فيصل ابراهيم والحوار الوطني..!

نكم
اختار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الاسبوع الماضي دكتور فيصل حسن ابراهيم نائبا لرئيس الحزب للشؤون التنظيميه والسياسيه ومساعدا اولا لرئيس الجمهوريه ..بديلا للمهندس ابراهيم محمود حامد.
كلنا يعلم بان هذا التغيير المفاجيء في قيادة الوطني لم ياتي عن فراغ وانما هناك ظروف (معينه) محيطه.. حتمت على هيئته القياديه ان تقوم بذلك التعديل اههما الفشل السياسي والاقتصادي.
ملف الحوار الوطني ..هو احد الملفات التي عجز (الراحل) ..! ابراهيم محمود ان يتقدم فيها شبرا للامام .. وعلى حسب مايتردد فان الرجل كان من صقور المؤتمر الوطني الذين لايؤمنون بحوار الوثبه .. ويؤكد على ذلك تعامله مع ملف الحوار با استحياء و (تطنيش) .. وكانت احزاب الحوار الوطني قد شكت من بروده الشديد تجاه تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
قبل شهران ونصف من الان ارتكب نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسيه والتنظيميه السابق خطاءا فادحا وذلك عندما نظم ورشة خاصه بالانتخابات دعا لها الاحزاب الحليفه اصلا لحزبه وابعد منها احزاب رئيسيه في الحوار الوطني ..الامر الذي دعا رئيس الجمهوريه رئيس المؤتمر الوطني الى ان يسجل غيابا في دفتر الحضور وفسر ذلك وقتها بانه غير راض عن سلوك نائبه.
الحوار الوطني مشروع ..دعا له ورعاه لشهور عدده السيد رئيس الجمهوريه رئيس المؤتمر الوطني وهو لديه ايمان كبير بهذا الحوار وقد ردد على رؤوس الاشهاد اكثر من مره بانه (ملتزم) بتنفيذ مخرجاته وبالتالي يبدو ان احد الاسباب التي دعت رئاسة الحزب والدوله الى تغيير ابراهيم بفيصل هي تلكؤ الاول في تنفيذ مخرجات ذلك الحوار.
لايساورني ادنى شك في ان لدي رئيس الجمهوريه ثقه كبيره في القادم الجديد(فيصل) وقناعه كذلك بقدرته على(نفض الغبار) العالق بالملفات (المحشوره) في ادراج سلفه واعادتها الى سطح الطاوله مره اخرى .
الاحزاب الحريصه على الحوار الوطني تعول كثيرا على نائب الرئيس الحزب ومساعده في الحكومه الجديد وتتوقع منه ان يقفز بملف الحوار فوق الاسوار العاليه التي بناها وشيدها اصحاب الاجندات الضيقه من قيادات الحزب الحاكم .
يجب ان يبدا دكتور فيصل اولا بعقد حوارات مكثفه مع قوى الحوار الوطني ليطلع على ارءها حول الفتره الماضيه التي شهدت نزول ضباب كثيف حجب الرؤيه على الجميع ..! ومن ثم احياء الية الحوار (المقتوله) مع سبق الاصرار والترصد ..للبدء فورا في تنفيذ ماجاء في الوثيقه الوطنيه.
يرى كثير من المراقبين ان حوار الوثبه بمثابة فرصة اخيره للنظام ..في التحاور مع الاخرين للخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم .
توصيات حوار قاعة الصداقه وجدت قبولا كبيرا من الرافضين للحوار احزابا وحركات مسلحه .. لكن كان التحفظ فقط على عدم ثقتهم في التزام الحزب الحاكم بما تم الاتفاق عليه.
في تقديري ان امام فيصل تحدي كبير ..سياسي وتنظيمي .. واذا اراد ان ينجح فيهما فعليه ان يقوم بعمل تغيير شامل داخل حزبه اولا.. وياتي برجال منسجمون معه و يشبهون المرحله ومؤمنون بمتطلباتها املا في ان لاتضيع هذه الفرصه التاريخيه ويبقى السودان كله في خبر كان.
الوطن
[email][email protected][/email]