مقالات وآراء

صلابة التحالفات..!!

كشف السيد مبارك الفاضل في حواره مع الجريدة بعد خروج حزبه من الحكومة كثير من التفاصيل حول تأثير المجموعات الفاسدة على الاقتصاد وإعاقتها لكل خطوات الإصلاح وقال الفاضل (الجماعة ديل حفروا لبكري وهم ذات المجموعة التي تنتقد معتز بشدة).

من الواضح جداً أن الفساد أصبح ترابط مصالح ، وتحالف قيادات مؤثرة على إعلاء المصالح الشخصية على المصلحة العامة ، وصلابة تكوين مثل هذه التحالفات كترسبات المعادن الضارة في الأجهزة الحيوية للجسم التي تقعده عن الاستمرار في الحياة، ولقد عبرت المؤشرات ، وأشارت لإحتلال السودان بجدارة مكانه الغريب على خرائط الفساد وعدم الشفافية وانعدام الحريات ومعدل القهر ، وغيرها من المؤشرات المتعلقة بالمرض والثقافة والاجتماع والاقتصاد.

الفساد المرتبط بعمل مؤسسات الدولة يُسهل على المنتفعين اندماج مصالحهم الشخصية في صلب القانون والنظام الحكومي عبر تطبيق الروتين والمنظومة الإدارية المعقدة في أغلب مفاصل الدولة وتفرعاتها الرئيسية، وهم بهذا يضمنون بقاء نفوذهم وتقوية مراكزهم والاستفادة بشكل مطلق دون أن يكونوا تحت طائل القانون، الذي بدوره يقدم لهم الشرعية والحماية اللازمة، وهنا مربط الفرس.

ومع ان للفساد أوجه كثيره إلا أن اكثرها دماراً على مستقبل السودان هو الفساد السياسي لما له من تبعات كارثية على مختلف النواحي التي يتحكم بها السياسي باعتباره جزء من المنظومة الرسمية التي تحكم البلاد.

فتح ملفات الفساد أمر جيد ، ولكن مادام أنه توغل في المؤسسات ما الذي يمنع ماكينته التي يجري إحماؤها الآن للإطاحة بفاسدين أن تستبدلهم بآخرين مادام أن العطب وصل المفاصل بما فيها البنك المركزي، وبالتالي يصبح الفساد في السودان (حيّ لا يموت).

تنقية الدولة من الفساد يجب أن تكون مشروعاً قومياً، خاصة أنه تكرس لثلاثة عقود من الزمان ، وثقافة (النزاهة) لن تشيع مالم يشارك فيها الجميع ، وقانون من أين لك هذا؟ كفيل بوضع كثير من قيادات الإنقاذ و(غيرهم) تحت طاولة الإتهام ، والمسألة لا تحتاج لسبر أغوار ، فمقارنات بسيطة وشواهد تثبتها القصور المنيفة والسيارات الفارهات كافية لوضع كثيرين في قائمة الإتهام.

الإصلاحات التنظيمية والهيكلية لا يحتاجها بنك السودان فقط، بل كل مؤسسات الدولة وقبلها يجب حل كل المؤسسات الموازية التي أرهقت المواطن بدفع فواتيرها ، كذلك وقف الحرب وتقديم تنازلات مؤلمة من أجل تحقيق الوفاق الوطني، ودون الإستقرار لن يكن هنالك إنتاجاً أو إنتاجية.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..