المسلمون والغرب: سوء تفاهم متبادل

مقال رأي ? ميشيل هوبنك
يبدو الامر كفصل جديد في مسرحية قديمة. فبعد الرسومات الكرتونية الدنماركية وفيلم فتنة الهولندي المعادي للاسلام جاء الدور الآن على الفيلم الامريكي (براءة المسلمين) والذي تكشف ان الذي انتجه امريكي مسيحي من اصول مصرية يقول أنه اراد من وراء هذا الفيلم القول بأن الاسلام ( ورم سرطاني).
الاسلام ديانة جديرة بالاحترام يدين بها الملايين في مختلف انحاء العالم وتمثل لهم القيمة الانسانية التي يتمتعون بها. مثل هذا الفيلم الذي يصور النبي محمد كصائد نساء وممارس للقتل الجماعي هو الى حد كبير محاولة للاساءة للذين يدينون بالاسلام. أن يتظاهر المسلمون ضد هذا الفيلم أمر لا يثير الاستغراب، ولكن لماذا توجه هذه المظاهرات غضبها نحو السفارات الامريكية؟
يقول المسلمون أن الفيلم شاهد على جهل وعدم فهم للاسلام. ولكن أن توجه هذه المظاهرات ضد البلد الذي انتج فيه الفيلم دليل ايضا على جهل مزعج حول ابسط المبادئ الاولية للديمراطية وحرية الرأي.
ففي الديمقراطية ليس الرئيس أو الحكومة هي صاحبة القول ةالفصل ولكن القانون. وهذا القانون يضمن حرية التعبير. بمعنى آخر فإن الحكومة الامريكية لا تستطيع منع هذا الفيلم كما يعتقد المتظاهرون امام السفارات الامريكية في هذه البلدان.
حق حرية التعبير يعني أن للفرد الحق أن يقول ما يريد طالما لم يدعو للعنف. الاوربيون والامريكان فخورون بهذه الحرية التي تضمن حل جميع المشاكل بالنقاش والحجج وليس بقمع الآخر أو تصفيته. بهذا المعني فإن هذه الحرية عزيزة ومقدرة عاليا لدى الغرب تماما مثل الاسلام بالنسبة للمسلمين. ولكن ذات حرية التعبير تعني احيانا أن يقول البعض ، أو يكتب اشياء هي في نظر الغالبية العظمي من الناس مرفوضة أخلاقيا.
كان يجب على المتظاهرين المسلمين أن يفهموا أن هذا الفيلم هو من انتاج شخص فرد متطرف استطاع تحقيق هدفه باستدارج المسلمين لمثل هذا الغضب الاعمى. كان يجب عليهم أن يفهموا أن الغالبية العظمى من الشعب الامريكي بما في ذلك الحكومة يشاركونهم الرفض لمثل هذا الفيلم. كان على المسلمين أن يفعلوا تماما مثل غالبية الشعب الامريكي بتجاهل هذا الفيلم.