ربع قرن على حكم البشير: حروب وفساد وتهافت إقتصادي

بعد 25 عامًا على وصوله إلى الحكم اثر انقلاب عسكري، ووعوده بانقاذ السودان، تلاحق الانتقادات نظام الرئيس عمر البشير وتتهمه بتدمير البلاد، وتوجه اصابع الاتهامات إلى البشير (70 عامًا) بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وبالتمسك بالحكم برغم الانقسامات داخل حزبه الحاكم، حزب المؤتمر الوطني.
منازل من طين
يترأس البشير دولة بلغت فيها نسبة السكان المحتاجين إلى الغذاء والمساعدات 40 بالمئة خلال العام الماضي، وهي بلاد شهدت موجات نزوح واسعة بسبب الحروب والاضطرابات المنتشرة في عدد كبير من ولاياتها، وبرزت مجددًا قضية حقوق الانسان بعدما اصدر قاض في ايار (مايو) قرارًا بالاعدام شنقًا بحق امراة مسيحية بتهمة الردة، ما أثار ردود فعل دولية ومن منظمات حقوق الانسان.
ويعاني السودان اقتصاديًا ايضًا بين نقص العملة الصعبة وعزلة دولية وديون بمليارات الدولارات، ليصنف في ادنى سلم التنمية الانسانية والفساد وحرية الصحافة.
ويعيش جزء كبير من السودانيين، ويبلغ عددهم 34 مليون نسمة، في منازل من الطين في وقت يضع فيه العمال آخر لمساتهم على قصر رئاسي جديد على ضفاف النيل الازرق، وقبالة مطار الخرطوم، يعلو برج جديد يتحول إلى مقر للحزب الحاكم، فيما يقول مسؤول في الحزب أن الاعضاء دفعوا من اموالهم لبناء البرج وليس من الاموال العامة.
أفقروها ودمروها
اختصر مسؤول رفيع المستوى في المعارضة السودانية الوضع بقوله: “دمروا البلاد، وقسموها بين حروب اهلية وطائفية وتطرفن وافقروها، فالفساد مستشر والعدالة غائبة”.
استلم البشير السلطة قبل 25 عامًا، في 30 يونيو 1989، بعدما عمدت وحدات مظلية بالاضافة إلى مهندسين حربيين إلى الاطاحة بالتحالف الحكومي برئاسة صادق المهدي في انقلاب عسكري دموي، وكانت حكومة المهدي تعتبر استثناء ديموقراطيًا في بلاد امضت سنوات عدة تحت حكم القادة العسكريين.
وكتب مستشار الرئيس السوداني امين حسن عمر في بداية الشهر الحالي في صحيفة الشرق الاوسط قائلًا: “سائر الشأن العام في السودان في العام 1989 كاد يؤول إلى مقام الصفر، فالأمن غاب وتوارى وباتت البلاد تنتقص من أطرافها. والإنتاج الزراعي وغيره توقف بالاعتصامات والإضرابات والمطالبات وعدم توفير المتطلبات له، وأصبح من عادة الناس الاصطفاف للحصول على الخبز والوقود وسائر السلع الاستهلاكية”. ولذلك، بحسب قوله، فإن اسم الإنقاذ كان مستحقا في أوانه.
الطرقات لا تؤكل
في البداية، منح الانقاذ الذي اعلنت عنه قيادة الانقلاب في اطار ما اطلق عليه “حكومة الانقاذ الوطني” املًا للناس، وفق مسؤول حكومي سابق.
واضاف المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية: “هذا ما كان يدور في ذهننا، واظن أننا بطريقة من الطرق برهنا للناس اننا نستطيع أن نفعل ذلك”، مشيرا إلى مشاريع التنمية والنفط التي اطلقت بالرغم من العقوبات الاميركية على البلاد منذ العام 1997.
وفي مقابلة صحفية في مارس الماضي، شدد ابراهيم غندور، مساعد رئيس الجمهورية، على الانجازات المتمثلة في بناء الطرقات وتنمية الاتصالات، وبناء المستشفيات والمراكز الصحية، وارتفاع نسبة الالتحاق بالمدارس والجامعات.
واعترض صديق يوسف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المعارض، بالقول: “الطرقات لا تؤكل”. وتابع: “لقد دمروا كل شيء”، مشيرًا إلى تدهور خطوط السكك الحديد، وتوقف الخطوط البحرية، فضلا عن تصفية الخطوط الجوية السودانية في مناخ من الفساد التام.
بدء الانتاج النفطي
استفاد السودان مع بدء الانتاج النفطي في نهاية التسعينات من سنوات من النمو الاقتصادي قبل الازمة المالية الكبرى، التي نتجت عن انفصال جنوب السودان منذ ثلاث سنوات. وانفصل جنوب السودان أخذًا معه 75 بالمئة من الانتاج النفطي في البلاد، ليحرم الخرطوم من غالبية ارباح صادراتها.
خسر الجنيه السوداني 60 بالمئة من قيمته منذ نهاية 2011، وتأرجح معدل التضخم حول نسبة 40% خلال أشهر عدة. وغادر عشرات الآلاف البلاد للبحث عن فرص أفضل في الخارج.
وأدت إجراءات التقشف إلى تراجع ميزانيات الصحة والتعليم، لكن وفق تقرير لمنظمة الامم المتحدة للتنمية في اذار (مارس)، كان من الممكن التخفيف من نتائج خسارة النفط لو عمدت الحكومة إلى تنويع الاقتصاد في فترة الازدهار النفطي.
وتركزت الثروات والقوة في وسط البلاد، ما أسفر عن خروج اصوات بين المجموعات غير العربية في الاطراف للتعبير عن رفضها للتجاهل والتمييز.
ما هو الخير
ساهمت الاحتجاجات باشعال حروب داخلية من تمرد دارفور المستمر منذ 11 عامًا إلى الاضطرابات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وصولًا إلى الحرب الاهلية التي استمرت 22 عامًا وانتهت باستقلال جنوب السودان.
وفي هذا الصدد، تساءل استاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الشفيع محمد المكي: “هناك حرب في دارفور، وحرب في النيل الازرق وفي جنوب كردفان، فما هو الخير الذي فعلوه للناس؟”. وهو يلقي اللوم على الحكومة لفقدان جنوب السودان.
ودفعت اعمال العنف ضد المدنيين في دارفور المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إلى اصدار مذكرة توقيف بحق البشير للاشتباه في تورطه في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة.
الجنود بغيضون
يرى الكثير من المحللين أن الخوف من تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية دفع البشير للتمسك بالحكم. ووصل سفك الدماء إلى العاصمة الخرطوم نفسها. وبعدما، خفضت الحكومة الدعم على الوقود في سبتمبر، فنزل الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بالاطاحة بالحكومة. وسقط العشرات ضحايا اطلاق النار.
وفي مواجهة الاتهامات بأن الدولة على حافة الانهيار، دعا البشير في يناير الماضي إلى حوار وطني. لكن ينظر البعض إلى هذه الخطوة كمحاولة لانقاذ النظام وليس للاصلاح الحقيقي. وفي مقابلة في العام 2012، قال المعارض الاسلامي حسن الترابي لوكالة الصحافة الفرنسية إن البشير يتجاهل الدستور، ولا يقرأه ابدا، “إنه جندي، والجنود بغيضون”.
الجريدة
تفووووو على الترابى وعلى الكيزان واحد واحد، ويا حليلك يا سودان
إنه جندي، والجنود بغيضون،،
الترابى رأس الهوس وشريك أساسى فيما يحدث اليوم بالسودان وهو الذى أتى بالبشير هل كا يعلم أن الجنود ليسو ببغيضين؟؟
السلام عليكم. ناس الراكبوبه جميعا. الاساتذة الكتاب الاجلاء. وقراء الراكوبه وجميع الاخوة المعلقين والطاقم الذي يعمل خلف الكواليس لاخراج الراكوبه في هذه الحلة الذاهية. وجميع القائمين علي امر صحيفتنا بل محبوبتنا الراكوبه .التي نلجاء اليها في كل الاوقات نناقشها ونشكي لها همومنا ونجد من يرد علينا من الكتاب او المعلقين مصححا لنا اذا اخطانا او شادا علي يدنا ان اصيبنا. كل عام انتم بخير. وربنا يتقبل صيامكم وقيامكم وسائر اعمالكم. وان يكون هذا الشهر خلاصا لنا من هذه الفئة الضالة انه سميع مجيب. وشكرا لكم.
بكره ياشباب لازم نوزع البيان الاول علي نطاق واسع حتي نذكرهم كذبهم وضلالهم
حدث فى مثل هذا اليوم قبل 25 سنه:
صباح الخميس 29/06/1989 كان هناك عسكرى جربوع لا يسوى قشرة بصله إسمه عمر حسن احمد البشير جالس زى الكلب فى وكالة صبره للسفر والسياحه منتظر دوروا عشان يأكد حجزه للقاهره والسفر فى مساء نفس اليوم….. وبقدرة قادر تم إقناع شيخ الترابى بأنه لقينا واحد عسكرى على حسب طلبك مافى أهبل او اعبط منه فى الدنيا دى بس المشكله إنه مسافر القاهره مساء اليوم.
شيخ الترابى لحواره….إنت عبيط دى مشكله لو الرحله كلها عايزنى الغيها بلغيها ليكم…بس جيبوا لى العسكرى الأهبل بتاعكم ده عشان نعمل ليهو إختبار هباله وبعد كده نوريهو يسوى شنو والخطه زى ما عارفين جاهزه أصلا.
مَلأوا سَماءَ بلادنا تضليلاَ *** وبأرْضها غَرسوا لنا تَدْجيلا
واستمطروا سحب الضلال فأنبتتْ *** في كلِّ شبرٍ للضلالِ حُقولا
يتحدَّثون عن الطهارة والتُّقى *** وهُمو أبَالِسةَ العُصور الأُولي
وهُمو أساتذةُ الجريمة في الورى *** وأخَالُهُمْ قد علَّموا قَابيلاْ
هم قادة الانقاذْ أربابُ اللحى *** جاءوا وقد صَحِبوا الغُرابَ دليلا
ركبوا على السَّرجِ الوثير وأسرعُوا *** بإسم الشريعةِ يبْتَغون وُصولا
وثبوا على حُكمَ البلاد تجبُّرا *** فأتى الشقاءُ لنا يجرُّ ذُيُولا
ماأنقذُوا السودانَ بل دفعوا بهِ *** صوبَ الهلاكِ وأقْعَدوه عَليلا
ما قدَّموه وإنَّما هَبطوا به ***تحت الحَضِيضِ وأرْدَفوه نُزولا
وضعوا أصابعهم على آذانِهم *** وأستكبروا وأستمرأوُا التَّنْكِيلا
ذبحوا السماحةَ والفضيلةَ بيننا ***والعدل أمْسَى بينهم مَقْتُولا
أتَخذوا المصاحفَ للمصالح حِيلةً *** حتىَّ يكونَ ضَلالهُم مَقْبُولا
ماأَصَّـــلوا شرعَ الإله وإنَّما ***هم يَنْشدونَ لحكمهم تأصْيلا
لَعبُوا على أوتار طيبةِ شــعبنا *** فالشعبُ كان مصدِّقاً وبَتُولا
قَد خــدَّروه بكل قولٍ زائفٍ *** كيْ يَسْتكينَ مُسالما وجَهُولا
ويغطُّ في نومٍ عميقٍ حــــالمٍ *** ويدور في فلك الظلام طويلا
قد أفرَغوا التعليمَ من مضمــونهِ *** وكَسُوُا عقولَ الدارسين خمُولا
قتلوا البراءة في عيون صغـارنا *** فغدوت عيونهم البريئة حُوُلا
أضحى الوباءُ يدبُّ في أوْصَالهم *** والشرُّ بين ضلوعهم مَشتولا
فلْتُدركوا أبناءكمْ يا إِخْــوتي *** كيلا لا يكون سَّويهم مَخْبُولا
قد أفســدوا أبناءَنا وبناتنا *** وأستعبدوهم يُفَّعا وكُهُولا
خَتموا على أبصارهم وقلوبهم *** حتى غدا تفكيرهم مَشْلولا
دفعوا بهم نحو الجنــوب غِوايةً *** فتجرعوا كاس الرَّدى مَعْسُولا
نسبوا إلى حرب الجنوب خرافةً *** لو قالها إبليسُ باتَ خَجُولا
زعموا بأن الفـيل كان يُعينهم *** والقردُ ظلَّ جهاده مَبْذولا
فيفجــر الألغام قبل وِصولهم *** حتى يُسهِّل زحفهم تسهيلا
وتردد الأشجــارَ رجعَ هُتافهم *** وتسير خلف صفوفهم تشكيلا
وتحلق الأطيار فوق رؤوسهم *** وكذا الغمام يظلهَّم تَظْليلا
هذي شمائلــهم وتلك صفاتهمْ *** هل نَرتْجيِ من هؤلاء جَليلا
تاللهِ ما خَبروا الجــــهادَ وإنَّما *** لَبِسوا الجهاد أسَاوِراً وحُجولا
في الساحة الخضراء كان جهادهم *** في محفل كالظار كان حَفيلا
رقـص الكبار مع الصغرا كان تهتكاً *** ونسوا الوقارَ وعاقروا المرذولا
حسبوا الجهاد هو النشيدُ وليتهم *** تركوا التغني بالجهاد قليلا
رفعوا العِـصِىَّ وهــللوا فكأنهم *** يستعرضون الجيشَ والأسطولا
حذقوا أفانين الـرقيص وصيروا *** جيش البلاد مطبلا ضِلِيلا
لمواكب التـهريج أمسى شادياً *** وغدا يدق طبوله مشغولا
ومكـبرات الصوت تهدر فوقهم *** بالتُرِّهات ولا تكف صليلا
فتصــكُّ آذانَ العباد نكاية *** لتزيد فوق عذابهم تَخْذِيلا
عــجبي لكل مثقـف متهالــك *** يسعى إلى حُضن الطغاة عَجُولا
يقتات من عرق الضمير ويـرتمي *** فوق الموائد جائعاً وأكُولا
أو يرتدي ثوب الخــيانة خائِفاً *** أو خَائِفاً مُتخاذلاً وذَلِيلا
قد أسرفوا في كذبهم وضـــلالهم *** حَسِبوا الشهورَ جميعَها إبريلا
جعلوا من الإعــلام إفكاً صارخاً ***يستهدف التَّزييف والتجهيلا
فالقـطن في التلفاز بَانَ مفرهداً *** لكنه في الحقل كان ذَ بولا
والقمــحُ يبدوُ سَـــامِقاً متألقاً *** والفولُ مال يداعب القندولا
ظلـوا يمنـونا بأبـركِ مـوســمٍ *** وأتى الحصاد فلم نجد مَحصولا
ومداخن للنفـط طال زفيرها *** لكنها لا تنتج زيتا و لا بترولا
وبدت مصـــانعنا كـاشباح الـدُّجَى *** وغدت بفضل المفسدين طُلُولا
ومصارف التَّطفِيفِ أضحتْ مَورداً *** للملتحين وجنَّة ونخيلا
لم يشهد الســـودان مثل فسادهم *** أبداً ولا رأت البلاد مثيلا
بالقمـــع والتجويع أصبح شعبنا *** في المحبسين مكبلا مغلولا
يقـــتات من صخب النشيد ويرتوي *** كذبا ومَا أروى النشيدُ غَليلا
طــــحن الغلاءُ لحومَنا وعظامنا *** ومشى على أشلائنا تمثيلا
أمـا العَـنَاءُ فـقـد تطـاول مُـرعِباً *** وأجتاز في كبد السماء سُهيلا
زادوا مـعاناة الجـياع وأجْـزلوا *** للمترفين مصانعاً وحقولا
قد خـرَّبوا وجهَ الحياة وخـلَّفُوا *** في كل دارٍ ضَائعاً وقَتيلا
هضموا حقـوق الـبائسين تعسفاً *** ملأوا بيوت البائسين عَويلا
جـعلوا الزكاة غنيمـة لكـبارهـم ***ومن الضرائب خنجراً مسلولا
عبثوا بخيرات البلاد وسَخَّروا *** أموالها لفلولهم تمويلا
نثروا كـوادرهم لنشـر سُمومهم *** ومنظماتٍ تَحذِقُ التطبيلا
فـتحوا البلاد لـكل تجار الرَّدَي *** والمارقين شراذما وفلولا
عـاثوا فـسادا في الـبلاد وروَّعوا *** أمن العباد ومارسوا التقتيلا
لم يسلـم الجـيران من إرهـابهم *** وبهم غدا سوداننا مَعزولا
يَلهُـون بالبهـتانِ شـعـباً بائساً *** كيما يكون مُطاوعاً وذَلولا
قـالوا البـلاءُ هـو ابتلاءً مـن عَلِ *** ولتصبروافالصبرُ كان جميلا
ما أنــزل اللهُ البـلاءَ وإنـَّمــا *** قد جاء تحت ردائهم محمولا
هـم أنزلـوه ووطـدوا أركانـهُ *** حتى تمدّد في الديار شمولا
نهـبـوا مـواردنا فــصارت مـرتعـاً *** لذوي اللحي ، وذوي الأيادي الطُّولي
سرقوا صناديق التكافل جهرةً ***و بشعبنا كان الألهُ كفيلا
جـاؤا بملهـاة التنازل خدعةً ***لا تنطلي أو تستميلَ عُقولا
لجاؤا إلى التهـريج لما أيقنوا *** إن الرواية لن تتم فُصولا
فالمخـرجُ المـوهوم لم يكُ حَاذقاً *** وشُخوصه لا تُحْسن التمثيلا
زعمـوا بأن الحاكــمين تنـازلوا *** والشعبُ صار الحاكمَ المسئولا
قالـوا هو العـهدُ الجديد فكبَّروا *** متفاخرين ومارسوا التهويلا
أين الجـديد؟ فلا جـديـد وإنـما *** نسجوا من الثواب القديم بديلا
ما بدَّلوا شـيئاً سـوى ألقابهم *** فعقولهم لا تعرفُ التبديلا
بقى النـظامُ العـسكريُّ بقـضِّه *** وقضيضه يستشرف المجهولا
ظـل البشـيرُ هـو الرئيسُ ومثلـهُ *** ظل الكذب معاوناً وزميلا
أضحى البشيرُ الفرد فـوق رءؤسـنا *** متربعاً فوق الصدور ثقيلا
جَـلب التعاسة والشـقاء لشعـبنا *** وأذاقهُ سوءَ العذاب وبيلا
حـشدوا لبيعته المدائـن والقـرى *** مثل الطيور تراوَّعْ الهَمْبُولا
رفعوا الأكف مخادعين وأقسموا *** ببراءة لا تقبل التأويلا
أنت المـوكَّـلُ بالمكـارهِ كُلـهَّا *** أما المناشطُ لا تَروم وكيلا
قـد بايعـوه للرئاسـة مثلمـا *** قد بايعوا من قبله المعزولا
ثم اتحفــوه ببيعتـين غــوايةً *** كيما يكون لصانعيه عميلا
ظـفروا بآيات المـنافق كـلها *** زادوا عليها أذرعاً وذيولا
كـذب وغـدر والخـيانة مـنهجُُ *** ولركبهم كان الفجور خليلا
هـوسُُ، وشـعوذةُ؟،ُ ومسخُُ شائهُُ *** وحديثُ إفكٍ جاوز المعقولا
لاَ قسْـط عندهمو، ولا شورى لهم *** عشقوا الحرامَ وزيَّفوا التحليلا
سِـيَان عند هم إذا ما بَسْمَلُوا *** أو رتلوا القرآن والانجيلا
أو سيَّروا في كـلِّ يـوم موكباً *** أو عاودا التكبير والتهليلا
لا يَبْتغــون اللهَ أو مـرضـاتهِ *** بل ينشدون لحكمهم تأهيلا
خرجـوا على الدين القويم وأصبحوا *** مثل الخوارجْ بل أضلُّ سبيلا
قـد فـارقوا درب الشريعة بعدما *** نَحلوا الحديث وحرَّفوا التنزيلا
تركوا كتابَ الله خلف ظهورهم *** وتدافعوا يستحدثون بَديلا
تبعوا الـمظاهر والـقشور تعمـداً *** ونسوا من الدين الحنيف أصولا
أيخادعـــون اللهَ في عليائه *** أم يَخْدعون رسوله جبريلا
في كـل يـوم يخرجـون ببدعـةٍ *** والشعب يرقب إفكهم مَذْهولا
فــرضوا وصايتهم على اسـلامـنا *** وكأنهم جاءوا به عبر الحدودِ دَخيلا
نادوا بتعظيم الصـلاة كـأنها *** لم تلق عند المسلمين قَبولا
فـمتى استهنا بالشعيرة إخوتي *** حتى نعيد لأمرها تبجيلا
وكأننا كـنا مَجُـوساً قبـلهـم *** أوْعَابدين مع الهنود عجولا
لم نعـرف الاسلامَ قبل مجيئهم *** كلاَّ ولا بعث الإلهُ رَسولا
فاللهُ يحفظُ دينهُ مـن كـيْدهم *** دوْماً وما كان الإله غَفُولا
طَـمَسُوا ينابيعَ الحـقيقـةِ بيننا *** وبغيِّهم أرخى الظلامُ سُدولا
زعـموا بأن النيلَ فـاض بفضلهم *** والغيث جاد من السماء هُطُولا
زعـموا بأنهموا دعـاةُ حضارةٍ ***وهمُو البناةُ لصَرحها تفعيلا
أمِن الحـضارةِ أن نبيتَ على الطَّوى *** عَطْشي ومَرْضي بُكرة وأصيلا
هل دولةُ الإسلام كانت مغْنماً *** للمُفسدين ومرتعاً ومقيلاً
قـد مزَّقوا أوصالَ كـل ولايةٍ *** لتكون حِكرا للولاةِ ظليلا
ما قسِّمت أبـداً لصالح شعبنا *** بل فُصِّلت لذئابهمْ تفصيلا
ما قـلَّصُوا ظِـلَّ الإدارة إنَّمـا *** قد أفسحوا للطامعين سبيلا
هي قسمةُُُ ُ ضِيزي ليصبح نهبها *** سَهْلا ويُمسي طَلعُها مأكولا
فـقيـادة الإنقــاذ نبـت وإفــدُُ *** لا ينتمون إلى البلاد فَصِيلا
تَخِذوا الترابي شيخهم وإمامهم ***وكأنهُ فاق المشايخ طولا
خَلعوا عليـه عباءةً فضفاضةً *** ليُعيدَ مجدَ المسلمين صَقيلا
فسَعوا إليه مسبِحين بحمدهِ *** وجَثْوا على أقدامه تقبيلا
وتشبهـوا بالمُفْلحينَ فأُلِقمـوا *** حَجراً وكان سلاحهم مَفلولا
زعمـوا بأنـهمو حمـاةُ تراثِنا *** تَخذوا من المهدي الإمام دليلا
نسبوا مهازلهم إلى راياتهِ *** وتشبَّهوا بجهادهِ تضليلا
كـذبوا فما تبعوا الإمام وإنَّمَا *** تبعوا الهَوى والبغىَ والتَّختيلا
فامامنا المهديُّ كان مجاهداً *** في الله حقَ جهاده وأصيلا
تاللهِ لوْ بُعـث الإمـام مُـجَددا *** فينا ، لأشرع سيفه مصقولا
حتى تبدد جورهم وفجورهم *** ويزيلهم كالغابرين أفولا
أنسُـوْا تطـاولهم عـلى مِحرابهِ *** يوم استباحوا صرحهُ المأهولا
وتدافعوا نحو الضريح سَفاهة *** ليشوِّهوا تاريخنا الموصولا
وقفوا “كأبْرَهة ” على أبوابهِ *** متربصين ويبتغون دُخولا
سـيجئ يـومُُ يدفعون حِسابهُ *** رَجْما، كما رجمَ الإلهُ الفيلا
ياقـبَّةَ المـهـدي رمـز فخـارنا *** سنُعيد فوق جبينك الإكليلا
يا بقـعة الأحــرار يا أمَّ القُــرى *** سنضئُ في غسق الدجى القنديلا
يا معشـر الأنصار يا أهـل التُّقَى *** سيروا على نهج الإمام عديلا
من غـيركـم نصـر الإلهَ مجاهداً *** من غيركم ملأ البطاح صَهيلا؟
لا تستجـيبوا للطـغـاة فإنـهم *** يسعون بين صفوفكم تعطيلا
هُبُّوا مع الشعب الجـريح جماعـةً *** كي نستردَّ من الطغاةِ النيلا
أين القيادةُ يا مصـابيح الدُّجي *** هبُّوا لنشعل للنضال فتيلا
فالشعبُ لا يرضى بغيرِ رَحيلهم *** أبداً، وهم لا يبتغون رحيلا
والشعب مَا مَلَّ النضالَ ولا انحنى *** ما كان يوماً بالعطاءِ بَخيلا
لن نستعِيدَ مـن الطغاة خِــيارنا *** إلا إذا ركبَ الكماةُ خيولا
لـن يسلم السودانُ مـن إنقاذهمْ *** إلا إذا جرت الدمَّاءُ سِيولا
يا معشرَ الأحرار يا أهلَ الحِمىَ *** هيَّا نعيدُ خيارنا المأمُولا
فـامْدُدْ يمينكَ يا أخـي مُـتوثبا ***حتى نشدَّ الساعدَ المفتولا
فـغداً نـردُّ الظلم عـن سَـاحاتنا ***وغداً نرى وجهَ الحياةِ جَميلا