الأسعار.. غول يلتهم المواطن وحكومة الثورة تتفرج

الخرطوم: مروة فضال

تزداد الأعباء المعيشية اليومية علي المواطن، يوما بعد يوم، فقد أصبح المواطن في تسابق يومي مع إرتفاع أسعار السلع والتي أصبحت بشكل مستمر، دون أن تتمكن الحكومة من إلزام التجار بوقف الزيادات التي يتم تبريرها بإرتفاع سعر الصرف، وتزداد حاجة المواطن بصورة كبيرة للسلع في شهر رمضان المعظم ،فيما تشهد الأسواق غلاء طاحن.
وظلت معدلات التضخم في ارتفاع منذ مطلع هذا العام وبحسب إحصاء أصدره الجهاز المركزي للإحصاء يوم 11 أبريل فإن معدل التضخم السنوي لشهر مارس الماضي سجل ارتفاعا بلغ 341.78% مقارنة بـ 330.78% لفبراير السابق بارتفاع 11 نقطة.
وصعد معدل التضخم للسلع المستوردة في سلة المستهلك إلى 243.08% لشهر مارس السابق مقارنة بـ 208.08% الشهر قبل الماضي.
فيما أقر وزير الصناعة، إبراهيم الشيخ، تصاعد أسعار السلع في الأسواق بسبب ارتفاع سعر الصرف واستيراد المواد الخام.

أين الرقابة

محمد الساير موظف ورب أسرة – تتكون من٦ افراد، قال لـ”الراكوبة” انه اعتاد علي انه يصرف علي مستلزماته اليومية قبل حدوث الزيادات ما بين  ٥٠٠ إلى٧٠٠جنيه ولكنه اليوم يصرف أكثر من 5 آلاف جنيه، وتحسر على غياب الرقابة على الأسواق خاصة ما يتعلق بالسلع الإستهلاكية، مشيرا إلى الإرتفاع الجنوني في الأسعار.
وطالب الساير الحكومة بمراقبة الأسواق للحد من إرتفاع الأسعار وتخفيف الضائقة المعيشية ،والسيطرة علي الأسعار للحد من ارتفاع السلع كافة والقضاء علي السماسرة والوسطاء.
وقال التاجر بأسواق الخرطوم بحري العوض محمد لـ” الراكوبة” ، أن الشركات الغذائية تزيد أسعار منتجاتها أسبوعيا فضلا عن إرتفاع ترحيل السلع خاصة بعد الزيادات الكبيرة للوقود.وتابع: “لذلك نرفع قيمة السلع لتغطية الخسائر وزيادة الربح”.
الأسعار بالأسواق
ورصدت جولة “الراكوبة” أسعار السلع بالأسواق، ووصل سعر ملوة الكبكبي إلى ١٢٠٠ جنيه بدلا من ١٠٠٠ جنيه ، والكركدي من ٨٠٠ إلى ١٠٠٠ جنيه وقفز سعر ملوة التبلدي ٢٠٠٠ جنيه والعرديب ١٤٠٠جنيه وملوة البلح بسعر ١٠٠٠ جنيه.
وارتفع سعر زيت شمس عبوة (4) وربع إلى 3,200 جنيه ، أما زيت يارا 3,700جنيه .
فيما بلغ سعر الشاي عبوة (450) جراما بسعر ٧٠٠ جنيه ، أما سعر عبوة (جركانة) زيت الفول سعة (36) رطلا تباين سعرها ما بين ١٢الف جنيه إلى ١٣الف جنيه.
اما سعر السكر ٥ كيلو بلغ سعره ١،٢٠٠جنيه، و١٠كيلو ٢،٢٠٠جنية، و٥٠ كيلو ١١الف جنيه، وكيس لبن البدرة الكبير (٤،٣٠٠) جنيه، وتتراوح أسعار الصلصة ما بين (٣٥٠-٣٠٠) جنيه.
ووصل سعر كيلو العجالي (١.٨٠٠) جنيه، والضأن ٢الف جنيه ، وكيلو المفروم (٢.٢٠٠) جنيه.

الحل في التعاونيات

من جانبه قال الاقتصادي د.عبد الله الرمادي، إن من أسباب ارتفاع التضخم، الإنفاق الحكومي المترهل وهو السبب الرئيسي في عدم إستقطاب الرأي الإقتصادي والذي بموجبه تم تغير نظام الحكم وقسم السودان إلى ١٨ ولاية إضافة إلى الحكومة الإتحادية١٩ حكومة وأصبح الاقتصاد يتحمل عبء الإنفاق علي هذا الولايات وما تمثله من مجالس.
وأضاف: ” يرجع هذا الإنفاق علي حساب المواطن من رسوم وجبايات وجمارك ويحرم منه بذلك العمليات الإنتاجية من زراعة أو صناعة”.
وإعتبر الرمادي، العجز الدائم في الميزان التجاري من أسباب التضخم الذي بشأنه يجعل قدرتك علي مقابلة احتياجاتك من العملات الأجنبية لاستيراد تكون ضعيفة “نستورد اكثر من ان نصدر “ويذهب كل ذلك في شكل تهريب مما يفقد البلاد قدر كبير من العملات الاجنبية.
وتابعه الرمادي في حديثه لـ”الراكوبة” قائلا: ” الإفراط في طباعة العملة وهو ما يعرف حجم الكتلة النقدية وتزوير العملة كل ذلك يؤدي إلي رفع معدلات التضخم.
وأشار إلى أن الغياب التام للدولة عن التجار،ووجود الوسطاء، “لا يضيف علي العملية الإنتاجية إنما علي حساب المواطن لغياب الدولة عن محاربة جشع التجار”.
ودعا الرمادي إلي عمل مراكز البيع المخفض أو التعاونيات ليس في مراكز العمل إنما في الاحياء.