مقالات سياسية

التحدي الحقيقي للاتفاق الإطاري.. وشكوك قحت حول تسليم العسكريين للسلطة !

عثمان محمد حسن

* أكد أحد قادة قحت المحترمين، أن “الشكوك حول تسليم العسكريين للسلطة فيها وجاهة”، وأكد أن السودانيين دفعوا فاتورة كبيرة طوال (14) شهرًا من مقاومة الانقلاب (أكثر من خمسة آلاف شخص في المدن إلى جانب الصراعات القبلية) لإنهاء الانقلاب.. وأنهم في قحت يسيرون في الاتجاه الصحيح، بالسير في طريق التسوية..

* هذا ما يراه العضو المحترم، وما يمكن استنتاجه من هذا الرأي، في اعتقادي، هو أن سياسة الجنرالات في القتل والسحل والإعاقات الجسدية الممنهجة سوف تؤتي أكلها بإنهاء الانقلاب شكلاً، وليس إسقاطه تماماً..

* وتتجلى الشكوك حول تسليم العسكريين للسلطة وفي عدم تحقيق بنود الإتفاق الإطاري حين يقول الأستاذ محمد الفكي، و هو من القلة المحترمة في قحت:– ” التحدي الحقيقي للاتفاق الإطاري هو كيفيه تحقيق بنوده، وهو عمل يتطلب وحدة وعمل مضني من الجميع وهذا هو النضال الحقيقي.”!

* من هم (الجميع) الذين يشير إليهم الأستاذ المحترم؟!

* ظل أمل التسووبين كبيراً في تشكيل جبهة عريضة لمواجهة جبروت الجنرالات بقوى الثورة، ومحاصرتهم سياسياً وإعلامياً وفي الشارع العام..

* ويبدو أن الأمل قد تضاءل بعد مرور أربعة أسابيع منذ التوقيع على الإتفاق الإطاري. .كما يبدو أن الشارع الثائر يشتط نأياً عن قحت التي اشتطت نأياً عن أهداف الثورة.. ويعكس ذاك النأي فشلها في قبول لجان المقاومة (الحية) حتى مجرد الجلوس معها للتحاور..

* فالحقيقة الثابتة هي أن مناخ تفكير مركزية قحت بعيد عن مناخات لجان المقاومة (الحية)، فمركزية قحت تسعى إلى التحاور مع اللجان خارج دائرة ما هو ثابت في أجندة اللجان التي تنص على ألا التفاوض البتة، وعلى إسقاط الانقلاب، وليس إنهاءه بما يفتح الطريق لشراكة جديدة مع الجنرالات تحت مسميات مختلفة عن مسمى الشراكة البائنة..

* قحت ترى في التسوية إيقافاً للفاتورة الكبيرة (أكثر من خمسة آلاف شخص في المدن إلى جانب الصراعات القبلية) لإنهاء الانقلاب.. واللجان ترى غير ما تراه قحت.. فرغم التوقيع على الإتفاق الإطاري، إلا أن الجنرالات ما يزالون يمارسون ما جبلوا عليه من قتل وإلحاق الأذى الجسيم بالثوار، دون اكتراث لما بينهم وبين قحت من هدنة معلنة

* لم تؤت تحركات قحت اللولوية بين بعض كيانات الثورة أكلها، لأن مجموعة التغيير الجذري، مثلها مثل لجان المقاومة (الحية)، ترفض مجرد الجلوس مع قحت للتفاوض حول الإتفاق الإطاري.، وحزب البعث نآى بنفسه عن مركزية قحت، وأعلن عن استحالة قبوله التفاوض معها حول التسوية، بل ويؤكد حزب البعث أنه لم يخرج من قحت إنما الخوارج هم الذين خرجوا من الأهداف التي تأسست عليها قحت..

* وقحت تبحث عن كيانات ثورية تدعمها، وترفض مشاركة الكتلة الديمقراطية، خشية إغراق الإتفاق بجماعة ( يا برهان دايرين بيان!)، بما يجعل كلمة الإنقلابيين هي العليا قبل التوقيع على الإتفاق النهائي. .

* مهما يكن الأمر، فالاتفاق الإطاري سوف يظل اتفاقاً إطارياً، في تقديري، والشكوك حول تسليم العسكريين للسلطة شكوك فيها أكثر من وجاهة.. أكثر بكثير!

* وتأمل قوى الثورة الحية في عودة القلة المحترمة من مركزية قحت إلى ثورة ديسمبر المجيدة سالمة لم يمسسها سوء..

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..