جده من جديد..!!

عصب الشارع
صفاء الفحل
على الناس ألا تعول كثيراً على ماسيتباحث حوله طرفي الحرب لجنة الكيزان الامنية ومليشيا جنجويد الدعم السريع غدا الخميس بمنبر جده وحتى أنه في إعتقادنا لا يهم المدنيين سوى في نقطة واحدة وهي (إيقاف الحرب) وما يتبعها من إجراءات بفتح الممرات الإنسانية لايصال المساعدات الانسانية للمحتاجين ولا أريد إحباط المنتظرين الحالمين بأن تخرج بأوسع من ذلك بالقول بأن هذه المباحثات لن تحمل عصا موسى وربما لن يصل الطرفان إلى إتفاق ملزم بإيقاف القتال أو المضي أكثر من ذلك، فلا أعتقد بأن الطرفين لديهم الرغبة الصادقة أو حتى الإمكانية لذلك وأن تواجدهما بالمنبر حسب تصريحات الطرفين فقط للاستماع للراي الآخر ولربما لإقناع المجتمع الدولي فقط بأنهما جادان في تحقيق السلام وعودة الديمقراطية ، أما التنفيذ الفعلي على ماسيتفقان عليه حتي لو كان (تبادل التحايا) فلا أعتقد بأن الذين سيجلسون حسب ما أعلنت أسماؤهم من الطرفين يمكنهم اعطاء رأي قاطع وسيتكرر منهم طلب العودة والتاجيل للمراجعة خاصة الجانب العسكري..
الوفد الذي يمثل الجيش واضح من تكوينه بأنه (تحصيل حاصل) فلا يوجد تمثيل لواحد من المؤثرين من لجنة البشير الامنية الاربعة طويلة (البرهان كباشي العطا وابراهيم جابر) رغم خروج اخر (معتقل) منهم من داخل القيادة العامة ومع وجود بعض الكيزان المعتدلين في قيادته إلا أن القيادة السياسية الكيزانية زجت ب(مقدم) من العناصر الكيزانية المتشددة المعروفة داخل الجيش وعلي مايبدو انه من يحمل (الكرت الاحمر) الكيزاني ليرفعه اذا ماتعدي (طراطير) الرتب العليا الذين يرافقونه حدود التفويض الممنوحة لهم مما يؤكد بأن الأمر مجرد (جس نبض) للعديد من الاتجاهات أولها واهمها الرضا الكيزاني علي شكل الحوار والذي سيتم من خلالها تحديد الإستمرار فيها ام رفع الكرت الاحمر والانسحاب وثانيها جس نبض التراجع لدي الدعم السريع بعد الحملة الاعلامية الاخيرة لبناء استراتيجية للتباحث لو ضاقت عليهم حلقة ضرورة الجلوس الجاد لانهاء هذه الحرب العبثيه..
والوفد الممثل لمليشيا الدعم السريع لايختلف كثيرا من وفد اللجنة الامنية من حيث التكوين الضعيف فلا حميدتي او عبد الرحيم ولا حتى القوني من (ال دقلو) ولا احد يختلف بانهم المكون الرئيس للدعم السريع موجود في القائمة التي تم الاعلان عنها الأمر الذي يؤكد بأن مليشيا الدعم السريع هي نفسها تدخل للحوار ايضا ل (جس نبض) القوات المسلحة ومحاولة التنبؤ بخطوات اللجنة الأمنية القادمة خاصة أن مطالبها واضحة منذ بداية التفاوض خلال الجلسات السابقة وهي مطالب من الصعب الإلتزام بها في ظل السيطرة الكيزانية علي القرار داخل الجيش
التعويل الوحيد خلال هذه الجولة علي الوسطاء وما يحملونه من أوراق ضغط يتم تقديمها من تحت الطاولة حتي يكون الطرفان اكثر لينا وعقلانية اثناء التفاوض خاصة ان كلا الطرفين منهك ومتوجس وخائف من ردة فعل المجتمع الدولي كما انهما أصبحا علي قناعة برفض الشعب السوداني لهما معا وعدم وجود بارقة امل لكلاهما للعودة الي سدة الحكم
التعويل بالخروج بنتائج واضحة خلال الجولات الاولي من هذه المباحثات نوعا من التفكير بعيدا عن واقع الحال فحتي القرارات التي يمكن ان يجبر الطرفين علي القبول بها وعلي راسها ايقاف القتال لن يتم تنفيذها علي ارض الواقع او سرعان ماسيتم كسرها وعلي الوسطاء التلويح بورقة البند السابع مع اجبار الطرفين للقبول بها اذا فشلا في تنفيذ وقف لاطلاق النار ، رغم اننا علي قناعة باننا سنصل الي البند السابع في ظل عدم وجود قيادة تملك قرارها لدي الطرفين وان هذا الاقتتال لن يتوقف مالم توقفه قوي خارجية تقوم بالضغط علي الطرفين فكلاهما مسلوب الارادة وخاوي في نفس الوقت ويمثلان عناداً بلا معنى (ونفخة كذابة) ستسقط مع أول ضغط خارجي..
والثورة مازالت مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة