مقالات سياسية

الخرطوم أو الطائرة المختطفة

أسامة ضي النعين

للأسف ،هو حالها الخرطوم بل حال السودان اليوم ، طائرة تسلق عليها الخاطفون وحولوا وجهتها، عقوق الابناء وحبهم للمال والجاه والسلطان أعاد بلاد السودان الي حيث كانت ، مصدر الرجال الاشداء في الحرب تستقدمهم مصر أجنادا ، أو يذهب بهم الحال الي مرتزقة في ليبيا وبعض دول الخليج ، يخوضون معارك الغير بالوكالة.

يذهب فعل نخاسة السودان مذهبا بعيدا ، يعرضون الخرطوم والسودان منتجات يسهل تهريبها ، تباع بزيف العملات وتجد طريقها منتجات  زراعية عالمية مصدرها بلادا لا يسمح مناخها انبات بذرتها ، يذهب الكركدي والعرديب والقونقليز الي بلاد الدنيا ويباع انتاج مصري يدر علي المحروسة دولارات كما هو الذهب السوداني ينتزع تهريبا ، النخاسة من أبناء السودان يرتمون في أحضان المخابرات المصرية بثمن بخس لا يخرج عن شقة تمليك في أحياء هي من بين الأفقر، لهم في بعض دول الخليج  وإسرائيل منافذ تمويل يحجون اليها.

غابت الزعامة السودانية وحل في موقعها بغاث الطير، عصابات تربطهم مصالح لتهريب ذهب السودان ومنتجاته ، حركات مسلحة رأت في العودة للسودان ضمانا  من ملاحقة الامم المتحدة لهم، يمارسون ذات الافعال من نهب مسلح واغتصاب وتعد علي الارواح والممتلكات ، عدة الشغل هي من غلة الحرب في اليمن أو ليبيا ، كلاشن وموتر ورفيق رديف .

مطالب الخاطفين عكستها بصورة جلية مبادرات يطلبها المستر فولكرز ، بعض (المصلحجية) يرون في قومية جيش البلاد حزبا يحمي مصالحهم التجارية ،(الكارب قاشو) عندهم الزعيم الذي لا يشق له غبار، يتنادون عليه من بين الاموات ليصبح ركنهم الشديد ، يطعمون من خيرات السودان ، لا يوفرون ذهبا أو منتجات زراعية والزعيم يحمي مصالحهم ، البعض يسلك ذات الطريق القديم من أيام الصاغ صلاح سالم ويجد في المخابرات المصرية سبيل عيش الي حين تقضي وطرها وترمي الحصاة خارج الحدود المصرية ، مبادرات أخري لم تستح، فعبرت جهارا عن مصالح بعض دول الخليج ، هي عزوتها ومصدر عيشها وكلما ضاق بها الحال صوبت نحو دبي أو الرياض ، ربما كانت الغلة باخرة قمح أو وقود أو دولارات تحملها طائرات تفرغ حمولتها عند حجرة زعيم العصابة في الخرطوم.

هي تلك صورة المبادرات ، خرائط طريق تحمي مصالح من يقف خلفها من بعض أبناء السودان ، حيل لا تنطلي علي الشعب السوداني وثواره ، يعرفها  العالم الخارجي جيدا ، عصابات تمكنت من اختطاف السودان وتملى شروطها عبر مبادرات ، بعض أصحاب تلك المبادرات يحسبون أنهم بمنجاة ويأملون في مهلة من الوقت لتسوية مصالحهم ، الطريق عندهم هو حكم السودان عبر انتخابات مبكرة لتوفير ثروات للأحفاد ، قلة ترى أنهم الاجدر لمواصلة حكم السودان امتدادا لسلطنات سابقة ومحميات يضعونها نموذج لحكم العوائل ولربما أضافوا لألقابهم (آل)  مع السودان اسم مضاف اليه أيضا.

غياب الزعامة السودانية المتجردة من الغرض والمصالح ، ذلك ما تسبب في هذا الاختطاف ، مصالح الفئات المتناجزة اليوم تلتقي في ضرورة حماية ظهر بعضها بعضا ، ترى في الحكم المدني ودفاتر الحساب ومن أين لك هذا ، طريق يؤدي الي ابعادهم من المشهد السوداني ، كانت لجنة ازالة التمكين رحيمة بهم ولم تفضح أعمالهم ، لو أن القائمين علي اصدار قرارات لجنة التمكين شرحوا للشعب في صدر القرار كيفية الاستحواذ علي الاراضي والعقارات لتغير الحال ولنكس الفعلة رؤوسهم ، تعدد الزوجات كان من بين الحيل لاستقطاب من هن في موقع القرار والفعل ، الاقتران بها يمهد للاستيلاء علي أراضي الدولة ، فضح الله سر بعضهم بإقرار المطلقة وكشف الله علي لسانها التدبيروالتآمر، بعض المتمكنين من الاخوان حازوا علي أسهم هي في واقع الامر مدفوعة من وزارة المالية جيروها لمصلحتهم ، اغتنوا منها وتملكوا عبرها الاموال والبنوك والشركات ، استقدموا الاجانب ومنحوهم وظائف عليا في السودان وملكوهم أنصبة في شركات أقاموها من مال الدولة المنهوب في بلاد لا يصلها الشعب السوداني ليسترد ممتلكاته.

الحاجة الي زعامة سودانية تبقي هي المبادرة الاوحد التي تعبر بالسودان، خريطة طريق تصالحية مع المجتمع الدولي لضمان تدفقات واستثمارات غربية وأمريكية ، شركات عالمية في مجالات رعاية قطيع الانعام والزراعة في السودان وإعداد الصناعة لإضافة القيمة ، من رحم الثورة السودانية ليس غريبا أن يتقدم الزعيم السوداني بخارطة اعمار السودان ، لب المشكلة في تكالب العصابات السودانية ومن حولها من دول علي خيرات السودان البلاد والعباد. حان موعد انقاذالطائرة المختطفة وإعادتها لأهلها.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..