مقالات وآراء سياسية
اما من عاقل يفهمنا بما يدور وراء الابواب المغلقة … وخفايا اللقاءات المبهمة؟!!

بكري الصائغ
١- عندما يكون المرء بعيدآ عن وطنه ويعيش في غربة طويلة منقطع فيها عن اخبار بلده (خاصة السياسية) الا من خلال ما ينشر بالصحف التي دائمآ ما تكون اخبار ناقصة غير كاملة التفاصيل ، واحيانآ يكون الخبر متناقض بشكل كبير مع صحف اخري نشرت نفس الخبر!!، عندها في هذه الحالة يلجأ المغترب الحائر الي من يعرفه في وطنه الام ويتصل به لكي يحصل منه علي معلومات اكثر وضوح حول هذه الاخبار المتضاربة.
٢- هذا الحال (اعلاه) ينطبق تقريبآ علي كل السودانيين الذين يعيشون في بلاد الغربة والشتات وانا واحد منهم ، لذلك كثيرآ ما لجأت الي صحفي يعيش في الخرطوم يعمل في مؤسسة صحفية مشهورة وعنده المام واسع بخفايا واسرار ما يدور في الخرطوم للمساعدة وفك الالغاز ، اتصلت به مؤخرآ وسالته عن سبب سكوت المحامي/ نبيل اديب الذي ترأس (ورشة القاهرة) التي ضمت سياسيين سودانيين لبحث انجع الطرق للخروج من النفق المسدود الذي اصبح مأوي لاكثر من (٤٣) مليون مواطن سوداني منذ ثلاثة اعوام وعشرة شهور .
٣- سالته ايضآ عن سبب عدم وجود تصريح رسمي ينشر بالصحف من المحامي/ نبيل اديب عن اجتماعات (ورشة القاهرة) رغم مرور اكثر من اسبوعين علي انتهاء عمل الورشة؟!!، ولماذا كل هذا الغموض حول نتائج الورشة؟!!، ولماذا لم ينشر مبارك الفاضل – بحكم انه كان مقرر اعمال الورشة – ما عنده من تقارير ومعلومات؟!! .
٤- رد الصحفي علي تساؤلاتي وقال “اصلآ الصحافة السودانية ما اهتمت من قريب او بعيد ب”ورشة القاهرة” لثلاثة اسباب:
اولآ/ـ لم تهتم الادارة المسؤولة عن الورشة بدعوة صحفيين سودانيين لتغطية اخبار الجلسات.
ثانيآ/ منعت السلطات الامنية في القاهرة الصحفيين والمراسلين الموجودين في القاهرة من حضور الجلسات.
ثالثآ/ وهو الاهم/ ان الصحافة السودانية لم تهتم بالورشة لا قبل انعقادها ولا بعد رجوع الوفود للخرطوم لانها اصلآ كانت ورشة “تحصيل حاصل” وعبارة عن رحلة سياحية لا اكثر ولا اقل لاعضاء الوفود”.
٥- (أ)- سالته عن خبر صغير جاء اخيرآ بالاخبار في يوم الاثنين ١٣/ نوفمبر تحت عنوان (توقيع ممثل عن “اتفاق الدوحة” في الإعلان السياسي المرتقب)، مفاده ان مشاورات تجري لتوقيع أحد أطراف اتفاق الدوحة لسلام دارفور ضمن الموقعين على الإعلان السياسي للانضمام إلى العملية السياسية في مرحلتها النهائية … لماذا جاءت هذه المبادرة الان بعد ان اصحابها بعيدين عن المشاركة السياسية في البلاد؟!! .
(ب)-اجاب الصحفي “في الايام القليلة القادمة ستقرأ عن عشرات المنظمات المجهولة التي ستقدم طلبات التحاق بالعمليات السياسية التي تجري في البلاد ، وقبل ايام قليلة اعلن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة محمد الأمين ترك بإغلاق الشرق مره آخرى حال تشكيل حكومة وهم ليسوا جزءً منها ، وقال ترك سنكون جزءاً من الإعلان السياسي شرط أن تتم مشاركتنا “بقناعتنا فيما نريد “!! .
٦- وقال الصحفي في تعليقه علي هرولة هذه المنظمات “الكل يسعي بهمة ونشاط لاختطاف جزء من كعكة السلطة القادمة”.
٧- (أ)- سالته عن الفريق أول/ “حميدتي” الذي كان دائمآ هو المسؤول الاول عن ملف “اتفاق جوبا لسلام السودان”، وكثيرآ ما طالعنا اخبار رحلاته (الماكوكية) المكثفة الي جوبا، وهناك دائمآ كان عنده بروز ونشاط دافق ، وحضور جاد كل الاجتماعات ، ولكن فجأة جاءت الاخبار في يوم الاحد ١٢/ فبراير الجاري وافادت ، ان عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن/ ياسر
عبدالرحمن العطا توجه إلى جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان ، على رأس وفد السودان المشارك في أعمال ورشة تقييم وتقويم اتفاق جوبا لسلام السودان!!.، فما الذي حدث وفجأة راينا “حميدتي” قد تمت اطاحته وابعاده من ملف جوبا ، وجاء من بعده “رفيق سلاح” اخر لينوب بدل عنه؟!!… فما هي خفايا واسرار هذا الابعاد؟!!
(ب)- فاجاب ، في كثير من الاحيان يصعب علي الصحفيين كشف خفايا ما يدور- وتحديدآ في اروقة مجلس السيادة ورئاسة الجمهورية وبالمؤسسة العسكرية- ، بل هذه الاجهزة الرسمية الثلاثة اصبحت تتعامل بشكل رسمي ودائم مع وكالة السودان للانباء ولا تمد المؤسسات الصحفية الاخري باي اخبار يخصها ، وهذا يعني بكل وضوح انه قد اصبح لزامآ علي المؤسسات الصحفية ان تنقل اخبار مجلس السيادة ورئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية من “سونا” راسآ ، لهذا فان خبر سفر الجنرال/ ياسر الي جوبا تم نقله من “سونا” ولا تعليق لنا عليه سوي ان الصراع بين جنرالات المجلس قد دخل للغريق!!
٨- طرحت سؤال اخير علي الصحفي وطلبت منه ان يكون صريح في الاجابة عليه ، والسؤال مفاده ، هل حقيقة كل العاملين في حقل الصحافة والاعلام علي علم تام بكل صغيرة وكبيرة ببنود الاتفاقيات القديمة والجديدة وعلي معرفة بخفايا اللقاءات التي تمت بين عشرات الشخصيات السياسية مع العسكر ، وما بين اعضاء اللجان السياسية مع بعضها البعض ، وان الصحفيين علي علم بنتائج الاجتماعات الكثيرة التي عقدت بين المكون العسكري والسياسي من جهة ، ما بين الوفود السياسية السودانية مع المسؤولين الاجانب من جهة اخري … ام ان هناك اشياء كثيرة هامة غائبة عنهم؟!! .
٩- قال الصحفي ، في البدء لابد من ذكر معلومة هامة وهي انه من رابع المستحيلات ان يكون هناك سياسي سوداني او جنرال بمجلس السيادة او في الحكومة او رئيس حزب علي علم ولو بنسبة (٥٠) من ما جري سابقآ ويجري حاليآ في الشأن السوداني ، وذلك بسبب تداخل المواضيع وتشابكها في بعضها البعض في وقت واحد بصورة يتعذر معها فك الارتباط ، اما عن الصحفيين والمراسلين الاجانب في السودان فحالهم اليوم لا يختلف كثيرآ باي حال من الاحوال عن حال هؤلاء السياسيين سواء كانوا مدنيين او جنرالات او اجانب ، فكل يوم تقع احداث كثيرة كلها متلاحقة في وقت واحد مما يصعب علي الصحفيين متابعتها بصورة دقيقة .. لهذا لا يتم النشر في الصحف الا ما يستحق النشر ويهم القراء بالدرجة الاولي.
١٠- واخيرآ ، الفاهم يفهمنا مما يجري في سودان اليوم من غرائب وعجائب ، وهاكم واحدة من غموض ما يجري خلف الابواب المغلقة ، وهو ذلك الخبر الغريب في معناه وصعوبة فهم مضمونة ، والخبر نشر بموقع “المشهد السوداني” في يوم الخميس ١٦/ فبراير الجاري تحت عنوان (إتجاه للتنازل عن توقيع جميع مكونات الكتلة الديموقراطية للإتفاق السياسي) ، ومفاده :(كشف قيادي بارز بالحرية والتغيير- القوى الوطنية ، عن إتجاه مجموعة الكتلة الديمقراطية التي تتفاوض مع الموقعين على الاتفاق السياسي الإطاري “مناوي ، جبريل ، جعفر الميرغني” للتنازل عن التمسك بتوقيع جميع مكونات الكتلة على الاتفاق السياسي المُرتقب ، وقال المصدر إن التنازل الذي ستقدمه المجموعة المفاوضة من الكتلة الديمقراطية يأتي مقابل وعد من الموقعين على الاتفاق السياسي الإطاري بأن تمثل المجموعة التي ستوقع جميع مكونات الكتلة الديمقراطية . وأضاف “سيتم إقناع مكونات الكتلة الديمقراطية بذلك” مشيرا إلى أن ذلك سيكون سري ولن يتم تنفيذه أو إدراجه ضمن بنود الاتفاق السياسي الجديد.)!!!!.-انتهي- .
١١- يبدو ان السؤال المطروح في العنوان اعلاه عن “اما من عاقل يفهمنا بما يدور وراء الابواب المغلقة … وخفايا اللقاءات المبهمة؟!! “…فلا اعتقد ان هناك من يستطيع الرد عليه ، بل ولا حتي من هم وراء الابواب المغلقة !! .
فلا والله ما يدور في السودان اليوم محتاج لفهامه .. امس البرهان امتن حشد من المواطنين قال مافي اي جه بتخوف الجيش والدعم السريع لازم يندمج في الجيش..طول السنين البرهان ينبح وينبح الدعم السريع والجيش حاجه واحده ..والله يا استاذ محتاجين لنا لهمامه جديده لج ..
الاخ/ Turkey
جمعة سعيدة مباركة باذن الله عليك وعلي الجميع.
الشخصيات السياسية الرفيعة المستوي جاءت للخرطوم لتشارك في حل الاشكالات الموجودة بالبلاد، كلهم رجعوا لبلادهم لانهم لم يفهموا اصلآ الحاصل في البلد، وهناك نكتة مفادها، ان احد السياسيين الاجانب شارك بشدة وطول النهار والليل مع شخصيات المكون العسكري والمدني.. حاليآ هو في مستشفي الماحي للامراض العقلية!!
ما شاء الله تلخبص ممتاز وأسئلة مستنيرة ومتابعة جيدة لما يدور من أحداث رغم تشابكها وتعقدها.
هناك احساس قوي يتعاظم لدى الجميع أن العمليات السياسية الجارية لن تنتهي الى أي نتيجة وان البلد ستظل في كف عفريت الى أن تحدث معجزة أو يضرب المارش العسكري ليحسم الأمر كما حدث عقب كل الثورات
هذه الفوضى لن تؤدي الا الى أفوض منها!!!
وصلتني اربعة رسائل من قراء اعزاء، وكتبوا:
١-
الرسالة الاولي:
(…اتحدي البرهان ان يعرف ما يدور داخل القوات المسلحة!!. هو مسطح ومغيب وجاهل بالفوضي التي ضربت الجيش . لذلك طلب من الصحافة والمواطنين عدم الخوض في الشأن العسكري خوفآ من انكشاف المستور ولكنه نسي ان الجيش مخترق وكل شخص في الداخل والخارج عارف حال جيشنا جيش الهنا!!
٢-
الرسالة الثانية:
(… السودان من ماالله خلقه مافي واحد عارف الحاصل فيهو شنو!!
٣-
الرسالة الثالثة:
…الانانية والجشع والفساد وحب السلطة والفوضي العارمة وعدم الرغبة في الاصلاح، كلها اشياء سلبية ساهمت لحد كبير في ضياع البلد. ولن ينصلح حالنا الي يوم الدين طالما هذه العوامل موجودة وتزداد كل ساعة اشد قوة.
الرسالة الرابعة:
ياعمي الصائغ عاوز تفهم شنو؟!!، ياراجل خليك زينا وزي كل السياسيين والجنرالات “تور الله في برسيمه”.
اخر خبر جديد نشر اليوم الجمعة ١٧/ فبرائر ٢٠٢٣..
١-
الكشف عن هروب (90) من المتهمين بالتورط في أحداث “بليل”
كشف عضو المجلس السيادي، الدكتور الهادي إدريس عن هروب (90) متهماً في أحداث محلية “بليل” بولاية جنوب دارفور، وطالب لجنة التحقيق بالاستمرار في عملها والإسراع بالقبض والكشف عن الجناة الهاربين وتقديمهم للعدالة.- انتهي-
٢-
يا اخوانا، الفاهم يفهمنا كيف (٩٠) من المتهمين بالتورط في أحداث “بليل” هربوا من السجن؟!!… لو كان الهارب واحد ولا اثنين نقول معقول وممكن ودائمآ بتحصل.. لكن (٩٠) مرة واحدة؟!!… يا موسوعة “غينيس” للارقام القياسية سجل عندك الحالة دي!!
الشايفو انا الدافوري ده لن ينتهي على خير الا اذا حدثت معجزة .. خليكم في الخارج احسن ليكم.