حكايتي مع نقد.. (قصة صورة)

يرويها: أحمد مضوي
غيَّب الموت الهرم السياسي الناشط محمد إبراهيم نقد بعد صراع طويل مع المرض وحياة حافلة بالتجارب الثرة مع السياسة والسياسيين.. لم أكن من الذين تابعوا مسيرته السياسية الأولى، ولكن حينما بدأت أعرف شيئاً في الحياة العامة والسياسية خاصة وجدته مختفياً، وكانت الصورة الذهنية عن الحزب الشيوعي غامضةً بالنسبة للجيل الجديد، بل كان من الصعب أن تجد شخصاً يتحدث عنه… ومرت الأيام ودخلت الحقل الصحفي فوجدت معلومات كافية بالأخص بعد خروجه إلى العلن فكنت أكثر الناس حرصاً على مطالعة الصحف الصادرة صباح اليوم التالي حتى تكتمل عندي الصورة، لذا حضرت ندوته الأولى التي عقدها بالساحة الشعبية حيث كان الحضور لافتاً والهتاف مدوياً، وكنت أكثر شغفاً لرؤية الزعيم المختفي ولكن هيهات لم أجد حيلة لكي أخترق ذلك الجدار البشري الذي تراصَّ حول الزعيم, إلا أن الصورة اكتملت بعد الحوار الصحفي المطول الذي أجراه الزميل وائل محجوب بصحيفة «الأيام» في حلقات تاريخية متواصلة فاق عددها الستة حلقات، بعد ذلك أصبحت أتابع تصريحاته وبالأخص بعد إعلان ترشحه للرئاسة وعلقت في ذهني الصورة التلفزيونية التي تجمع قادة المعارضة في سيارة زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي .
فتمر الأيام وإذا بي أٌفاجأ به داخل مكاتب صحيفة (الأحداث) بدعوة من الزميل عمار عوض، فمررت بجوار الزملاء إدريس عوض، عمار، إبراهيم حسين، ومعهم الراحل نقد في لحظات وداع فقمت بتقديم التحية لهم ولم أركِّز نسبة لانشغالي بتكاليف العمل وقت الذروة الصحفية فنظر الي الشيخ الكبير الأشيب قصير القامة فقام الزميل عمار بقفشاته المعهودة (يا مضوي سلم على الأستاذ) فعدت مسرعاً وصافحته فقال لي أنا محمد إبراهيم، فقلت له نقد؟.. فضحك وقال (شوشوكم مش؟). فضحكت أنا. فكانت صورته الذهنية عكس ذلك بل كنت أضع له شخصية أخرى فوقفت بجوار مع الزملاء وقلت لهم صورة للذكرى وكانت هذه الصورة في 20 أبريل 2008م. فعند خروجه من مقر الصحيفة حاولت أن أتتبع خطواته لفضول ساور نفسي في أن أعرف ما نوع السيارة التي يستغلها سكرتير الحزب الشيوعي الذي ارتبط طوال سنوات في مخيلتنا بالتخفي فإذا بي أفاجئ به يستقل سيارة (كرونة) قديمة كقدم حزبه لم أصدق ناظري وأنا أرى الرجل الأول لحزبه يستغل هذه السيارة المعتقة, فله الرحمة .
الأحداث