رفع العقوبات .. هل الحكومة مستعدة؟!

* لقاءات ومباحثات يجريها وفد الكونغرس الأمريكي ووفد السفارة الأمريكية، بالخرطوم مع كبار المسؤولين في الحكومة السودانية ومع قادة الجيش والبرلمان والقطاع الاقتصادي بالبلاد، يقفون خلالها على الإجراءات والترتيبات التي يتخذها السودان حال رفع العقوبات الأمريكية عنه، ويعبرون عن تفاؤلهم بالرفع الكامل للعقوبات الأمريكية عن السودان بنهاية مهلة الثلاثة أشهر منتصف أكتوبر المقبل .
* هؤلاء الخواجات أرادوا أن يعرفوا بالضبط ماذا في ذهن القيادة السودانية من أفكار وخطط للتعامل مع مرحلة ما بعد العقوبات، أو قل على وجه الدقة يريدون أن يفهموا ماذا ينتظر السودان من الولايات المتحدة وماذا يأمل منها وما هي خطته، وبالتالي يستنتجون من ذلك ما يمكن أن تستفيده بلادهم نفسها من السودان بعد رفع العقوبات .
* وقبل أيام وجهتُ سؤالاً للسيد وزير الدولة بوزارة المالية الدكتور عبد الرحمن ضرار في جلسة جمعتنا معه في ختام زيارته لمملكة البحرين، هل الحكومة السودانية جاهزة لتحقيق توقعات المواطنين بخصوص الانتقال الذي يعتقدون أن البلاد ستشهده بعد يوم 12 أكتوبر في حالة صدور القرار برفع العقوبات عن السودان..؟!
* أم أن هذا الحلم المنتظر سيلحق بقائمة أحلام الشعب السوداني في سنوات إنتاج النفط، حيث كان الناس يتوقعون الكثير من التغيير في حالهم وحال البلد حين كانوا في مرحلة انتظار البترول، لكن مرحلة ما بعد النفط، وإن كانت قد تركت ملامحها على مستوى حركة السوق وبعض مظاهر الانتعاش الطفيف في حياة الناس، لكنها لم تكن بحجم الآمال العريضة والأحلام التي كان يحلق بها خيال المواطنين، بأنهم سيصبحون على حال مختلف، وفي بالهم نموذج المواطن الخليجي الذي توقعوا على الأقل أن يقترب حالهم من حاله، لكن ذلك لم يحدث .
* الوزير ضرار رفض فكرة تقليل حجم الانتقال الذي شهدته بلادنا بعد النفط، وقال إن الحياة قد اختلفت فعلاً وهذا جدل طويل..
* لكن المحك الحالي وبحكم الظروف الاقتصادية الضاغطة جداً التي ستصادف حدث رفع العقوبات، فإن أي مستوى من الانتعاش أو أية قطرة من ماء الحياة على حلق البلاد الجاف، لن تكون محل جدل وخلاف في كونها موجودة أو غير موجودة، وبالتالي فإن مستوى استعداد بلادنا وترتيبات حكومتها للاستفادة من مرحلة ما بعد رفع العقوبات سيكون مكشوفاً أمام الجميع الذين يعلمون الآن أن التحول لن يأتي مباشرة، لكن خطواته المدروسة والصحيحة، إن وجدت، فستكون مكشوفة للناس.. وسيفهم الجميع هل كانت الحكومة مستعدة بخططها لتلك المرحلة أم لا؟
* وهل لدى الحكومة تصورات مكتملة للتعامل مع مرحلة ما بعد 12 أكتوبر بصورة علمية تضع أمامها مصلحة المواطن وتخفيف الأعباء الهائلة عن كاهله هدفاً رئيساً؟
* هل سيتحول كل خير ما بعد رفع العقوبات لتنشيط مشاريع التنمية وإعادة تأهيل البنى التحتية وزيادة الإنتاج في القطاعات الإنتاجية المختلفة؟
* هل سيستفيد الشعب السوداني كله من انفراجات ما بعد رفع العقوبات أم ستستفيد فئات محددة من رجال المال والأعمال ويبقى الحال في حاله ..
* تساؤلات كثيرة تدور في أذهان الناس الذين هم على قناعة بأن هذه العقوبات كانت فعلاً عقوبات ضد الشعب السوداني، لكن كيف يستفيدون من قرار رفعها عن السودان وهل بإمكانهم أن يحلموا بحال جديد وسعيد..؟
* شوكة كرامة
* لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى