مقالات سياسية

امتحانات الشهادة وملهاة قطع الانترنت!!

ماوراء الكلمات

طه مدثر

(1) والحكمة تقول من خلف أي من جعل له (خلفة) أي ذرية، مها كان نوع وشكل وتصرفات هذه الذرية، ونعوذ بالله من نوع الذرية الطالحة التي تحكم السودان الآن، فانه (حي مامات).

فالجدة أو الحبوبة الفاضلة البصيرة أم حمد، تغدمها الله بواسع رحمته، كانت هي صاحبة حل مشكلة الثور، الذي ادخل رأسه (الغليد) في الزير، ولما سألوها الرأي و المشورة باعتبارها مثل غالبية الخبراء الاستراتيجيين والمحللين السياسيين الموالين للحزب الوطني البائد أو من المؤيدين بشدة لانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وبعد نظرة فاحصة وشاملة وبعد تفكير غير عميق، أمرتهم أم حمد بقطع رأس الثور، ففعلوا، ولكن الرأس لم يخرج من الزير، فامرتهم بكسر الزير، ففعلوا، ثم انصرفت البصيرة آمنة مطمئنة وقد قدمت خدمة جليلة لمن استشاروها ورضوا بحلولها!!

(2) فالسيدة البصيرة أم حمد، أصبح لها أبناء وأحفاد، ومن بينهم أولئك الذين نراهم، عند حلول الموعد المحدد لامتحانات الشهادة الثانوية السودانية، فيلجأون إلى حلول الأشخاص الكسالى والعاطلين عن ابتداع حلول عملية، فيقومون بقطع خدمات الانترنت عن كل ولايات السودان، وذلك منعاً للغش الذي يمكن أن يمارسه بعض الطلاب أثناء جلوسهم لأداء الامتحانات، ، وهؤلاء حولوا مشكلة الغش، من مشكلة بسيطة الى معضلة، وذلك بسبب هذا الحل الباهت، قطع خدمات الانترنت، والذي بالضرورة سيتضرر منه معاش خلق كثيرين من من ارتبطت حياتهم بالانترنت، وستتضرر مصالح كثير من العباد.

(3) أيها القارئ العزيز، لعمرك الطويل المديد باذن الله، (لعمرك ما الرزية فقد مال أو أو فرس أو بعير) ولكن الرزية الكاملة الدسم، هي هذا الأسلوب الساذج والسمج، الذي جاء من قبل القائمين بأمر امتحانات الشهادة الثانوية، في الفترة الأخيرة، حيث أصبح قطع خدمات الانترنت (ثيمة) من (ثيمات) امتحانات الشهادة الثانوية، وكأن دولة السودان الشقيق، هي الدولة الوحيدة التي يجلس فيها الطلاب لأداء الامتحانات! أو كأن قطع خدمات الانترنت سيمنع ويحد من عمليات الغش التي يقوم بها بعض الطلاب، !! ولماذا لم تستشير وتستعيق وزارة التربية والتوجيه، باصحاب الاختصاص، وتبحث معهم عن طرق مبتكرة، وما يمكن فعله لمراقبة الطلاب الممتحنين؟ فقد جربتم قطع خدمات الانترنت في فترات الامتحانات السابقة، فهل جاءت تلك القطوعات بنتائج ممتازة حتى تسعون لتكرارها من جديد؟

(4) فالحاجة ام الاختراع (الحاجة هنا ليست البصيرة ام حمد) وانتم أيها السادة وزارة التربية والتوجيه، عليكم التفكير الجاد والعملي، في اختراع حلول، غير حل قطع خدمات الانترنت، فما خاب من استشار، ولكن خاب وخسر، كل من يستمريء الحلول الساذجة والسمجة، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

الجريدة

 

تعليق واحد

  1. يقول علماء الادارة من يقوم بحل المشكل بمشكل الاخر لا يصلح فى الادارة و يجب ابعاده بالضرورة
    لانه بدل معالجة المشكلة خلق لك مشكلة غيرها
    كل العالم به مدارس و امتحانات
    ونحن عباقرة زماننا الوحيدين فى الدنيا
    بمثل هذه التحفة من الحلول

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..