أب زِنقله … !!

سفينة بَوْح
حكى لي أحد الأصدقاء والذين تربى و قضى طفولته وصباه في منطقة الدندر ، عن المدعو نديم زنقله و كما ذكر لي ذلك الصديق كان نديم زنقله رغم عشوائيته المظهرية و قلة حيلته الماديه و تدهور صحته النفسية (محوراً) رئيسياً و حيوياً في مُجمل الحِراك الإجتماعي لمدينة الدندر، و لما كنت في ذاك الأوان من الصبا الباكر شغوفاً بالقراءة في باب الروايات و متأثراً بكثير من الدرامات المستوردة في التلفزيون السوداني و خصوصاً المسلسلات المصرية التي لم تكن تخلو حينها حبكتها الدرامية من فكرة الصراع بين الحاضرة و القرية و أيضاً كانت نادراً ما تخلو من شخصية (عبيط القرية) .. و بذلك وضعت صورةً في خيالي محدده المعالم للمدعو نديم زنقله و الذي كان مشهوراً بفتاويه في كل شيء و تدخله السافر في خصوصيات الناس من حوله بلا إستئذان و مقدرة عجيبة على التواجد في أهم المحافل و بالقرب من مكاتب المسئولين الكبار في المعتمدية و غيرها من الهيئات الإدارية ، غير أنه في نهاية الأمر كان محبوباً و مستساغاً لخفة دمة و بساطته و مباشرته السافرة في قول ما يخطر على باله ، حتى أصبح من يفكر في مقاضاته أو محاسبته يخاف من لوم الآخرين ، و للمعلومية لم تكن لنديم زنقله مهنة يمتهنها و لا مصدر رزق ثابت و معروف و لكنه في نفس الوقت لم يكن متسولاً .. إذ في أغلب الأحيان كان الناس في السوق يتنافسون لدعوته ليشاركهم الطعام ، فضلاً عن أنه كان قادراً على دخول العيادة و الصيدلية الوحيدة آنذاك و كل المرافق التي تقدم الخدمات مدفوعة الثمن دون أن يدفع شيئاً لأنه في الأصل كان في كل حين لا يملك المال و لا يتعامل به ، كانت شخصية نديم زنقله ذات حيِّز واسع و مؤثر في طفولتي و صباي ، و صديقي ذاك كأنه قد إستشعر شغفي به و بحكاويه ، فإستمرأ الإستمتاع بإصغائي و إسترسل في حكاويه المتجددة و التي لا تنقطع عن المدعو نديم زنقله .. شاءت الأقدار أن حدثت لصديقي هذا وفاة و سافرت معه للدندر ، و بعد أن قضينا الأيام الأولى راودني شغفي أن أرى نديم زنقله بأم عيني واقعاً ملموساً ، فإلتمست من صديقي و مضيفي أن يعرفني أو يُريني من بعيد تلك الشخصية التي شغلت خيالي ردحاً من زمان ، إلا أنني فوجئت بأنه بدا و كأنه يتهرب و يماطل ، فتارةً يقول أنه في قرية مع أحد أقربائة و سيعود عصراً ، و تارةً يقول أنه مريض بالملاريا و محجوز في ( شفخانة الدندر ) .. إلى أن فاجئني صديقي اللصيق بأن كل ما حكاه لي عن نديم زنقله لم يكن سوى قصة من نسج خياله و أن نديم المعني هذا شخص عادي و يعمل باشكاتب لدى مكتب الضابط الإداري ، في الحقيقة لم أسأله لماذا إبتدع هذه القصص و ألفها ، و لكني إلتقيته اليوم عائداً من السعودية في عطلة فبدر إلى ذهني أن صديقي هذا لو كان في حينها قد وجد من يشير إليه بتنمية (موهبته) في القصة و الرواية و التأليف ، لكان من المبدعين البارزين في هذا المجال ، أما نديم الحقيقي فقد رأيته بين جموع المعزين شخصاً عادياً و طبيعياً من حيث المضمون و المظهر ، بقى أن أُشير إلى أن لقب ( أبو زنقله ) يُطلق على صاحب الكرش العلوية و ليست السُفلى ( منطقة فم المعدة ) و هي في أصل العامية السودانية ( الكيس الحويصلي ) للدجاج و معظم الطيور الذي تتم فيه عمليه طحن و هرس الحبوب قب بلعها .. و لله في خلقه شئون.
[email][email protected][/email]الجريدة
يا هيثم … وبعدين معاك ؟؟؟ – يا ريت تكتب موضوع فيه موضوع …
العيب ليس في خيالك الضيق الخرب الذي يؤلف مثل هذا الهراء ويسرق به وقتنا
العيب في المحرر الذي يسمح بنشر مثل هذه الترهات
يا هيثم … وبعدين معاك ؟؟؟ – يا ريت تكتب موضوع فيه موضوع …
العيب ليس في خيالك الضيق الخرب الذي يؤلف مثل هذا الهراء ويسرق به وقتنا
العيب في المحرر الذي يسمح بنشر مثل هذه الترهات