
في ساحتنا الثقافية ، عموماً ، وبصفة عامة ,,
ناس تلاقيهم أحسن مِنْ تقرا ليهم .قرشي عوض مثالاً .أستاذ قرشي لو لاقيتو بونِّسك ، وينوِّرك ، ويوَعِّيك، ويعلِّمك ويفهِّمك .لكن لمَّا تقرا ليهو بتلقى الحاجات دي مافيشة .نصها أو كلها !. والسبب في الَّذِي أظُنُّ ، وبعض الظَنِّ إثم يعني ، هو إنو بكون واقع تحت أسْر الالتزام الحزبي ، والآيدلوجي عندما يمسك القلم ليكتب .فلا الاستحقاق الحزبي ذو عقل فيُطْلِق سراحَ قلمِه ، ولا هُوَ مطلوق السراحِ فيهرُب .وفي الَّذِي أرى فإنَّ الكتابة الجَيِّدة هي كالتوحيد الصحيح ، تحتاج إلى حُرِيَّة تامَّة من القيود ، كفْر بواح مُبْرَم بكل الأصنام ، وتستلزم تحرُّر كامل من كل العلائق والعوائق .واتفاق هذا نادِر .. نادِر جداً.ولذلك نجد بالكاد موحِّداً حَقَّاً وااااحِداً وسط ملايين من المؤمنين والمؤمنات .وهكذا وسط ملايين الكُتَّاب والكاتبات نجد كاتبة جَيِّدة واحدة أو كاتباً جَيِّداً واحِداً .. أو لا نجد .
وناس تقرا ليهم أنفع وأفضل وأحسن مِنْ تلاقيهم .حاتم إلياس مثالاً .يكتب كلاماً بماء الذهب رفيعاً مُحْكَماً موغلاً في المفهومية .. لكن لما تلاقيهو بتلقى عنده نوع من القلق غير اللازم بل المتعدي ، والتعاسة المُعْدِية. أنا بشوفو وبعرفو من سنة 94.. يعني من حوالي 26 سنة ..يعني قول ربع قرن ، فما شفتو يوم ولا لحظة جلس في مكان واحد هادئاً مطمئناً مستريحاً وسعيداً لخمس دقائق متتابعات .. يوم جلس جنبي في حائط المبكى ، ف أثِرْتَ معاهو النقطة دي .. فقال ; ده طبعاً يا صديقي نتاج ل ( فائض عبقريَّة ) . هههه . ولما استلمتَ كلامو ده ومخمختو سريع وشرعْتَ في الرد ، التفَتَّ لقيتو اختفى .
وناس لا ينفع تقرا ليهم خالص ، ولا ينفع تلاقيهم خالص خالص .. وديل كتار .. كُتار خالص .. خالِص خالص … خالِص جِدَّاً .
وناس ينفع تقرا ليهم ، وينفع كمان تلاقيهم .في كلتا الحالتين, المعادلة رابِحة وأنت ذو حَظٍّ جميل .الهادي راضي مثالاً .. Hadi. شاذلي شقاق مثالاً . .. Shazaly.. أحمد برنابا مثالاً .. Ahmed.. عثمان أحمد الحسن مثالاً . Osman.. وانت بتقرا رواية فريق الناظر بتحس وتشعر إنو وراء كل كلمة ، كل عبارة ، خلف كل سطر .. روحٌ ما لكنها واحِدة ، هِيَ مثل ( الله ) يوجد في كل مكان ولا يُرَى في أيِّ مكان .فإذا لاقيت يوماً من الدهر الهادي راضي كفاحاً ، ترتد بك ذاكرتُك للتو واللحظة إلى فريق الناظر .. وحينها تفهم وتتعلَّم وتُحِب إنو الروح ال في الرواية ديك في هذا الجسد تحديداً وبالذات ، تماماً كما يجب لحناً من ألحان الطبيعة ، يُسْمَع كما ينبغي تماماً في شَدْوِ كُلِّ عصفور ، ويُنْشَى في عَبَقِ كُلِّ زهرة .. ومِنْ ثَمَّ ، وبالنتيجة ، وفي الحساب النهائي فإنَّ كتابة الكاتب لا تعني شيئاً مقابل أن يكون الكاتب صافِياً .فالنوع الأخير ده سواءً لاقيتو وقريت ليهو أو قريت ليهو ثُمَّ لاحقاً لاقيتو ..في الحالتين ، هي حجَّةٌ وعُمْرَة تامَّتين تامَّتَيْن .. بأمر الرب .
“شُكْرِي”
شكرى عبد القيوم
