والتقيا في هذا الشهر: 19 يوليو..وانقلاب رمضان 1990.

والتقيا في هذا الشهر: 19 يوليو..وانقلاب رمضان 1990…
1-
***- غدآ السبت 19 يوليو 2014، تجئ الذكري ال43 عامآ علي محاولة انقلاب الرائد هاشم العطاء التي وقعت في عام 1971.
***- والشئ الملفت للنظر، انه بعد اربعة ايام من ذكري هذه المحاولة المنسية، تأتي- وتحديدآ – في يوم الخميس القادم 23 يوليو الحالي، الذكري الثالثة والعشرين علي محاولة الانقلاب التي وقعت في شهر ابريل- رمضان عام 1990 بقيادة بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو. التقيا الانقلابان لاول مرة في يوليو هذا العام، ليجددا الاحزان والذكريات المريرة.
2-
ماهي أوجه الشبه بين انقلابي
19 يوليو و23 رمضان؟!!
——————
(أ)-
***- ان ضباط انقلاب 19 يوليو قد تسرعوا للغاية في محاولتهم الاطاحة بنظام 25 مايو، ولم يقوموا باي عمليات تنسيق مسبقآ وقبل الانقلاب مع باقي الوحدات العسكرية ضمانآ لانجاح حركتهم، بل ولا حتي استشاروا مجرد استشارة باقي زملائهم الجنرالات الكبار الاعلي منهم في الرتب العسكرية، والذين عندهم كلمة مسموعة وسط ضباطهم وجنودهم. ونجد ان نفس هذا الخطأ قد تكرر مرة اخري – صورة طبق الأصل – (بعد 19 عامآ من انقلاب هاشم العطاء!!)، وهو الامر الذي استغرب له الناس كثيرآ، وكيف لم يستفيد اللواء عبد القادر الكدرو من اخطاء هاشم العطاء القاتلة، ويكرر نفس (الجلطات!!) بحذافيرها، وهي الجنرال الخبير بالعسكرية وعاصر مراحل انقلاب 19 يوليو وعرف اسباب فشلها؟!!
(ب)-
***- ضباط محاولة انقلاب 19 يوليو (ماعدا القلة) منهم لم يموتوا في معارك واشتبكات مسلحة وتصدي ضد للقوات المسلحة، وانما استشهدوا بعد محاكمات عسكرية قضت باعدامهم، ونفذت الاحكامات بمعسكر “الشجرة”، ودفنوا في مقابر جماعية بصورة سرية لم تعرف الا بعد انتفاضة 6 ابريل 1985 …
***- ونجد نفس الشئ قد تكرر في يوليو 1990بحذافيره، حيث جرت محاكمات سريعة في منطقة جبل “المرخيات” ل28 ضابطآ وجندي، وصدرت الاحكام باعدامهم رميآ بالرصاص، ودفنوا هناك في قبور جماعية مازالت اثارها خافية عن اعين أهل وأسر الشهداء!!
***- محاكمات معسكر “الشجرة” اتسمت بالسرعة وعدم التقيد باصول وابجديات القوانين، وكان ظاهرآ للعيان تاثير ونفوذ النميري علي قضاة المحاكم العسكرية، واستبدالهم باخرين متي لم ينفذوا رغباته في اصدار الاحكامات بالاعدام…ونجد ان محاكمات التي جرت في “المرخيات” تشبه تمامآ محاكمات “الشجرة” مع فارق بسيط، ان البشير لم يكن موجودآ فيها ولم يقرب المنطقة، ولم يعرف بالاعدامات الا بعد تنفيذها وهرولة الرائد ابراهيم شمس الدين (عضو المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)، والذي اشرف بنفسه علي الاعدامات، وهو يحمل قرار المحكمة العسكرية التي نفذت، ويقول للبشير وهو يمد له الورقة:(ياسيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص»!!
(ب)-
***- بعداعتقال الضباط الذين قاموا بمحاولة انقلاب 19 يوليو، تعرضوا وهم بمعسكر “الشجرة” للضرب المبرح والأهانات البالغة من النميري وبقيه ضباطه، كان الراحل الشفيع احمد الشيخ واحدآ من الذين تعرضوا للضرب بكعوب البنادق والتنكيل الشديد، واعدم في سجن “كوبر” والدماء علي ملابسه!!
(ج)-
***- نفس هذا المشهد قد تكرر في منطقة جبل “المرخيات” مع فارق بسيط، ان بعض الضباط الذين تم فيهم حكم الاعدام وقتها رميآ بالرصاص ، كانت قلوبهم مازالت تنبض بالحياة، وكان الواجب في هذه اللحظات- وبحسب القانون العسكري-، ان تطلق عليهم “رصاصات الرحمة” وتنهي حياتهم، ولكنهم دفنوا وهم احياء مع بقية الموتي!!
***- هناك مسئولية جنائية كاملة توجه إلى العقيد محمد الأمين خليفة، وهو ذلك الجرم الشنيع الذي ارتكبه ضد معتقل أعزل هو اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار وذلك حينما طعنه بالسونكي في جانبه الأيمن في التاسعة من صباح يوم الاثنين 23 أبريل، عندما رفض اللواء كرار استسلام المدرعات وطالب اللواء الكدرو بالاستمرار في المقاومة.
(د)-
***- عندما وقع انقلاب هاشم العطا العطا، تم اعتقال النميري وحبسه في “بيت الضيافة”…وعاد نميري للسلطة وسط هتافات (عائد عائد يانميري)…
***- وتقول احدي الروايات الموثقة في كتاب( الجيش السوداني والسياسة )، انه وقبل سويعات من محاولة انقلاب رمضان 1990 عرف البشير باخبارها، فهرول من قصره متخفيآ خوفآ من الاعتقال، ولجأ الي منزل صديقه “الطيب النص” في “العيلفون”، ولم يغادر البشير المنزل الا بعد سماعه باحباط المحاولة الانقلابية!!…وعاد للسلطة بلا هتافات او ضجيج !!
(هـ)-
اخر الحقائق عن انقلاب 19 يوليو 1971
———————-
إنقلاب 19 يوليو بقيادة هاشم العطا-
———————-
المصدر: – موسوعة التوثيق الشامل –
01-26-2012-
/ بقلم : محمد علي خوجلي /
——————-
***- ساعة الصفر «19» يوليو سبقتها ساعة صفر اخرى كانت يوم «11» يوليو 1971م وكما لم يعرف حتى اليوم يقيناً الذي حدد «19» يوليو لم يُعرف أيضاً الذي حدد يوم «11» يوليو في شهادة المساعد صالح محمد محمود «شيخ العرب» من المدرعات أفاد بأنه بلغ بالتحرك الأول يوم «11» يوليو الثانية عشرة ظهراً كما بلغ بالتأجيل. أما التحرك الثاني فقد أبلغ به في نفس يوم «19» يوليو. وأثبت ضابط مدرعات منفذ:-
***- «في يوم 11 يوليو ونحن في الاستعداد للتنفيذ كما هو متفق عليه، فوجئنا بحضور عبدالمنعم محمد أحمد الذي أخبرنا بأن الحركة تأجلت وستنفذ بعد شهرين بسبب رفع درجة الاستعداد في الجيش «لكنهم» «قرروا» التنفيذ يوم «19» لذهاب سريتين من الحرس الجمهوري لعطبرة لكورس مدفعية وقد يستغرق ذلك شهرين».
***- وفي شهادة النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل «اللواء الأول مدرعات» تحدث عن اجتماع يوم «10» يوليو عبر تجمع «سماية مولود» عندما جرت مناقشة ساعة الصفر للعملية ظهر يوم «11» يوليو واعترض عبدالرحمن وزميله بذات السلاح على ساعة الصفر للأسباب التالية:-
* إن كل قوتهم من ضباط الصف والجنود وخاصة اللواء الثاني مدرعات كانوا بالمديريات الجنوبية.
* اكتمال نقل هؤلاء للخرطوم لن يكتمل قبل اكتوبر 1971م.
* من غير المتصور قيام حركة عسكرية تستهدف السلطة بدون جنود.
* إن بقاء السلطة والمحافظة عليها أهم من الإستيلاء على السلطة.
***- وتم إلغاء التحرك يوم «11» يوليو لكن النقيب عبدالرحمن «من الضباط الديمقراطيين» أفاد بأنه بعد يومين تقريباً قابله أحد المدنيين «وصفه ولم يذكر اسمه» بالحضور اليه بسلاح المدرعات وأبلغه بأن قرار الحزب الإستيلاء على السلطة نظيفة وهو سيتكفل بالتأمين.
***- وفي يوم «19» يوليو الواحدة من بعد الظهر أبلغ عبدالرحمن بساعة الصفر التي بدأت«!» ولم يفد احتجاجه.. ونفذ مهمته بلا جنود معتمداً على بعض صف الضباط الذين يعرفهم.. وضباط يعرفهم كانوا يؤدون امتحاناً في ذلك اليوم«!» وغير ذلك لم يجد أمامه سوى سرية مستجدين وضعهم داخل الدبابات واعتلى هو إحداها.
***- أما ضابط المدرعات الذي استولى على كتيبة جعفر، فقد ذكرت في شهادته أن كل جنوده من المشاة ما عدا ثلاثة مدربين دبابات قال: «كنا نتوقع حضور عساكر مدربين من العراق».
وفي يوم 23 يوليو 1971م حضر مساعد المدرعات حسن عبدالسلام محمد من الجنوب للالتحاق بكورس الترقي بجبيت وبدلاً من ذلك تم تكليفه بتدريب كتيبة «135» جندياً بخور عمر في كورس تدريبي مكثف «مدرعات ومدفعية» وتم إخطاره بتخرجهم يوم «10» يوليو «ساعة الصفر 11 يوليو فيما يبدو» جنود حسن عبدالسلام تم توزيعهم يوم «18» يوليو على القيادة العامة والحرس الجمهوري بالرغم من ذلك لم يطلب منه الاشتراك إلا مساء «19» يوليو بعد الإستيلاء على السلطة وقبل إذاعة البيان الأول – وحكم عليه بالسجن عشرين عاماً.
***- الحقيقة ان الوقائع أثبتت ان ساعة الصفر «19» يوليو أخطر بها المنفذون بالتفاوت يومي «18» و«19» يوليو قررها شيوعيون من العسكريين والمدنيين. وتم فرضها قسراً على التنظيمات والقيادات.. فهل كانت «19» يوليو في مجرى الثورة تغييراً ثورياً للسلطة قامت به قوى الجبهة الوطنية الديمقراطية. أم هناك من اختطف الفكرة ووضع الشيوعيين على ظهر أسد كما قال الشفيع «إذا بقينا على ظهره يأكلنا وإذا نزلنا يأكلنا»؟.
بكري الصايغ
[email][email protected][/email]
اﻻخ بكري ….مع خالص التحيه والتقدير…. واكثروا من الدعاء في هذه العشرة اﻻخيرة عسي ربنا ان يستجيب ويرفع عنا تلك العصابة الماسونيه…
كل الذين ذكرتهم كانوا ناس عندهم وطنية…. والسودان اليوم يرثي علي حاله حيث جثمت علي صدره عصابة ﻻ تخاف الله في وطنها…!!!! اكثروا من
الدعاء ايها الشعب السوداني…..
أي عمل لا يسبقه تخطيط وتنسيق وتوقعات وبدائل ومتابعة فهو فاشل … وللأسف يا أستاذ راح ضحية تلك الانقلابات أبطال آمنوا بقضاياهم وذهبوا شهداء فداء لزملائهم والوطن … اللهم أجعل الجنة مثواهم …
ماذا تعرف عنه:
الرائد هاشم العطا؟!!
*************
المصدر: ـ موقع الراكوبة –
07-12-2013 –
الكاتب:
الاستاذ محجوب عبد المنعم حسن معني
—————–
ولد بأم درمان فى 3/12/1936
التعليم :
*****
– اتم الدراسة الثانوية 1957 م والتحق بالكلية الحربية السودانية 1957 م
– تخرج برتبة الملازم ثانى فى 1959 م
– اوفد فى بعثة دراسية لكل من:
المملكة المتحدة 1962 م ? 1963 م
المانيا الغربية ? 1963 م ? 1964 م
الجمهورية العربية المتحدة 1965 م
– الولايات المتحدة الامريكية
المناصب :-
*******
– عمل بالقيادة الوسطى من 1959 م ? 1963 م
– عمل بمدرسة المشاة / معلم من 1963 ? 1965
– عمل بالقيادة الجنوبية من 1966 م ? 1968 م
– عمل بقنصلية جمهورية السودان ( بون ) كمساعد عسكرى من 1968 ? 1969 م
– عين عضوا بمجلس الثورة السابق يوم 25 مايو 1969
– شغل منصب وزيرالثروة الحيوانية
– شغل منصب مساعد رئيس الوزراء للقطاع الزراعى
– أبعد من جميع مناصبه الرسمية واعتقل يوم 16 نوفمبر 1970
– قاد حركة التصحيح الثورى يوم 19 يوليو 1971 م بجسارة فائقة وأصبح قائدا عاما للقوات المسلحة
– اختير نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ووزيرا للدفاع بعد حركة التصحيح في يوم 19 يوليو 1971
دبّ الانقسام بين الشيوعيين الراديكاليين واليساريين الوسط داخل الحكومة. وفي محاولة لحسم هذا الخلاف لصالحهم، حاول الشيوعيون الانقلاب على النميري. ولم يستمر انقلابهم الذي قاده الرائد هاشم العطا (العضو السابق في مجلس قيادة الثورة) في 19 يوليو /تموز 1970 م، أكثر من ثلاثة أيام عاد بعدها جعفر نميري مجدداً إلى السلطة محمولاً على أكتاف مناصريه، وقام بتشكيل محاكم عرفية أصدرت أحكاما بالإعدام على قادة الحزب الشيوعي السوداني ومن بينهم عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب وجوزيف قرنق ،عضو الحزب والوزير الجنوبي بالحكومة.
هاشم عطا، هو سياسي وعسكري سوداني، قاد إنقلاب عام 1970 ضد جعفر النميري
بعد أن عزل نميري ثلاثة من اليساريين في مجلس قيادة الثورة: فاروق حمد الله وبابكر النور وهاشم العطا، وبتاريخ 26 نوفمبر 1970. [1]
قبل قرار العزل، إجتمع مع مائة من كبار ضباط القوات المسلحة. وأخبرهم أنه لا يعتمد علي الشوعيين وأنه يريد أن يحمهيهم ويحمي نفسه من خطرهم.
يقود الإنقلاب هاشم العطا الذي كان نميري عزله في نوفمبر السابق، ويعتبر من اليساريين. ويعتبر أن إنقلابه جزء من صراع داخلي وسط العسكريين الذين، قبل أكثر من سنة، قادوا إنقلابا عسكريا قضى على حكومة مدنية ديمقراطية.
في الثانية ظهرا، بدأ إطلاق النار في قيادة القوات العسكرية في الخرطوم. وبعد نصف ساعة، تحركت قوات من مناطق أخرى في العاصمة المثلثة نحو القيادة. ثم أغلق مطار الخرطوم، وبدأت اذاعة أم درمان تذيع موسيقى عسكرية، وتقول أن هاشم العطا، (الذي كان نميري عزله مع فاروق حمد الله وبابكر النور من مجلس قيادة الثورة) سيلقي بيانا هاما للشعب السوداني.
وأغلقت الكباري التي تربط العاصمة المثلثة، لكن إستمر هدوء عام في شوارع الخرطوم، مع تجمعات لناس في الشوارع، يريدون ان يعرفوا ما حدث، ويتبادلون الاشاعات.
وكان، نميري سافر الى الجزيرة ويزور بابكر عوض الله، وزير العدل، اروبا، ومع قادة القوات المسلحة، يزور خالد حسن عباس، وزير الدفاع، روسيا، ويعود اليوم من القاهرة زين العابدين عبد القادر، الرقيب العام . ومن الذين كانوا في الخرطوم مامون عوض ابو زيد، وزير الدفاع بالانابة، ومدير جهاز الامن القومي، وابو القاسم محمد ابراهيم، وزير الداخلية، وايضا ابو القاسم هاشم، وزير الشباب … المعلومات من داخل القوات المسلحة ، يقود الانقلاب هاشم العطا، الشيوعي، ويتعاون معه فاروق حمد الله ( مصدره من اروبا.) و مصدر ثالث بابكر النور، الذي ايضا عزله نميري من مجلس قيادة الثورة، يشترك في الانقلاب. لكنه كان موجودا في القاهرة.
وكان ابو القاسم محمد ابراهيم يتجه نحو قيادة القوات المسلحة، بينما يستمر اطلاق النار. في وقت لاحق، كان زين العابدين عبد القادر اعتقل في مطار الخرطوم بمجرد ان وصلت طائرته من القاهرة وكان الانقلابيين يسيطرون على الاذاعة الوطنية وحدها، لكنهم لم يعلنوا بيانا . كما تسيطر دباباتهم على مداخل العاصمة، بينما يستمر اطلاق النار داخل قيادة القوات المسلحة ..
بعد ذلك أذاع راديو أم درمان تشكيل مجلس قيادة الثورة الجديد كالآتي: بابكر النور، رئيسا، وهاشم العطا، نائب رئيس، وعضوية: محمد أحمد الريح، فاروق حمد الله، محمد محجوب عثمان، محمد أحمد الزين، معاوية عبد الحي.
وأصدر المجلس أوامر بإلغاء الآتي:
********************
أولا: الأوامر العسكرية الجمهورية.
ثانيا: جهاز الامن القومي.
ثالثا: الاتحاد الاشتراكي السوداني.
رابعا: الحرس الوطني.
وأسس الآتي:
*********
أولا: الجبهة الديمقراطية الوطنية (مكان الاتحاد الاشتراكي).
ثانيا: منظمات التحالف الديمقراطي (فيها نقابات العمال الموالية للشيوعيين).
وبعد ثلاثة ايام من قيام الانقلاب ساعدت (الحركة الاسلامية بقيادة الترابي) نميري في العودة الي الحكم بان اعلنت الي الجماهير ان الشوعيون سيطروا علي الحكم وثار الناس يطالبون باعادة نميري إلي الحكم وتم اعتقال الضباط الذين قاموابالانقلاب وتم إعدام (هاشم العطا)
قائد الإنقلاب.
لحظات الاعدام:
***********
في غرفة قرقول سلاح المدرعات قضى هاشم العطا الساعات الاولى لاعتقاله موثوق اليدين ، مستلقيا على ظهره ، كان رغم الارهاق هادئا ثابتا ومبتسما كعادته وعندما حنت منه التفاته الى بعض الضباط المعتقلين ، خاطب احدهم الملازم هاشم المبارك في مزاح : ” هاردلك يا هاشم ” وبعد لحظات دخل الغرفة الملازم كمال سعيد صبرة وبدا يستفز هاشم الذي نظر اليه في سخرية واستخفاف .. فوطا الملازم نظارته ، التي كانت ملقاة على الارض بجانبه وحطمها .
حاول نميري ان يبدأ التحقيق مع هاشم ،فرفض واعلن انه لن يدلي باي اقوال الا امام محكمة علنية “لانكم ستشوهون اقوالي وتحرفوها ” واضاف ” انا اتحمل كل المسؤولية وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف ” وعندما حاول النميري ان يستفزه زجره واوقفه عند حده وقال له : ” لست نادما على ما قمت به وان كان لي ان اندم فلانني اعتقلتك ثلاثة ايام وعاملتك معاملة كريمة ” كان هاشم خلال الساعات التي قضاها قبل اعدمه وفي طريقه الى الاعدام يردد مقطعا من نشيد صلاح بشرى ويضيف الى المقطع ” جاءكم هاشم فاعدوا المقصلة ” ، وظل المعتقلون من الضباط والجنود يرددون المقطع من خلفه زجر هاشم كل الضباط والجنود الذين حاولوا الاعتداء عليه ، وكان مهابا شجاعا وهو في قبضتهم ، كان يضحك وهو في طريقه الى ساحة الاعدام ، فسخر منه احد الجنود قائلا : وتضحك كمان ” فضحك هاشم ضحكة عالية وقال له ” يا ابني الميت ما يبكي ”
اتجهوا بهاشم نحو دروة المورس لتنفيذ الاعدام ولكنهم كانوا جميعا في حالة فزع واضطراب ، فلم ينتظروا وصوله للدروة ، بل عاجلوه من الخلف باطلاق 800 طلقة على ظهره حتى انفصل نصفه الاعلى قبل ان يسقط على الارض وظلوا يطلقون الرصاص حتى بعد استشهاده ، وواصلوا اطلاق الرصاص على جثته وحولها في الهواء حتى افرغوا الاربعة صناديق من الجبخانة ” والصندوق يحتوي الف طلقة ” من بنادقهم الاربعمائة بما فيها المدافع الصغيرة.
تـوثيق
—–
مقدم ركن «صديق عبدالعزيز» الضابط شاهد العصر على إعدمات النميري
لقيادات لقيادات انقلاب هاشم العطا يروي الحكاية..!! -(4)-
فاروق حمد الله كان قليل الكلام ..
ورقيق الإبتسامة.. وإستعد للإعدام بروح معنوية عالية…
المحكمة قضت بسجن بابكر النور
(15) عاماً ، ولكن نميري رفض..!
********************
المصدر:- موقع جريدة الوطن –
—–
ذكرنا في الحلقات السابقة أن الرئيس الليبي معمر القذافي اجبر طائرة الخطوط الجوية البريطانية «البي او ي س» على الهبوط في مطار بنغازي تحت تهديد من طائرتين طراز «فانتوم» في قرصنة جوية غير مسبوقة، وابدى رجال الأمن الليبي رغبتهم في استلام شخصين من الركاب هما المقدم بابكر النور عثمان والرائد فاروق عثمان حمد الله، وكان الأول هو رئيس مجلس قيادة الثورة التصحيحية والآخر عضو المجلس، تمت تلبية طلبهم في حين أنه كان يجلس إلى جوارهما كل من المقدم محمد محجوب عثمان شقيق عبدالخالق محجوب والدكتور عز الدين علي عامر، وتركا ليواصلا رحلتهما العادية مع بقية الركاب، فقام العقيد القذافي بتسليم بابكر وفاروق لنظام نميري الذي عاد لسدة الحكم في نفس ذلك المساء، واحضر المختطفين من مطار الخرطوم إلى مدرعات الشجرة.
– ماهي مشاهدات سعادتك وأنت مسؤول عن حراسة فاروق حمد الله ؟.
شاءت الأقدار أن اعين قائدا للقوة المكلفة بحراسة بابكر وفاروق، وكان ذلك بمكاتب الكتيبة الثالثة دبابات.. عندما علم نميري بوصولهما جاء إلى مكان احتجازهما للقائهما حضرت مقابلته للرائد فاروق حمد الله وكان النميري يبدو عليه الإرهاق الشديد وعيناه حمراوان من السهر والإعياء.. وبانفعال شديد أنهال نميري بعدة أسئلة للرائد حمد الله في شكل لوم وعتاب اكثر من أن تكون أسئلة استفسارية أو توضيحية، وبدون أن يلقي عليه التحية «السلام عليكم» صرخ في وجهه نميري: بالله دي عملة تعملوها؟!.
وواصل نميري إنفعاله بالقول : وريني ليه عملتو كده؟!.
مش احسنا معاملتكم؟
واديناكم كامل حقوقكم؟
بعد أن ابعدناكم من مجلس الثورة وسمحنا ليكم بالسفر خارج البلاد للعلاج على نفقة الدولة؟
فاروق: نعم ده كلو تمام.. لكن في شنو؟
نميري: انتو ما عارفين عملتو شنو؟
يعني ما عملتوا أي حاجة؟
– ماذا كان رد فاروق حمد الله ؟.
قال فاروق مستدركاً : لو كنت تقصد الحركة الانقلابية أنا شخصياً لا اعرف عنها أي شئ .. وكان الأجدر بك أن تسأل الرائد هاشم العطا لأنو هو اللي قام بالحركة.
– وماذا كان تعليق نميري ؟
نميري «وبانفعال شديد» .. طيب حتشوفوا..
وانصرف للمكتب المجاور الذي يحتجز فيه المقدم بابكر النور وعلمت فيما بعد من الملازم إسماعيل الجاك المكلف بحراسته أن ذات الحديث دار بينهما.
ورجع نميري لمكتبه بقيادة سلاح المدرعات أي مكتب قائد المدرعات الذي اتخذه نميري مؤقتا لإدارة شئون البلاد..
– صف لنا وضع فاروق وهو في المعتقل؟.
طيلة فترة الاعتقال كان الرائد حمد الله يجلس وينام على الأرض.. حيث افرغ المكتب من محتوياته تماما عدا مسندين.. كنت ادخل على الرائد فاروق كلما وجدت الفرصة مواتية حيث أن التعليمات والأوامر المستديمة تحظر تماما الاتصال بالمعتقلين، إلا أنني لم أبه بها وكنت اعلم مدى خطورة ذلك، ولم تكن عملية تهريب عبدالخالق محجوب ببعيدة عن الأذهان وخلقت بيني وبينه الفة ومودة.. وكنت اسأله إن كان يريد شيئا إلا أنه كان قليل الطلبات، وفي كل المرات التي دخلت فيها عليه كنت اجده هادئا مستكينا، وكان يقابلني بابتسامة رقيقة، وفي مجمل تعليقاته عن الانقلاب ما كان يطيل الكلام بل أفادني بكل اختصار بأنه لا علاقة له بالحركة التصحيحية أساساً، وذات مرة قال لي: هاشم استعجل وكررها مرة أخرى هاشم استعجل لو عندو حاجة زي دي كان المفروض ينتظرنا لغاية ما نجي .. على الأقل ما كانت فشلت كما كان دائما ينفي علاقته بالحزب الشيوعي السوداني، وقلت له: لو أنت ما شيوعي طيب انتماءك السياسي شنو؟ قال .. أنا انتمائي للوطن الذي جمعنا وللقوات المسلحة التي ارضعتنا من ثديها ولثورة مايو التي صنعتها وضحيت من أجلها بكل غال ومرتخص، وعندما سألته لماذا قبلت منصب عضو مجلس قيادة الحركة التصحيحية وأنت تعلم أنها شيوعية صرفة؟
فأجابني بقوله «يا ابني في العمل الثوري والنضالي عندما تلتقي الأفكار وتتوحد المبادئ وتتلاقح لخدمة غرض، ما فليس بالضرورة أن تحمل نفس الفكر أو الانتماء لذات الحزب».
– المحاكمة .. كيف كانت؟.
جرت محاكمة المقدم بابكر النور عثمان رئيس مجلس قيادة الثورة التصحيحية على مرحلتين الأولى: تم تكليف العميد الركن «ا.ح» تاج السر المقبول بمحاكمته.. واصدر حكمه بالسجن لمدة «15» عاما وتم رفعه للرئيس نميري فثارت حفيظته وانفعل كما كان متوقعا، وأعاد الملف لذات المحكمة قائلا «ده رئيس الانقلاب» فرفعت العقوبة لـ«20» عاما ورفضت ايضا.. وفي القانون العسكري يخول للضابط الامر بتشكيل المحكمة بأن يعدل الحكم يزيد أو يخفف أو يلغي كليا، وفي هذه الحالة الأخيرة يعين شخص آخر رئيسا للمحكمة، وذلك ما تم بالفعل، واخطر المقبول بذلك وانصرف، وقد زادت قامته السامقة طولا وازدادت مكانته رفعة وشموخا وكبرت نفسه عزة ومنعة وإباء.
– في المرحلة الثانية ، ماذا حدث بالضبط؟.
وفي المرحلة الثانية من محاكمة المقدم بابكر تم تعيين المقدم صلاح عبدالعال مبروك للقيام بذات المهمة ويبدو وكأنه استوعب الدرس، فاصدر حكمه عليه بالإعدام رميا بالرصاص، كيف لا وهو كما توقعنا الشخص المناط به تنفيذ هذه المهمة.
بالنسبة للشهيد الرائد فاروق عثمان تم اختيار العميد الركن أحمد عبدالحليم وكان صديقا للرائد فاروق وهو الذي ابعد معه من الجيش في العام 1965م.. في حادثة حجز وزير الدفاع الدكتور عبدالحميد صالح والقائد العام للقوات المسلحة في مدينة جوبا واعيد للخدمة صبيحة الخامس والعشرين من مايو.
ولم تشفع للرائد فاروق كونه علم بالانقلاب بعد وقوعه من آخرين كانوا يقيمون معه في لندن، ويضيف الرائد فاروق بأنه قد احتفظ برأيه في الحركة ليقوله بعد وصوله للخرطوم، وبعد تحديد موقف السلطة الجديدة من مايو الأولى، إلا أنه – أي أحمد عبدالحليم- اصدر حكمه عليه بالإعدام رميا بالرصاص.
في اعقاب توقيع الرئيس نميري على الحكمين حضر الى المكتب العقيد حقوقي أحمد محمد الحسن مدير فرع القضاء العسكري والمشرف العام على المحاكم الميدانية، حضر وهو يحمل في يده الملف الذي يحوي الأوراق التي تحمل توقيع الرئيس نميري «السلطة المختصة».. وكان يبدو عليه الهلع والجزع وتلك كانت الحالة التي ظل عليها طيلة فترة المحاكمات والتي انتهت به إلى مرحلة الذهول والجنون إلى أن توفي، كلف العقيد حقوقي أحمد محمد الحسن كلف المقدم عبدالمنعم حسين بتنفيذ الأحكام على المدانين بابكر وفاروق واعتذر بحجة أنه لا يستطيع مواجهتهما.
في تمام الساعة الثالثة بعد ظهر السادس والعشرين من يوليو 1971م كلف المقدم حقوقي عبدالمنعم بالإشراف على تنفيذ الحكم على المدانين بابكر وفاروق على نحو ما ذكرت، فحضر لمقر الاعتقال وتم تنويري أنا والملازم محمد إبراهيم سعد «الشايقي» والملازم إسماعيل الجاك وطلب منا ترحيل المدانين بابكر وفاروق لمنطقة الحزام الأخضر وذهب كل منا أنا وإسماعيل لاحضارهما.
– حدثنا عن اللحظات الأخيرة لفاروق حمد الله وهو في طريقه لدروة الإعدام ؟.
دخلت على الرائد فاروق وقلت له سيد فاروق لو سمحت البس ملابسك وقفلت الباب وانتظرته بالخارج، كنت الاحظ أن الملازم الشايقي يستعجلني باستمرار وبالتالي افتح الباب واستعجل فاروق، بدوري في المرة الأخيرة دخلت عليه ووجدته قد «ارتدى بدلته التي قدم بها من لندن، وقد كان يربط ربطة العنق «الكرفتة» وقلت له سيادتك الكارفتة» ما ضروري خليها قال لي وهو يبتسم «يا بني أنت مستعجل كده ليه؟ القصة إعدام ولا شنو؟ فقلت له: نعم، فسأل مرة أخرى إعدام؟!
وأضاف.. طيب الواحد لو ماشي يقابل ربه احسن يقابلو منتظم.
من قتل الضباط فى يوليو 1971؟!!
**********************
المصـدر: – منتديات النيلين –
-07-24-2009-
الكاتب: عبد الله الشقليني –
————
ونورد من كتاب عصام الدين ميرغني
(الجيش السوداني والسياسة ) ـ ص 67 ـ
-منقول كما هو من كتاب الجيش السودانى-
1-
***- نجح التنظيم العسكري في وضع خطة متكاملة لانقلاب 19 يوليو، كانت في غاية الدقة والتخطيط السليم لمراحل تحرك القوات ، وهي خطة اتسمت بأقصى درجات السرية والأمن في ظروف معقدة وملاحقة أمنية هائلة ، كان يواجهها ذلك التنظيم من السلطة المايوية الحاكمة . وبنفس القدر حققت تلك الخطة سرعة التنفيذ الفائقة والمفاجأة القصوى. تكونت القوة الرئيسية التي نفذت انقلاب 19 يوليو من الوحدات العسكرية التالية:
أ – قوات الحرس الجمهوري : وتتكون من كتيبتي مشاة ومعها سرايا مستجدين تحت التدريب تحت قيادة المقدم عثمان الحاج حسين ( أبوشيبة) ، وبمشاركة معظم ضباط الحرس الجمهوري ، وقد انطلقت بعض وحداتها للتنفيذ من معسكر خلوي في منطقة ( فتاشة ) غربي امدرمان.
ب- اللوء الأول مدرع من سلاح المدرعات : تحت قيادة العقيد عبد المنعم محمد أحمد ( الهاموش).
ج- سرية دبابات ( تي 55 ) من كتيبة جعفر: وهي كتيبة دبابات يقع معسكرها في المنطقة العسكرية بأمدرمان وقاد تحركها الملازم صلاح بشير.
د- خلايا التنظيم العسكري الشيوعي : قادها ضباط مشاركون في التنفيذ في القياداة العامة للقوات المسلحة ، سلاح المظلات ، ومجموعات صغيرة في سلاح المهندسين ومصنع الذخيرة في الشجرة.
2-
***- بدأت قوات انقلاب 19 يوليو 1971 تحركاتها في الساعة الثالثة ظهراً ، وقد تم التنفيذ في سرعة فائقة ، إذ أمكن السيطرة على المعسكرات الرئيسية التي تساند السلطة المايوية في سلاحي المدرعات والمظلات باستخدام القوات المشاركة والخلايا من داخلها ، بينما نفذت وحدات الحرس الجمهوري من معسكرها داخل القصر الجمهوري ، ووحداتها المتحركة من غرب أمدرمان ، تأمين الجسور والنقاط الحيوية في العاصمة القومية . لم تكن مهمة تطويق واعتقال الرئيس نميري وأعضاء مجلس قيادة الثورة من الصعوبة بمكان ، إذ تمت مفاجأتهم وهم يتناولون طعام الغداء بمنـزل الرئيس قرب القيادة العامة ، عندما قامت وحدة من الحرس الجمهوري تحت قيادة الملازم أحمد جبارة مختار باعتقالهم ونقلهم إلى القصر الجمهوري . أما بقية أركان النظام وقادة الوحدات العسكرية الموالية لسلطة مايو ، خاصة أعضاء ( تنظيم أحرار مايو ) فقد تم اعتقالهم خلال فترة الظهيرة بواسطة جماعات صغيرة يقودها ضباط من الحرس الجمهوري ، ونقلوا إلى منـزل الضيافة ( بيت الضيافة ) ـ في شارع الجامعة قرب القصر الجمهوري ، وفي مرحلة لاحقة حول بعضهم إلى مقر جهاز الأمن القومي.
3-
***- أحكمت حركة 19 يوليو قبضتها على العاصمة القومية والمناطق العسكرية خلال ساعات ، ولكن ظل التحرك غير معروف لجماهير الشعب السوداني لساعات أخر . ( وبدأ قادة الانقلاب يبحثون عن قيادة الحزب الشيوعي المختفين ليصيغوا لهم بيان الانقلاب الأول . وأذاع هاشم العطا البيان في التاسعة مساءً بعد ست ساعات من وقوع الانقلاب ، كان خلالها الناس يترقبون في قلق ) . ساند الحزب الشيوعي السوداني بكل قدراته وتحالفاته لتثبيت الوضع الجديد ، وقد شمل ذلك استنفار عضويته ، وإصدار البيانات ، وإظهار حجم المساندة الجماهيرية والنقابية للحركة الجديدة . في صباح 22 يوليو نظم الحزب موكباً جماهيرياً ضخماً في ساحة الشهداء امام القصر الجمهوري ، خاطبه الرائد هاشم العطا . عجت ساحة الشهداء باللا فتات الحمراء التي رفعت شعارات شيوعية صارخة ، وهتفت جماهير الحزب ( سايرين سايرين في طريق لينين ) .. أطلقت الخرطوم خلال تلك الأيام الثلاثة موجات من الذعر في دول الإقليم المجاورة ، خاصة مصر وليبيا ، وفي كل دول العالم العربي المحافظة .. بينما راقب المعسكر الغربي ـ خاصة بريطانيا المتهمة بالشأن السوداني ـ في وجل ما يحدث في الخرطوم التي انضمت بوضوح صارخ إلى معسكر اليسار والكتلة الشرقية.
4-
***- من ص 71 :عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 22 يوليو بدأ التحرك المضاد لإسقاط حركة 19 يوليو التي سيطرت على الأوضاع في السودان خلال الثلاثة أيام الماضية ، كانت خلالها العديد من القوى في الداخل والخارج تتدارس الأمر والخيارات الممكنة . ضربة البداية جاءت من بعض ضباط الصف في اللواء الثاني مدرع ، الذين تمكنوا من تحريك ثلاث دبابات من طراز ( تي 55) السوفيتية الصنع ، سبق أن سحب ضباط 19 يوليو بعض أجزائها الميكانيكية لتحييد ذلك اللواء الموالي للنظام المايوي . كان على رأس ذلك التمرد الأول الرقيب أول حماد الأحيمر ، وهو ضابط صف يمتاز بالشجاعة والمهارة في استخدام الدبابات بعد تلقيه دراسات عليا في الاتحاد السوفيتي . انطلق عشرات من ضباط الصف القاطنين في معسكر الشجرة ، ومعظمهم من سلاحي المدرعات والمظلات ، وقاموا بكسر مخازن السلاح والذخيرة وتزويد الدبابات بالذخائر . حقق تحرك ضباط الصف المفاجأة الكاملة ، وبسرعة فائقة أطلقت الدبابات النيران على معسكر اللواء الأول مدرع الموالي لـ حركة 19 يوليو ، وتم احتلاله خلال دقائق معدودة .سقط معسكر سلاح المدرعات في منطقة الشجرة بالكامل في يد قوة التحرك المضاد ، وتمكن ضباط الصف من اعتقال ضباط اللواء الأول مدرع الموالي لـ حركة 19 يوليو.
5-
***- انطلقت الدبابات الثلاث إلأى داخل الخرطوم ، وعلى ظهرها وخلفها في عربات عسكرية أخرى عشرات من ضباط الصف والجنود المسلحين في طريقهم للقيادة العامة ، و منطقة القصر الجمهوري . في منطقة القيادة العامة دارت المعركة الأولى ، وتمكنت دبابات الرقيب الإحيمر من تدمير مدرعة صلاح الدين كانت تدافع عن البوابة الرئيسية ويقودها النقيب بشير الرازق . اقتحم أيضاً بعض ضباط الصف والجنود القادمين من الخلف ، ودارت معارك متفرقة داخل منطقة القيادة العامة قتل خلالها المقدم محمد أحمد الريّح عضو المكتب القائد للتنظيم الشيوعي الذي كان مسئولاً عن تأمين سلاح المظلات ومبنى القيادة . خلال أقل من ساعة سقطت القيادة العامة للقوات المسلحة في أيدي القوات المهاجمة.
6-
***- ما حدث في منطقة القصر الجمهوري بالخرطوم ظل اللغز الكبير الذي لم تُحل طلاسمه حتى اليوم ، وسأبدأ بانطباعي الشخصي والذي يشير إلى نقطة واحدة هامة . في دلك اليوم ، الثاني والعشرين من يوليو 1971 ، كنت أعمل ضابطاً مناوباً لكتيبة احتياط القيادة العامة ، ويقع معسكرها آنذاك شمال حي العمارات ( الامتداد ) بالخرطوم ، وتجاوزنا وحدة تابعة للحرس الجمهوري. كان ذلك أول يوم عمل لي بعد عودتي من دورة مدفعية بمدينة عطبرة استمرت لأربعة أشهر.
***- في ذلك الصباح لم يكن هنالك حديث بين ضباط تلك الوحدة سوى انقلاب 19 يوليو ، وما يمكن أن تسير إليه الأحداث بعد وضوح رفض مصر وليبيا لما حدث واحتجاز رئيس مجلس قيادة الثورة الجديد عنوة في ليبيا . كان معظم ضباط تلك الوحدة من المحترفين الذين ليست لديهم انتماءات سياسية ، ولذا فقد أحجموا جميعاً عن كشف ما بصدورهم من تأييد للسلطة الجديدة ، أو تعاطف مع نظام جعفر نميري الذي أطيح به . بعد الظهيرة كنت الضابط الوحيد في المعسكر بعد انصراف الجميع ، وتحت قيادتي قوة من الاستعداد ( للطوارئ ) لا تتجاوز الخمسين جندياً.
***- في الساعة الثالثة ظهراً دوت القذيفة الأولي من مدفع دبابة ثقيلة في منطقة الشجرة ، وكان الدوي مهولاً وأخال أن معظم مناطق الخرطوم قد سمعته ، واستمر دوي الانفجارات في منطقة الشجرة القريبة ، ولم تكن هنالك أي معلومات عما يحدث ، وكما تقضي القواعد العسكرية فقد نشرت قوة الاستعداد في دفاع عن المنطقة حتى ينجلي الموقف . حاولت الاتصال هاتفياً بفرع العمليات الحربية لمعرفة ما يدور فلا مجيب ، ويبدو أن القتال قد انتقل إلى منطقة القيادة العامة ، إذ أفاد أحد ضباط الصف ، الذي كان في وسط الخرطوم ، أن العديد من الدبابات تنطلق من معسكر الشجرة إلى داخل الخرطوم وهي تطلق نيران رشاشاتها . عند الساعة الرابعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار ، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب . طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاورة لمعسكرنا ، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر . كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري ، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو.
***- لكنه قال بوضوح تام ( إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة القصر الجمهوري من موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر .، وقد دمرت نيرانها جزءً من السور وأجزاء من بيت الضيافة ) كان واضحاً لي أن الملازم أحمد جبارة يعرف تماماً هوية تلك الدبابات التابعة للواء الثاني مدرع ، لكنه لا يعرف من يحركها , انقطع الاتصال أثناء المحادثة ولكنه كان كافياً لأعرف أن هنالك انقلاباً مضاداً ، وأن الخرطوم قد تولت إلى ساحة معركة كبيرة .. فصوت الانفجارات وهدير الرشاشات يأتي من عدة اتجاهات.
7-
***- لقد سُقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة ، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة . لقد رأيت بنفسي ـ بعد يوم من وقوع تلك الأحداث ـ حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة ، وبمنزل الضيافة الذي دُمرت واجهته تماماً .. وهذا يقودني إلى ما سمي في تاريخ انقلابات السودان بـ ( مذبحة بيت الضيافة ) . كانت سلطة انقلاب 19 يوليو تحتجز في بيت الضيافة ما يقارب الأربعين ضابطاً ، وهم من رتب مختلفة وجميعهم مصنفين كأعضاء في ( تنظيم أحرار مايو ) الموالي لسلطة مايو ، ويقوده وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس . بعد انحسار معركة عصر يوم 22 يوليو ، قُتل ما يقارب الثلاثين ضابطاً ،ووجرح معظم بقية المحتجزين في بيت الضيافة بعد أن أطلقت النيران بكثافة على واجهة المبنى وعبر نوافذه العديدة.
19 يوليو في السودان:
********
1-
19 يوليو 1932: وفاة الشاعر الراحل خليل فرح…
9ا يوليو 1932: ميلاد الفنان الراحل محمد وردي…
( هل تلك صدفة ان يصادف تاريخ ميلاده تاريخ وفاة خليل فرح؟؟)!!
19 يوليو 1971: اول محاولة انقلاب عسكري في العالم وتتم الساعة الثالثة ظهرآ!!
19 يوليو 1971: اعتقال الرئيس جعفر النميري في “بيت الضيافة”…
هؤلاء العطاله الذين يسمون زورا بضباط تلقواترالمسلحه تلك المؤسسه الفاشله التي افقرت بلادنا بكثرة الانقلابات والعقليه المتخلفه لظباطها اذا كنت رئيس للبلاد منتخب ديموقراطيا والله لأخرجنهم من داخل العاصمه الي جبال او حدود لكي يمارسوا تخلفهم هناك
نميري ،، العاطا ،، بشير ،، شمس الدين
قرف
اولآ:
****
للذكري والتاريخ..
ولمن فاتته المعرفة بالواقعة..وللاجيال الجديدة، نوثق وندون…
ثانيــآ:
—-
معمر القذافي .. عقيداً دولياً وقرصاناً جوياً! ((الحلقة الخامسة)..
***********************
المصدر: – Copyright © 2014 http://www.sudanile.com –
الخميس, -09 حزيران/يونيو 2011-
الكاتب: حسن الجزولي –
———————
1-
(القصة الكاملة لاختطاف طائرة الزعيمين السودانيين النور وحمدالله عام 1971 بواسطة معمر القذافي وإشرافه) … كتاب جديد بالعنوان أعلاه، دفع به كاتبه د. حسن الجزولي إلى المطبعة، والكتاب يوثق لأحد أشهر عمليات القرصنة الجوية التي بدأ بها عقيد ليبيا معمر القذافي حياته السياسية في فضاء التدخل والتعدي على السلام الدولي، عندما أمر باختطاف طائرة الخطوط الجوية البريطانية التي كانت تقل كل من المقدم بابكر النور سوار الدهب، والرائد فاروق عثمان حمدالله، عند سفرهما من لندن في طريقهما إلى الخرطوم، كقيادات جديدة للنظام الذي أطاح بحكومة النميري في إنقلاب 19 يوليو عام 1971، ذالك الاختطاف الذي أدى إلى تسليم القذافي كل من بابكر وفاروق إلى النميري العائد إلى السلطة كالمسعور بعد إجهاض الانقلاب، ليبعث بهما إلى دروة الاعدام!، الميدان تبدأ في تقديم مقتطفات من بعض فصول الكتاب في هذه الحلقات المتتالية ، لتعريف الأجيال الجديدة، بتاريخ قديم لـ ? ملك ملوك أفريقيا) و(عميد الحكام العرب) الذي يترنح نظامه الآن تحت ضربات الشعب الليبي البطل !.
2-
*الطائرة البريطانية المدنية أُُجبرت على الهبوط بواسطة طائرة صغيرة سلاحها الخديعة فقط!.
*بابكر النور للقذافي: عليك الاجابة على سؤال محدد عما إذا كنا مختطفين؟!.
*ود النور يطلب من الركاب السودانيين إبلاغ هاشم العطا بعدم مساومة النظام الليبي بخصوص أمر إطلاق سراحهما!.
*قانوني عسكري: حكم الاعدام على بابكر وفاروق خاطئ قانونياً لأنهما لم يشتركا في تنفيذ الانقلاب!.
*حملة عالمية واسعة تشجب حمامات الدم في السودان وتدمغ النظام بالدموي والمنتهك لحقوق الانسان وتطالب بغل أياديه!.
3-
وبعد حوالي أقل من ساعة، أحس المقدم بابكر، بكف تربت على كتفه برفق، فتح عينيه بتثاقل، ليجد أمامه أحد مساعدي كابتن ستيوارت، يدعوه بتهذيب لمقابلة الكابتن، لأمر عاجل، أيقظت الحركة الرائد فاروق أيضاً، كما أيقظت بعض الركاب، السودانيين والأجانب، الذين كانوا يعرفون وزن الشخصيتين، اللتين تشاركانهم الرحلة، فاعتدلوا في مقاعدهم، بينما كان بابكر يعبر الممر، إلى داخل كابينة القيادة، مرت حوالي ربع ساعة أخرى، قبل أن يعود بابكر ، والمستيقظون يسرحون عيونهم الغاصة بالتساؤل، في قسمات وجهه، المحتشد بالارهاق، لينقل إلى رفيقه بهدوء قلق، وهو ينحني بقامته المديدة ليزيح الستارة، عن النافذة البيضاوية الصغيرة، ويتطلع عبرها إلى السماء الليبية، الممتدة خارج الطائرة، أن المتاعب في ما يبدو قد ابتدأت:
:-? يقول إنه يتعرض لتهديد، من طائرتين، حربيتين ليبيتين، تطاردان طائرته، وتطالبانه بالهبوط في مطار بنغازي، وأنه يخشى، إذا رفض الاذعان ، أن تتعرض الطائرة للنسف، حسب ما فهم من التهديد، وأنه سيتصل الآن بوزارة الخارجية البريطانية، لمعرفة كيفية التصرف!”.
قبل أن يعلق فاروق عاود الكابتن دعوة بابكر إلى الكابينة:
-: وزارة الخارجية طلبت مني، الاستجابة بالهبوط، وأن أعود فوراً إلى لندن، في حالة ما إذا احتجزت السلطات هنا أياً من الركاب!.
4-
وأوضح بابكر لرفيقه، على مسمع من الكثير من الركاب، السودانيين بالذات، الذين كانوا قد تحلقوا، هذه المرة، حول مقعدي الرجلين، أن الكابتن قال له، إنه يخشى على مصير بعض الأطفال، الذين كانوا بالطائرة، وأنه سأله: أيهبط أم لا، فما كان أمام بابكر سوى أن يطلب منه الهبوط!.
5-
بعد أقل من خمس دقائق، من هبوط الطائرة طلب مستر ستيوارت، من بابكر مقابلة بعض المسئولين الليبيين الذين كانوا، في تلك الأثناء، قد صعدوا سلم الطائرة. فذهب بابكر وتحادث معهم مدة عشر دقائق، عاد بعدها لينقل أنهم أبلغوه، بأن العقيد معمر القذافي يطلب منهما، بابكر وفاروق، الهبوط من الطائرة لأنه (قرر) أن (يستضيفهما) بليبيا لبعض الوقت، حيث أن لديه معلومات، بأن أحداثاً خطيرة، على وشك أن تقع في الخرطوم، وأن حالة من الفوضى ستسود هناك، وأنه يريد المحافظة، على حياتهما إلى أن يزول الخطر!.
-: أوضحت لهؤلاء المسئولين أننا، فاروق وأنا ، لا نرغب في قبول هذا العرض مطلقاً، وأنه يشرفنا أن نكون في السودان، لنعايش تلك الأزمة التي يزعمونها، مع الناس هناك مباشرة، ولما لمست إصرار المسئولين الليبيين على تنفيذ تعليمات القذافي، أعلنت لهم بصرامة، أننا نرفض الذهاب معهم إلا مكرهين، وطلبت منهم نقل قرارنا هذا إلى القذافي، وأن يخطروه بأننا نريد منه إجابة واضحة، على سؤال محدد، عما إذا كنا مختطفين أم أن الأمر بخلاف ذلك!.
6-
بعد زهاء عشر دقائق أخرى، شاهد الركاب عبر النافذة، مجموعة من الضباط الليبيين بالزي المدني، ينتشرون حول الطائرة. ثم ما لبث أن صعد إليها ضابط ليبي، أصدر (أمره) بفظاظة إلى الركاب ليسلموه جوازاتهم، فجمعها وهبط بها! وبعد حوالي نصف ساعة عاد الضابط وأصر، بعيون تقدح لؤماً، وبتوتر لم يعد يهتم بإخفائه كما كان يفعل، على اصطحاب الرجلين إلى خارج الطائرة، وأضحى واضحاً أنه على أهبة الاستعداد لتنفيذ ذلك بالقوة إذا لزم الأمر!.
ويروي شاهد عيان:- عند ذلك الحد طلب بابكر من الركاب السودانيين، بصوت هادئ ونبرات قاطعة، أن يبلغوا الرائد هاشم، عند وصولهم إلى الخرطوم، بألا يساوم النظام الليبي مطلقاً في أمر إطلاق سراحهما، وأنهما على استعداد لمواجهة الموقف إلى حد الموت، كما أوصى، في حالة عودة الطائرة إلى لندن، بإبلاغ نفس الرسالة إلى عابدين إسماعيل، سفير السودن ببريطانيا، ثم قاما بوداعنا، وكانت روحهما المعنوية عالية، ونزلا مع الضابط الليبي من الطائرة. وبعد حوالي ربع ساعة، أعيدت كل جوازاتنا التي كانت قد أُنتزعت منا، وما لبثت محركات الطائرة، أن دارت لتغادر متجهة إلى لندن?(د.حسن الجزولي، عنف البادية، وقائع الأيام الآخيرة في حياة عبد الخالق محجوب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، منشورات مدارك، الخرطوم ? القاهرة 2006).
7-
وهكذا تمكن الليبيون، من إختطاف أثنين، من أهم قادة الانقلاب اليساري في السودان، بواسطة خطة عسكرية ماكرة وخادعة!، صممها خصيصاً وزير الحربية المصري، وعن طريقها أُرغمت، طائرة الخطوط الجوية البريطانية المدنية على الاذعان، لتهديدات الطائرة الصغيرة، الخالية من أي تسليح، سوى التزام قائدها، على تنفيذ كافة التعليمات، التي زوده بها سيادة وزير الحربية المصري، في سبيل إنجاح الخدعة، التي انطلت ولابد على كابتن الطائرة البريطانية!.
8-
طرابلس:
الخميس 22 يوليو، الساعة السادسة صباحاً1971:-
*******************
كان وزير الحربية المصري، الفريق محمد صادق، وبعد أن رتب أمر إختطاف الطائرة، قد ذهب ليخلد إلى الراحة والنوم، بعد مشوار من جهد لم يذق فيه طعم الراحة أو النوم، منذ وصوله ليبيا، على أن يوقظوه، إن جد أي طارئ.
وفي السادسة صباحا ? أيقظوني، وفتحت عيني لأجد أمامي محمد المقريف، وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبي، يهلّلون فرحاً، فسألت: أين الطائرة، وأين السودانيون؟ فقالوا إنني أستطيع رؤية زعماء الانقلاب، أما الطائرة فقد رحلت. وقالوا معاً، لقد أحضرنا الشيوعيين معنا إلى طرابلس، وسمحنا للطائرة بالإقلاع بباقي الركاب، ومن حديثهم علمت أنهم احتجزوا أربعة أفراد هم رئيس «مجلس قيادة الثورة» السوداني والوزراء الثلاثة، وتركوا باقي أعضاء المجموعة السودانية في الطائرة، فثرت في وجوههم، وسألتهم، لماذا لم يوقظوني عندما هبطت الطائرة؟ فقال المقريف إنه اتصل من بنغازي طالباً إيقاظي، وأنهم دخلوا عليّ فرحين لإيقاظي فوجدوني مستغرقاً في النوم فأشفقوا عليّ، لأنهم يعلمون أنني لم أنم منذ بدء الانقلاب، وأنني أحتاج في هذه المرحلة للراحة، فلمتهم على ذلك، وأوضحت أن الباقين هم قادة (الحزب الشيوعي) الذين سيشكلون قوة دعم لـ( لثورة)، وهذا خطأ كبير، يمكن أن يعرض العملية كلها للفشل. وسألتهم: أين هؤلاء الناس؟ فقيل لي إنهم وضعوا في السجن. فطلبت الإفراج عنهم فوراً ومعاملتهم أحسن معاملة!”.
9-
من الواضح أن (مخطط )عملية الاختطاف، لا يعلم ? وهو وزير حربية ? ببعض التفاصيل المتعلقة، بعدد المسئولين السودانيين، في النظام الجديد من الذين كانوا بالفعل على متن تلك السفرية!، حيث يتحدث في إفاداته عن إعتقال المسئولين الليبيين لرئيس (مجلس قيادة الثورة السوداني والوزراء الثلاثة، وتركوا باقي أعضاء المجموعة السودانية في الطائرة)!، في حين أن الوقائع أثبتت بأن ما تم توقيفهم، هما فقط كل من المقدم بابكر النور وفاروق حمد الله!.
10-
وحول ماجرى من لغط وتأويل، حول ما إذا كان الرائد محمد محجوب عثمان، عضو مجلس قيادة الثورة، في إنقلاب 19 يوليو، والذي من المفترض أن ينضم لرفيقيه بلندن، قادماً من ألمانيا الشرقية، لمرافقتهما على نفس السفرية إلى السودان، أنه قد لحق بالسفرية، ولم يعتقل مع رفيقيه، لأن الليبيين لم يتعرفوا على شخصيته، أم أنه تخلف في اللحظات الآخيرة لمختلف الأسباب، فإن الديبلوماسي الحردلو يوضح الأمر قائلاً، أنه وبعد ترتيب إجراءات سفر بابكر وفاروق في لندن، تذكر فجأة الرائد محمد محجوب ? أين الرائد محمد محجوب؟! انشغلنا طوال اليوم عنه بزحام العمل، لم يهبط لندن قبيل إقلاع الطائرة ولا بعده، وليس صحيحاً ما أُشيع وقتها، من أنّه كان بالطائرة وليس صحيحاً كذلك ما أُشيع من أن الـ K.G.B «المخابرات السوفيتية» طلبت إليه عدم السفر بتلك الطائرة «لو كان ذلك صحيحاً لأخطروا ? بابكر وفاروق» والحقيقة أنه لم يجد وسيلة متاحة، ذلك اليوم للسفر إلى لندن، ذلك كل مافي الأمر!”.
هؤلاء العطاله الذين يسمون زورا بضباط تلقواترالمسلحه تلك المؤسسه الفاشله التي افقرت بلادنا بكثرة الانقلابات والعقليه المتخلفه لظباطها اذا كنت رئيس للبلاد منتخب ديموقراطيا والله لأخرجنهم من داخل العاصمه الي جبال او حدود لكي يمارسوا تخلفهم هناك
نميري ،، العاطا ،، بشير ،، شمس الدين
قرف
اولآ:
****
للذكري والتاريخ..
ولمن فاتته المعرفة بالواقعة..وللاجيال الجديدة، نوثق وندون…
ثانيــآ:
—-
معمر القذافي .. عقيداً دولياً وقرصاناً جوياً! ((الحلقة الخامسة)..
***********************
المصدر: – Copyright © 2014 http://www.sudanile.com –
الخميس, -09 حزيران/يونيو 2011-
الكاتب: حسن الجزولي –
———————
1-
(القصة الكاملة لاختطاف طائرة الزعيمين السودانيين النور وحمدالله عام 1971 بواسطة معمر القذافي وإشرافه) … كتاب جديد بالعنوان أعلاه، دفع به كاتبه د. حسن الجزولي إلى المطبعة، والكتاب يوثق لأحد أشهر عمليات القرصنة الجوية التي بدأ بها عقيد ليبيا معمر القذافي حياته السياسية في فضاء التدخل والتعدي على السلام الدولي، عندما أمر باختطاف طائرة الخطوط الجوية البريطانية التي كانت تقل كل من المقدم بابكر النور سوار الدهب، والرائد فاروق عثمان حمدالله، عند سفرهما من لندن في طريقهما إلى الخرطوم، كقيادات جديدة للنظام الذي أطاح بحكومة النميري في إنقلاب 19 يوليو عام 1971، ذالك الاختطاف الذي أدى إلى تسليم القذافي كل من بابكر وفاروق إلى النميري العائد إلى السلطة كالمسعور بعد إجهاض الانقلاب، ليبعث بهما إلى دروة الاعدام!، الميدان تبدأ في تقديم مقتطفات من بعض فصول الكتاب في هذه الحلقات المتتالية ، لتعريف الأجيال الجديدة، بتاريخ قديم لـ ? ملك ملوك أفريقيا) و(عميد الحكام العرب) الذي يترنح نظامه الآن تحت ضربات الشعب الليبي البطل !.
2-
*الطائرة البريطانية المدنية أُُجبرت على الهبوط بواسطة طائرة صغيرة سلاحها الخديعة فقط!.
*بابكر النور للقذافي: عليك الاجابة على سؤال محدد عما إذا كنا مختطفين؟!.
*ود النور يطلب من الركاب السودانيين إبلاغ هاشم العطا بعدم مساومة النظام الليبي بخصوص أمر إطلاق سراحهما!.
*قانوني عسكري: حكم الاعدام على بابكر وفاروق خاطئ قانونياً لأنهما لم يشتركا في تنفيذ الانقلاب!.
*حملة عالمية واسعة تشجب حمامات الدم في السودان وتدمغ النظام بالدموي والمنتهك لحقوق الانسان وتطالب بغل أياديه!.
3-
وبعد حوالي أقل من ساعة، أحس المقدم بابكر، بكف تربت على كتفه برفق، فتح عينيه بتثاقل، ليجد أمامه أحد مساعدي كابتن ستيوارت، يدعوه بتهذيب لمقابلة الكابتن، لأمر عاجل، أيقظت الحركة الرائد فاروق أيضاً، كما أيقظت بعض الركاب، السودانيين والأجانب، الذين كانوا يعرفون وزن الشخصيتين، اللتين تشاركانهم الرحلة، فاعتدلوا في مقاعدهم، بينما كان بابكر يعبر الممر، إلى داخل كابينة القيادة، مرت حوالي ربع ساعة أخرى، قبل أن يعود بابكر ، والمستيقظون يسرحون عيونهم الغاصة بالتساؤل، في قسمات وجهه، المحتشد بالارهاق، لينقل إلى رفيقه بهدوء قلق، وهو ينحني بقامته المديدة ليزيح الستارة، عن النافذة البيضاوية الصغيرة، ويتطلع عبرها إلى السماء الليبية، الممتدة خارج الطائرة، أن المتاعب في ما يبدو قد ابتدأت:
:-? يقول إنه يتعرض لتهديد، من طائرتين، حربيتين ليبيتين، تطاردان طائرته، وتطالبانه بالهبوط في مطار بنغازي، وأنه يخشى، إذا رفض الاذعان ، أن تتعرض الطائرة للنسف، حسب ما فهم من التهديد، وأنه سيتصل الآن بوزارة الخارجية البريطانية، لمعرفة كيفية التصرف!”.
قبل أن يعلق فاروق عاود الكابتن دعوة بابكر إلى الكابينة:
-: وزارة الخارجية طلبت مني، الاستجابة بالهبوط، وأن أعود فوراً إلى لندن، في حالة ما إذا احتجزت السلطات هنا أياً من الركاب!.
4-
وأوضح بابكر لرفيقه، على مسمع من الكثير من الركاب، السودانيين بالذات، الذين كانوا قد تحلقوا، هذه المرة، حول مقعدي الرجلين، أن الكابتن قال له، إنه يخشى على مصير بعض الأطفال، الذين كانوا بالطائرة، وأنه سأله: أيهبط أم لا، فما كان أمام بابكر سوى أن يطلب منه الهبوط!.
5-
بعد أقل من خمس دقائق، من هبوط الطائرة طلب مستر ستيوارت، من بابكر مقابلة بعض المسئولين الليبيين الذين كانوا، في تلك الأثناء، قد صعدوا سلم الطائرة. فذهب بابكر وتحادث معهم مدة عشر دقائق، عاد بعدها لينقل أنهم أبلغوه، بأن العقيد معمر القذافي يطلب منهما، بابكر وفاروق، الهبوط من الطائرة لأنه (قرر) أن (يستضيفهما) بليبيا لبعض الوقت، حيث أن لديه معلومات، بأن أحداثاً خطيرة، على وشك أن تقع في الخرطوم، وأن حالة من الفوضى ستسود هناك، وأنه يريد المحافظة، على حياتهما إلى أن يزول الخطر!.
-: أوضحت لهؤلاء المسئولين أننا، فاروق وأنا ، لا نرغب في قبول هذا العرض مطلقاً، وأنه يشرفنا أن نكون في السودان، لنعايش تلك الأزمة التي يزعمونها، مع الناس هناك مباشرة، ولما لمست إصرار المسئولين الليبيين على تنفيذ تعليمات القذافي، أعلنت لهم بصرامة، أننا نرفض الذهاب معهم إلا مكرهين، وطلبت منهم نقل قرارنا هذا إلى القذافي، وأن يخطروه بأننا نريد منه إجابة واضحة، على سؤال محدد، عما إذا كنا مختطفين أم أن الأمر بخلاف ذلك!.
6-
بعد زهاء عشر دقائق أخرى، شاهد الركاب عبر النافذة، مجموعة من الضباط الليبيين بالزي المدني، ينتشرون حول الطائرة. ثم ما لبث أن صعد إليها ضابط ليبي، أصدر (أمره) بفظاظة إلى الركاب ليسلموه جوازاتهم، فجمعها وهبط بها! وبعد حوالي نصف ساعة عاد الضابط وأصر، بعيون تقدح لؤماً، وبتوتر لم يعد يهتم بإخفائه كما كان يفعل، على اصطحاب الرجلين إلى خارج الطائرة، وأضحى واضحاً أنه على أهبة الاستعداد لتنفيذ ذلك بالقوة إذا لزم الأمر!.
ويروي شاهد عيان:- عند ذلك الحد طلب بابكر من الركاب السودانيين، بصوت هادئ ونبرات قاطعة، أن يبلغوا الرائد هاشم، عند وصولهم إلى الخرطوم، بألا يساوم النظام الليبي مطلقاً في أمر إطلاق سراحهما، وأنهما على استعداد لمواجهة الموقف إلى حد الموت، كما أوصى، في حالة عودة الطائرة إلى لندن، بإبلاغ نفس الرسالة إلى عابدين إسماعيل، سفير السودن ببريطانيا، ثم قاما بوداعنا، وكانت روحهما المعنوية عالية، ونزلا مع الضابط الليبي من الطائرة. وبعد حوالي ربع ساعة، أعيدت كل جوازاتنا التي كانت قد أُنتزعت منا، وما لبثت محركات الطائرة، أن دارت لتغادر متجهة إلى لندن?(د.حسن الجزولي، عنف البادية، وقائع الأيام الآخيرة في حياة عبد الخالق محجوب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، منشورات مدارك، الخرطوم ? القاهرة 2006).
7-
وهكذا تمكن الليبيون، من إختطاف أثنين، من أهم قادة الانقلاب اليساري في السودان، بواسطة خطة عسكرية ماكرة وخادعة!، صممها خصيصاً وزير الحربية المصري، وعن طريقها أُرغمت، طائرة الخطوط الجوية البريطانية المدنية على الاذعان، لتهديدات الطائرة الصغيرة، الخالية من أي تسليح، سوى التزام قائدها، على تنفيذ كافة التعليمات، التي زوده بها سيادة وزير الحربية المصري، في سبيل إنجاح الخدعة، التي انطلت ولابد على كابتن الطائرة البريطانية!.
8-
طرابلس:
الخميس 22 يوليو، الساعة السادسة صباحاً1971:-
*******************
كان وزير الحربية المصري، الفريق محمد صادق، وبعد أن رتب أمر إختطاف الطائرة، قد ذهب ليخلد إلى الراحة والنوم، بعد مشوار من جهد لم يذق فيه طعم الراحة أو النوم، منذ وصوله ليبيا، على أن يوقظوه، إن جد أي طارئ.
وفي السادسة صباحا ? أيقظوني، وفتحت عيني لأجد أمامي محمد المقريف، وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبي، يهلّلون فرحاً، فسألت: أين الطائرة، وأين السودانيون؟ فقالوا إنني أستطيع رؤية زعماء الانقلاب، أما الطائرة فقد رحلت. وقالوا معاً، لقد أحضرنا الشيوعيين معنا إلى طرابلس، وسمحنا للطائرة بالإقلاع بباقي الركاب، ومن حديثهم علمت أنهم احتجزوا أربعة أفراد هم رئيس «مجلس قيادة الثورة» السوداني والوزراء الثلاثة، وتركوا باقي أعضاء المجموعة السودانية في الطائرة، فثرت في وجوههم، وسألتهم، لماذا لم يوقظوني عندما هبطت الطائرة؟ فقال المقريف إنه اتصل من بنغازي طالباً إيقاظي، وأنهم دخلوا عليّ فرحين لإيقاظي فوجدوني مستغرقاً في النوم فأشفقوا عليّ، لأنهم يعلمون أنني لم أنم منذ بدء الانقلاب، وأنني أحتاج في هذه المرحلة للراحة، فلمتهم على ذلك، وأوضحت أن الباقين هم قادة (الحزب الشيوعي) الذين سيشكلون قوة دعم لـ( لثورة)، وهذا خطأ كبير، يمكن أن يعرض العملية كلها للفشل. وسألتهم: أين هؤلاء الناس؟ فقيل لي إنهم وضعوا في السجن. فطلبت الإفراج عنهم فوراً ومعاملتهم أحسن معاملة!”.
9-
من الواضح أن (مخطط )عملية الاختطاف، لا يعلم ? وهو وزير حربية ? ببعض التفاصيل المتعلقة، بعدد المسئولين السودانيين، في النظام الجديد من الذين كانوا بالفعل على متن تلك السفرية!، حيث يتحدث في إفاداته عن إعتقال المسئولين الليبيين لرئيس (مجلس قيادة الثورة السوداني والوزراء الثلاثة، وتركوا باقي أعضاء المجموعة السودانية في الطائرة)!، في حين أن الوقائع أثبتت بأن ما تم توقيفهم، هما فقط كل من المقدم بابكر النور وفاروق حمد الله!.
10-
وحول ماجرى من لغط وتأويل، حول ما إذا كان الرائد محمد محجوب عثمان، عضو مجلس قيادة الثورة، في إنقلاب 19 يوليو، والذي من المفترض أن ينضم لرفيقيه بلندن، قادماً من ألمانيا الشرقية، لمرافقتهما على نفس السفرية إلى السودان، أنه قد لحق بالسفرية، ولم يعتقل مع رفيقيه، لأن الليبيين لم يتعرفوا على شخصيته، أم أنه تخلف في اللحظات الآخيرة لمختلف الأسباب، فإن الديبلوماسي الحردلو يوضح الأمر قائلاً، أنه وبعد ترتيب إجراءات سفر بابكر وفاروق في لندن، تذكر فجأة الرائد محمد محجوب ? أين الرائد محمد محجوب؟! انشغلنا طوال اليوم عنه بزحام العمل، لم يهبط لندن قبيل إقلاع الطائرة ولا بعده، وليس صحيحاً ما أُشيع وقتها، من أنّه كان بالطائرة وليس صحيحاً كذلك ما أُشيع من أن الـ K.G.B «المخابرات السوفيتية» طلبت إليه عدم السفر بتلك الطائرة «لو كان ذلك صحيحاً لأخطروا ? بابكر وفاروق» والحقيقة أنه لم يجد وسيلة متاحة، ذلك اليوم للسفر إلى لندن، ذلك كل مافي الأمر!”.