أخبار السودان

رجاءً لا تعلنوا الحكومة.. فهي تستحق أكثر..!

يوسف الجلال

لم أصدق نفسي في بادئ الأمر. وقلت ربما تكون تقديراتي خاطئة، أو أنني أخطأت فهم مرامي التصريح. ولكنني حينما أعدت قراءة الخبر المنشور في عدد من الصحف، تأكدت من أن إدارة الصحة بولاية الجزيرة، قطعت بما لا يدع مجالا للشك، بأن حكومة الولاية تمكنت أخيرًا من تركيب جهاز رنين مغنطيسي لإجراء الفحوصات للمرضى بالجزيرة، وذلك بعدما ظلت الولاية كلها ? نعم كلها – تعاني من عدم وجود مثل هذا الجهاز خلال الأربعة أعوام الماضية.. فيا للهول..!
نعم يا للهول، فقد كانت ولاية الجزيرة – بحسب التصريح الحكومي الرسمي ? تفتقر لوجود جهاز رنين مغنطيسي خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعل المرضى هناك يطرقون أبواب الخرطوم بحثاً عن الفحوصات المتقدمة..!
طبعاً، ربما يظن كثيرون أنني أمزح، أو أن ما أوردته فيه نوع من المغالاة أو قدرًا من التدليس، ولكنها الحقيقة.. الحقيقة التي تقول إن المشافي الحكومية التي ينبغي أن تكون هدفاً للمعدمين في ولاية الجزيرة، لا يوجد فيها مثل هذا الجهاز.. فتأمل..!
حسناً، فتلك مصيبة، وتلك منقصة ما في ذلك شك. ولذلك تعالوا نتفحّص الأسباب التي جعلت جهاز الرنين المغنطيسي يظل غائباً عن مشافي الولاية، بعدما تعطل الجهاز الوحيد منذ أربع سنوات. وتعالوا نسأل أنفسنا عن الدواعي التي تجعل الولاية عاجزة عن توفير مثل ذلك الجهاز الهام، الذي يعتبر من المراجع المعملية الرئيسة في الفحوصات الطبية.
وقطعاً، سيقول قائل إن المال وقف عقبة أمام إصلاح وترميم الجهاز القديم، أو أمام استيراد جهاز جديد. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث..!
وقد يشير آخر إلى أن السبب ربما يكون هو توفر الجهاز في بعض المشافي الخاصة والاستثمارية، ولذلك لم تتحمّس الحكومة لاستيراد جهاز لأن كلفته عالية. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث أيضاً.!
السبب يا سادتي ? بحسب ظنون الحكومة – هو أن العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان تحظر استيراد مثل هذه الأجهزة. ولذلك تمكنت وزارة الصحة بعد رفع الحظر جزئياً من استيراد الجهاز..!
حسناً، ولكن هنا يبرز سؤال ضروري عن المسؤول من التضاعيف القاسية التي وقعت على مرضى ولاية الجزيرة وعلى كل السودانيين، جراء العقوبات الأمريكية. وهنا قد يسارع كثيرون لإلقاء اللائمة على أمريكا. ولكن المنطق يقول إن جريرة الحكومة أكبر ، ذلك أنها تلاعبت بمصالح السودانيين وزجت بها في مغامرة أيدلوجية بائسة، وذلك عندما توهمت أنها معنية بمبارزة أمريكا سياسياً وفكرياً. وعندما أصابها التورُّم الفكري الزائف الذي صوّر لها أن مشروعها الفكري سيضع حداً للصلف الأمريكي. وما درت الحكومة أنها بذلك عرّضت حيوات الناس ومعاشهم ومصالحهم وعلاجهم إلى الخطر. ويا ليت لو كانت الحكومة صادقة في ما تزعم، أو أنها كانت تسعى فعلاً الى خدمة الإسلام، لوجد لها كثير من الناس العذر، ولكن ثبت أن قادة الحكومة الذين كانوا يرفعون شعار “هي لله.. هي لله لا للسلطة ولا للجاه”، إنما كانوا ينفذون أجندة حزبية لا علاقة لها بأجندة الوطن، وأنهم كانوا يستخدمون الدين استخدامًا فجًا، لتحقيق مطامع دنيوية وذاتية، وليس لنصرة دين الله الحق.
قناعتي، أن الحظر الأمريكي أضر بالبلاد والعباد. ولكن يقيني أن المدان الأول في العزلة المفروضة على السودان هي حكومة الإنقاذ التي أوهمت الناس بأنها جاءت لربط الأرض بقيم السماء، فإذا بها تفصل قيم السماء عن الأرض بصورة تحسّر عليها حتى عتاة الإسلاميين. فهل هناك أسوأ من هذا..!

الصيحة

تعليق واحد

  1. ليس لدي شك في أن الكيزان يعملون … أكرر يعملون في قتل العباد و تدمير البلاد لكن لمصلحة من يقومون بكل هذا؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج لاجابة

  2. جهاز الرنين المغناطيسى …. كتبت كلام كتير يا يوسف الجلال وبكل دهشة الاطفال فى عينيك واعدت ماكان الكل يعرفه عن تقصير الحكومه المايله والمتهالكه …. بينما الموضوع ، على اهميته لم يكن يحتاج الى فقرة واحدة توفيرا لزمن القارئ الكريم . فمنذ متى كنا نسأل الحكومه عن تقصيرها فى ميدان الصحه او التعليم او اسعار السلع الغذائيه او حتى الغاز والبترول او اصلاح مجارى الامطار مثلا ، او وفرة المواصلات او. او الخ ولن اتحدث عن الخطط التنمويه او الحروب الاهليه .
    استطيع ان اجزم بان دولة الكيزان لايهمها ان يتعالج الشعب السودانى او يموت بالكوليرا التى لم تجد لها تسمية افضل من الاسهالات المائيه .

  3. رد على Grfan
    هذا الحزب ومنذ نعومة اظافرهةحينما انسق الترابي عن الاخوان المسلمين ارتمى في احضان المخابرات الامريكية وهو ينفذ خططها بالحرف الواحد كما فعل بن لادن في حربهوالمقدسة في افقانستان
    اذن هءا التدمير الممنهج هو خظمة لاحندات غربية مثلا فصل الجنوب والمتاحرة بالدين وتدمير الاقتصاد وووو

  4. ليس لدي شك في أن الكيزان يعملون … أكرر يعملون في قتل العباد و تدمير البلاد لكن لمصلحة من يقومون بكل هذا؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج لاجابة

  5. جهاز الرنين المغناطيسى …. كتبت كلام كتير يا يوسف الجلال وبكل دهشة الاطفال فى عينيك واعدت ماكان الكل يعرفه عن تقصير الحكومه المايله والمتهالكه …. بينما الموضوع ، على اهميته لم يكن يحتاج الى فقرة واحدة توفيرا لزمن القارئ الكريم . فمنذ متى كنا نسأل الحكومه عن تقصيرها فى ميدان الصحه او التعليم او اسعار السلع الغذائيه او حتى الغاز والبترول او اصلاح مجارى الامطار مثلا ، او وفرة المواصلات او. او الخ ولن اتحدث عن الخطط التنمويه او الحروب الاهليه .
    استطيع ان اجزم بان دولة الكيزان لايهمها ان يتعالج الشعب السودانى او يموت بالكوليرا التى لم تجد لها تسمية افضل من الاسهالات المائيه .

  6. رد على Grfan
    هذا الحزب ومنذ نعومة اظافرهةحينما انسق الترابي عن الاخوان المسلمين ارتمى في احضان المخابرات الامريكية وهو ينفذ خططها بالحرف الواحد كما فعل بن لادن في حربهوالمقدسة في افقانستان
    اذن هءا التدمير الممنهج هو خظمة لاحندات غربية مثلا فصل الجنوب والمتاحرة بالدين وتدمير الاقتصاد وووو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..