صحفية إسرائيلية : لا بديل عن اعتماد جنوب السودان على شماله بعد الانفصال

في تقرير لمحررة الشئون العربية في صحيفة هاآرتس دانا هيرمان، كتبته من جوبا، أشارت إلى أن ما سمته إعلان الدولة الجنوبية السودانية، بات مسألة وقت، موضحة في الوقت ذاته أن العشرات من المواطنين الجنوبيين باتوا على يقين بأن الحل في الكثير من المشاكل سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية التي يتعرضون لها، في الانفصال، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الأوضاع الاقتصادية للجنوب تسير من سيئ إلى أسوأ، والحل كما يروج له من سمتهم كبار الساسة أو العسكريين الجنوبيين هو في الانفصال.
الغريب أن هيرمان، وهي واحدة من أبرز الصحفيات الإسرائيليات المتخصصات في الشأن الإفريقي كشفت عن أنها تعرفت على بعض من رجال الأعمال من مختلف الجنسيات حتى من الإسرائيليين ممن نظموا حفلا حضرته على ضفاف النيل، وعرضت حوارا لها مع أحد هؤلاء وهو الملياردير الأيرلندي دان إيبو الذي قال لها إنه يأمل في أن يجد الكثير من الاستثمارات المفيدة إليه مع الانفصال المقبل للجنوب السوداني، خاصة في ظل الإمكانات المتميزة التي يتمتع بها الجنوب السوداني، والأهم من كل هذا وجود الكثير من مصادر الطاقة به.
وتعرض هيرمان لأبرز المشاكل التي سيعانيها المستثمرون سواء من الإسرائيليين أو أصحاب أي جنسية أخرى، زاعمة أن أخطر مشكلة ستكون قلة اليد العاملة أو بالأصح كسلها بالنسبة للجنوبيين، بالإضافة إلى وجود ما يقرب من مليوني لغم أرضي منتشرة في الكثير من المناطق هناك، وهي الألغام التي ستعترض طريق الاستثمار خاصة أن الجيش السوداني أو القادة الجنوبيين ممن زرعوا هذه القنابل لا يعرفون بالتحديد موقعها مع سيطرة العشوائية على عمل الكثير من القادة العسكريين وعدم احتفاظهم بالخرائط اللازمة والتوضيحية التي تكشف عن مواقع هذه الألغام الأرضية بالتحديد.
بالإضافة إلى نقطة في منتهى الأهمية، وهي أن غالبية معامل تكرير البترول، -الثروة التي يتحدث عنها العالم ويمتلكها الجنوب-، جميعها توجد في الشمال، مشيرة إلى أن تكلفة بناء معامل التكرير أو تنقية البترول وصنع مشتقاته في الجنوب ستكون مكلفة للغاية، والأهم من هذا كله أنها ستتطلب سنوات عديدة من أجل القيام بها، وبالتالي من الصعب على الجنوب التنازل أو الانسحاب من الشمال اقتصاديا بهذه السهولة.
وتنهي هيرمان ما سمته رسالتها الأولى من الجنوب بتأكيد أن الإعلان عن دولة الجنوب لا يعني بأي حال من الأحوال الاستغناء عن دولة الشمال، موضحة أن الإمكانات السياسية أو الاقتصادية أو حتى العسكرية للجنوب لا تؤهله للاعتماد ذاتيا على نفسه، ولا بديل عن الاعتماد على الشمال.

الاهرام