العتباني “أختا الرملة ما تقع البكان الهش”

القاموس الذي كان يدور فيه الجدل حول خيارات الاسم بين (النهضة) و(الإصلاح) أو الاثنين معا ثم أخيرا استبعاد النهضة والإبقاء على الإصلاح في حزب دكتور غازي صلاح الدين هو قاموس الإسلاميين.. فالنهضة هي حزب الإخوان المطلين على البحر الأبيض المتوسط في تونس والإصلاح كذلك هو اسم لبعض الجمعيات الإخوانية في الخليج العربي..

مع أن الاسم ليس سوى (الغمد والخمائل) أما السيف فهو الطرح والمشروع..

الإصلاح في تقديري مشروع محدد مثل أن تأخذ سيارتك المتعطلة للميكانيكي يصلح هذا العطب ثم تواصل سيرك كما كنت وكما كانت تلك السيارة..

الإصلاح ليس اسما مستقلا أو يفيد التغيير الكامل بل هو لغة اسم مرتبط يفيد التغيير الجزئي للجزء الذي تعرض للعطب.. وكذا النهضة لو جاءت (وحدها) لكانت أوسع مدارا وأفقا ومعنى من الإصلاح.. ولو كان لابد من خيار الكلمتين أو الإبقاء على كلمة واحدة فإن الأفضل فعلا ما كان في التخلص من (النهضة) لأن (النهضة) مع (الإصلاح) كلمة لا داعي لها فهي مفهومة بالبداهة لو كان هناك إصلاح ستحدث نهضة..

ولكن ليته تركها (الإصلاح) دون أن يضيف إليها مفردة (نزواتية) جدا مع الاعتذار لهذا الوصف ولكن لا أفهم ما معنى هذا الاسم الاستداركي أو الاعتذاري (الإصلاح الآن)..!!

(الآنية) في الغالب هي حالة غير مخططة أو غير مخطط لها وهذه حقيقة لا جدل فيها كما إنها حالة غير طموحة فلا أفهم سلوكا آنيا وطموحا في نفس الوقت ولا أفهم أن تكون هناك علاقة عاطفية عميقة وموصوفة بأنها (لحظية) في آن واحد..!

أين الخيال وأين الفلسفة المطلوبة في اختيار الاسم ولماذا سلم غازي نفسه بكل هذا الصدق لحالة انفعالية تنتج مثل هذه الأسماء..

نعم ليس الاسم إلا غمدا للسيف ولكن لأننا نتعامل مع كيان يقوده شخص بوزن دكتور غازي فإن كل التفاصيل الصغيرة تكون مهمة في استقراء مسار هذا الحراك الجديد..

الملاحظة الثانية وهي ترتبط مع ملاحظة الاسم الآني والاعتذاري في أن غازي أعطى انطباعا بأن قضيته الأولى هي حزب المؤتمر الوطني وأنه غارق في الحالة والسيناريو الصادم الذي تواجه به داخل الحزب ثم الخروج الدراماتيكي للمجموعة دون توقع منه لما حدث..

لا يجب أن يغرق غازي في أزمة المؤتمر الوطني بعد أن غادره وليترك لنفسه مجالا لخلق كيان غير مرتبط لا عاطفيا ولا موضوعيا بالمؤتمر الوطني وبتشخيص أزماته..

لينتبه غازي لشيء مهم جدا هو تقديم تجربة وإسهام إيجابي في قضايا الوطن والتجربة لن تكون ملهمة ومدهشة لو اجترت حالات وإسقاطات الماضي..

كنت أتمنى أن لا يذكر غازي سيرة المؤتمر الوطني لا بخير ولا بشر خلال المؤتمر الصحفي.. كنت أتوقعه يخرج جديدا بالكامل وليس قديما بأزياء جديدة..

كنت أتوقع أن يخرج غازي جاذبا ومخاطبا لآخرين لا علاقة لهم بهذا (البص) الذي يريد إصلاحه.. هم يبحثون عن بص مريح وآمن يستقلونه إلى محطاتهم النهائية.. جيل كامل كتبنا عن بعض حالاته أول أمس جيل (ضد الـ مع والضد).. كنت أتمنى أن يتمكن غازي من فك شيفرة هذا الجيل..

عفوا دكتور نريدك أن تتقن مهارة الانتباه للأمام.. وكما يغني القدال

.. شيل شيلتك بقيت للنص

انبليتا أختا الرملة ما تقع البكان الهش..

دي الممطورة ما بتبالي من الرش..

والمكان الهش في اعتقادي هو وجودك داخل تفاصيل أزمة الخروج من المؤتمر الوطني ووجع المغادرة بالسيناريو الذي حدث.. هو فعلا المكان الهش
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. (نعم ليس الاسم إلا غمدا للسيف ولكن لأننا نتعامل مع كيان يقوده شخص بوزن دكتور غازي فإن كل التفاصيل الصغيرة تكون مهمة في استقراء مسار هذا الحراك الجديد..)
    * و ما (وزن دكتور غازي) الذي كان ربانا في “سفينة الانقاذ سارت لا تبالي بالرياح” حين يقفز منها عندما أغرقها سوء التدبير متبرأ من دوره الذي كان يؤديه فيها ليتخذ مركبا آخر غير مأمون ليؤذن في الناس أن ركبوا معي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..