السودان والتقسيم الناعم

تقسيم المنطقة العربية إستراتيجية امبريالية صهيونية قديمة متجددة، حيث تم تشطيرها قديما بموجب إتفاقية سايكس بيكو، واستمر الاستهداف الاستعمارى، وﻻ زال، تنفيذا لسياسة ضرب أسفل الجدار، بتجزأة المجزا علي أسس دينية وعرفية ومناطقية لضمان أمن إسرائيل وتفوقها العسكري وتكريس الهيمنة والتبعية السياسية والاقتصادية والاحتفاظ بالدويلات المنشطرة كأكبر سوق للمواد الخام الأولية والبضائع الغربية وسوق للسلاح.
هذه الإستراتيجية تأخذ منحيين في التطبيق، حيث تجري عملية التقسيم بالقوة المسلحة في كل من العراق وسوريا وليبيا بتدخل دولي تحت ذرائع شتى مثل امتلاك السلاح النووي غير المسموح لغير أعضاء النادى النووى وإسرائيل، وبذريعة تصدير الديمقراطية ومحاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش. ويؤدى استخدام القوة المفرطة إلى تدمير مجتمعات هذه الدول وتحطيم البنية وكل المنجزات التى تمت بشكل متفاوت في هذه الأقطار والعودة بها عشرات العقود عن العصر وتهيئة المناخ الملائم لقوي التبعية والعمالة لتتسيد السلطة.
اما الأسلوب الثاني فهو المنهج السوداني الناعم او “النيفاشى” فى التقسيم والتفتيت.
القاعدة الأساسية التى يتأسس عليها هذا المنهج هى أن الإسلام السياسي حاضن ومفرخ للتجزئة، ومفرط في الاستخدام والاعتماد على القوة والقهر وتقسيم المجتمع علي أسس دينية وعرقية، وتدمير منجزات العصر والعلم والعقل.
ان التجربة السودانية غنية بالأمثلة على ذلك، لذلك نجد الإنقاذ قد كفت الامريكان شر التفتيت والتقسيم بقوة السلاح المباشر، واستعاض الأمريكان عن ذلك، بالترويض والعقوبات والعمالة وفرض الحلول المنفذة للاستراتيجية الامريكية، وتبنيها وتنفيذها من قبل الإسلاميين.
إذن ما هي المؤشرات الواقعية في المشهد السوداني المتوفرة والضامنة لاستخدام المنهج الناعم للتقسيم؟
1:ان القابلة الانقاذية التي فصلت الجنوب قيصريا هي ذات القابلة التى بيدها مشرط التقسيم.
2. التطبيق النموذجى للسياسة الاسرائيلية المعنية بشد الأطراف، ويتمثل ذلك في الاحتلال الأثيوبي لملايين الافدنة، الوجود الأجنبى الاستخباراتي المقيم والمستمر شرق السودان، احتلال وتمصير حلايب وشلاتين، إقامة القوات المشتركة التشادية السودانية مئات الكيلومترات داخل الاراضى السودانية، تبعية أبيي وعدم رسم الحدود مع دولة جنوب السودان المفصولة ناعما عن الام، كل ذلك يتناغم مع سياسة النظام العنصري وما عرف بمثلث حمدى.
3. وجود حركات مسلحة في الأطراف ذات سيطرة ميدانية على الأرض غابت عنها الدولة وسيادتها عشرات السنين.
4. إضعاف وتخريب المؤسسة العسكرية وبناء ميليشيات قبلية موازية للقوات المسلحة تحت إدارة أمراء قبليين.
5. الاختراق الاستخباراتى راسيا وافقيا للنظام الحاكم ومؤسساته وحزبه وللمعارضة المسلحة والمدنية.
6. فقدان النظام الإرادة الوطنية واستعداده لتنفيذ إرادة الأجنبي وقابليته المختبرة والمروضة في التفريط في وحدة السودان.
7. الوضع الاقليمى والدولي الذى تنفرد فيه امريكا بإدارة العالم وترتيبه وفق مصالحها.
8. غياب البديل الوطني الديمقراطي، والسيولة في فرز الخنادق، وقد ادى ذلك الى تعميق حالة إلاحباط والتوهان ،كما ادي تكالب الأحزاب الرجعية وبعض الحركات المسلحة ودورانها وترقيعها للنظام في ظل غياب الحريات والقبضة الأمنية، الي تفريط النظام فى وحدة البلاد ومصيرها، من أجل البقاء في السلطة، ولو على جثة السودان.
9. تبني النظام والحركات المسلحة الحلول الثنائية وعجزها جميعا عن الرؤية الشاملة للأزمة الوطنية فكريا وسياسيا، تقعدها في ذلك تركيبتها التنظيمية الجهوية والعنصرية عن الحل الوطنى.
10. تعميق القبلية وتكريس الجهوية واذكاء الصراع الاثنى شمالا وشرقا وغربا وجنوبا ووسطا وإقامة نظام الحكم علي أساس المحاصصة القبلية.
11. تدمير القطاع العام، والبنية التحتية، وتخريب الخدمة المدنية والعسكرية، واستشراء الفساد، وكل ما يمكن ان ينتج عن التدخل الاجنبي المسلح من دمار وتحطيم قامت الإنقاذ بأكثر منه وبشكل مدهش ومتواصل.
وفي سبيل تسريع إرجاع العلاقات مع أمريكا بشكل كامل وبالتالي مع المجتمع الدولي، قام النظام في الفتره الأخيرة برمي كل مايملكه قربانا لهذه العلاقة وذلك عبر جملة إجراءات:
1. الإعلان عن الحوار كمنصه للتسوية.
2. قطع العلاقات مع إيران والتوجه نحو الخليج للمساعدة في تطبيع العلاقات مع أمريكا وتوج ذلك بقرار المشاركة في عاصفة الحزم.
3. إرسال وفد من الإدارات الأهلية اعقبه بآخر للطرق الصوفية للألتقاء بالإدارة الامريكيه والكونغرس ليفتح الباب علي مصراعيه لأمريكا للوصول لقيادات المجتمع الأهلي، وهو ما كان يرفضه النظام ويضعه في خانه العمالة وانتقاص السيادة.
المهم في الأمر أن الرساله المراد إيصالها قد وصلت وهي: إن النظام في سبيل بقائه علي استعداد لتقديم أي تنازلات تتعلق بوحدة وسيادة السودان.
وضمن هذا السياق مقرونا بانفراد رأس النظام بالقرارات المصيرية والسيادية، سيتم الإتفاق علي الحلول الجزئية الثنائية للأزمة الوطنية وهو ما سيصب طوعا في الإستراتيجية الأمريكية الهادفة لتقسيم السودان متناغمة مع انحدار سقف مطالب الجبهة الثورية معبرا عن تحالفها التكتيكي والمرحلي وبنائها الجهوي والمناطقي. وما صراعها علي رئاسة الجبهة الثورية إلا أكبر دليل علي هشاشة الارتباط، وما إصرار قطاع الشمال في الاحتفاظ بالرئاسة الا لاستثمارها في التفاوض لأبرام اتفاق ثنائي مع النظام، ليعظم مكاسب قطاع الشمال علي حساب الحلفاء كما حصد قطاع جبال النوبة الحصرم في اتفاق نيفاشا.
وينسجم ذلك بالطبع مع خط النظام ويخرجه من مواجهة حلفائه في السلطه بموجب اتفاق الدوحة في حالة الحل الشامل.
وعليه فان استقراء ما سيحدث ليس صعبا، فسيناريو الحل يتجه نحو الإستجابة لمطلب قطاع الشمال في الحكم الذاتي في صيغة اتفاق فضفاض معمم تضمن فيه الحركة الشعبية إدارة ذاتية بصلاحيات واسعة في المنطقتين، تعزز من إنهاء السيادة المنقوصة، وبالأصح المعدومة لسنوات طويلة في مناطق سيطرة الحركة وتعزيز ركائز الإنفصال بإقامة منهج تعليمي يزيد من الشقة ويمهد للانفصال.
كذلك سيتم الإتفاق علي إستيعاب جيش الحركة الشعبية بنفس المواقع القيادية العسكرية.
وستتم المحاصصة في السلطة في المنطقتين، بين قطاع الشمال والمؤتمر الوطني.
وبالنسبه للحركات الدارفورية ستتم معالجة المشكله على ضؤ نتائج الإستفتاء، ومن المتوقع أن تدفع الأطراف الخارجية وبعض الحركات المسلحة، بإتجاه أن تأتي نتيجة الإستفتاء لصالح تعدد الأقاليم، وهو مايتفق مع نهج النظام في إطالة عمره في السلطة.
غني عن القول ان هذه القراءة تستهدف كشف مآلات الأوضاع في السودان، بعد أن وصلت البلاد مرحلة نضج العوامل الموضوعية لتغيير النظام الذي انبطح تماما للمشروع الأمريكي من أجل البقاء في السلطة علي حساب وحدة السودان أرضا وشعبا.
وهي محاولة للاقتراب من رؤية القادم، والاستعداد للتصدي ومواجهة مخطط التقسيم الذي بدأ بالجنوب ومازال ماضيا في ذات الدرب لتشطير الأطراف الملتهبة.
المدعو الوجيع يتكلم عن تضحيات حملها الشماليون من أجل الوحدة!! أي تضحيات يا عم ومن هم الشماليون الذين تقصدهم بهذه الاشارة؟ هل هم النخبة النيلية الصغيرة التي استقبلت ابتداءً جيوش المستعمر الفاتحة وهي تصعد إلى أراضي السودان في نهايات القرن التاسع عشرة، وتعاونت معه على احتلال البلد، وعملت تحت سيطرته وتعلمت منه حتى فاقت بقية أهل السودان استنارة ومن ثم تآمرت مع المستعمر على وراثة مليون ميل مربع دون وجه حق وهي التي لم تبذل أية دماء خلال فترة الاستعمار خلافاً لبقية أطراف البلاد جنوباً وغرباً ووسطاً. هل تشير يا أخ إلى مثلث حمدي البائس الذي طرحته هذه الأقلية الحقيرة التي أضاعت على شعوب السودان فرصة العيش في وطن يسع الجميع فأساءت إدارة البلاد ثم لجأت لمثل هذه المشاريع التافهة. حقاً بعد أن ذهب الجنوب لم يعد هناك سودان يمكن الاعتداد به وسيتمزق ويعود إلى حاله القديم أيام كان سلطنات وممالك صغيرة لا رابط بينها وحينها سيعلم من حكموا علينا أذناب الاستعمار من أمثال عبدالرحيم حمدي أي منقلب ينقلبون
المدعو الوجيع يتكلم عن تضحيات حملها الشماليون من أجل الوحدة!! أي تضحيات يا عم ومن هم الشماليون الذين تقصدهم بهذه الاشارة؟ هل هم النخبة النيلية الصغيرة التي استقبلت ابتداءً جيوش المستعمر الفاتحة وهي تصعد إلى أراضي السودان في نهايات القرن التاسع عشرة، وتعاونت معه على احتلال البلد، وعملت تحت سيطرته وتعلمت منه حتى فاقت بقية أهل السودان استنارة ومن ثم تآمرت مع المستعمر على وراثة مليون ميل مربع دون وجه حق وهي التي لم تبذل أية دماء خلال فترة الاستعمار خلافاً لبقية أطراف البلاد جنوباً وغرباً ووسطاً. هل تشير يا أخ إلى مثلث حمدي البائس الذي طرحته هذه الأقلية الحقيرة التي أضاعت على شعوب السودان فرصة العيش في وطن يسع الجميع فأساءت إدارة البلاد ثم لجأت لمثل هذه المشاريع التافهة. حقاً بعد أن ذهب الجنوب لم يعد هناك سودان يمكن الاعتداد به وسيتمزق ويعود إلى حاله القديم أيام كان سلطنات وممالك صغيرة لا رابط بينها وحينها سيعلم من حكموا علينا أذناب الاستعمار من أمثال عبدالرحيم حمدي أي منقلب ينقلبون
اذا كان التقسيم يخيف كاتب المقال فانه على النقيض من ذلك صار حلما يدغدغ مشاعر الغالبيةالعظمى من سكان السودان القديم وسيتمنى الكثيرون ممن سيقرأون هذا المقال من ان يعيد التاريخ نفسه وتصبح تخوفاته هذه حقيقة تسعى بينهم اولا لكون التقسيم قائما بالفعل منذ القدم وان ظل خافياولايحتاج الى كبير جهد فى سبيل فى ايضاحه وثانيالكون الصراع الذى استمر ل60 عاما لا تبدو الاتفاقيات كافية مهما قدم من تنازلات لانهائه بالطرق التى ترضى الطرفين نسبة لعدم ثبوت مطالب المتمردين وتحركها واستبدالها حسب مقتضى الحال حتى اخذت طابع الاستغلال والابتزاز اللانهائى وثالثا لضمور واضمحلال الشعور القومى وذبول رايات الوحدة الوطنية التى حمل الشماليون وحدهم شعلتها المتقدة منذ بواكير الاستقلال ومن ثم تحملوا اعباءها خصما على امنهم واستقرارهم وتخلفا وامراضا تفتك بهم بل وتكاد تفقدهم حتى مجردالسيطرة على ارضهم بعد ان ذاب وتقلص أملهم الكبير فى الدفاع عن كل الارض السودانية ..ولاشك انهم يعضون اصابع الندم على القبول والتقيد بخارطة الانجليز الهلامية التى استلموها كما هى دون اجراء تعديلات ضرورية عليها لتلائم طموحات ورضاء السكان على جانبى خط الصراع لكن عناد واصرار ساسة البلاد هو ما قاد فى خاتمته الى ما وصلنا اليه من ضعف وهزال ولكن ان أتى متاخرة افضل من الا تاتى ابدا فما العيب فى منح جميع مناطق التمرد الحكم الذاتى او الكونفدرالى او حتى الانفصال اليس خيارا افضل من حروب تستمر لنصف قرن من الزمان نهضت خلاله دول من ركام الحروب او قيود الاستعمار وصارت قوة تتحسب لها الامم و هانحن ما زلنا نفتأ نسأل عن هويتنا وكان على الحوار المنعقد ان يبحث فى هذا الامر دون مواربة او مجاملة بدلا عن تدوير نفس التجارب .
أستاذ عبدالله مقالك بكل أسف أكد المؤامرة الغربية وإسرائيل ووووووو
ونسيت أن الحكام فى السودان تسببوا فى الوضع الذى آلت إليه البلد
وحتى العراق التى إستشهدت بها كان البعث سبباً فى كل ما يحدث اليوم بالعراق
الغرب يسعد بما نحن فيه فلاداع لتوزيع الإتهامات