مقالات وآراء

التجمع الاتحادى.. فات الكُبار والقدرو

اسامة خلف الله مصطفى- نيويورك
هنالك ثوابت تاريخية شكلت المنهج والتطبيق الاساسي للاتحاديين، فكثير منهم يعتبر ان الاستقلال ورفع العلم هما الحدثان اللذان شكلا تاريخ ونهج الاتحاديين ولكن الحقيقة تقال : أن صمود الزعيم الازهرى والعقد الفريد معه في اول إختبار للديمقراطية في يوم ١٨ نوفمبر ١٩٥٨ يمثل مَعلم اساسى في المنهج والتطبيق. فالديمقراطية لا تقاس بمن يصدح بها كل صباح ولكن اختبارها الحقيقي يأتي حينما تدنس الدبابات شارع القصر .  بهذا الموقف البطولي الشامخ  اصبح الاتحاديين  يتميزون عن غيرهم ويعضدون إيمانهم بالفكر الاتحادى بمواقف واضحه من الديكتاتوريات لا فيها شق ولا فيها طق وتب ما وقفوا بين بين. ومن إدعي الاتحادية فموقف الزعيم الازهرى من الحكم الاحادى اصبح ترمومتر  لقياس   وبيان الاتحادية من الانتهازية.
واحسب ان ما قام به والي القضارف باين بينونة كبرى في مقياس إيمانه بالفكر الاتحادى ، فالاتحاديون لا يرتادون اماكن وحانات الديكتاتوريات ولو هرع إليها من في الارض جميعا.  فلقد لفظ الاتحاديين عائلة الميرغني في ثلاث إختبارات للتمسك بالديمقراطية  بعد الانقلابات العسكرية الثلاث ولكن   كانت المصالح الذاتية أكبر من المبادئ فذهبت  ادراج الرياح . وكما  تنكرت عائلة الميرغني للديمقراطية فقد سلك دربها  الراحل الشريف زين العابدين الهندى وكأن اول من صالح ديكتاتور ٨٩ ودخل قصره بوزرائه وبإنتهازية  تثير الغثاء حين إدعي ان مصالحته للديكتاتورية بغرض عدم هلاك الزرع والحرث ووقف في منتصف قاعة  آخر  برلمان ديمقراطي قبل مجيء التتار في ٨٩ ناعتا  ( الديمقراطية ) وليس الحكومة في كفر بواح بالمبادىء الإتحادية.
وما قام به والي القضارف السابق سليمان علي كان بمحض إراداته وكمال نضجه العقلي والتكليفي واللوم عنئذ للنفس فقط وليس لغيرها. واللذين يسوقون لنظرية الانتماء للقبيلة لا يقدّرون التضحيات التي قدمها الشباب الاتحادى في سجون الهارب من العدالة الدولية والتي شهد عليها الاعداء ( عثمان ميرغني ) قبل الاصدقاء.
ما قيمة الانتماء الاتحادى بدون أن يُمتحن المرء بمغريات التقرب للنظام العسكرى وخصوصا إلا كان الضلال السياسي مصدره زعيم القبيلة او زعيم الطائفة او الشرتاى!!! وحينما تنتصر الجماهير لن تنفع مبررات : أضلونا أبائنا وزعماء قبيلتنا.
لقد كان قرار المكتب التنفيذى للتجمع الاتحادى في امر الوالي وذلك بمطالبته بالاستقالة او الإقالة كالسيف إن لم تقطعه قطعك  وكان شفاء لصدور الثوار عامة ولعضوية التجمع خاصة.
فالقرار في طياته يُحسب قفزة كبرى في إطار تحمل المسؤلية الوطنية والحزبية بالاخص. فكثير ما تتعامل الاحزاب السياسية السودانية مع حدث شبيه من باب الفضيحة السياسية التي تصيبها بالشلل السياسي وربما يكون رد فعلها التستر او الانحناء حتي مرور العاصفة والمراهنة علي ضُعف الذاكرة عن المواطن السوداني وهو نفس الاسلوب الذى كان يتبعه حزب النظام البائد في التعامل مع فضائح قادته .
فالتجمع الاتحادى حزب ناشيء خرج من رحم معاناة الاتحاديين وخذلان قادتهم بالإرتماء في احضان النظام الاحادى حتي اصبح من الصعوبة ان تُفرق بيت الاتحادى ومنسوبي النظام البائد. فقام التجمع بإستلهام مبادىء الاتحاديين في مقاومة الديكتاتورية وتمسكهم بالديمقراطية فإلتف حوله الشباب الاتحادى الذى يتوق الي إعادة السيرة الاولي في الثبات علي مبادىء عدم التقرب ابدا من الحكم الأحادى .
فكيف لحزب ناشيء ان يتعامل بكل هذة الشفافية والسرعة في حسم الامر خاصة فيما يتعلق بمبادئه !!. لقد ضرب التجمع الاتحادى مثالا رائعا في أن الوطن وقضاياه ومبادئه فوق الافراد وأن لا كبير علي المحاسبة. سوف سيسجل التاريخ له هذا الموقف الوطني الذى يعكس ان الحزب قد كِبر وبلغ تسعتاتشر سنه وانه وُلِد بأسنانه . فلتتعلم باقي الاحزاب من هذا النموذج الإتحادى الذى رفع مؤهلات وتاريخ من يتولي الامر الي مستوى اعلي في التقييم والمحاسبة.

‫2 تعليقات

  1. عندما يشارك تنظيم سياسي في حكومة انتقالية كل مكونات عبارة عن قبائل مسلحة و تنظيمات عقائدية ورقية و افراد في الموتمر الوطني بدون انتخابات هذه هي الانتهازية في اقبح صورها من اجل المال و السلطة المسروقة.
    الاتحاديين الشرفاء لا يتحالفون مع العسكر و القبائل المسلحة و التنظيمات العقائدية و الموتمر الشعبي و الوطني من اجل سرقة السلطة و الوطن.
    لا تنهي عن خلق و تاتي بمثله عار عليك عظيم.

  2. (لقد كان قرار المكتب التنفيذى للتجمع الاتحادى في امر الوالي وذلك بمطالبته بالاستقالة او الإقالة كالسيف إن لم تقطعه قطعك وكان شفاء لصدور الثوار عامة ولعضوية التجمع خاص)
    وكيف تم اختياره
    الاليه التنظيميه للترشح
    الاليه التظيميه للفحص الامني
    الاليه التنظيميه لتسلسل الهيكلي
    الاليه التنظيميه في اجراءات المنافسه لحصه الحزب
    الذي حدث يدل علي ضعف حقيقي في الاليه التنظيميه في الترشح والاخنيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..