مقالات سياسية

حقا انها خيانة من غير مقابل

عبدالعزيز عبد الباسط

لقد فقدت القضية الفلسطينية ذلك التعاطف والتضامن الذي طالما شكّل مؤازرة متواصلة لها من الشعب العربي ومن شعوب ومشتعلا دائما إيمانا وتعلقا بهذه القضية.
اليوم لم تعد القضية الفلسطينية تحمل ذلك الزخم او المكانة عديدة كانت قد أظهرت وأعلنت في محطات متعددة تعاطفا واضحا مع القضية الفلسطينية حيث كان الشارع مكانا بارزا البارزة تلك التي كانت تحتلها من قبل في وجدان الشعوب العربية التي كانت تتعاطف مع الشعب الفلسطيني بسبب ما تعرض له من نكبات ونكسات مريرة تسببت في تهجير وتشريد ومقتل عدد كبير من أبنائه..

لقد كانت هذه القضية عنوانا لعدد من التوترات العسكرية التي اظن انها لم تكن جادة انما اتخذتها بعض أنظمتنا العربية زريعة مدعية محاولة تحرير الأراضي العربية من قبضة اصدقائهم اليهود “الغاشمين” ولقد اثبتت الايام عمالة غالبية هذه الانظمة وعدم صدقهم وان تواصلهم مع الدولة الصهيونية الذي كان سرا قد اصبح بمرور الايام علنا في وضح النهار حيث صار هؤلاء لا يكتفون بالنزول عن ثمن العمالة والخيانة الرخيصة لامتهم ولكنهم صاروا ينفقون الأموال الطائلة على أعداء دينهم ووطنهم وقومهم مقابل ان يتقبلوا منهم خيانتهم (حقا انها خيانة من غير مقابل)…
حقيقة فقدت القضية الفلسطينية حتي تعاطف (طق الحنك في جلسات العصاري) التي كنا نتمنى فيها نصرة الشعب الفلسطيني ونرفض الاحتلال بعدها تبين لنا ان غالبية القوى والإيديولوجيات الناشئة داخل المنطقة العربية قد جعلت من هذه القضية مدخلا للاستفراد والهيمنة السياسية والسيطرة على مقاليد الحكم وجعلت منها زريعة للمخادعة السياسية وتغييب وعى الشعوب.

كان يمكن لهذه القضية ان تشكل أرضية صلبة وتمكن التوجهات القومية الصادقة في عدد من الأقطار العربية من الوصول إلى الحكم وتجعل من هذه القضية عاملا رئيسا ومركزيا لخلق إجماع شعبي داخل البلدان العربية لكن الاستغلال المخادع لجنرالات العسكر والملوك لهذه القضية ادخل المنطقة كلها في دوامة من الإحباط واليأس.
الفلسطينيون اليوم يحتاجون الى العودة الجماعية والى كسر قيود الصمت الذي يطوّق قضيتهم دون الاتكال على الغير(ما حك جلدك مثل ظفرك) فلقد اصاب قضيتهم الملل منذ ان تخلوا عن خيار المقاومة (الخشنة) وقوقعوا انفسهم في سياق مشروع العرب الكاذب عن التحرر والاستقلال وتخلوا عن التوجه الشجاع نحو وتيرة المقاومة العنيفة التي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولته الجامعة لكل ابنائه …

عبدالعزيز عبدالباسط

[email protected]

تعليق واحد

  1. لقد فقدت القضية الفلسطينية ذلك الت حقا عاطف والتضامن الذي طالما شكّل مؤازرة متواصلة لها من الشعب العربي ومن شعوب عديدة كانت قد أظهرت وأعلنت في محطات متعددة تعاطفا واضحا مع القضية الفلسطينية حيث كان الشارع مكانا بارزا ومشتعلا دائما إيمانا وتعلقا بهذه القضية.
    اليوم لم تعد القضية الفلسطينية تحمل ذلك الزخم او المكانة البارزة تلك التي كانت تحتلها من قبل في وجدان الشعوب العربية التي كانت تتعاطف مع الشعب الفلسطيني بسبب ما تعرض له من نكبات ونكسات مريرة تسببت في تهجير وتشريد ومقتل عدد كبير من أبنائه..
    فقد كانت هذه القضية عنوانا لعدد من التوترات العسكرية التي اظن انها لم تكن جادة انما اتخذتها بعض أنظمتنا العربية زريعة مدعية محاولة تحرير الأراضي العربية من قبضة اصدقائهم اليهود “الغاشمين” ولقد اثبتت الايام عمالة غالبية هذه الانظمة وعدم صدقهم وان تواصلهم مع الدولة الصهيونية الذي كان سرا قد اصبح بمرور الايام علنا في وضح النهار حيث صار هؤلاء لا يكتفون بالنزول عن ثمن العمالة والخيانة الرخيصة لامتهم ولكنهم صاروا ينفقون الأموال الطائلة على أعداء دينهم ووطنهم وقومهم مقابل ان يتقبلوا منهم خيانتهم (حقا انها خيانة من غير مقابل)…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..