مقالات وآراء

إستفراد الإمارات بالسودان بعد سلام جوبا (الما جايب حقو)! 

عثمان محمد حسن

* تظل الإجابة على أين السلام المُحْتَفَى به في جوبا معلَّقٌةً.. بينما يتم تنفيذ المحاصصات المتفق عليها، باسم السلام، بكل تفاصيلها.. وتصفق  مصر والسعودية والإمارات للإنجاز الذي تحقق على أيدي قادة تلك الدول..

* السلام مطلوب شعبياً.. وسوف يكون له صدىً شعبياً في كل ربوع السودان، إذا استجاب كل من يحمل سلاحاً في الحركة الشعبية (جناح الحلو) وحركة تحرير السودان (قيادة عبدالواحد).. وألقى السلاح على الأراضي التي تحت سيطرة الحركتين

* يومها سيحتفي الشعب  السوداني ويرقص على إيقاع:-” أرضاً سلاح!”

*  بالأمس، في جوبا، ملأ القادة  (المنقادون) الدنيا خطباً وضجيجاً وتبريكات غير مبروكة.. أما في الخرطوم، فكان الشارع العام يتحرك، مثل كل أيام أزماته المتراكمة، بحثاً عن الخبز في الأفران والبترول في الطلمبات والغاز في نقاط البيع والدواء في الصيدليات.. ولا يحركه ضجيج احتفالات جوبا قيد أنملة..

* قال سلام قال!

* من العبث أن نطلق على ما جرى في جوبا:-” أرضاً سلاح!” كنايةً عن سلام مستدام.. فأين هي الأرض التي تضع عليها الحركات المسلحة السلاح؟.. بل أين هو السلاح الذي يمكن أن يُعتدَّ بوضعه على أرض لا وجود لها؟!

* الشعب يعلم أن لا أرض تمتلكها الحركات، ولا  سلاحاً تمتلك، حين كان قادتها يتفاوضون في جوبا.. ولأن الشعب يدرك، بالقريحة، أن السلام الذي تمخض عن المفاوضات سلام (ما بجيب حقو).. لذلك رفع حاجزاً منيعاً من التجاهل بينه وبين أصداء الإحتفالات المقامة في جوبا..

* علاوة على ذلك، فإن لَدَى كثيرين إحساس عميق بأن دولة الإمارات وراء (كلْفَتَة) عملية السلام تلك بمساعدة (أتباعها) المعروفين في الداخل.. ودعَّم هذا الإحساس تواجد الإمارات الدائم في جوبا طوال فترة التفاوض..

* وبالأمس انبرى وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، ممثل بلاده في احتفال السلام بجوبا، ليؤكد ذلك الإحساس بقوله أن “دولة الإمارات وقادتها سيتابعون الجهود من أجل ترسيخ هذه الخطوة بالدعم والرعاية على كافة المستويات..

* دعماً و(رعايةً)!

* إن الدعم (المالي) الذي ذكره الوزير الإماراتي دعمٌ طالبت به الحركة الشعبية الإمارات في الاجتماع الذي انعقد بينهما في أبوظبي بتاريخ 19/4/202، وتم تضمينه في القرارات (البند السابع).. ويقرأ:- “التزام الإمارات بتوفير الدعم المالي لقوات الجيش الشعبي من حزب الحركة الشعبية جناح عقار ، ومنحهم وضعية خاصة لحين اكمال عمليات الدمج والتسريح”..

* ويبدو أن الإمارات هي التي كانت تموِّل الحركة الشعبية (جناح عقار ) قبل اتفاقية السلام.. لكن كيف يتم توفير الإمارات الدعم المالي لقوات الجيش الشعبي (جناح عقار) حين تكون الحركة الشعبية جزءً من الحكومة، ويكون تمويلها شفافاً أمام الأجهزة الحكومية المعنية؟

* هذا، وجاء في البند التاسع من قرارات اجتماع أبوظبي:-”  تتعهد دولة الإمارات بإسقاط جميع الأحكام الصادرة بحق قادة الحركة الشعبية بشكل سريع، لتمكين قيادات الحركة الشعبية من التحرك بحرية داخل السودان”!

* ما هي الأحكام الصادرة بحق أولئك القادة..؟ وعلى ماذا تستند الامارات (لتتعهد) بإسقاط تلك الأحكام؟! هل هي صاحبة الكلمة الأولى في القضاء  السوداني.. أم أن لديها سلطات تتجاوز السلطة القضائية؟!

* أيها الناس، إن ما حدث في جوبا يمكن إدراجه ضمن مصاف (محن سودانية) التي طالما تطرق إليها عزيزنا شوقي بدري.. بل وتتفوق إسقاطات المِحَنٍ التي حدثت في جوبا  على كل المحن السودانية الأخرى مجتمعة..

* وسوف تستفرد الإمارات بالسودان في المجلس السيادي والمجلس التشريعي و(حرابيش) في مجلس الوزراء..

* والباقي باقي!

عثمان محمد حسن

‫2 تعليقات

  1. في إعتقادي المتواضع، إن دويلة الإمارات العبرية الديموقراطية، وحليفها أبو منشار، إنما قذفت إيران في قلوبهم الرعب، فتركوا لها صاغرين، الخليج الفارسي، وجزرهم طنب الكبري والصغرى وأبو موسي، المحتلة من إيران، منذ عقود، وإتجهوا لإيجاد منافذ بحرية علي البحر الأحمر، طالما هنالك، مجرمون، خونة، لا يقيمون لأوطانهم وزناً !!!!! لقد بلغ منهم الرعب مبلغه، بعد أن إستطاع أحد الإنتحاريين، من إختراق كل مخابراتهم ودفاعاتهم، وفتح نار كلاشه، ومن مسافة قريبة علي موكب وزير الخارجية – عبد اللّه بن زايد، في وسط أبوظبي، ليتواري الوزير عن الأنظار لأكثر من شهرين، مما يُعزز فرضية أنه قد أُصيب في محاولة الإغتيال، بالرغم من الرينجروفر المصفح (فيديو محاولة الإغتيال مُتاح علي السوشيل ميديا) !!!!! طبعاً، لقد حَلّ مكانه المهرج قرقوش طوال هذه الفترة، ولم يظهر الوزير، إلا مع ترامب لتوقيع إتفاق التطبيع مع إسرائيل، والذي يهدفون من ورائه إلي توفير الحماية الإسرائيلية-الأمريكية لدويلتهم، التي يتهددها الزوال، فلا غرو إن تم إرسال كل الجنجويد، ليموتوا نيابة عنهم !!!!!!!!!!!!!!!! إن أمريكا ترامب-بومبيو-كوشنر، والذين لا تعنيهم القوانين الدولية، ولا ميثاق الأمم المتحدة، في شيئ، لا يتعاملون إلا مع المجرمين، والقتلة، والديكتاتوريين المفضلين، الذين يخرقون هذه القوانين، عن طريق الترهيب بالمحاسبة علي جرائمهم وإرهابهم داخل بلدانهم، وفي اليمن والصومال وليبيا، وفي بلادنا، وليس أمامهم من خيار، سوي الإذعان والتوقيع، علي أي إتفاق، حتي دون قراءته !!!!!!!!!!!!!! يقيني هو، أن كل هذا العبث البغيض، لإلي حين، كون ترامب وزمرته، ونتانياهو لزائلون قريباً، بحول اللّه، هذا إن لم يغيبهم الموت عن الدنيا، بكورونا، التي سلَّطها عليهم الجبار، المنتقم !!!!!!!!!!!!!!! ومما لا شك فيه، أن قواعد اللعبة القذرة، الشائنة، سوف تتغير، جذرياً، بوصول الديموقراطيون إلي البيت الأبيض، وساعتها، سوف تسقط الحصانة زوجة الحصان، الزائفة، ولسوف يُساق المجرمون إلي المحاكم زُمَراً !!!!!!!!!! (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).

  2. أن تحميل الأخطاء السودانية المتعاقبة لأطراف خارجية هو قصر نظر مزمن للأشكال السودانى.
    ولا أحد يعيب على أى دولة ما تسعى لتحقيق مصالحها المشتركة مع السودان , فالامارات أكبر مستثمر بالسوق السودانى بقيمة تفوق السبعة مليار دولار , و كأى دولة تعمل على حماية أستثماراتها ومن يقول بغير ذلك فلا علاقة له بالسياسة , مع أحترامنا لكاتبنا الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..