مقالات سياسية

خواطر طبيب في المهجر

في نسيج الحياة، المنسوجة عبر القارات، تتكشف قصة طبيب – رحلة من قلب نضالات السودان إلى الوعد بفجر جديد في أرض الفرص، الولايات المتحدة.

سعى بطل الرواية، مدفوعا بتنافر الاضطرابات السياسية وتقييدها بسلاسل حكومة فاسدة، إلى اللجوء في السعي إلى مستقبل أفضل. أرشدته منارة الأمل بعيدا عن الظلال التي يلقيها الافتقار إلى الفرص وغياب مستوى من المعيشة الكريمة في وطنه.

رددت خطى الطبيب المهاجر معركة شاقة، سيمفونية من المرونة في مواجهة الشدائد. خلال خمسه عشر سنه، لا تزال الروابط التي تربطه بالسودان قائمة، ليالي مضنيه وافكار سارحه في دعم الحراك الثوري وبذل المال والعرق والجهد لاهله وابناء جلدته، مترفعا عن فرضيه كون في هذا اتصال سام مع وطن ولد أحلامه ولكنه أيضا احتضن يأسه ووضع العثرات في تقدمه. دين الامتنان، اتصال عاطفي يرفض التبديد.

بينما يلوح شبح الزوال في الأفق على وطنه، يصبح القلق الرفيق غير المرغوب فيه لنفسيته العقلية. تصبح كتاباته ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات للعقل، وتتحول المناقشات السياسية إلى دعوة يائسة لزيادة الوعي. ومع ذلك، في متاهة تحديات السودان – الفساد السياسي والجهل المتفشي وجرائم الحرب – يجد الطبيب نفسه على مفترق طرق اليأس.

بصيص الأمل الذي يتشبث به هو شريان حياة وسلسلة على حد سواء، يرسخه في واقع يتصاعد إلى دمار لا رجعة فيه وصراع أهلي لا نهاية له. يواجه الطبيب الآن، الذي كان في يوم من الأيام مدافعا عن التغيير، الحقيقة المؤلمة المتمثلة في أن بعض المعارك قد تكون خارج نطاق حتى أكثر المناشدات حماسا.رغم ذلك، يستمر في التمسك بشعلة الأمل في سودان أفضل، شغف يأكل حياته ويؤثر في مسار حياته ومهنته في الحياة الأفضل التي ناضل من أجلها في الولايات المتحدة. يلاحظ أن أصدقائه المهاجرين من بلدان مماثلة تعاني من حروب قطعوا تلك الروابط ويعيشون حياة سعيدة ومكتملة في بلادهم الجديدة

في أصداء كتاباته، يظهر إدراك مؤثر. الروابط العاطفية التي تربطه هي سيف ذو حدين – مصدر قوة وعائق أمام التقدم الشخصي. يتردد صدى نداء العقل بخواطر فحواها: لقد حان الوقت لإطلاق قبضة الماضي والقلق والسماح للطبيعة برسم مسارها.

تمثل رحلة الطبيب، وهي عالم مصغر لرواية السودان الأوسع، شهادة على حتمية التغيير. في الرقص بين التقدم والعلاقات العاطفية، يناشد زملائه المهاجرين احتضان الحقيقة الصعبة – قد يتطلب الطريق إلى سودان أفضل التخلي عنه ولو لفتره. إنه اعتراف مؤلم، صعب المواجهه واستسلام للمسار الطبيعي الذي بدأه التاريخ، المثقل بالظلم، وسوء إدارة التنوع، والفساد، والإبادة الجماعية. والمؤسف المبكي ان يشهد تسيد جناتها مجددا سده القرارات المصيريه لهذا الوطن اليوم. وهي اشاره يصعب التغاضي عنها، حقيقه كون كتله الوعي المجتمعي والتغير الحرجه مازالت بعيده المنال.

بينما يتصارع الطبيب المهاجر مع الانقسام بين الأحلام والواقع، وبين قلبه الثوري وعقله المحبط، و كدح الغربه وهموم الوطن، فإنه يمد يده إلى أولئك الذين يشاركونه كفاحه. لا يزال المستقبل غير مؤكد، ولكن احيانا، في قطع خيوط الماضي والتخلي، وترك الامور تاخد مجراها، والتخطيط لمستقبل جديد حتي وان غالطته الاماني ونبذه القلب، تكمن إمكانية التحرر، سواء بالنسبة للفرد أو الأمة التي تركها وراءها.

Dr.Sudanese

‫2 تعليقات

  1. هذه العبارة (والمؤسف المبكي ان يشهد تسيد جناتها مجددا سده القرارات المصيريه لهذا الوطن اليوم. وهي اشاره يصعب التغاضي عنها، حقيقه كون كتله الوعي المجتمعي والتغير الحرجه مازالت بعيده المنال) هذه العبارة من حديثك هي ذروة سنام أسباب الحالة يا دكتور ، سأحاول معك ( احتضان الحقيقة الصعبة – قد يتطلب الطريق إلى سودان أفضل التخلي عنه ولو لفتره. إنه اعتراف مؤلم، صعب المواجهه واستسلام للمسار الطبيعي الذي بدأه التاريخ، المثقل بالظلم، وسوء إدارة التنوع، والفساد، والإبادة الجماعية.) .
    هل هرمنا ؟ أم سئمنا ؟ أم يئسنا ؟
    هل ما يدور الآن هو نقطة التحول في مسار الحياة الطبيعي ؟

  2. حقيقة كان منتظر من الراكوبة أن تقف موقف اخلاقي شامخ وشجاع مع الشعب السوداني من البحصل ليو على يد بن زايد واداته آل دقلو ومرتزقتهم من جنوب السودان وتشاد والنيجر ومالي واليمن وليبيا حتى لو افترضنا البرهان زاتو كوز لأنو الاف الأبرياء البموتو ديل أهلكم وناسكم ومتأكد كل كتاب الراكوبة وادارتها تضرر اهل بيتهم و أسرهم وأهلهم تشردوا ونزحوا مع بقية السودانيين وتقطعت بهم السبل نازحين في مخيمات ايواء بدول الجوار او حتى في الداخل ويعيشون اوضاع أشبه بالموت الجماعي ولكن مؤسف جدا خط الراكوبة المناصر لقحت رغم تحالفها السياسي مع أمير الحرب وقائد الجنجويد مرة أخرى ليجلبهم للحكم على أشلاء ورفاة الشعب السوداني المكسور.

    ومع ذلك نعلم أن الخير موجود في البعض ، فالأمر الآن ليس وقت سياسة او أحزاب بل وقوف في وجه الظلم وسفك الدماء والسلب والنهب والتشريد.. ولكن تصوير الأمر كأنه صراع سياسي بين الكيزان والقحاتة في حد زاته ظلم كبير للشعب السوداني وطعنه مرتين من الخلف، ومن قتلوا وسلبوا ونهبوا وانتهكت بيوتهم واعراضهم ليسو كيزان بل هم الشعب السوداني أجمع وانتم تعرفون ذلك، وهم أهلكم و ذويكم وابناءكم ومستقبلهم الضايع، وتعلمون أن الكيزان جميعهم غادروا تركيا مع ثورة ديسمبر، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..