مقالات سياسية

جبريل وأزمات اقتصادية.. انتم السبب.. !!

ماوراء الكلمات

طه مدثر

(0) في ظل هذا الاحتباس السياسي والاقتصادي والخ، الذي يعيش فيه السودان حالياً، وذلك ب(فضل) المكون العسكري، وانقلابه على الوثيقة الدستورية، التي رغم علاتها، كانت أفضل من تمركز كل السلطات في أيدي العسكر، والذين ما دخلوا في السياسة إلا وأفسدوها، دعك من الاقتصاد.

 

(1) فبعد أن تنفس الاقتصاد السوداني، بعض من نسمات العافية، من ثبات سعر الصرف، ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب، و تخفيض ديونه المليارية، وتقديم المنح والمساعدات والقروض، ومن ثم عودته إلى المنظومة المالية الدولية، كدولة طبيعية، لها حقوق مكتسبة في تلك المؤسسات، يجب أن تنالها، وعليها واجبات، يجب ان تؤديها، وبالفعل بدأ هناك تحسن في الاقتصاد الوطني، و(العافية درجات).

 

(2) ولكن تأبى نفس العسكر، التي فطرت على الاستبداد بالرأي وجبلت على الجبروت، وفطمت على حب السلطة، تأبى، الا إفساد تلك المكاسب السياسية والاقتصادية، فجاء انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، ليعيدنا الى المربع الاول، وهاهو دكتور جبريل ابراهيم، وزير مالية السلطة الإنقلابية، (يجقلب) ويرفع عقيرته بالصراخ (والروراي)معلناً للشعب السوداني، وناعياً له، انهم قد تخلوا عن أهدافهم للنمو، والنهوض الاقتصادي وتخلوا عن التنمية، وانهم ذاهبون الى تخفيض دعم القمح والكهرباء، وكأنه كان يوجد دعم تمسه الأيدي، وتراه الأعين، وتشعر به القلوب، حتى يتم تخفيضه، وانما هي، مقدمة لرفعه نهائياً.

 

(3) وجبريل يرسل هذه التحذيرات والصراخات، دون ان يكلف نفسه، ويرسل لعامة المواطنين، مذكرة تفسيرية، يوضح أسباب ودواعي، تخليهم عن برنامج النمو الاقتصادي، وتخفيض دعم القمح والكهرباء، و(أسأل نفسك بينا وبينك)عن المتسبب فيما أدليت به من إفادات صحفية، فلا شك اننا عائدون الى وقف الدعم الخارجي، عائدون الى الحصار الاقتصادي الذي يتأذى منه عامة الناس، بينما أنتم في قصوركم تنعمون بطيب العيش، واننا عائدون الى العزلة الدولية، والى أزمة اقتصادية متصاعدة.

 

(4) وبالفعل لا يوجد أحد عاقل يعترف على نفسه بأنه السبب في ماحدث وماسيحدث من أزمات وضنك في المعيشة، فالسيد جبريل ابراهيم، وزير المالية، والذي من المفترض، ان يقدم الحلول والبدائل، أصبح من الواصفين للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن، جاهلاً أو متجاهلاً، ناسياً أو متناسياً، ان الانقلاب العسكري، ومشاركتهم الانقلابيين، (جبريل قال من قبل أن ماجرى في الخامس والعشرين من أكتوبر، لا يمكن توصيفه بالانقلاب) هو أحد أهم أسباب الأوضاع التي يرفل فيها عامة الناس، وب(فضل) الانقلاب امتنعت كثير من المؤسسات المالية الدولية، عن تمويل السودان، وهددت بعض الدول بالرجوع عن إعفاء ديونها على السودان، واوقفت بعضها المنح، واوصدت دول أخرى أبوابها في وجه القروض.

 

(5) فلا تستغرب اذا سمعت غداً، ان الانقلابيين، عسكر ومدنيين، قرروا انشاء صندوق سيادي لدعم الاقتصاد الوطني!!، وطلبوا من أي مواطن، ان (يصبح على السودان بعشرة جنيهات) ولكن إذا وجدت السودان نائم فلا توقظه!!، وعليك أن تسأله لاحقاً، عن العشرة جنيه وصلت ليه ام لم تصل، ؟وعليك أن توصيه ان لا يستخدم تلك الأموال، في شراء الاشياء (الكعبة) مثل (ام فتفت والبمبان والقنابل الصوتية والرصاص الحي وسياط العنج والعصي أو صرفها على الاعتصامات خمس نجوم)!!.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..