مقالات سياسية

القصة ليست انقلاباً (1/2)

عبدالعزيز أبوعاقلة

# القصة ليست سيناريوهات انقلابات مفبركة مكررة ملها الشعب جميعها بل ابعد  من ذلك  فالقصة متلازمة للفشل السياسي للنخب في بناء وطن عادل ديمقراطي فيدرالي يعترف بالتنوع والمواطنة الحقة ولكن هذه النخب لا زالت تمارس نفس الاساليب الرديئة السابقة  في عالم السياسة السودانية منذ ميلادها. لم تتعلم ولن تتعظ مما سبق منذ ما يقارب 70 عاما عجافاً ابرز ملامحها انقلابات عسكرية تتبعها فاشية وديكتاتورية وقمع للحريات واعلان الحروب علي شعوبها المتنوعة وديمقراطيات فاشلة قصيرة المدي لا تسقط الا (مطر حمضي) يقضي علي كل شي هكذا يسير الوطن تحت لافتة كبيرة مكتوبة بالبنط العريض متلازمة الفشل في خلق انتقال ديمقراطي حقيقي بفعل نخبها الذين يريدون فرض الوصاية وعسكرة السياسة وتديين السياسة، وفرض هوية احادية طاردة لشعوبه. واحتكار السلطة بامتيازات.

#  اتضح جلياً لشعبنا  تكرار نفس السيناريوهات المطبوخة السابقة وحالة الضمور والعجز السياسي والتربص خلال التصريحات والخطابات البائسة التي اطلقت علي الهواء مباشرة في طيلة الاسابيع الماضية خاصة الهذيان والوعيد من طرف المكون العسكري  وكما اتضح جليا لشعبنا مدي كمية الغش والخداع التي مارستها النخبة في الجيش علي رأسهم البرهان ومليشيا (حميدتي) وتحالف هش (قحت) ومن معه من حركات كفاح مسلح لا حول ولا قوة لها جمعتها المصالح والفهلوة والهرولة  السلطوية بلا برنامج ولا رؤية لمستقبل الوطن  ولا حتي مجرد التعلم من تجارب الفترات الانتقالية الزائفة السالفة 64 / 1986 م، وجميعهم جمعتهم شراكة تآمريه سماهم عرابها تدليساً (تسوية تاريخية) بين العسكر والمدنيين والواقع انها صراع توسعة نفوذ علي تقاسم  السلطة أيا كان حالها كأمر واقع  لايعالج جذرياً بنيوية الدولة السودانية منذ عقود مضت مختلة (كيفية شكل الدولة) السؤال الذي يهرب منه معظم النخب السياسية منذ استقلال الوطن وخاصة في الفترات الانتقالية الديمقراطية.

اذن فهي في مجملها زيف لشراكة متوهمة  لسلطة فوقية وفقا لوثيقة مستعجلة غبية كل الذي فعلته وانجزته تجميد عبور سريان الثورة الي اهدافها المعلنة والمتفق عليها بين الشرفاء من ابناء وبنات شعبنا ومن التضحيات الجسام لشهدائنا  للعبور للانتقال الديمقراطي المدني المنشود.

#  لم يفهم (حميدتي وبرهان) بالرغم من مرور اكثر من عامين كاملين في السلطة بوضع اليد ان ثورة ديسمبر  2018م السلمية المجيدة التي صنعتها الجماهير  بنضالها اليومي في  الشارع  مجتمعة بين الشباب والنساء وبكل اطيافها السياسية ان فزاعة زمن الانقلابات العسكرية والتخويف بفرض قوانين الطوارئ ولي بدون رجعة وبأنهم  كانا الاثنين ومن معهم من نخب عسكرية  صنيعة للنظام المندحر للحفاظ علي سلطته واستخدمهما لقمع الشعب وحروبهما في هامش الوطن. وفي الواقع  لم تأتِ مشاركتهم علي راس سلطة بعد الثورة مباشرة الا بعد التآمر  والتدخلات الاقليمية بفرضهما كواقع بوضع اليد وكانا خطأً تاريخيا فادحا لم تتحمله شعوب السودان الكبير  بل هي وحدها ارتضته قحت للحاق بقطار الثورة الواعي بالمرحلة ورغبة للهرولة نحو  الهبوط الناعم ابتدأ منذ مباركتها انتخابات 2020م لنظام البشير.

#  ومن المدهش أن ينسي او يتناسي عمدا (حميدتي وبرهان) عندما وجدا انهما في  اعلي هرم السلطة الانتقالية انهم شركاء مع نظام ديكتاتوري في الظلم والقمع والقتل والسحل وبالرغم من التنازلات المجانية التي قدمتها لهم قوي قحت وشركائها في جميع ملفات الوطن اهمها ملفات التفاوض نحو سلام عادل وهم ابعد منه فانتجوا سلاماً مشوه وناقص كمسارات للإرضاء الوقتي ولكن الان انفتحت شهيتهم للسلطة والاقصاء وتنفتح اكثر كلما كان المشهد السياسي اكثر ارتباكا وضعفا ممن هم في السلطة حتي وصل بهم الحال الوصاية علي ثورة الشعب وعلى الاحزاب وعلي المكون المدني والتلويح بالتفويض الكامل لهم بحجة مكررة ومكشوفة لجماهير شعبنا منذ استقلاله من المستعمر بانعدام الامن والتدهور الاقتصادي وبالتالي فزاعة الانقلابات العسكرية كما تم من قبل ركل كل الفترات الانتقالية السابقة وايقاف التحول الديمقراطي الحقيقي وبناء الدستور ودولة القانون وسلام عادل في الوطن والعبور الي دولة مدنية حديثة .

# والحقيقة التي لا يعلمها من في السلطة مدنيين ام عسكريين أنهم جميعا متآمرون علي شعوبنا وعلي السلام العادل وعلي مواجهة الاسئلة الصعبة الحائرة كيف يحكم الوطن  في  مسيرته للطريق الي السلام العادل والمواطنة الحقة والدستور الذي يشبه تنوع شعبنا وميلاد سودان جديد برؤي جديدة وباحلام شعوب هدفها تغيير بنيوية الدولة السودانية كليا بعد ان قدمت الكثير من التضحيات لانتفاضات متراكمة ضد الظلم  و لثورة فريدة من نوعها  قادر ان يحصنها من انتهازية وحرامية الثورات وصنع سلام عادل لكل ارجاء الوطن الكبير وقادر ان يتمسك بشعاراتها في مطلع كل يوم جديد بتوحده نحو اهدافها وهزيمة قوي الظلام بلا رجعة ، وشرور واجرام العسكر وقديماً قال سفيان الثوري ما معناه (اذا وجدتم شرطي نائم امام المسجد فلا توقظوه للصلاة فأنه يؤذي الناس) .

انتهى يتبع الجزء الثاني .

[email protected]

تعليق واحد

  1. أكبر عيوب المقال أنه أنبني علي نظرية حسن النية والا فما الذي يجمع بين كل هذه الكيانات المشتتة والمتنافرة من متمردين وخونة وفاسدين وثعالب وضباع وبعاشيم الا اذا كان ذلك بأوامر سادتهم ومن يأتمرون بأمرهم…
    المشهد أعقد من ذلك بكثير هنالك ارادات دولية واقليمية وخطوط حمراء لا يستطيع اللاعبون في المشهد حاليا تجاوزها في ظل الخيانات و الانانية والجشع والفساد ، فالوطن هو المذبح الذي تتم كل الجرائم باسمه وهو منها براء …ولله الامر من قبل ومن بعد…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..