
أخى سليمان يحب الفول المصرى جدا، فحتى اليوم الفول واجب وطنى فى وجبة الفطور أو العشاء أوفى الوجبتين “معا ” ! وقد سكن الوالد – رحمة الله عليه – معنا بحى الركابية بأمدرمان لفترة من الزمن ، وكان الفول يلازمنا بالضرورة . لذلك اطلق عليه الوالد لقب “فكى فول “! رفعا لقدره العالى .
وباالطبع ، فليس الوالد فقط هو من أعطى الفول لقبا يعبر عن قدره لدى المعطى أو ربطه بقصة ما . فصديقنا أبوحوة – رحمه الله- كان يسميه “الكل يوم معانا ” مسايرة لأغنية الفنان الرقيق الكابلى ، مع الفارق والاعتذار . ثم هناك تشنيعة الكوميديان سمير غانم على آكليه ، حيث يصف آكل الفول بالذى يصبح غير قابل أو متقبل لأي توجيه أو تحذير حتى من علامة المرور الحمراء !
تذكرت هذه القصص ، ولاشك فى ان كل منا لديه قصة مع الكل يوم معانا . غير أن ارتباط الموضوع بالفول يجئ مع ما اصبح كل لحظة معنا : فيروس الكورونا . فلو تحدثت مع أى أحد تلفونيا أو بشكل مباشر – مع ضرورة الآبتعاد لمسافة متر على الأقل !- فلابد ان ياتى ذكر الكورونا . وكلك الامر لو فتحت أى من شاشات التكنولوجيا- التلفزيون ، الكمبيوتر أو الموبايل – فانك لاشك واجد سيرتها أو سيرته . أما اذا فتحت ماسورة المياه فلابد ان يكون ذلك لغسل الايدى تجنبا للاصابة بالمذكور دائما .. وهكذا الى ان يقضى الله أمرا كان مفعولا.
أما علاقة الفكى فول بالكورونا ، فهى بسبب رسالة متداولة عن الفول كاحد المواد التى تشمل عنصرا من عناصر علاج المذكور \(ه ) . فقد ذكرت هذه المواقع أن أحد العلماء السودانيين قد وجد ان مادة معينه فى الفول تعتبر من مايمكن ان يدخل فى مصارعة الكورونا وهزيمتها . وقبل ذلك استقبلنا خبرا يقول ان الصينيين اكتشفوا مادة بالشاى “السادة ” لها نفس المفعول ،ولذلك فقد اصبح من ضمن العلاج للمصابين او المشتبه اصابتهم اعطاؤهم ثلاث كبايات منه يوميا . وبما ان الضهبان “يفتش خشم البقرة ” كما يقول اهلنا ، فقد قررنا أن يكون أكلنا هذه الأيام ، وحتى انقشاع المصيبة : ثلاث وجبات من فكى فول + 3 كبايات من الشاى السادة ، وخصوصا بعد تأكيد طفل السودان – المرحوم – على ذلك !
عبدالمنعم عثمان
[email protected]