات وشيكاً لميلاد سودان يشبهنا ووطن نحلم به، نراه ويرانا نحسه ويتحسسنا وهو الآن في طور تخلقه؛ ليخرج الى العالم في تمام عافيته بوجه نضر كما اخلاقنا وطيب خلقنا وخصالنا، ويومها فقط لن نحتاج الى جواز سفر الكتروني مغرم بـ(طشيش الشبكة)، مولع بالبيانات والتفاصيل الجهوية والقبلية، ويومها يحق لنا ان نضع نقطة فى اول السطر لنبدأ نفير التنمية والعمران وترميم كل ما شوهه الغزاة البغاة ويومها ستعود اسراب الطيور المهاجرة وسيعود اجمل الشباب مؤكدين..(ياهو دا السودان وتصبحون على وطن)..
[email][email protected][/email]
مهما هم تأخروا فانهم يأتون…نحن في انتظار الكثير الشيق..
المقال حوي كثير من الحقائق خاصة الظروف الاقتصادية الطاحنه التى اجبرت الشباب على الهجرة الا ان بلادنا بالرغم من كل شئ مازالت بخير وتنعم بالخير والرخاء والامان اذا توفرت الثقة والامانه والاحساس بالاخر
ما تبشر به من سودان نشتهيه لا محالة قادم فقط يلزمنا العمل تجاه ما نصبو تماما مثل كلماتك الرائعة المحفزة على حب الخير والحب والجمال لك ودى وتقديرى
عودتنا استاذنا الفاضل على روائع الكلمات وسبر اغوار الحقيقة رجاء مواصلة حربك الضروس على الفساد والمفسدين,فقض لاتكن مقلا فى كتاباتك..سير وعين الله ترعاك.42
المرايا لا تدلنا علينا…فلماذا لاتدلنا هذه اللافتات على وطن … متميز أنت يا صديقي و متفرد في طرحك و خصوصا في تغذية المقال بهذه الفلاشات الجميلة من ابيات الشعر و المقولات التي تدعم الفكرة و تزكرنادائما بأنك شاعرا و مثقفا من الطراز الاول .. نحييك علي هذا الطرح الموضوعي للقضايا التي تفيد الناس بدلا من هتر الصحافة و مهاتراتها التي افرغتها من محتواها و من دورها في مراقبة الاداء الحكومي و كحامي للحقوق و مراءة للمجتمع …. تحياتي
بالرغم من موضوعية الطرح وكشف الوجه القمىءلهؤلاء الطغاة الا انكم تحرثون فى البحر لانهم يتمتعون بالاستعلاء الاجوف ولا يابهون بكلماتكم لذلك ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة,عموما شكرا للتواصل.
شكرا لك استاذنا وكانك تقرا الدواخل لتعبر عن شريحة الشباب
عودتنا استاذنا الفاضل على روائع الكلمات وسبر اغوار الحقيقة رجاء مواصلة حربك الضروس على الفساد والمفسدين,فقض لاتكن مقلا فى كتاباتك..سير وعين الله ترعاك.42
المرايا لا تدلنا علينا…فلماذا لاتدلنا هذه اللافتات على وطن … متميز أنت يا صديقي و متفرد في طرحك و خصوصا في تغذية المقال بهذه الفلاشات الجميلة من ابيات الشعر و المقولات التي تدعم الفكرة و تزكرنادائما بأنك شاعرا و مثقفا من الطراز الاول .. نحييك علي هذا الطرح الموضوعي للقضايا التي تفيد الناس بدلا من هتر الصحافة و مهاتراتها التي افرغتها من محتواها و من دورها في مراقبة الاداء الحكومي و كحامي للحقوق و مراءة للمجتمع …. تحياتي
بالرغم من موضوعية الطرح وكشف الوجه القمىءلهؤلاء الطغاة الا انكم تحرثون فى البحر لانهم يتمتعون بالاستعلاء الاجوف ولا يابهون بكلماتكم لذلك ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة,عموما شكرا للتواصل.
شكرا لك استاذنا وكانك تقرا الدواخل لتعبر عن شريحة الشباب