مقالات سياسية

المخابرات المصرية التي أطاحت حمدوك وحكومته .. هل ستقوم بتشكيل الحكومة القادمة؟!!

بكري الصائغ

١- السؤال المطروح في العنوان أعلاه ليس بالغريب ولا هو بالمستهجن ، بل هو أكثر من عادي لا يجب ان يثير الغضب والاحتجاج علي صاحب المقال باعتبار اننا في سودان اليوم قد تعودنا منذ انقلاب ٢٥/ اكتوبر ٢٠٢١م ، ان نلمس علي أرض الواقع بكل وضوح  كيف استطاعت المخابرات المصرية أن تفرض نفوذها القوي علي جنرالات مجلس السيادة والقياديين العسكريين في المؤسسة العسكرية وتعاملهم كما تعامل جماعة الميرغني وحزبه في القاهرة.

٢- لقد توسع هذا النفوذ داخل السودان واصبحت حكومة القاهرة بفضل مخابراتها تمتلك اراضي زراعية حدادي مدادي في منطقة وادي حلفا ، وآلت عشرات المشاريع الزراعية للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية المصرية.

٣- استطاعت المخابرات المصرية ، ان تفرض سيادة كاملة علي مطار مروي ، ومنعت جنرالات مجلس السيادة ووزراء الحكومة والمسؤولين في المؤسسة العسكرية من التعليق او الادلاء بأي تصريحات حول المطار المصري!!..اختفت تماما من الصحف المحلية والمصرية اخبار المطار.

٤- لم نعد نستغرب دخول عشرات الشاحنات المصرية يوميآ الي الولاية الشمالية ، وتقوم بشحن كل ما يمكن جمعه من خضر وفواكه وسلع ضرورية بالحاويات الضخمة  بكل امن وامان وبرعاية امنية سودانية !! .

٥- زيارات مدير المخابرات المصرية الكثيرة خلال الفترة من يوم الاثنين ٢٥/ اكتوبر ٢٠٢١م حتي اليوم ، ومقابلاته المكثفة التي أجراها مع رئيس مجلس السيادة ونائبه اوصلت المواطنين الى قناعة ، ان مدير المخابرات المصرية اصبح عده مكتب في قلب رئاسة الجمهورية بالخرطوم ، لا يبعد كثيرآ عن من مكتب الرئيس ونائبه!! .

٦- إن الشيءالغريب والمحير إلى حد بعيد في موضوع زيارات مدير المخابرات المصرية للخرطوم ، انه قد جرى في البروتوكول الدبلوماسي أن يقابل المسؤول رصيفه في نفس المهنة، بمعني اوضح ، كان الواجب على رئيس مجلس السيادة لا يندلق في مقابلات مع مدير المخابرات المصرية وتباحث معه في قضايا ليست من اختصاصه ويترك امر اللقاءات لمدير المخابرات السودانية!! .

٧- ان اكثر ما يثير العجب العجاب ، أن المخابرات المصرية استطاعت في فترة قصيرة تكوين خلية سياسية سودانية تابعة لها تعمل بشكل علني  لصالح الاجندة المصرية، هذه الشخصيات السياسية (عسكرية ومدنية!!) معروفة عند الجميع بحكم انها تحتل مناصب رفيعة في السلطة الحاكمة اليوم ، سبق أن قامت هذه الشخصيات بزيارة القاهرة في رحلة ترفيهية تحت اسم (ورشة القاهرة) ، عادت بعدها الخلية للخرطوم وهي محملة بافكار جديدة تمثل في مجملها توجهات مصرية لم يعد يخفي علي احد ، ان هذه شخصيات هذه الخلية تجدف بقوة عكس التيار الوطني ، وتعمل بكل قواها لتنفيذ خطة تهدف إلى افشال طموحات الملايين في سودان خالي تماما من العسكر، وان يبقى هذا الحال المزري علي حاله تحت قيادة جنرالات المجلس حتي عام ٢٠٢٧م !!.

٨- كل ما جاء أعلاه من حديث عن دور المخابرات المصرية في السودان لا جديد فيه ، وسبق ان نشرت الصحف السودانية الكثير المثير عن تطور هذه الدور الاستخباراتي بعد انقلاب ٢٥/ اكتوبر ، وكيف ان مدير المخابرات المصرية اصبح صاحب قوة ومهابة عن أهل السلطة في الخرطوم ، ويعملون له ألف حساب ، ويتفادون ألا يخالفوا له أمر!! .

٩- يا ترى هل يستطيع مدير المخابرات المصرية بما عنده من نفوذ طاغي علي جنرالات مجلس السيادة ، وعنده خلية من رؤساء منظمات مسلحة … وفي ظل التفكك الذي ضرب المكون المدني وشل قواه ، ان يقوم عباس كامل بتشكيل الحكومة القادمة ، وان يقوم هو بتعيين رئيس الوزراء ؟!! .

‫12 تعليقات

  1. حتي لا ننسي:
    لماذا تعترض مصر على عودة
    حمدوك لرئاسة الوزراء بالسودان؟!!
    (… – المصدر- “العربي الجديد”- 26 أكتوبر 2021:
    قال مصدر سياسي مصري وآخر دبلوماسي، وهما مصدران مطلعان، لـ”العربي الجديد”، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وساعده الأيمن رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، أكدا في مناسبات سابقة خلال اجتماعات مع المسؤولين السودانيين والعرب والتابعين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، عدم ترحيبهما باستمرار حمدوك رئيساً للوزراء. وأوضحت المصادر أن ذلك، ليس فقط بسبب رغبة مصر في التعامل مع المكون العسكري وحده، وتحديداً مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اللذين تجمعهما علاقة قوية بالسيسي، ولكن أيضاً بسبب رؤية مستقرة بأن حمدوك مقرّب من العواصم الغربية، وله أجندة تسمح بوصول قوى سياسية لا ترحب بها القاهرة إلى الحكم، فضلاً عن وقوفه عائقاً أمام بعض المخططات التي حاول النظام المصري الإسراع في تنفيذها مع المكون العسكري السوداني.

    1. الأخ/ Sami Smsm
      مساكم الله بالعافية.
      شكرآ علي المشاركة بالتعليق، وصلتني رسالة فيها تعليق مشابه لكلامك وجاء فيه:
      ” ياعمي الصائغ، اديت المخابرات المصرية اكبر من حجمها وطلعت عباس كامل السماء، لكن في الحقيقة المخابرات المصرية ضعيفة للغاية في السودان وبتعتمد علي شخصيات سودانية هشة في محاولة تنفيذ خططها ابقاء البرهان في السلطة، وجود قوات الدعم السريع كسرت مجاديف الحكومة المصرية واصبحت القاهرة تتعامل بشيء من الحذر مع قضايا السودان ما زي زمان. كتبت في عنوان المقال عن دور المخابرات المصرية في الاطاحة بحمدوك، لكن في الواقع حمدوك ضيع نفسه بسبب ضعف شخصيه ولم يقوي علي مواجهة الجنرالات في مجلس السيادة، ولم يحسم القضايا المعلقة ما بينه والمجلس وقدم تنازلات ما كان ينبغي عليه ان يفرط فيها”.

  2. الشيء بالشيء يذكر:
    اقتباس جزء من مقال كتبه الأخ/ عثمان محمد الحسن، ونشر في صحيفة “الراكوبة” قبل اربعة شهور مضت، ونشر المقال بتاريخ يوم ٢٨/ ديسمبر ٢٠٢٢ تحت عنوان-(حمدوك يجب أن يذهب! “، قال رئيس المخابرات المصرية للبرهان!):-
    ” لا تتفاجأوا إذا تم تشكيل حكومة أراجوزات يديرها البرهان داخل السودان، ويدير السيسي البرهانَ بالرموت كونترول من القاهرة .. وبين إدارة السيسي للبرهان وسوء إدارة البرهان للسودان تتحرك إدارة فلول النظام (المنحل) بإطمئنان.”.

  3. هل العيب في حكومة مصر أم ان العيب في حكومة السودان انت يا عزيزي الصاىغ عندك مشكلة مربكة في السودان شعب يأكل بعضه البعض وحكومة اوسخ من الشعب ماهو العمل يا سيد بكري نحتاج علماء اجتماع وعلماء علم نفس وعلماء،سياسة لحل مشكلة السودان

  4. هل العيب في حكومة مصر أم ان العيب في حكومة السودان انت يا عزيزي الصاىغ عندك مشكلة مربكة في السودان شعب يأكل بعضه البعض وحكومة اوسخ من الشعب ماهو العمل يا سيد بكري نحتاج علماء اجتماع وعلماء علم نفس وعلماء،سياسة لحل مشكلة السودان

  5. الأخ/ Murtada
    حياك الله، وجمعة سعيدة مباركة باذن الله تعالي وعلي الجميع.
    ١-
    بالنسبة للسؤال وكتبت: هل العيب في حكومة مصر أم ان العيب في حكومة السودان؟!!، اقول ان كل حكومات السودانية السابقة – تحديدأ- منذ عام ١٩٥٨ حتي اليوم ارتكبت اخطاء فادحة لا تغتفر. اولي هذه الاخطاء كان في عهد الفريق/ ابراهيم عبود الذي باع منطقة النوبة لمصر مقابل ١٥ مليون دولار كنوع من التعويض للنوبيين علي غرق المنطقة، وما كنا نتمني ان يشارك الرئيس عبدالناصر في الجريمة، وان لا يسعي لفناء ارض فيها حضارة عمرها اكثر من خمسة ألف عام من اجل بناء خزان في بلده، وتساءلنا وقتها لماذا هذه الانانية والحاق الضرر بأهل النوبة، وما زلنا حتي اليوم نعاني من هذا الجرح العميق الذي تسبب فيه عبود وعبدالناصر رغم مرور (٦٠) عام علي الحدث.
    ٢-
    (أ)-
    جاء في تعليقك: “عندك مشكلة مربكة في السودان شعب يأكل بعضه البعض، نحتاج علماء اجتماع وعلماء علم نفس وعلماء،سياسة لحل مشكلة السودان”- انتهي-
    ما كان يجب عليك ان تنسي حقيقة ان كل دول العالم بلا استثناء تعاني في داخلها من اضطرابات وقلاقل ومشاكل، ويندر ان نجد دولة معافية (١٠٠%)، اليوم توجد اضطرابات في امريكا بسبب محاكمة ترامب، وفي فرنسا مظاهرات ضد قانون سن المعاش، وروسيا تورطت في حرب اوكرانيا، ومصر عندها ازمة اقتصادية اوصلتها الي بيع شركات واصول مالية عملاقة وبنوك لعرب الخليج،..
    (ب)-
    لقد استغلت الحكومات المصرية السابقة والحالية الاوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة في السودان، وتدخلت بقوة في الشأن الداخلي والخارجي لا حبأ في السودان واهله ولكن حتي لا يخرج السودان من نفوذه وهو شيء لم يعد يخفي علي احد، ولا احد في السودان ينكر ان الانظمة العسكرية التي حكمت السودان طوال مدة (٥٦) عام علي فترات متباعدة قد اعطت الحكومات المصرية السابقة والحالية مئات الفرص للتغلغل في كل صغيرة وكبيرة تخص السودان.
    (ج)-
    ما كنا نتمني ان تعاملنا الحكومات المصرية منذ عصر محمد علي الكبير وحتي الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي وكان السودان جزء لا يتجزأ من مصر، كنا نتمني ان تكون العلاقات بين البلدين أسمي واكثر صفاء مما نحن عليها الان، ان تعاملنا الحكومة المصرية مثل معاملتها للسعودية والإمارات بدون تدخل او ضغوطات علينا.
    ٣-
    (أ)-
    ورد في تعليقك جملة وكتبت: “في السودان شعب يأكل بعضه البعض وحكومة اوسخ من الشعب”- انتهي-
    (ب)-
    يا أخ Murtada، لا يوجد علي ظهر الارض شعب وسخ، فكل شعوب الارض تعاني من ويلات حكوماتها بما فيها الشعب السوداني والمصري، والشعب السوداني يكن للشعب المصري كل المودة والاحترام…ولكن حكومات البلدين هي التي (وسخت) هذه العلاقات.
    ٤-
    تركتم في رعاية الله وحفظه.

  6. وصلتني ستة رسائل من معلقين اعزاء وكتبوا:

    ١-
    الرسالة الاولي:
    … ده كلام شنو ياود الصائغ؟!!. يعني حتي لو افترضنا نفوذ المخابرات المصرية في السودان قوي الي ابعد الحدود واقوي من مجلس السيادة والمؤسسة العسكرية والحركات المسلحة وكل الوان المكون المدني.. هل تستطيع هذه المخابرات الاجنبية ان تفرض علينا فرض تشكيل حكومة من تاليفها ويكون مثلأ مناوي ولا جبريل ولا مبارك الفاضل هو رئيس الوزراء؟!!..مقالك ده تخاريف صيام!!
    ٢-
    الرسالة الثانية:
    … الجنرال ضعيف الشخصية البرهان هو لا احد غيره المسؤول عن تمدد المخابرات المصرية في السودان. البرهان هو من فتح كل الابواب السياسية والاقتصادية والتجارية للحكومة في مصر، وبالطبع انتهزت حكومة مصر فرصة الانفتاح العسكري عليها وتدخلت وتمددت وانتشرت في كل مكان بالبلاد وعسكرت حتي داخل القصر الرئاسي!!
    ٣-
    الرسالة الثالثة:
    مصر من حقها تعمل فينا كده واكثر ما دام رئيس البلد الاسمو البرهان ضرب تعظيم سلام للسيسي!!
    ٤-
    منو في السودان مابيعرف وجود عشرات المخابرات الاجنبية بتشتغل علانية بلا دس او مؤاربة وبلا سرية ، وبعضها كمان يعمل بتصديق رسمي من جهاز المخابرات الوطني في الخرطوم!!، السودان هو البلد الوحيد في الكرة الارضية فيه جهاز مخابراته تابع للمخابرات الاسرائيلية والمصرية والCIA!!

  7. وصلتني ستة رسائل من معلقين اعزاء وكتبوا:
    ٥-
    الرسالة الخامسة:
    السؤال المطروح بقوة ” من اعطي الحكومة المصرية حق التملك في اراضي النوبة الزراعية وتصدير منتوجاتها من خضر وفواكه الي داخل مصر؟!!، من سمح للمخابرات المصرية ان تحتكر العمل في مطار مروي وتحوله لمطار عسكري؟!!، هل دخلت الشاحنات المصرية الي الولاية الشمالية بدون اذن السلطات السودانية؟!!..من اعطي الامارات حق اقامة ميناء “ابوعمامة”؟!!، من هو المسؤول السوداني عن تشييد قاعدة عسكرية علي ساحل البحر الاحمر؟!!، من سمح بتهريب ذهب جبل عامر الي روسيا؟!!،….بلد هامل هملة شديدة وماعنده سيد!!
    ٦-
    الرسالة السادسة:
    فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، هو من سيقوم بتشكيل الحكومة القادمة.

  8. ٩- (يا ترى هل يستطيع مدير المخابرات المصرية بما عنده من نفوذ طاغي علي جنرالات مجلس السيادة ، وعنده خلية من رؤساء منظمات مسلحة … وفي ظل التفكك الذي ضرب المكون المدني وشل قواه ، ان يقوم عباس كامل بتشكيل الحكومة القادمة ، وان يقوم هو بتعيين رئيس الوزراء ؟!!).
    كل شيء ممكن على مسرح العبث السوداني يا الصايغ لكن ما تنسى دخول النسر الامريكي the big scavenger في العملية السياسية الجارية وهو يعمل مخلبه الجارح من خلال عملائه المخلصين. والنسر الأمريكي لا يسره أن يرى بغاث الطير، بما فيها مصر ذاتها، تنهش في الثور السوداني وهو يقف متفرجاً خاصة مع تسارع وتيرة الأحداث العالمية. فللنسر الأمريكي حساباته الاستراتيجية في المنطقة ويريد أن يرمي بثقله في إعادة صياغة الخارطة الجيوبوليتيكية لتتسق مع مصالحه المستقبلية هنا وبالطبع معه الحق بمنطق الكولونيالية الجديدة. وجمعة طيبة

  9. الأخ/ مسبار الحقيقة
    تحية طيبة وسعدت بتعليقك القيم.
    ١-
    الشيء بالشيء يذكر:
    توصيات لمعالجة قضايا الوجود السوداني بمصر
    31 مارس، 20230-
    الخرطوم -“الجريدة”-
    وصى مشاركون في اجتماع تشاوري بإعداد دراسة حول مستقبل الوجود السوداني بمصر. ونظم الاجتماع بواسطة الإدارة العامة للبحوث ودراسات الهجرة والتنمية بجهاز المغتربين برئاسة مكين حامد تيراب الأمني العام لجهاز المغتربين. وشارك في الاجتماع التشاوري عدد من السفراء والدبلوماسين بوزارة الخارجية وعدد من سفراء السودان السابقين بجمهورية مصر العربية وممثلين لمراكز البحوث ورئيس الجهاز المركزي للإحصاء ووزارة الرعاية االجتماعية وجهاز المخابرات وعدد من أفراد الجالية السودانية.
    ٢-
    اول مرة اسمع عن قضايا الوجود السوداني في مصر!!، هل المقصدين بهذه القضايا هم اللاجئين السودانيين؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..