الجمعة ٢ يوليو ١٩٧٦: الخرطوم بلا قوات مسلحة.. و(٣) آلاف قتيل

بكري الصائغ
١-
من غرائب الصدف، ان اليوم الجمعة ٢/ يوليو الحالي ٢٠٢١ يصادف الذكري الخامسة والاربعين عام علي دخول “قوات حركة ٢ يوليو” مدينة الخرطوم واحتلالها احتلال كامل، بل حتى القيادة العامة لم تسلم من الحصار وخضعت للسيطرة لمدة اربعة ايام بلياليها.
٢-
بكل المقاييس يعتبر يوم ٢/ يوليو ١٩٧٦ وما بعدها من اربعة ايام واحدة من أسوأ الاحداث الدامية التي وقعت في السودان، ودخلت الحادثة التاريخ السوداني تحت اسم (حـركة ٢ يوليـو ١٩٧٦)، وايضآ، كان هناك لقب اخر اصبح اكثر شهرة من الاسم الاول وهو (حركة المرتزقة)، وكان الرئيس النميري وقتها هو من اطلق هذا اللقب كنوع من التحقير علي محاولة التغيير بالقوة لنظام الحاكم، والتي بدرت من مجموعة سودانيين مسلحين قدموا من الخارج للاطاحة بنظام النميري، انتشر لقب (حركة مرتزقة) وسط الجماهير بسرعة فائقة بفضل الاعلام والصحافة التي كثفت من تردد اللقب.
٣-
أهدي هذا المقال التاريخي الهام – بصورة خاصة الي كل من لم يعاصر وقوعها قبل خمسة واربعين عام-، ولكل من لايعرف الا بالقليل عنها بسبب التعتيم والاهمال المتعمد لاغلب احداث التاريخ السوداني من قبل الحكومات السابقة والحالية، وقد سبق من قبل ان قال البروفسور عبد الله الطيب (نحن شعب بلا تاريخ)!!
٤-
الـمدخل الاول:
(أ)-
عـلي غـيـر العـادة، فـي يوم الجمعة ٢ يوليو عام ١٩٧٦- وتحديـدآ فـي تـمام السـاعـة الثالثة ظـهـرآ-، سـمع سـكان بعض المناطق في الـخـرطوم اصـوات طـلقات رصـاص ودوي قنابل في مناطـق متـفرقة مـن العاصـمة ، وخـرج السكان من منازلهم بهلع شديد وبقلوب واجفة يسـتطلعون الخـبـر، وبيـنما كانت الـجماهـيـر باقية فـي الشـوارع تحاول فهم حقيقة مايجري ، كـانت تـمـر من امامـهـم عـربات ماركة (كـومـر) وعـلي ظـهـرها رجـال مسـلحـين بالمـدافـع الرشـاشـة ومـدافع (اربـجـي) “، كانت ازيـاءهـم واحـدة مكونة من سروال ابيض طـويل، وفوقه قـميـص عـراقي ابيض طويل، كانت كل العـربات كانت جديـدة الصـنع، والغـريب في الأمر ان بعـض من هـؤلاء المسـلحـين كانوا يسـألون الـمـارة عـن مـكان مـقـر القيـادة العـامـة، فتبـرع الكثيرين بالـمسـاعـدة بعفوية شديدة دون اي تدقيق في هوية هؤلاء الاغراب واشاروا باصابعهم الي جـهـة القيادة العامـة.
(ب)-
مع ازدياد طلقات الرصاص بكثافة شديدة في عدة اماكن وسط الخرطوم لساعات طويلة، سارعت الاسر الي البقاء في منازلهم، ولكن مـما زاد قلق الناس، ان الارسـال الاذاعـي توقف تمامآ عن البث، وتعطلت الهواتف، وما عرف احد من المواطنين هوية هؤلاء المسلحين؟!!..ولا مـن هـم?!! وماذا يريدون ؟!!..وهـل حقآ يـهـدفون الي تغـييـر نظـام الـحـكـم بالقوة?!!
(ج)-
عن هذه الاحـداث والتي عـرفناها فيـما بعـد، عرفنا ان هذه القوة المسلحة قوامها سودانيين مسلحين جاءوا من ليبيا لتغيير نظام ٢٥ مايو بالقوة، وانهم وبالرغم من قلة معرفتهم بجغرافية الخرطوم وامدرمان، استطاعوا ان يحتلوا اهم المراكز والشوارع الرئيسية في الخرطوم بكل سهولة، وفرضوا عليها سيطرتهم الكاملة، كانوا يجوبون شوارع الخرطوم الرئيسية بكل أمن وامان بعرباتهم بلا اي خوف، لم يجدوا اي مقاومة علي الأطلاق من قبل القوات المسلحة او من رجال الشرطة، فقد حاصروا القيادة العامة من كل اطرافها بعد وصولهم الخرطوم، وطوقوها كالتفاف السوار بالمعصم، ومنعوا الجميع في القيادة العامة من الخروج.
(د)-
اغلب الضـباط والجنود في القوات المسلحة الذين كانوا وقتها في منازلهم في يوم الجمعة ، لم يسـتطـيعـوا الوصـول للقيـادة العـامـة، فكل الطـرق الرئيســية والفـرعـية الـموديـة للقيادة كـانت واقـعـة تـحـت قبـضـة الـمسلـحـيـن، وما زاد من تازم الوضع، ان الاتصالات عبر الهواتف كانت مقطوعة بسبب وقوع ( مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية) في ايدي المسلحين، وقـع هـذا الهجوم المسلح علي الخرطوم في يـوم عـطلة نهـايـة الاسـبوع ” الـجـمـعـة “، مـما جـعـل الاتـصـالات بيـن الـمـواطنيين والجـهات الرسـمـية لـمعـرفة الـحاصـل مـقطـوعـة تـمامـآ.
(هـ)-
وما زاد من حيرة المواطنين وبلبلة افكارهم ، ان الاذاعة في امدرمان كانت تحت قبضتهم ، ومع ذلك لم يذيع احد منهم بيان او خطاب يعلن فيه ماهي اهداف الحركة العسكرية؟!!..لم يستطع احد من سكان العاصمة وامدرمان- بصورة خاصة دون باقي المدن الاخري- ان ينام في امن وسلام فقد ظلت اصوات طلقات الرصاص مستمرة بلا توقف حتي وطـوال الليل.
(و)-
في صباح اليوم التالي تدفقت الاخبار، وعرف المواطنين ان الـمسلحين سـودانيين لحم ودم، جاءوا مـن ليبيا بعرباتهم واسلحتهم لتغييـر النظام برمته واحـلال نظام جديد، جاءت الأخبار ايـضـآ وافادت عن سقوط قتلي كثيرين من ضباط وجنود القوات المسلحة، وتم معرفة رتبهم العسـكرية، وعن قـصـة كيفية احـتلالهـم للاذاعة ومبني التلفزيون، والسلاح الطبي وتـخـريبهـم بصـورة كـبيـرة بـمدافع (اربـجـي) كثير من المباني في هذه المؤسسات الحكومية.
(ز)-
اربعة ايام بلياليها الطوال، هي المدة التي وقعت فيها الخرطوم بكاملها تحت سيطرتهم التامة، ما كانت هناك ردود افعال من قبل اي جهة حكومية في الخرطوم، ولم يعرف احد اين اختفي النمـيري ونائبه الاول؟!!
٥-
المدخل الثاني:
(أ)-
في الخامس مـن يوليو- اي بعد اربعة ايام من وقوع الحدث-، استطاعت القوات المسلحة ان تستجـمع قواها، وتجري اتصالات بضباطها فـي منازلهـم ، وبالفعل تجـمعـوا الضباط بشكل كبير فـي مناطـق مـحـددة، وبادروا بالهجوم بالانـقضـاض عـلي الـمسـلحـيـن الذين نفذت ذخريتهم وتعطلت عرباتهم بسبب نفاذ البنزين، وفوق كل هذا انتهت كل المؤن الغذائية.
(ب)-
فـي يوم ٥ يـوليـو- وتحـديـدآ فـي السـاعـة الـحـادية عـشـر صـباحـآ-، بـدأت القـوات الـمسلحـة فـي اسـتعادة الـمواقـع الهـامة في الخـرطوم ، وبعـد مـعارك غـيـر متـكافئـة بـيـن الطرفين من ناحية العـدة والعـتاد العسكري، تـم تدمير مراكز المسلحين في أرض الـمـطار، وكان المطار قد وقع في قبضتهم لمـدة ثـلاثـة ايام كـاملة، ومنعوا نـزول او اقـلاع اي طـائـرة ، ووقع تخريب كبير في مباني المطار.
(ج)-
فـي هـذه الاثـناء اسـتطـاع بـونا ملـوال وزيـر الثقافـة والاعـلام وقتـهـا ان يـجـري اتـصـالات مـع السـفيـر الـمصـري لارسـال مـهـندسـيين وفنييـن مصريين لاصــلاح الـعـطـب في اجـهـزة الاذاعـة، وبالفعـل وصـلوا الخـبـراء واصـلـحـوا ما تلف مـن الاجـهـزة، بعدها واصلت بعدها الاذاعة ارسالها رغم الخراب الذي ضرب المباني الرئيسية داخل الاذاعة.
(د)-
بعد هدوء الاحوال في الخرطوم، جــاء النـمـيـري الي الاذاعة وخاطب الجماهير، كان في حالة يرثي لها وتبدو عليه علامات الأنهاك والتعب الشديد بصورة واضحة، كان في حـالة عـصـبيـة للغاية، راح يـؤكـد ان البلاد تعـرضـت لعملية غـزو من قبل (مـرتـزقة ) جـاءوا مـن ليبـيا بهدف تغييرالـوضـع القائم في البلاد ، وان كثيرين من هـؤلاء (الـمـرتزقـة) مـازلـوا في العـاصـمة الـمثلثة، اصدر النـمـيـري (وهو من داخل الاذاعة) توجيهاته للضباط والجـنـود القضـــــاء عـلي (المرتزقة) قضاء تام بلا رحمة اوشفقة !!
(هـ)-
قامـت قـوات (الـصـاعـقة) بـعمليات انـزال جنود فوق سـطـح مـبنـي( مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية)، وقعـت مـعـركة ضـارية زادت مـن تـدمـيـر المبنـي والأجـهـزة ، انتهـت المعركة بمصرع ١٢٤ قتـيلآ مـن الـطـرفيـن ،احـتلت بعدها القـوات الـمسلحة الـمـبني وحـاصـرته بالـمـصفـحـات، اسـتعـادت القوات المـسلـحة ايضآ بكـل سـهـولة مـبنـي الاذاعـة والتلفـزيون.
(و)-
وقتها قال احـد ضـباط القوات الـمـسلحـة بعـد ان تم أسـر عـدد كبير من المسلحين :
( “لقـدوا كـانـوا فـي حـالة يـرثـي لها مـن الــجـوع والعـطـش فـهـم ” الأسـري ” ما ذاقوا طـعام ولاشـراب منذ اكثر من اربعة ايام، كـانـوا بـلا ذخـيـرة كـافيـة، حـتـي عـرباتهـم كانت بلا وقـود، ومـنـذ ان قاموا باحـتلال مبانـي الأذاعـة والتلفـزيون ما قـربهـم احـدآ مـن المسؤولين عنهـم، ولا تلقـوا اي امـدادات). واكمل الضابط كلامه:
( “لقـد قـمنا علي الفور باعدامهم، فـكميات الحـزن عـلي ضـحـايانا من ضباط وجنود في القوات المسلحة، وايضآ طـريقـة تصفيتهم للـواء طـبيب الشـلالـي، الذي واثناء عبوره لـكوبـري امـدرمان فـي طـريقـة للسـلاح الـطـبي اوقفوه وانزلـوه مـن سيارته واقتـادوه الـي تـحت الـكـوبـري، وهناك قتلوه رمـيآ برصـاص الـمـدافـع الرشاشـة، ثم تـركوه فـي مكانه مدة يـومـين فـي مـكانه، جـعلتنا نتـجـرد تمامـآ مـن اي عـاطـفة او شـفقة نـحـوهـم”.).
(ز)-
فـي اليـوم الـخامـس من يـوليـو ١٩٧٦، شـوهـدت الـدبابات التابعـة للقـوات المسلحـة وهـي تـجـوب شـوارع الـخـرطوم ولم تجد اي مقاومـة او اعـتـراض مـن المسلحين الذين تبقوا احياء ، بـدأت الأذاعـة بعـد الساعـة السادسـة تبـث بـرامـجـها الـ “ثوريـة” والأناشـيـد، وبيـن الفيـنة والاخـري راحوا المسؤولين في الوزارات والمصالح الـحـكومية يناشـدون الموظفين والعمال ضرورة تـواجدهـم صباح اليوم التالي في كل المواقع ، ثـم ياتي بعـده مـسـؤول اخـر يـؤيـد ويبايـع القائـد الـمـظـفر جـعـفـر نـمـيري الذي دحر العـدوان وسـحـق الغـزاة المـرتزقة “وحـرق جـوف القـذافـي!!” ، كان من الواضح، ان الـمسؤولين في الاذاعـة قد افتقدوا المـواد التـسـجيليـة التي يمكن ان يملأوا بـها زمن الارسـال، فأسـتعانـوا بالـمـسـؤولـين لـملء الفراغ الزمـني بـحـشو الكلام وبـلاغات التـأيـيـد.
٦-
المدخل الثالث:
(أ)-
كانت فـرصـة لضـباط القوات المسلحة وبعد ان تلقوا (الضوء الاخضر) من رئيسهم النميري القضاء علي (المرتزقة!!) للأنتقـام ورد الأعـتبـار لانفسـهـم بعد التحـقيـر والإســـاءات الـتي طالتهم خـلال ايام الاحـداث.
بـدآت عـمليات التـفتيـش عن المسلحين الغرباء، جرت اعتقالات طالت الكثيرين من الأجانب والوافـدين مـن دول الـجـوار الذين اصلآ لا ناقة لهم ولاجمل في احداث الخرطوم، وجروا جـرآ الي منطقة (الحـزام الاخـضـر ) جنوب الخـرطوم، حـيـث تـمـت هناك عـمليات تصفيات جسدية فـورية وبلا مـحاكمات لـمئات مـن الاثيــوبييـن والارتــرييـن بصورة خاصة، هؤلاء الضحايا شـاء حـظـهـم العـاثـر ان يـموتـوا فـي الغـربة بعـد ان هـروبوا من حـكـم الرئيس الاثيوبي هـيلا ماريام القاسي!!
(ب)-
جـاءت اخـبار كـثيـرة فـيما بعـد، اكدت ان مـن تمت تصفيتهم جـسديآ بعـد عـودة الـحـكم العسـكري مـجـددآ برئاســة نـميـري قد فاق عـددهـم اكـثـر مـن ثلاثة الف وافـد ولاجـئ ومن بينهم بعـض مخـتلي العقول تم التـقاطهم قسرآ مـن الشـوارع والاســواق، وبعد اعدامهم ودفنوا في مقابر جماعية في منطقة (الحزام الأخضر)، يحكي احد الضباط عن تصفياتهم فقال:
( “كنا نأمر المعتقلين حفر المقابر، وبعد ان ينتهوا من حفرها وتعميقها، نامرهم بالرقاد داخلها ثم يطلق عليهم الجنود بوابل من رصاصات المدافع الرشاشة،، وتقوم دفعة اخري من المعتقلين بردم المقابر!!..ونعيد الكرة مجددآ عليهم فيما بعد”.).
٧-
المدخل الرابع:
(أ)-
الشيخ/ ابراهيم السنوسي، الذي شغل منصب مساعد الجمهورية في زمن الرئيس المخلوع، ان واحد من الذين حملوا السلاح ضد النميري، وكان ايضآ واحد من الذين شاركوا مشاركة فعالة في احداث ٢ يوليو ١٩٧٦، ودخل الخرطوم مع المسلحين، وفوق كل هذا هناك اتهام موجهه ضده شخصيآ بانه هو من قام باغتيال الطبيب اللواء الشلالي تحت كوبري امدرمان، حمل السنوسي السلاح ضد المشير النميري عام ١٩٧٦ بحجة انه ديكتاتوري يجب الاطاحة به، واستعادة الديموقراطية المسلوبة، وجدناه بعد واحد واربعين عامآ من (حركة ٢ يوليو) قد ترك السلاح والثورية، وعمل تحت امرة ديكتاتوري عسكري اسوأ الف مرة من النميري!!
(ب)-
مبارك الفاضل المهدي، كان هو الاخر واحد من الذين خططوا ونفذوا عملية دخول المسلحين من ليبيا الي الخرطوم بهدف اسقاط نظام ٢٥ مايو العسكري، بعد هو الاخر مثل السنوسي تخلي عن السلاح وشارك في نظام الرئيس المخلوع بعد ان ترك حزب الامة القومي، وشغل عدة مناصب في النظام السابق كان اخرها منصب وزير الاستثمار!!، لهذا لم يكن بالغريب علي الطلاق ان يطلق عليه الشعب عليه لقب: (رجل كل العصور )!!
(ج)-
هناك روايات كثير من شهود عيان عاصروا الاحداث عن قرب، وافادوا ، انه قد وقعت خيانة بعد دخول المسلحين الخرطوم ادت الي عدم وصول الذخيرة والمؤن الغذائية للمسلحين، وان العربات الجديدة التي تبرعت بها الحكومة الليبية قد تم استبدالها باخريات مستهلكة!!
٨-
ما اشبه الليلة بالبارحة!!
في ٢/ يونيو عام ١٩٧٦ خلت الخرطوم تمامآ من وجود ضباط وجنود تابعين للقوات المسلحة،… واليوم ٢/ يونيو ٢٠٢١،لا نلمس اطلاقآ بوجود جيش وطني حقيقي، وانما جيش خاص اصبح يحتل المكانة الاولي بين باقي المؤسسات العسكرية، واصبح ايضآ هو صاحب الكلمة الاولي في الشأن العسكري بالبلاد!!
٩-
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
في اليوم الاول من يونيو عام ٢٠١٨، نشرت صحيفة “الراكوبة” تصريح خطير ادلي به مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس شورى المؤتمر الشعبي، الشيخ إبراهيم السنوسي، حمل الصادق المهدي المسؤولية التاريخية لفشل حركة يوليو 1976م، التي قادها العميد محمد نور سعد للإطاحة بنظام الرئيس جعفر محمد نميري…وكشف السنوسي في خيمة الصحفيين التي تنظمها مؤسسة “طيبة برس” للإعلام، بفندق ريجنسي عن الأسباب التي ادت إلى فشل المعارضة السودانية آنذاك والإخوان المسلمون وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي للقيام بعمل عسكري في فجر الثاني من يوليو من العام 1976، وقال إن الصادق المهدي استبعد الإخوان المسلمين من الاستيلاء على الإذاعة ودفع بهم إلى المطار، وأشار إلى أن تأخر وصول عربة السلاح إلى العاصمة، ادى إلى مغادرة الرئيس الأسبق جعفر نميري لمطار الخرطوم، عقب نزول طائرته قبل ضربها مما أسهم في فشل الحركة.
(ب)-
القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي سيد أبو علي يروي قصة فشل ثورة الثاني من يوليو:
خيانة الصادق المهدي ضربت عملية الثورة، وهذا ما فعله مبارك الفاضل هذا الرجل غيّر الخطة وأرسل المسؤولين إلى ماموريات وهمية المهدي اختلف مع الشريف حسين وهذا ما قاله للقذافي
https://www.sudaress.com/alwatan/40672
(- مبارك كان مسؤولا عن السلاح لكن استهلك السيارات التي جلبها الشريف لتنفيذ العملية وعندما أعلنت الصافرة لجلب السلاح من مكان تخزينه لم نجد سيارات لأنها استهلكت وأصبحت لا تقوم بأي عمل وهذا بالتأكيد تكتيك وتدبير من الصادق المهدي.لم نفعل شيئاً بل أصبحنا أمام الأمر الواقع لأن المسؤول عن المدرعات أرسل في مهمة وهمية، وكذلك المسؤول عن تشغيل الإذاعة كلف بمامورية وهمية.).
(ج)-
إضاءات – شهادة د. عبد السلام صالح عيسى عن اجتماع المصالحة الوطنية بين نميري والصادق المهدي – ١٩٧٧
فى بداية الاحداث حضر ابراهيم السنوسي الي داحلية البركس في جامعة الخرطوم بحثا عن طلاب هندسة للمساعدة في تشغيل دار الهاتف.
والعهدة علي الراوي -شاهد عيان – في صينية التقاطع امام الاتحاد الاشتراكي اوقف السنوسي سيارته واستدعي شرطي كان في البوابة وعندما اقترب المسكين من العربة اطلق عليه السنوسي النار وارداه قتيلا في الصينية وواصل بكل برود مع مرافقة طالب الهندسة وكأن شيئأ لم يكن …
فتأمل!!!