لاجئون جنوب سودانيين يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية

شكا لاجئو جنوب السودان، في ولاية النيل الأبيض، من أوضاع إنسانية قاسية يمرون بها هذه الأيام، على خلفية توترات أمنية مع السكان المحليين، انتهت إلى حصارهم داخل المعسكر ومنعهم من الخروج، في وقت يعانون من نقص الحصص الغذائية.
وتعرض معسكر “العلقاية” بمحلية الجلبين ولاية النيل الأبيض، الذي يضم نحو 37 ألف لاجئ من جنوب السودان، السبت الماضي، إلى هجوم وعمليات نهب واسعة من سكان المجتمعات المستضيفة، على خلفية مقتل شخص قرب المعسكر.
وقال رئيس مجتمع اللاجئين بمعسكر العلقاية، اندرو كان جون، لـ (الديمقراطي) إن المشكلة بدأت الأسبوع الماضي حينما تعرضت ثلاث فتيات للاغتصاب من قبل مجهولين، وذلك عقب خروجهن من المعسكر لأجل جلب مياه الشرب، مؤكداً اسعاف المجني عليهن إلى مستشفى كوستي وتدوين بلاغ بالواقعة ضد مجهولين.
وأوضح أنه “في اليوم التالي وُجد شخصٌ من السكان المحليين، مقتولاً قرب معسكر اللاجئين، ما دفع أهالي المجتمعات المستضيفة لمهاجمة المعسكر بالأسلحة والعصي، مما خلف نحو 10 إصابات طفيفة بالعصي، وحرق 37 منزلاً، ونهب ممتلكات اللاجئين داخل المنازل ومخازن المنظمات الإنسانية، كما نهبوا مستشفى المعسكر ومخازن الأدوية.
وأشار إلى أن التوترات امتدت إلى الأسواق المشتركة التي كان يعمل بها أبناء اللاجئين مع السكان المحليين، حيث تعرضت متاجر اللاجئين للنهب كما تعرض أصحابها للضرب أيضاً.
وقال اندرو إن الأوضاع الآن داخل المعسكر بالغة القسوة بسبب عدم قدرة اللاجئين على الخروج من المعسكر لجلب المياه أو العمل لمقابلة الاحتياجات المعيشية، مع نقص الحصص الغذائية التي توزعها المنظمات الإنسانية بالمعسكر.
وأوضح أن اللاجئين كانوا يعملون في صيد الأسماك والأعمال الهامشية بالأسواق لمواجهة احتياجاتهم المعيشية التي لا تغطيها المساعدات الغذائية المقدمة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
حوادث سابقة
وأشار اندرو إلى أنه منذ عام 2017 سجلت لديهم 3 حالات وفاة للاجئين في ظروف غامضة خارج المعسكر، و8 حالات اغتصاب، واحدة فقط منها وصلت إلى المحكمة وأدين الجاني، إضافة إلى اختفاء 3 أطفال يرجح اختطافهم حيث لم يتم العثور عليهم حتى الآن.
وأضاف: “ومع ذلك لم نشك في سكان القرى المجاورة للمعسكر، وكانت كل البلاغات تُقيد ضد مجهول، لكنهم وجدوا منسوبا لهم مقتولاً قرب المعسكر فهاجمونا دون تحقيق جنائي”.
وكانت لجنة أمن ولاية النيل الأبيض، عزت الأحداث التي حدثت بمعسكر اللاجئين إلى النقص الحاد في الغذاء والذي تناقص بنسبة 50% الشيء الذي أدى إلى تفلت اللاجئين من المعسكرات وزحفهم نحو المدن الرئيسية والمجتمعات المستضيفة، حسب ما نشرته وكالة السودان للأنباء.
وحملت المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالولاية، مسؤولية النقص في خدمات التعليم والصحة والمياه والغذاء والأمن، لأكثر من 284 لاجئا من دولة جنوب السودان يقيمون بمعسكرات اللاجئين بالولاية.
وأمهلت اللجنة المفوضية فترة عشرة أيام لتوفيق أوضاعها والاضطلاع بمهامها بالصورة المثلى التي تلبي متطلبات اللاجئين، وتحفظ أمن واستقرار المجتمعات المستضيفة، وفي حال فشلها في ذلك فإن لجنة أمن الولاية ستتخذ الإجراءات اللازمة التي تحفظ أمن واستقرار إنسان الولاية.
الديمقراطي