مواكب 30 يونيو دفنت التسوية وأنهت مهمة الآلية الثلاثية للأبد ..!

* ثم خرجت مواكب الثوار يوم 30 يونيو 2022 لترسم خطاً أحمر مهيباً لا يمكن تخطيه، أبداً .. أبداً .. وسرعان ما ارتفع صوتان من داخل فعاليات الثورة .. صوتان لهما تأثير كبير في الحراك السياسي السوداني؛ حيث ارتفع، في المقدمة، صوت (آلية وحدة قوى الثورة) وتلاه صوت ثوار انبثق من داخل مركزية قحت ..
* تطالب (آلية وحدة قوى الثورة)، ب”المضي قدماً في إكمال عملية تكوين المجلس الثوري ليقود حراك الشارع ويتسلم قيادة الفعل الجماهيري والسياسي حتى تصفية الانقلاب العسكري تماماً ومن ثم الإشراف على تشكيل الحكومة المدنية التي ستقود الفترة الانتقالية … وعلى كافة القوى السياسية التسامي فوق المواقف الأيديولوجية والتاريخية الخاصة والاندماج في قيادة موحدة..” .
* أما صوت ثوار قحت فانبرى داعياً “بصورة فورية لتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد يتولى مهمة التحضير لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري والإعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى المبارك..”! .
* ما أشبه هذه بتلك .. فالهدف واحد .. والحلم هو نفس الحلم .. لكن كيف التلاقي؟! .
* نعم، هناك تقارب في الرؤى الثورية بين لجان المقاومة وبين قوى الثورة داخل قحت .. إلا أن ذلك التقارب لن يصل بهما إلى نقطة التلاقي .. فبعض العقبات تقف حجر عثرة أمام التلاقي ما لم تتم إزاحة تلك العقبات، مع مراعاة عوامل اخرى والتحوط لعامل الزمن.
* فأكبر عائق هو وجود عناصر داخل قحت تمالئ إنقلاب 25 أكتوبر .. وتمثلها قيادات حربائية لا تخفي ممالأتها للانقلاب، وتبذل ما وسعتها المخاتلة وتحريف الحقائق لكبح جماح الثورة .. وفيها عناصر تعتبر الانتهازية جزءاً أساسياً في العمل السياسي ..
* وبداخل قحت جماعة ضللت د.حمدوك، وهو في محبسه، وأفهمته أنها تتحدث باسم الشارع الثائر .. جماعة شاركت في صياغة الاتفاق المبرم بين حمدوك والبرهان، في 21نوفمبر 2021، لحكم السودان .. وتدعي أنها مع الثورة ..
* وفي تقديري، أن أي اتفاق بين قوى الثورة يقتضي تحرر قحت من العناصر الكابحة لمسيرة الثورة .. وهي عناصر معروفة لدى الثوار .. ويتوجب على العناصر الصلبة داخل قحت أن تراجع موقفها من المجموعة الفاسدة، حتى وإن اضطرت لبترها تماماً.. خاصة وأن العناصر الصلبة، على العكس من العناصر الممالئة، تطالب الجنرالات بتسليم السلطة للمدنيين، ولا شيئ غير تسليم السلطة للمدنيين؛ وفي حسبانها ان يتم ذلك بالتوافق مع جميع قوى الثورة الحية، وفي مقدمتها لجان المقاومة ..
* إن موقف هذه القوى الصلبة هو الذي قاد إلى تأجيل الإعلان عن التسوية التي قال فولكر أن الاتفاق على 80% منها قد تم .. وجاءت مواكب 30 يونيو لتدفن التسوية للأبد .. وتبعتها اعتصامات واعتصامات تؤكد استحالة التسوية لتنهي مهمة الآلية الثلاثية ..
أظنك كتبت هذا المقال قبل بيان البرهان اليوم والذي أعاد للالية الثلاثية زخمها ليحاور المدنيين بعضهم البعض دون العسكر.. المشكلة المدنيين يريدون الكيكة وليس الديموقراطية لذلك اتوقع ان يرفضوا الحوار.