مقالات وآراء

حنين حائر بين الأجيال …

حتى لا … ننسى
منى الفاضل
شاهدت فى الأيام السابقة مسرحية (مدرسة المشاغبين) للممثلين الكبار المصريين منهم من مات فى رحمة الله والبعض منهم ما زال على قيد الحياة طال الله فى اعمارهم مثل الا ستاذ الكبير / عادل أمام  ، كان الغرض الاول من مشاهدتى الترفيه والضحك فى ايام مرض أحلت بى ، بحضور عمل كوميدى لا نمل مشاهدته مثل اعمال درامية كثيرة منها سوداني وغيره من دراما الماضى ، لكنني استوقفتنى بعض الأشياء كانت عميقة جدا وقد تكون بالنسبة لنا نحن الأجيال الحالية بمختلف الأعمار ، تعكس  مشكلة حقيقية جدا على الجميع التوقف فيها بعين التؤدة والتركيز على ما يحدث فى هذه الإختلافات العُمرية ، والتى جُل مشاكل الخلافات الجيلية تنبع من هذه النقطة وفيها تنحصر كل عُقد حياتنا اليومية الحالية فى تلك الصراعات .
وهى طريقة التفكير المختلف بين جيل وآخر وإصرار كل جيل انه على صواب وقد يكون الجميع يمتلكون رأيا صحيحا ويتناسب صحة ذلك الرأى مع ما يعيشه كل جيل!! بصورة أخرى ما يعتقده واحدا من الأجيال فى صحة معتقداته لا يمكن لأصحاب جيل آخر أن يُكذبونهم فى ما يرون !! ليس بأن ليس معهم الحق المطلق  !! ولكن لأن ما يقرره الجيل او الفرد منهم من رأي يكون منبعه الحقيقي من تجربته التى يعيشها  بتفاصيلها وهى صادقة تماما ، فكل فئة عمرية عاشت ظروف ، مشكلات ، تغييرات تكنلوجية ، اسلوب حياة ، مستوى معيشى ، احوال اقتصادية ، سياسية ، شكل الأسرة الكبيرة والصغيرة ، درجة الإنفتاح والتفكير لكل جيل ، وكل ما يعيشه الفرد من بين هذه الأجيال فى كل تفاصيل حياتهم اليومية ’ كل ذلك كوًن تجارب أصبحت تخلق نضجا محددا يخص كل منهم بصورة مختلفة ، هنا وجب تماما الإحترام من الجميع للجميع .
إختلاف وتعاقب الأجيال ليس هو المٍحنة التى يتحسر عليها الكبار ويندب حظه منها الصغار ، هو نتاج طبيعى انتج افكار ، توًجب علينا التعامل معها  بشفافية مُطلًقة  لتتيسر الحياة لكل الأطراف دون قهر واحدا للآخر ، تسلط احدهم على البقية او التأفف وقلة القيمة لغيرنا..
كل ذلك يصُب فى قبولنا للآخر بحلوه ومٌره ، فلن تهنأ وتسعد حتى داخل أسرتك الصغيرة وانت رب اسرة تتكبر وتفرض عليهم جبروتك وتحرمهم الحق فى أن يعيشوا زمنهم وعصرهم بين اقرانهم ، لكن عليك خلق توليفة وارضية مريحة تصب عليها خبرات ماضيك دون تعالي وغرس الجميل فيه ، مع قبول حاضرهم والتنبيه على السئ فيه بطريقة يستطيعون قبولها وإعطائهم مساحة تفكير ، لوجود حياة لا نقول مثالية فالمثالية احيانا تكون ظلما لنفسك قبل الغير !! لكنها مساحة تعايش آمنة يجد الجميع فيها التنعُم بالحياة والمتعة بها ، بحيث يشعر كل فرد فى المجموعة ان دوره مهم مهما كان صغره او كبره ، هى مساحة تعايش سلمي حقيقي وإنسانى يضمن سلامة الجميع ، ارواحا ، اجسادا وعقلا .
لابد من ان يُروى هذا الحنين الحائرو متوهج بين الاجيال المختلفة ومتفاوتة عُمرا ، فكلما ملأت دواخلك واشبعت حنينك من ما تملكه وتضيف عليه لمحة من غيرك ، كل ما كنت اكثر عطاءا لغيرك وتقبلته بصدر رحب والقبول هو حياة حقيقية صادقة ترسم طرق جميلة فنان .
ودمتم …
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..