الفُقرا اتقاسموا النّبقة..!

الفُقرا اتقاسموا النّبقة..!

الواضِح ما فاضِح.. الواضِح أن الفقرا ? سياسيو الأحزاب والكيانات السودانية – اتقاسَموا النبقة.. يقول المنكرونَ ممن لا يؤمنون بدرجة الزهد المفضية إلى اقتسام نبقة، أنَّ النّبقة المُشار إليها كانت في حجم حبة الإسبرين. وقال المرجفون في المدينة، أن النبقة المعنية لم تكُن سوى إمرأة ذات نكهة، كانت تخدمهم!

وكلما ظن بعض المعارضين السودانيين أن تصالحهم مع الحكومة هو قسمة ضرورية بين طرفيْن مُنهَكيْن، فاجأتهم ثورة الإنقاذ الوطني بطاقة مخبأة (تتوِّر النَّفَس).. وقالوا في المثل: (البيصارعك أكان ما رماك، بيتور نفسك).

هذا ما يحدث الآن في الساحة الوطنية.

فمن الناحية السياسية، تمكّن (فقير الحكومة) من إنجاز كل ما طُلبَ منه وزيادة!

مشكلة هذا الفقير مع المُعارضة، أنه لا يحِس بمُختلجات عضويتها ، ولا يعاني مُطلقاً من أزمة معيشة.. كأن هذا المخلوق لا يشتري كهرباء و ماء، وكيف يشتري إن كان ذلك وغيره، يتساقط عليه ويأتيه رغداً؟

مشكلة المُعارضة أن هذا الفقير العِكْلِيت، لو كتب مِحاية باتجاه تذليل المواصلات العامة، أومن أجل توفير العيش، لكَفى السودانيين القتال، لكنه لن يفعل ذلك، لسرٍ يعلمه بوليس السواري.

ما يحدث في الساحة أن هناك حراكاً قوياً يسري بين قوى الإجماع والسلطة، بين نداء السودان والسلطة، بين الجبهة الثورية والسلطة،،، ولكن الحراك المُهم يدور داخل السلطة نفسها.. وما هو أهم منه، ذاك الذي يدور في عيون الناس…

واضِح أنو الفقرا اتقاسموا النّبَقة، خاصة إذا صحت الأنباء عن اندراج الدكتور جبريل ومنو أركو مناوي في (عملية السلام). إن صحّت هذه الرواية، فإن سيناريو الهبوط الآمن للإنقاذ يكون قد اكتمل بنسبة كبيرة، ولا ينبيك مثل خبير، عن الثمن الذي ستدفعه القوى الوطنية، إذ لا شي ببلاش..

فقير الحكومة (رمَّدْ) الجميع بمحاياته، ولم يتبقى له غير جناحي الحركة الشعبية، ولكن التطور اللّافِت هو أن الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو امبيكي، جلست الى وفد (الحلو)، فهل يعني هذا، اعترافاً بفصيل دون آخر؟

(محاية) فقير الحكومة بلغ تأثيرها حد تعميق الخلافات داخل قطاع الشمال، وفاحَ وعبرَ البوادي، وها نحن منذ تشكيل حكومة الفريق بكري، لم نسمع أية مراشقات بين الحكومة والمعارضة، بل إن والي جنوب كردفان (ختّاها عديل)، وأكد أمام الرئيس البشير إلتزام الحركة الشعبية بوقف إطلاق النار، وأعلن أنه على استعداد للتنازل عن منصبه، على قرار ما حدث في نيفاشا.

إذن: هُناك نيفاشا جديدة، ربما لن يكون للحركة الإسلامية فيها بصيصُ أمل.

إذن: ما هي القوى الجديدة التي ينتظر أن تملأ الفراغ؟

محاية فقير الحكومة جعلت من مبارك الفاضل – شكلاً ومضموناً -يتصاقب داخل الوِعاء مع حزبه الذي انفصل عنه.. وأغرب من الغرابة أن تؤثر المحاية في المراغنة أسياد الشُّغُل، ويمتد تأثير العمل حتى تقاربت قيادات الشيوعي والشعبي.

إن جيت للجد، فأن فقرا السودان – يا صاحبي- اتقاسموا النَّبقة عديل..!

خط الإستواء
عبد الله الشيخ
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..