قابل للاشتعال” الممارسة الراشدة تجعل الغلبة للفكر وتدرأ مخاطر العنف..

الخرطوم – عبدالرحمن العاجب
ربما اكتشف كثير من طلاب الجامعات السودانية المختلفة بعد فترة قصيرة من ولوجهم لسوح التعليم العالي حقيقة مفادها أن الحرم الجامعي ليس مكانا آمنا كما يعتقد بعضهم بسبب تفشي ظاهرة العنف الطلابي التي برزت وسط طلاب الجامعات السودانية منتصف ستينات القرن الماضي. حيث تصاعدت وقتها الاحتكاكات بين الإسلاميين واليساريين، أي بين (جبهة الميثاق الإسلامي والجبهة الديمقراطية) في جامعة الخرطوم، نتيجة التباين الشديد بينهما في وجهات النظر السياسية والفكرية.
ورغم أن التاريخ يسجل حوادث عنف كثيرة في الجامعات السودانية إلا أن هذه الظاهرة تصاعدت بصورة لافتة في الآونة الأخيرة في الجامعات السودانية حتى أصبحت تؤرق أسر الطلاب.
وشهدت الأعوام الأخيرة مصرع عدد من الطلاب بسبب الخلافات السياسية، كان آخرها أحداث جامعة شرق النيل وقتل فيها الطالب محمد عوض، الأمين العام لطلاب المؤتمر الوطني بالجامعة.
وبحسب آدم مهدي حسب الكريم أمين الإعلام والعلاقات العامة بالاتحاد العام للطلاب السودانيين، المحسوب على الحزب الحاكم، فإن الذي يحدث لا علاقة له بطلاب دارفور، متهما طلاب الحركات المسلحة القيام بالصراع الذي تشهده الجامعات السودانية منذ فترة طويلة والذي كان آخره في جامعة شرق النيل، مؤكدا أن طلاب دارفور مثلهم وبقية الطلاب الآخرين ولا يوجد استهداف تجاههم، ودعا مهدي جميعا الطلاب إلى انتهاج منهج الحوار بدلا عن العنف.
وفي ذات الاتجاه، اتهم مهدي طلاب الحركات المسلحة من أبناء دارفور القيام بالعنف، الأمر الذي دفعه لدعوتهم إلى نبذ العنف وتقديم طرحهم، وطالب الأجهزة الرسمية والسلطات باتخاذ إجراءات لحماية الطلاب وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة، وأضاف: (طلاب دارفور بريئون من الذي يحدث في الجامعات، لكن طلاب الحركات هم من يقومون بتشويه صورة طلاب دارفور).
ودعا مهدي جميع الطلاب إلى الحوار الذي اعتبره الوسيلة الأكثر تحضرا بين الطلاب، وحث القوى السياسية إلى تبني منهج مغاير لما يحدث في الجامعات، وكشف عن تحركات للاتحاد العام للطلاب السودانيين بغرض تنظيم النشاط السياسي بالتنسيق مع إدارات الجامعات حتى تكون مكانا للحوار الهادف وليس العنف الدموي.
وفي سياق متصل بمجريات العنف الطلابي الذي شهدته جامعة شرق النيل وأدى بدوره إلى مقتل الطالب (محمد عوض)، كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت على نحو واسع بيانا لأمانة طلاب التعليم العالي بمحلية الخرطوم بحري، أعلن إيقاف نشاط التنظيمات السياسية لفترة أسبوع داخل جميع الجامعات الواقعة داخل المحلية، وأقر البيان طرد جميع طلاب الحركات الدارفورية من داخليات المحلية، وقاد البيان بدوره إلى توتر واحتقان في جامعات (النيلين، الزعيم الأزهري، أم درمان الأهلية وجامعة الخرطوم) التي شهدت مرور عام على اغتيال (علي أبكر موسى) طالب كلية الاقتصاد، غير أن آدم مهدي حسب الكريم، أمين الإعلام والعلاقات العامة بالاتحاد العام للطلاب السودانيين، نفى بشدة صحة البيان وعده مفبركا ولم يصدر من أمانة طلاب التعليم العالي ببحري، واعتبر البيان صنيعة من بعض الجهات التي تريد إثارة الفتن وسط الطلاب، مؤكدا أنه لا يوجد أي مخطط لطرد طلاب دارفور من الداخليات.
ونظرا لقراءة المشهد العام في الجامعات السودانية، يبدو أن العنف أصبح سمة ملازمة للممارسة السياسية وسط الطلاب. وإذا تفحصنا الجهة التي تقوم بجميع عمليات العنف التي شهدتها الجامعات السودانية المختلفة، نجد أن الطلاب وأحزابهم السياسية هم صانعو هذا العنف باحترافية عالية، لجهة أن الحوار السياسي في الجامعات السودانية أصبح في عمومياته يقوم على خطأ مزدوج ويبدأ من مسائل خلافية في المنابر الطلابية التي تعرف بـ(أركان النقاش) والتي تبدو عادية وتطور إلى مشاحنات وعراك وقتل. وتبدأ حوارات الطلاب في عمومياتها بمحاولة إقصاء الفكر الآخر، الأمر الذي أثار كثيرا من المخاوف حول تداعيات الظاهرة.
ويرى بعض المتابعين أن صراع الحركة الطلابية في السودان غير معزول عن العنف السائد بأطراف البلاد المختلفة، ويعتبره البعض تعبيرا عن حالة الواقع الراهن وانعكاسا طبيعيا للأزمة السياسية الشاملة في البلاد.
وخلال مسيرتها الطويلة وبسبب تفشي هذه الظاهرة، فقدت الحركة الطلابية عشرات الطلاب جراء العنف الذي شهدته الجامعات السودانية المختلفة، غير أن المؤسف في الأمر أن هناك طلابا من فئة (الفلوتر)، وهم غير المنتمين سياسياً سقطوا ضحايا لهذا العنف.
حسنا، هكذا بدأ الحال في سوح الجامعات السودانية بعد أن صار العنف وسط الطلاب سبيلاً لحسم الخلافات وخياراً لفض النزاعات وحل بدوره مكان قيم التسامح التي سيطرت مكانها مفاهيم الإقصاء. ويذهب بعض المحللين إلى اعتقاد مفاده أن التنظيمات السياسية الطلابية بالجامعات ما هي إلا مرآة وانعكاس للأحزاب الكبرى خارج الجامعات، وبالتالي فإن النظرة المجردة لقضايا الطلاب تنتفي وتحل محلها أجندة خفية لا يعلمها معظم الطلاب الذين ينساقون خلف الأطروحات والشعارات البراقة.
لكن ثمة أسباب كثيرة تكمن وراء ظاهرة العنف الطلابي، منها التركيبة النفسية وتأثيرات البيئة وضيق قنوات الحوار الذي يقود بدوره إلى إغلاق منافذ الحوار الطلابي من تنمية ذاتيتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية، الأمر الذي يدفعهم إلى تحريك العنف بشتى أنواعه حتى باتت ظاهرة العنف الطلابي تشكل مصدر قلق عميق لكل فئات المجتمع بعد أن أصبحت المآسي تظلل المشهد الراهن وتؤرق الأسر السودانية.
ويتفق كثير من النشطاء السياسيين في حقيقة مفادها أن أي عنف طلابي يتولد من داخل منابر الحوار هو نتيجة للكبت ومحاولة وأد الرأي الآخر، الأمر الذي اعتبروه مسألة خطيرة جدا تفشت في الجامعات السودانية بالسنوات الأخيرة مع بروز آخرين يحاولون مصادرة رأي الآخرين، الأمر الذي دفع البعض إلى التعبير عن أفكارهم بالسلاح بشتى أنواعه.
وفي السياق طالب بعض النشطاء بضرورة منح الطلاب مزيدا من الحريات للتعبير عن أفكارهم بدون أي ضغوط من جهات خارج الحرم الجامعي.
وبعد أن فشلت معظم المعالجات التي تمت في هذا الإطار لوقف العنف الطلابي والذي كانت أحداث جامعة شرق النيل آخر فصوله الدموية والتي كادت أن تجعل من الجامعات (تناكر) للوقود والغاز بعد أن تبقى فقط أن يكتب عليها (خطر قابل للاشتعال) بسبب العنف الطلابي. ولدرء الظاهرة طالب بعض المهتمين بضرورة إشاعة قيم التسامح وفتح قنوات الحوار والاتفاق على ميثاق شرف ينبذ كل أشكال العنف السياسي الطلابي، وأن يتحمل الطلاب وتنظيماتهم السياسية مسؤولياتهم كاملة، وأن يتجهوا بشكل عاجل إلى التعاطي الصحيح والممارسة الراشدة للفعل السياسي كي يعود المجتمع الطلابي معافى تحكمه الحجة والمنطق والعقل والطرح السليم وتكون الغلبة فيه للفكر وليست للقوة والعنف.
اليوم التالي
كضااااااب وستين كضاااب بتاع امانة الطلاب هو زاتو امنجي و ما طالب ذاتو خلى يجي يقول فلان شافني داخل لمحاضرة في اي كلية
نفسى اعرف شى عن المدعوة جامعة شرقق النيل هذه( القاببضة الجو فى اليومين دول) هل هى احدى جامعات الانقاذ التى يتم القبول لها بنسبة 40% مع اضافة نسبة 7% للطلاب المجاهدين و الدبابين ام هى جامعة بالموصفات العالمية الاكادمية لكلمة جامعة؟ الذين يضربون زملاءهم بالعصى و السلاح فى ساحات الجامعات بدل العمل بكل جهد اكاديمى فى المكتبات هؤلاء ليسوا طلاب بل هم فاقد تربوى وهم يعرفون بانه سوف لن يكون لهم مكان فى العمل او المجتمع بعد التخرج . هؤلاء يعلمون بانهم فاشلون لذلك يتعلقون باذيال هذا النظام الفاشى عشما فى المخرج ظنا منهم بانهم سوف يجدون مكانا لهم فى المجتمع ولكن هيهات ولسؤ حظهم جاؤا و النظام يلفظ انفاسه الاخيرة. فخير لهم ان يفكروا فى مستقبلهم المظلم بحكمة بدل الاذعان لعملية غسيل المخ التى يمارسها هذا النظام الكيزانى البغيض.
على الشعب السوداني حسم هذه العصابات بالخروخ الى الشوارع في ثورة غاضبة هؤلاء لن يتركونا نعيش في سلام فالنتحرك الان وقبل ان يؤى الرئيس القسم ومليشياتهم مشغولة مع الحركات المسلحة تحرك يا شعب السودان تحرك من كل فج وفاجؤوهم مثلما فاجأتوهم في الانتخابات لا تماطلو وتضيعو فرصة تلو اخرى لاحوار ولا صلح يجدي مع هؤلاء هبوا الان فاذا انتظرتوهم لحد ما يحلفو ويكتمل البرلمان المرتقب لن يتركوا فيكم احد بعد ان خذلتوهم في الانتخابات الان الان ساعة الحسم فاي بديل تاتون به احسن من المنتظركم من الاسلامييين القادمين ما دايرين نقة تاني التركيز فقط على نداء الثورة والخروج للشارع لحسم عصابات الانقاذ