السودان وعيد الاستقلال (67) وملأت الحال

عدلي خميس
إنني لست بشاعر ولا سياسي ولا فيلسوف فانا فقط مواطن أحب بلدي وأتمنى أن أراها مثل غيرها من البلاد بداية نقول ألف مبروك على الشعب السوداني لنيله الاستقلال من التاج البريطاني بمناسبة عيد الاستقلال المجيد وفي الوقت نفسه ربما نتحسر على ذلك الاستقلال لأنه لم يكتمل منذ ولادته وكان مشوهًا كالطفل المعاق تنقصه الكثير من التفسيرات من فسيفساء السياسة . ربما ينتقدني البعض على تهنئتي المحفوفة بالحذر من فات من زمان جرى بين أيدنا ولن نستفيد من تجاربنا العديدة والمختلفة عسكرية كانت أو مدينة طيلة السنوات العجاف التي عاشها الشعب السوداني وهو يلم بسودان زاهر .
بكل تأكيد الكل يحلم أن يكون هنالك استقرار وأمن وأمان واقتصاد زاهر ولا يخفى علينا ما يوجد بالسودان من خيرات كثيرة هي محط أنظار العالم منها ما هو فوق الأرض ومنها ما هو تحت الأرض ما آل إليه حالنا عبر تلك السنين العجاف كنا ولا نزال نتمنى أن يكون هنالك استقلال بمعنى الكلمة أحرار في قرارنا ومن لا يملك قوته لا يملك قراره ولكن … كل الدلائل تشير أننا مرتهنون بأجندة منها المحلي برغم ثورتنا المجيدة التي أعادة صياغة اسم السودان وشهد لها العالم وتكبت بأحرف من نور إلا أنها بدا عليها التراجع والتقهقر لعدم وجود وطنية صادقة صرفه ومنها الحزبي والشخصي ومنها الإقليمي والدولي أصبح يحوم في البلاد بدون قيد أو شرط . والسبب الرئيس في ذلك التدهور والتخبط والتشظي والانهيار بكافة أنواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي وما هو دون ذلك أذا قرأت بين السطور نجدها لعدم وجود وطنية هي فقط شعارات تردد في الاحتفالات وعبر الصحف وفي المنظمات والندوات أما في الغرف المغلقة فهنالك أسرار تقشعر لها الأبدان وخيانة يشيب لها الرؤؤس . وأهلي الغبش يقتلون ويغتصبون وينكلون ويعذبون ويختفون في رابعة النهار والأسباب معروفة الاختلاف من أجل الاختلاف وبدون أدنى مثقال ذرة من خجل أو إحساس بشعور المواطن الكادح الذي لا يجد ما يسد به رمقه أو الطالب الذي لا يجد إمكانية لدفع الرسوم الدراسية أو المريض الذي لا يجد قيمة ورشته الدواء وإن وجدت من أين يأتي بقيمتها لأنها شي يبكي حتى الطفل اليافع من أسعار باهظة تفوق كل تصوره وتضخم غير مسبوق . وها هو العام الجديد قادم خلال ساعات . ونحن كما نحن مكانك سير في هذيان سياسيي مريع وفي توهانا مفزع وفي عراك وفي سجال لا يفضي الى شي سوى إضاعة الوقت وفي عراك من أجل حفنة دولارات . أو منصب مرموق يؤمن لك مستقبل وسلطه ووجاهة على حساب ذلك الوطن الجريح .
والسؤال الكبير الذي يحتاج لإجابة صريحة وشفافة منا كسواد نيون متى سوف نفوق من تلك الطامة التي هي تدور وذلك الكابوس المطلم بنا من عدم وطنية أصبحت تزكم الأنوف من خلال الممارسات الصريحة من الشعب أو النخبة السياسية أو الحزبية أو خلافهم فهم في صف واحد ليس بينهم فرق في تفسير أحلاهم . برغم ما تسمعوه منهم من تشدق بالحرية والاستقلال والعدالة والعمل على نهضة البلاد. وكم يوجد أعداد كبيرة من السنين الضوئية حتى يخرج من هو يحمل هم وطنه بين جنبيه ولكن حتى أن ظهر فيجد التنكيل والمعارضة والمحاربة والتخوين والقزيم لأنهم لا يريدون للسودان نهضة حقيقة ألا عبر نوافذهم والتي أصبحت حتى أطفال الروضة يعرفونها . وهم لا يزالون في طغيانهم يعمهون .
كلنا أمل بالله أن يقيض لنا من أبناء البلد من يخرج السودان من تلك الوهدة إلى بر الأمان لعله الله يستجيب لنا .
وأخر ما نقول كل عام السودان في خير وبماء وتطور وازدهار بأيدي أبنائه البررة .
والله من وراء القصد والله المستعان.