ما النميري مسك الكهربا !!

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يتحدث العارفون بحتمية زوال النظام..فإنهم يستبطنون تجارب عديدة مرت على السودان وغيرة.. لذا لا ينطلقون من فراغ.. وفي حالنا الماثل فإن النظام يكاد يمشي الحافر بالحافر .. في مسارالتجربة المايوية..وفيها كان الحاكم الفرد هو المرجع النهائي ..وكل الجوقة ..تردد لحناً ممجوجاً يوافق مزاجه..الذي يتوهم في نفسه خارق القدرات …وإنه الأخير زمانه وآت بما لم تستطعه الأوائل.
وفي السياق فإنه في عهد (أبو عاج اخوي )..عندما بدأت الأزمات تأخذ بخناق بعضها.. كانت أزمة الكهرباء من أكثرها إلحاحاً.. فأعلن أنه سيمسك بملف الكهرباء بنفسه.. ضارباً بخبرات من عملوا في مجالها بالسنين عرض الحائط..وكالعادة ..بدأت الصحف ووسائل الإعلام تهلل وتبشر بزوال الأزمة..كيف لا ؟ وقد تسلم ذمامها القائد الملهم بنفسه..وصارت أخبار اجتماعاته وزياراته الميدانية لمرافقها هي الأخبار ..لكن الحال بعد فترة ..عادت سيرتها الأولى..بل ربما أسوأ..حتى راجت نكتة رواها النميري بنفسه في برنامجه التلفزيوني( لقاء المكاشفة الشهري) ..وتقول ( أي زول يمسك الكهربا بتكتله..إلا النميري كتلا)..
وها هو البشير يكرر المشهد بأنه سيمسك بملف الاعلام بنفسه..لكن الفارق هنا..أن النميري قرر أن يمسك بملف يرتبط بمعايش الناس ..والبشير قرر ان يمسك بخناق حرياتهم..وهكذا عطس الجلاد وأصيبت الأجهزة الأمنية بالزكام..فأغلقت صحيفة التيار..واعتقل عثمان ميرغني ورئيس التحرير..فانبطحت عناوين الصحف..في اليوم التالي مباشرة كما رصدت الصحفية النابهة سهير عبد الرحيم في مقال منع من النشر..ومشت الصحف بجوار الحائط.
حتى تتجنب خسائر مصادرة الصحيفة بعد طباعتها..
لكن النتيجة ستظل واحدة.. ستطل الأقلام الحرة مجدداً ..وبدلاً من الوقوف بالحديث عن الأزمات فقط..سيكون الحدث بصورة أكبر عن الحريات..وللمفارقة ..سيطلق العنان للحديث بحرية ..في محاولة للتنفيس ..تماماً كما اضطر النظام في بداياته ألى الإفراج عن الأغاني العاطفية الخالدة..بعد أن ضاق الناس ذرعاً ..وصاروا بين نار الأزمات والحريات من جهة..ونار فقدان الترويح عن أنفسهم بأثير اغنياتهم..بعد أن ملوا من خواء الأناشيد الانقاذية الفارغة ..والتي تقل جودة بكثير..عن أناشيد مايو..وإلا ..هل منكم من يسمع نشيداً يردد للانقاذ كما أناشيد مايو وقتها ؟ سادتي وسيداتي ..كل الثوم ذو رائحة واحدة..ولكن بالتقادم تزول الرائحة نفسها …فيصبح بلا جدوى..وهذا ما وصل إليه النظام.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السودان والسودانيين كانوا ليهم عزة وشخصية فى عهد ابو عاج البطل والذى مات وهو لا يملك قطعة ارض , فيبدو انك صغير جدا ومن جيل البامبرز والسيريلاك

  2. اذكر ان مقولة (أي زول يمسك الكهربا بتكتله..إلا النميري مسكا وكتلا).. قالها الشاعر سوس في قصيده فضح فيها جهل النميري واطلب من سوس ان يكتب واحده في مسك البشير للصحافه

  3. إقتباس :
    هل منكم من يسمع نشيداً يردد للانقاذ كما أناشيد مايو وقتها ؟ سادتي وسيداتي ..كل الثوم ذو رائحة
    نشيد :
    هبت ثورة الانقاذ
    هذا نشيد خالد يردده كل السودانيين حتي الان باستمرار .
    ما سمعت بهذا ايها الكاتب !!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..