البرهان قلص صلاحيات وزير الخارجية وقام بتعيين مبعوثا رئاسيا له!!

بكري الصائغ

عودة الي خبر له علاقة بالمقال:
البرهان يصدر قرارا بتعيين مبعوثا رئاسيا له وتغيير طاقم مكتبه.
المصدر- “السودانية” – يوليو 7, 2024م-
أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان ، اليوم ، الاحد قراراً بترقية اللواء الصادق إسماعيل ، إلى رتبة فريق ، وتعيينه مبعوثاً رئاسياً شخصياً له. كما أصدر قراراً ، بتعيين العميد ، عادل سبدرات ، مديراً لمكتبه في مجلس السيادة. ويعتبر الفريق الصادق إسماعيل أول الدفعة (36) كلية حربية ، وأقدم لواء في القوات المسلحة ، يُحظى بثقة رئيس مجلس السيادة ، الذي سبق وأن كلّفه بعدد من الملفات والمهمات العسكرية ، من بينها زيارات لعدد من الدول منذ اندلاع حرب أبريل العام الماضي. وتولى منصب مدير مكتب البرهان منذ عهد المجلس العسكري ، وكام قبلها ملحقاً عسكرياً بالأردن. يُذكر أنّ قراراً صَدَر كذلك بتسمية العميد ركن عادل سبدرات الذي ينتسب إلى الدفعة (41) مديراً لمكتب البرهان بمجلس السيادة. وينحدر سبدرات من شرق السودان وسبق أن عمل ملحقاً عسكرياً بدولة تركيا. وكان البرهان سبق وان عين وكيل وزارة الخارجية دفع الله الحاج مبعوثاً خاصاً. ويأتي التكليف السابق لدفع الله كمحاولة لتنشيط العمل الدبلوماسي المتعثر مع اشتداد أزمة المواجهات مع قوات الدعم السريع.
– انتهي-

خبر تعيين اللواء/ الصادق إسماعيل مبعوثاً رئاسياً شخصياً للبرهان والذي تم قبل ثلاثة أيام مضت في يوليو هذا الشهر الحالي هو تعيين ليس بالجديد ولا بالمستغرب ، فقد سبقه في هذا العمل الرئيس المخلوع الذي قام في شهر يونيو عام ٢٠١٥م بتعيين الفريق أمن السعودي الجنسية/ طه عثمان ليكون مديرا لمكتبه في رئاسة الجمهورية وبمجلس الوزراء ، واحتل طه المنصب وظل فيه طوال سنوات عديدة قبل اعتقاله بتهمة التجسس علي مكتبات ورسائل البشير ، وقام بتسريب اسرار كثيرة وخطيرة الي السعودية وتم إبعاده من البلاد.

وكان الرئيس المخلوع/ عمر البشير قد اصدر في يوم ٩/ يونيو عام ٢٠١٥م مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق/ طه عثمان الحسين وزير دولة ومديراً عاماً لمكتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ، وجاء في منطوق المرسوم الجمهوري:

(عملا بأحكام المادتين 58 (أ) (ح) و70 (5) من دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005م أصدر المرسوم الجمهوري الآتي نصه: يُعين الفريق أمن طه عثمان أحمد الحسين وزير دولة ومديراً عاماً لمكتب السيد الرئيس برئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء”). ووجه الرئيس بسريان المرسوم من تاريخ التوقيع عليه المحدد في السابع من يونيو ٢٠١٥م.

تعيين الاجنبي السعودي طه من قبل البشير ليكون مديرا لمكتبه اثار جدل ونقاشات حادة داخل اروقة المجلس الوطني ، واثار ايضا استغراب ملايين السودانيين من هذا التصرف الغريب الذي صدر من البشير وتسليم رئاسة الجمهورية لشخصية أجنبية ، ولما اشتدت المناقشات حسمها البشير بشدة وإسكات كل الاصوات المعارضة.
بل والاغرب من كل هذا أن البشير اوكل لمدير مكتبه طه القيام بأعباء وزير الخارجية وكلفه القيام بمهام خارجية لتوصيل رسائل الي رؤساء دول أجنبية وقابل طه العديد من رؤساء حكومات دول عربية وشخصيات سياسية دولية رفيعة المستوي ، طوال فترة عمل طه برئاسة الجمهورية والأمانة العامة لمجلس التي امتدت من يونيو عام ٢٠١٥م حتي عام  ٢٠١٧م ما كان لوزير الخارجية وقتها إبراهيم غندور (المهمش) اي دور بارز او نشاط دبلوماسي قام به .. لقد تعمد البشير تقليص صلاحيات غندور لصالح مدير مكتبه ، وكنا نتوقع في ظل التهميش المتعمد وسحب الصلاحيات الكبيرة والهامة منه أن يقوم غندور بتقديم استقالته من الوزارة ويعود مجددا الي مهنته القديمة كطبيب أسنان وأستاذ محاضر في جامعة الخرطوم ، ولكنه سكت علي مضض وجلس في مكانه بالوزارة وزير بلا عمل.

من طالع بدقة وامعان شديد خبر تعيين اللواء/ الصادق إسماعيل ، إلى رتبة فريق ، وتعيينه مبعوثاً رئاسياً شخصياً للبرهان ، يجد أن البرهان سار علي نفس نهج البشير في تعيين مبعوث خاص له ، وأن المبعوث الشخصي للبرهان ليس مدنيا بل هو عسكري مثل طه الذي شغل منصب أمني للبشير برتبة فريق!! .

يا تري ، هل سيقوم وزير الخارجية الحالي/ حسين عوض علي محمد بتقديم استقالته بعد أن اصبح مهمشا (مثل سابقه غندور)، وايضا بعد أن آلت كل صلاحياته لمبعوث البرهان الشخصي .. ام ينتهج الوزير حسين عوض نفس نهج غندور ويبقي بلا عمل او اعباء دبلوماسية في وزارة اصلا ما كان عندها اي دور ملموس منذ عام ٢٠٠٩م عندما صدر قرار من محكمة الجنايات الدولية باعتقال عمر البشير وضرورة مثوله امام المحكمة بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية والقيام بتصفيات جسدية لمواطنيين في دارفور ، وفشلت الوزارة في سحب الاتهامات من محكمة الجنايات الدولية؟!! .

وما علينا الا الانتظار عن ما سيتخذه وزير الخارجية ، او كما قال الشاعر طرفة بن العبد :
“ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً … ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ  .

[email protected]