أخبار مختارة

جمود سياسي في السودان.. احتجاجات ومطالب “بالعودة للمسار”

الخرطوم : كمال عبدالرحمن

واصل السودانيون الاثنين مسيراتهم الحاشدة، رفضا للحكم العسكري، وسط جمود سياسي ناجم عن تمسك الشارع بمواقفه المطالبة بإبعاد الجيش عن المشهد السياسي، وتعثر جهود رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الرامية لتشكيل حكومة تكنوقراط، وفقا للاتفاق الموقع بينه وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الحادي والعشرين من نوفمبر.

واستجابة لدعوات أطلقها تجمع المهنيين ولجان المقاومة السودانية، تجمع آلاف السودانيون في الميادين العامة في أحياء الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وعدد من المدن الأخرى، منددين باتفاق حمدوك والبرهان ومطالبين بمحاسبة من تسببوا في مقتل المئات من الشباب الذين سقطوا برصاص القوات الأمنية منذ الإطاحة بنظام عمر البشير في الحادي عشر من أبريل 2019.

يأتي هذا فيما تشدد أطراف دولية على ضرورة إنهاء الإجراءات التي اتخذها الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر، والتي اعتبرت خطوات هدفت لقطع الطريق أمام عملية التحول الديمقراطي في البلاد.

وعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة خاصة عن الأوضاع في السودان، رهن خلالها عدد من مندوبي الدول الأعضاء عودة المساعدات والتعاون مع السودان، برؤية إجراءات تؤكد عودة المسار الديمقراطي إلى الطريق الصحيح.

وأكد مندوبو بريطانيا والنرويج وإيرلندا أن الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش قوضت الانتقال الديمقراطي في السودان، فيما اعتبرها مندوبا السودان وروسيا ضرورية.

وحث فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان “يونيتامس” في تقرير من 18 صفحة قدمه للمجلس، السلطات السودانية إلى اتخاذ تدابير لبناء الثقة وإحياء الانتقال الديموقراطي، كما دعا المجتمع الدولي إلى استئناف مساعداته الاقتصادية في مجالات معينة مثل الصحة.

وعبر المتداولين في جلسة مجلس الأمن عن قلقهم البالغ حيال استمرار تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أعقاب إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر، مطالبين بالتحقيق في عمليات القتل التي طالت نحو 43 متظاهرا خلال المسيرات الاحتجاجية التي تلت تلك الإجراءات.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أقرت الخميس مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على المسؤولين عن زعزعة الاستقرار في البلاد وأدانت بإجماع الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين “الانقلاب” على السلطة المدنية.

وفي حال تمريره في وقت لاحق من قبل مجلس الشيوخ، سيصبح القانون الجديد ملزما لإدارة الرئيس جو بايدن، وسيشمل عقوبات فردية تطال عددا من القادة العسكريين.

ويؤكد مراقبون وجود 3 عقبات كبيرة تعيق جهود حمدوك لتشكيل حكومة جديدة. وقال الكاتب الصحفي شمس الدين ضو البيت لموقع سكاي نيوز عربية، إن غياب الحاضنة السياسية وتمسك بعض الكيانات الموقعة على اتفاق السلام السوداني بحقائبها الوزارية، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية حول بعض الوزارات كالدفاع والداخلية جميعها عوامل تشكل عائقا كبيرا أمام توجهات حمدوك الرامية لتشكيل حكومة تكنوقراط.

وأوضح ضو البيت أن الأوضاع التي سادت عقب الخامس والعشرين من أكتوبر تثير الشكوك حول قانونية أو دستورية اي خطوة قد يتخذها حمدوك او غيره.

وفي إشارة إلى حالة الجمود السياسي التي يعيشها السودان حاليا، طالب سفراء الاتحاد الأوربي في الخرطوم خلال اجتماعهم بحمدوك الثلاثاء بالعودة الفورية إلى النظام الدستوري المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية الموقعة في أغسطس 2019 بين المدنيين والعسكريين في السودان.

وفي ظل الجدل الدائر حول الوضع الدستوري الحالي في البلاد؛ أشار سفراء الاتحاد الأوربي في بيان إلى أن التدخل العسكري في 25 أكتوبر أدى بشكل فعال إلى إخراج تحالف المدنيين والجيش عن مساره.

سكاي نيوز عربية

‫4 تعليقات

  1. عثمان ميرغني يكتب:
    بيان الحزب الشيوعي مهمي كان اختلافنا مع الحزب الشيوعي الا انه من اكثر الاحزاب معرفة ودراية ببناء الدول والحكومات . اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أصدرت بياناً أوضحت فيه 6 شروط يجب توفرها قبل إجراء الإنتخابات، وهي: أولاً: تفكيك وتصفية نظام الإنقاذ، واسترداد الأموال المنهوبة بالداخل والخارج. وأ تؤول كل شركات القوات النظامية لوزارة المالية. ثانياً: حل جميع المليشيات وتسريحها وإعادة دمجها في القوات النظامية. ثالثاً: القصاص لدماء الشهداء ومحاسبة من دبروا إنقلاب الإنقاذ وتسليم مرتكبي جرائم دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية. رابعاً: عودة النازحين واللاجئين إلى دارفور ومناطق الحرب الأخرى وتعويضهم وتقديم الخدمات الأساسية لهم في قراهم وانتفاء أشكال الحرب وأن يعمّ السلام. خامساً: قيام المؤتمر الدستوري القومي بمشاركة جميع أهل السودان. سادساً : إجراء تعداد سكاني حقيقي وسجل إنتخابي. (انتهت الشروط). هذه المطالب والشروط عادلة ولايختلف عليها إثنان، ولكن تحتاج إلى معايرة زمنية لفحص جدواها وجديتها معاً! الآن ثورة ديسمبر الميمونة تدخل عامها الرابع، فما هو مقدار ما اكتمل تنفيذه من هذه الشرط خلال السنوات الماضية؟ الإجابة لن تحتاج إلى جدال كثير، فهي صفر كبير أنجب إنقلاباً عسكرياً كامل الدسم في 25 أكتوبر 2021 على خلفية نكبات مسيرة الحكم الإنتقالي. فإذا كانت كل السنوات الماضية منذ انتصار الثورة واستلام الحكومة المدنية الحكم لم تحرك في هذه الشروط شيئاً فيجدر السؤال كم يحتاج السودان من عمره الوطني المديد قروناً لإكمال استيفاء هذه الشروط؟ السؤال ليس المقصود منه التعجيز بافتراض أن الشروط صعبة ،لا.. بل هي في تقديري شروطاً سهلة قابلة للتنفيذ في زمن محدود، لكن الأسباب التي أدت لعدم تنفيذها لا زالت راسخة وبقوة.. والدليل، جرد حساب بسيط لمهام عاجلة وحتمية لا تحتمل التأخير، ومع ذلك تفشل الحكومة في إنجازها.. على سبيل المثال لا الحصر.. أولاً: اقالت الحكومة 8 وزراء في أغسطس 2020 وكلفت بدلاء لحين تعيين وزراء خلف، و لحوالى ستة أشهر أخرى فشلت الحكومة في تسمية وزراء وظل المكلفون يؤدون مهام الوزرات بالوكالة لا الأصالة. ثانياً:تشكلت حكومة حمدوك الثانية في بداية العام الحالي 2021 وفيها كرسي “وزارة التربية والتعليم” شاغراً في انتظار ممثل لشرق السودان، وسقطت الحكومة بإنقلاب 25 أكتوبر 2021 بعد أكثر من 10 أشهر والمنصب شاغر، وقضية الشرق تراوح مكانها بل والسودان كله معتقل بحكم إغلاق الشرق ومنع التجارة الخارجية خروجاً ودخولاً. ثالثاً: المجلس التشريعي الذي نصت عليه الوثيقة الدستورية الأولى، ومنحته مهلة زمنية ثلاثة أشهر فقط، إنقضت ثلاث سنوات ولم يظهر في الأقل أي مؤشر على تشكيله. من الواضح أن الشروط التي وضعها الحزب الشيوعي تبدو غير مقيدة بالزمن، فبالإيقاع الراهن لن تنجز هذه الشروط ولو بعد خمسين سنة حسوماً، فيبقى السؤال، كيف تدار البلاد حتى ذلك الموعد المجهول؟ بالضرورة أي شكل من الإدارة سيكون مرشحاً لمزيد من التأزيم وإنتاج المعضلات المستحدثة، فيبقى السودان أبد الدهر في إنتظار إنتخابات، حتى ولو جاءت لن تغير فيه شيئاً. من الحكمة البحث عن خيارات أخرى لإحكام الإنتقال من مربع الثورة إلى مربع الدولة.

    1. لو استمعنا للحزب الشيوعي وأعطينا تحذيراته ومطالبه ما تستحق من اهتمام , ما وقعنا في هذه الحفرة العميقة من الفشل
      فعندما قال في ابريل لا تفوض مع العسكر , عليهم تسليم السلطة والذهاب الى الثكنات تجاهله الكل
      وعندما رفض التوقيع على الوثيقة وطالب الجميع بفضها , ايضا طنشوه , ففدث ما حدث..
      وعندما قال ان سلام جوبا ليس سلاما بل محاصصات إثنية وتشكل قنبلة موقوته ,, ايضا تجاهل الكل
      اكثر حزب يجيد قراءة الواقع وله قدرة على التحليل العلمي , بس من يستمع و يتعلم ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..