فاطمة أحمد إبراهيم .. سيرة الشموخ والنضال

تقرير: عيسى جديد
ضجت ليلة الأمس الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة المناضلة الرائدة فاطمة أحمد إبراهيم بالعاصمة البريطانية لندن، بعد صراع طويل مع المرض، وبعد سنوات طويلة من النضال على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي، وقد نعتها الجالية السودانية في لندن في بيان جاء فيه ?تنعي الجالية السودانية بلندن المغفور لها بإذن الله الأستاذة المناضلة والمربية الفاضلة فاطمة أحمد إبراهيم التي انتقلت إلى رحمة مولاها فجر يوم السبت داعين لها بالرحمة والمغفرة، أن يتغمدها الله برحمته، وأشار البيان إلى أن المأتم سيقام بمنزل شيخ أحمد بالعباسية بمحلية أم درمان كما أقام الحزب الشيوعي السوداني عزاءً في داره بالخرطوم .. فاطمة لم تكن كغيرها من فتيات جيلها في ذلك الوقت، فقد كانت تحمل هموم وقضايا المرأة السودانية، وواجهت الصعاب في ذلك، وعانت كثيراً. سيرة الشموخ والنضال الدكتورة فاطمة أحمد إبراهيم من خلال سيرتها التي تعتبر سيرة حياة مشرفة، هي من مواليد الخرطوم 1932م.تعتبر من أشهر النساء الشيوعيات في السودان، وكانت أول سيدة سودانية تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965، ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان، أشتركت في العديد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية، وقادت عددا ً منها.. واختيرت رئيساً للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1991، وهذه كانت أول مرة تنتخب فيها امرأة عربية أفريقية مسلمة، ومن العالم الثالث لهذا المنصب .. وفي عام 1993 حصلت فاطمة على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا عام 1996م، لجهودها في قضايا النساء واستغلال الأطفال، فاطمة هي أرملة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ، أحد أبرز قيادات الحزب الشيوعي السوداني، ولها ابن واحد ?أحمد?.محطات في حياتها فاطمة أحمد إبراهيم لها العديد من المواقف والمحطات المشرفة في حياتها، تحدثت عنها في كثير من الحوارات الصحفية واللقاءات التلفزيونية التي وثقت لها كامرأة قيادية لها بصمتها على المشهد السياسي السوداني، وتقول إن أولى محطات حياتها المهمة هي أن جدها لأمها كان ناظراً لأول مدرسة بنين في الخرطوم، وهي مدرسة أبو جنزير، وكان بيتهم ملحقا بالمدرسة، فكان أن ألحق والدتها بالمدرسة، الأمر الذي أحدث ضجة حينها، لأن تعليم البنات كان غير متاحاً إلا لدى مدرسة الشيخ بابكر بدري في رفاعة، لذلك تعتبر والدتها أول سودانية تدرس المرحلة المتوسطة، وتتعلم اللغة الإنجليزية في الإرسالية الإنجليزية، ونشأت في أسرة متعلمة، وكانت والدتها غدوتها في التعليم وتأثرت بها، درست فاطمة المرحلة الأولية بمدرسة الإرسالية بود مدني، والمرحلة الوسطى والثانوية بأم درمان، عملت فترة قصيرة بالتدريس، والتحقت بعدها بجامعة الأحفاد ومن دفعتها في المدرسة كانت حاجة كاشف وعزيزة مكي ومحاسن جيلاني وثريا أمبابي والقيادية بالحركة الإسلامية د. سعاد الفاتح .انضمامها للشيوعي انضمت فاطمة للحزب الشيوعي السوداني بعد أن سبقها إليه إخوتها صلاح ومرتضى، رغم معارضة والدها الذي كان يعطي دروساً في المسجد، وكان يجد الهجوم من الناس، وتروي فاطمة وتقول غضب أبي وثار عندما قالوا له ابنتك شيوعية، وطلبت مني والدتي أن أحضر له المنشورات، وطلبت منه أن يقرأها، وبعد ذلك اقتنع ووافق على انتمائي، وعملت فاطمة على تكوين الاتحاد النسائي إعجابا منها بفاطمة زاهر التي كوَّنت أول تنظيم نسائي، فكان ذلك في 13/1/1952، ومن المحطات المهمة في حياتها أنها انشأت صحيفة (صوت المرأة) عام 1954، التي تعتبر أول صحيفة نسائية، وتم ترخيصها من قبل الزعيم إسماعيل الأزهري رئيس الوزراء آنذاك، وكانت ترأس تحريرها، كما أنها التحقت ببرلمان نيفاشا ممثلة للحزب الشيوعي عام 2005م وهناك الكثير من محطاتها السياسية والاجتماعية .رفيقاتها يبكينها القيادية الإسلامية الدكتورة سعاد الفاتح تحدثت لـ(آخر لحظة) وفي صوتها نبرة من الحزن، وقالت إن الفقد عظيم والحزن كبير برحيل الدكتورة فاطمة أحمد إبراهيم، وقالت إنها كانت رفيقة العشرة الطويلة، منذ أن كانتا سوياً في مدينة بربر، وامتدت علاقتهما التي لم تشوبها شائبة رغم الاختلاف الفكري والسياسي، وزادت أنهم كانوا أخوات حتى رحليها، ولم يختلفوا أو يتشاكسوا سياسياً كما يحدث اليوم، ووصفت دور الدكتورة فاطمة في مساعدة المرأة السودانية بالعظيم والفريد وغير المتكرر، وختمت بأنهن كن أربع قياديات في تلك الفترة الذاهية للمرأة السودانية، وبرحيل الدكتورة فاطمة أحمد إبراهيم لم يبق غيرها، والأستاذة محاسن جيلاني والأستاذة أم سلمي سليمان، وكشفت عن إقامة ليلة لختمة القران لروح المرحومة بدار منظمة معين بأم درمان الثلاثاء القادم، كما نعتها رئيس تحرير صحيفة الميدان إيمان عثمان، وقالت إنها فقد للمرأة السودانية، وكانت أيقونة مضئية لتاريخها، تمثيلا لها في المحافل الداخلية والخارجية، وكلمة حق قوية مدافعة عن الحريات والحقوق والواجبات في كل المنابر الاجتماعية والسياسية التي مثلت فيها، وأضافت إيمان أن لفاطمة أدوار عديدة في الاتحاد العام للمراة السودانية، منها تكوين جمعية ربات البيوت والأسرة الخيرية، بجانب التنوير المعرفي والاجتماعي الذي ظلت تقدمه لكافة شرائح المرأة الاجتماعية، موضحة دورها السياسي الحزبي الكبير كعضو نشط في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني.
آخر لحظة