مقالات سياسية

المليونية والانقلاب الماكر

يوسف السندي
[email protected]

مجددا تخرج تنسيقيات لجان المقاومة اليوم للشارع ضد الإنقلاب، وهو الدور الذي قامت به الجماهير عبر التاريخ في كل الثورات منذ ١٩٦٤ وحتى اليوم، الجديد فقط ان التجربة الجماهيرية نضجت الان بصورة اكبر وتقدمت للقيادة قوى حديثة ممثلة للشارع هي لجان المقاومة.

مع دورها في قيادة حراك الشارع، بدأت لجان المقاومة في التحرك لمربع قيادة الدور السياسي، وهي خطوة مهمة وخطيرة، مهمة لجهة ان الجماهير في حاجة لقيادة في ظل تراجع دور تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، وخطيرة لان لجان المقاومة هي الجسم الثوري الوحيد الذي حافظ على تماسكه بعد انقسام تجمع المهنيين وانقسامات قحت وأي خلافات او انقسامات في جسد لجان المقاومة ستقود إلى انهيار اخر حصن من حصون الدفاع عن الثورة.

تستهدف لجان المقاومة بهذه الادوار مقاومة الانقلاب واسقاطه، وهي تعلم انها تواجه انقلابا خداعا لا يتورع عن الكذب ونقض العهود، فهو ليس انقلابا واضحا وصريحا كانقلاب البشير، وانما انقلاب ماكر يستغل قيمة رئيس الوزراء وعددا من الحركات المسلحة والاحزاب والكيانات السياسية لكي توفر له الغطاء السياسي وتبرر له ممارساته في تقويض الدستور وفرض وصاية الجيش والمليشيات على العمل السياسي في البلاد. لذلك كما أن الشارع هو الوسيلة الاكثر قدرة على زلزلة الانقلابات الواضحة، فان هناك طرق اخرى يجب العمل عليها بهمة في مواجهة انقلاب البرهان.

اولها مواجهة مخطط الاستقطاب من قبل الانقلاب لقوى الثورة، عبر توحيد الصف وصناعة تحالف ثوري واسع ومتماسك، ثانيها المواجهة الاعلامية، شاهدنا حوارات لقادة الانقلاب البرهان وحميدتي على قنوات فضائية انجليزية دولية، وهي حوارات قصد بها مخاطبة العالم بذات اللغة المراوغة التي يستخدمونها بالداخل، وهي اللغة التي تتحدث عن تصحيح وليس انقلاب، كما حاولوا التهرب من مسؤلية دم الشهداء باتهام طرف ثالث او ربما الشرطة.هذا الخط يجب أن يواجه إعلاميا فالادلة الدامغة لتورط للانقلابيين في قتل الشهداء لا يمكن إنكارها.

ثالثها هو المعركة القانونية، اذ يحاول الانقلاب استغلال القضاء والسجون وسيلة لقهر الثوار، وهو ما يجب أن يواجهه تيار ثوري من المحامين والقضائيين، من أجل تحرير جميع المعتقلين، كما يلزم ان يعكس الإعلام الثوري حملات الاعتقالات عالميا وفضح الانقلاب.

رابعها هو الطريق السياسي، يستهدف الانقلاب ترسيخ مبدأ وصاية العسكر على العمل السياسي، وهي سابقة لو نجحت سوف تقضي تماما على حلم الدولة المدنية في المستقبل وستجعل الجيش يتدخل بين كل وقت واخر بانقلاب بحجة تصحيح الاوضاع، رفض وصاية الجيش وهيمنة حملة السلاح واسقاط الانقلاب عبر تكوين تحالف سياسي ثوري واسع ذو برنامج واضح هو المطلوب الملح والعاحل.

مليونية ٣٠ نوفمبر هي خطوة في سلم طويل يرتقيه الشعب السوداني صعودا نحو المدنية، ورغم العقبات والتحديات الا ان انتصار الشعب حتمي ما دام يقاوم ويخرج للشوارع.

‫3 تعليقات

  1. والله من مظاهرات اليوم يبدو أن الانقسام فعلا حصل والقوة تشتت.
    حتى اللحظة المظاهرات هزيلة شديد

  2. عندما قامت الثورة لم يكن الثوار يصنفون بانهم شيوعيون او بعثيون او اسلاميون او طائفيون او صوفيون او ادارة اهليه لذلك نجحت الثورة… الان عليكم اعادة اللحمه لتنجح الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..