مقالات سياسية

أبو هاجة ومشكاة الثورة

عمر الدقير

تعليقاً على الخبر، الذي أورده الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة حول حادثة إعدام الأسرى السودانيين بواسطة الجيش الإثيوبي، قال المستشار الإعلامي لسلطة الانقلاب العميد الطاهر أبو هاجة، في تصريحٍ صحافي يوم أمس: “إنّ التآمر الذي يحدث في حدودنا وما يُخْطّط له هنا خلال الأيام القادمة، يخرج من مشكاة واحدة وما يُخْطّط هناك يرتبط بمخططات هنا مصدرها واحد”.

ما يخرج من المشكاة هو الضياء لأن المشكاة هي حامل المصباح أو المكان الذي يوضع فيه المصباح، بينما يخرج التآمر من جوف الظلام .. وما تخطط له قوى الثورة ومقاومة الانقلاب خلال الأيام القادمة، وتحديداً يوم ٣٠ يونيو، ليس تآمراً مع أية جهة خارجية وليس أمراً يتم الإعداد له تحت جنح الظلام، بل هو امتدادٌ للحراك السلمي الباسل المناهض للانقلاب، منذ يومه الأول، بهدف هزيمته وإنهائه واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي وتحقيق مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، وهو الهدف الذي راح في سبيله أكثر من مائة شهيد إضافةً لمئات الجرحى والمعتقلين.

وجدتْ حادثة إعدام الأسرى السودانيين استنكاراً واسعاً من القوى السياسية والمجتمعية وتضامناً صادقاً مع عائلات الضحايا الشهداء ورفاقهم في القوات المسلحة، وكان حريّاً بالمستشار الإعلامي أن يحتفي بهذا الشعور الوطني التلقائي، لكنه أثبت بتصريحه المذكور أن سلطة الانقلاب التي يتحدث باسمها لا ترغب في ذلك، أو هي عاجزة عن ذلك، لكونها – مثل أية سلطة مستبدة – تنصب نفسها وَصِيّاً على الشعب وتعتبر الوطن والسلطة الحاكمة دائرتين متطابقتين لهما مركزٌ واحدٌ ومحيطٌ واحد، بحيث تصبح معارضة السلطة معارضةً للوطن !!

لقد استعصى على المستشار الإعلامي أن يستوعب البعد الثالث لثنائية الاعتداء الخارجي والاستبداد الداخلي، وهو أن يكون الإنسان ضد أي شكل من أشكال الاعتداء الخارجي على وطنه وفي نفس الوقت ضد الاستبداد داخله، فالاعتداء الخارجي والاستبداد الداخلي ليسا ضدين لا يجتمعان بل هما وجهان لعملةٍ واحدة، وما يسمى بالخيانة العظمى ليست محصورة في مساندة المعتدي الخارجي، فهي أيضاً تكون بالانقلاب على إرادة الشعب ومحاصرته بين الرصاصة وقنبلة الغاز الخانق والزنزانة.

الدرس الذي يمكن استخلاصه من تجربة الشعب السوداني الحالية، وتجاربه السابقة، أن حراكه السلمي المُطالِب بثلاثية الحرية والسلام والعدالة – وكل ما يندرج تحتها من معانٍ – لا تُجدي معه أساليب العنف والقمع، كما لا تُجدي محاولات تخوينه ووصف المشاركين فيه بالمأجورين الذين يتآمرون مع جهات خارجية ويخدمون أجندتها .. إنه حراكٌ مستنيرٌ يخرج من مشكاة الثورة التي يُوقَد مِصباحُها من زيتونة الشعب المباركة لخلاص الوطن من ظلام الاستبداد.

#وحدة_قوى_الثورة
#مليونية30يونيو

‫4 تعليقات

  1. يا سيد ابو هاجة سيب الهياج وما تتطبز فالبرهان وحميدتى بنفسهم لن يصدقان كلامك هذا الذى تربط فيه بين لجان شباب المقاومة وأحزاب وطنية تسعى لخلق سودان جديد لا هاجة فيه وبين عدو مغتصب لأخصب ارض فى العالم وفش خلقه كما يقول اللبنانى فى سبعة جنود ومواطن وقعوا فى اسره وهؤلاء احباش لا دين لهم يعصمهم من قتل الأسير والشعب كله متعاطف مع الجيش ومن اعدم هم ابنائه فلا تحاول ان تكون ملكا اكثر من الملك فالبرهان كشف مستوى قياس النفاق لديك وهذا المثل ( لا تكن برهانا اكثر من البرهان نفسه )فقد شاع استخدام هذه الجملة فى اوربا فى فترة الثورات ضد الملكية وخاصة فى فرنسا واصبحت مثلا يضرب على كل من يدافع عن فكرة ما او شخص ما اكثر من دفاع صاحب الفكرة او الشخص عن نفسه وسوف تندم ان شاء الله

  2. تصريح صحفى من جبان وخائن لما تواثق الناس عليه.
    والحال كذلك فلن يكون امينا على الحدود لأنه لم يكن امنا على الارواح التى ازهقت وهى تنشد الفجر الجديد .
    محاولة ابتزاز الناس وفق يعدونه من سيناريوهات لا تعلى من سقف الوطنية لأنها صادرة عن من يخون العهود.
    الشعب \اكبر من ترهاتهم واقرب الى حدوده من المسافة بين خوذاتهم الجبانة واياديهم المرتشعة.
    الثورة تعنى صون الارواح والاعراض والأنفس لا صون المصالح الذاتية والخارجية .

  3. الشى المؤسف حتى عبارات التصريح نفسها دعك من الفكرة تنم عن انسان جاهل لا يفقه شى ابوهاجة هيج الله نار فى بطنك ابها اللارجل الكوز السافل المنحط القيم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..