أوعا يكون سرطان

ساخر سبيل

أوعا يكون سرطان

الفاتح يوسف جبرا

علي الرغم من أن حاج أبراهيم قد تجاوز السبعين من العمر إلا أنه كان يتمتع بقوام متماسك وصحة جيدة شأنه شأن كل أبناء قريته من جيله الذى تربى على السمن والتمر والعسل .
عند زيارة إبنه بابكر للقرية قادماً من العاصمة التى يعمل فيها مهندساً للبترول بإحدى الشركات إشتكى حاج إبراهيم لإبنه بابكر من ألم فى بطنه :
أها وعملتا ليهو شنو يا بوى
والله يا ولدى مافي حاجه قالوا ليا أعملا ما عملتها .. لمن خلاص معدتي دى إتهرت .. شئ محريب وشئ غرنجال وشئ نعناع .. شئ شراب وشئ سفوفة وشئ أتمسح بيهو
وده كولو يا بوى ما نفع ؟
والله كلو ما نفع وبطنى دى ذى البشرطو فيها بي سكاكين
طيب ما مشيت الدكتور ليه يا بوى
والقال ليك منو ما مشيت؟ قابلتا مساعد الحكيم الفى شفخانتنا دي وهو القال ليا سوى النعناع والغرنجال والمحريب الما نفعو ديل
خلاس يابوى أسوقك معاي العاصمة يعملو ليكا حاجه إسمها MRI يعنى صورة بالرنين المغناطيسي ودى ح تورينا الحاصل شنو فى بطنك !
والقلتو ده يطلع شنو؟
ده يا بوى كشف تقدر تقول ذى صورة الأشعة كده !
فى إستقبال المستوصف العاصمى ذو الطوابق المتعددة قام بابكر مصطحباً والده بدفع الرسوم وعمل الملف ثم ما لبثا أن دخلا لمقابلة الطبيب الذى أوضح له بابكر الحاصل فوافقه على عمل صورة للحاج بالرنين المغناطيسي .
– صحي يا دكتور كشفكم ده ما فيهو حقن وطعين ؟
+ صاح يا حاج والله هبشة ما نهبشك
– ما تهبشونى ؟ نان تكشفوا عليا كيفن؟
+ أصلو يا حاج ده جهاز جديد إنتا بس تقلع هدومك وتدخل جواهو وهو بيمشى بيك براهو لغاية ماتطلع من الجيهة التانية
– بدون أى ألم؟
+ ألم شنو يا حاج ما ح تحس بأى حاجة .. وكان للمبات البتكون فوق راسك دى أكان أزعجتك غمض عينيك لحدت ما تطلع
– بياخد قدر شنو الكلام ده؟
+ يعنى ما أكتر من دقيقتين يا حاج
– أها ومرضى ده بتعرفوهو طواااالى؟
+ كيفن يا حاج طوااالى الجهاز ح يطلع لينا النتيجة مكتوبة بالكمبيوتر
– خلاص يا دكتور يلا أعملوا لينا الكشف ده والله يستر من أمراض اليومين ديل !
طلب الطبيب من إحدى السسترات مرافقة حاج أبراهيم لغرفة (الرنين المغناطيسي) التى تقع فى أحد الطوابق العليا ، توقفت أمام أحد الأسانسيرات الذى ما أن فتح بابه حتى دخلت وطلبت من حاج أبراهيم الدخول ثم قامت بالضغط علي (الذر) الذى تقع فيه غرفة الجهاز.
وباب الأسانسير يبدأ في الإنغلاق تذكرت السستر أمراً هاماً جعلها تحصل باب الأسانسير قبل أن ينقفل وتنسل خارجة ، وجد حاج إبراهيم نفسه وحيداً .. نظر إلى اللمبات التى فى أعلي الأسانسير فقال مخاطباً نفسه :
بالله الدكتور ده مش بيبالغ .. هسه دى أنوار بتزعج ليها زول لحدت ما يغمض عينيهو ..
قام حاج أبراهيم بوضع (عمته) على أرضية الأسانسير ثم بدأ فى (قلع) الجلابية ثم (العراقي) ثم (الشنو ما بعرف) وقعد يا الله كما خلقتنى .
فتح الأسانسير فى الطابق الأخير حيث كان هنالك عدد من الممرضات والسيسترات ينتظرن الأسانسير
(في فزع) : ووووووووووب .. علينا … ووووووووووب
هنا نظر إليهن حاج أبراهيم فى خوف قائلاً :
بس أوعكن تقولن ليا طلع … سرطان !
كسرة :
هذه الحكاية وردت لي عبر الإيميل وقلنا نغير بيها شوية من (الغم والهم) ! والمستفاد منها أن (اللمبات) يمكن أن تستخدم فى أى مكان !

تعليق واحد

  1. والله ياجبرا الليلة سيجارتك مصلحه شديد…وبالجد ضحكتنا لما المصارين اتقطعن..واكتب لينا كده ماتمغسنا ببلاوي الانقاذ اللي هرت مصارينا ورفعت الضغط وجابت السكري…

  2. الفاتح
    لك التحية وانت تصنع البسمة فى زمن فارق الناس فيه البسمة من زمن بعيد ، وكيف يبسمون والفواتير واجبة السداد تنتظرهم وتعكر صفو حياتهم ،
    ستظل كسراتك هى السلوى
    حفظك الله وسدد خطاك وابعد عنك كابوس الفواتير يا كريم ، والله دعوة ذى دى لو دفعت لامام الجامع ما يديك ليها، اها انبسط جاتك مجان وبدون ما تدفع حاجة
    يحيى العمدة

  3. انت يا عم الفاتح بدور اسعلك سعال السوق الشعبي الليل امدرمان ده المسعول من نضافتو منو . خدار مفروش في واطات الله دي و خدار اغسلوه في طشاتا ( جمع طشت ) مصقرة وكلاب حايمة وروائح كريهة تذكم النخرين والشي البحيرني مكتب الصحة الفي السوق كان جيت ماشي جنبو بتحصل عمك ابراهيم ده . اوعك تجي بي غادي .

  4. أديتها كورتين موية(ما كوزين) ال mriداير ليه ساعتين ما دقيقتين عشان بتاخد في sections ظبط النجرة عشان تظبط ولا كلم الرسلها ليك بالايميل ياحاج قبل النشر لزوم الخبرة والمتابعين القراء المفتحين ياحاج

  5. الاستاذ الفاتح جبرا … تحية طيبة
    قصصك الساخرة جميلة وخيالاتك واسعة فقد كنت اتابع كتاباتك فى جريدة السوداني ولكن انقطع توزيعها فى السعودية .. أتمنى لك الصحة والعافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..